الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 30th June,2003 العدد : 18

الأثنين 30 ,ربيع الآخر 1424

في خطوتهن الجماعية الأولى
مشاعل، رحاب، الهنوف، وأريج في معرض تمازجت فيه ملامح إبداعهن التشكيلي

* كتب المحرر التشكيلي:
يقام حاليا وحتى نهاية هذا الأسبوع في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية التابعة لمعهد العاصمة النموذجي معرضا ضم أربع من التشكيليات السعوديات، مشاعل المسند، ورحاب الغذامي، والهنوف المفلح، وأريج الزامل، قدمن فيه مجموعة من أعمالهن التشكيلية تنوعت فيها الأساليب والخامات عبر استلهام مشترك للموروث البصري لكل مظاهر الواقع الاجتماعي وملامح جمال البيئة ويأتي المعرض الذي تم اعداده بجهودهن الخاصة كخطوة أولى نحو اثبات الذات والتعريف بتجاربهن للجمهور. ورغم ان غالبية الأعمال يظهر عليها الارتجال والاعداد السريع إلا أن الجرأة في اقامة معرض وبهذا الحجم يعني الاصرار من قبل المشاركات على الدخول في معترك النقد وقبول الرأي الآخر والتعرف على ما يمكن القيام به في الخطوات القادمة المحكومة بكيفية تطوير القدرات مع ان جميعهن من خريجات جامعة الملك سعود قسم التربية الفنية الذي لنا معه وقفات قادمة لنتعرف على الكثير فيه وكيفية تلقي الدارسين أسس العمل الفني التشكيلي فالظاهرة العامة لمختلف أعمال خريجي وخريجات القسم ما زالت في حدود البحث والتجريب والمحاولات الجادة في اضافة جديد على ما تلقوه خلال الدراسة مما يدل على ان مدة تحصيل التقنيات أو سبل تنفيذ العمل الفني قليلة من بين بقية المواد أو المحاضرات الأخرى في غير التخصص.
وهذا الواقع يعتبر سببا هاما ومؤثراً وغير كاف لتخريج فنانين ما يعني ان القسم يخرج معلمين للتربية الفنية فقط.
نعود للمعرض الرباعي الذي يكشف لنا الكثير من زوايا الابداع القابع في ثنايا اعمال المشاركات إلا أنهن لازلن بعيدات عن اقتناصه والتعامل معه إلا في حال التأني والمثابرة والتعرف بشكل جاد على أعمال الآخرين عبر زيارة المعارض أو التواصل مع زميلاتهن ممن لهن تجارب ناجحة في الساحة فالاحساس بحب العمل الفني لا يعني القدرة على أدائه وليست كل الرغبات تحقق النتائج خصوصا في مجال الفنون البصرية فالشكل أياً كان حينما يظهر على اللوحة أو المنحوتة مباشرة أمام المتلقي ستكتشف نقاط الضعف والقوة نتيجة العلاقة الكبيرة بينه وبين ما يراه وبين ما يختزله من معرفة مسبقة عنه، ما يعني خطورة التلاعب أو الالتفاف أو محاولة استغفاله بطرح أي شكل أو صيغة تجعله أمام احتمالين إما إسقاط العمل من أول نظرة أو دفعه للابحار فيه فنا وموضوعاً بناء على المسببات كالتحريض والجذب والاقناع فالأعمال المعروضة تثير الكثير من التساؤلات وتدفع بالمشاهد للسعي لايجاد رابط أو حلقة وصل بين عمل وآخر لكل فنانة على حدة إلا ان ما يمكن الاعتراف به هو في ان الرغبة والايمان الصادق بين المشاركات بابداعهن شكل القاعدة الصلبة التي جعلت كل واحدة منهن تطرح ما لديها بشجاعة وثقة كبيرة هي ما يحتاجه المبدعون.
استباق لمراحل النضج الفني
لا يمكن الاختلاف على ان أي عمل ابداعي لابد له المرور بمراحل تكوين شاملة ابتداء من التعرف على الموهبة مرورا بالعلاقة مع الأدوات أيا كانت تلك الابداعات ومنه الفنون التشكيلية فإذا كانت أدوات الكاتب أو الأديب هي المفردة والجملة والقلم فالفنان التشكيلي لديه الواقع بما يمثله من عناصر ومساحات وكتل وفراغ وحالات انسانية يليها الفرش والألوان أو المطرقة والإزميل تأتي بعدها مرحلة التعامل والتنفيذ للعمل الفني وما يطرأ عليه من تبدل وتغير وتطور متكئاً على ثقافة واعية في مجال المعالجة التقنية أو في فهمه لدوره الكبير في صنع الحضارة وقدرته على ان يحيل العمل الفني الى معنى كبير وهدف يسمو بالآخرين الى فهم الحياة الجميلة بكل معانيها لينعكس تباعا على السلوك العام وارتقاء الذائقة ومن هنا فالعمل الفني الناضج لا يمكن طهيه بين ليلة وضحاها بقدر ما يمر بمعترك نفسي وذهني وتقني يعيشه الفنان ساعات طويلة قد لا يخرج في الكثير منه بقناعة حتى لو حصد كل الجوائز وشهادات التقدير كما يعتقد البعض أنها مقياس للنجاح إذ انها لا تحقق إلا جزءاً من طموح المبدع الذي يجد في امضائه على عمل قد أنجزه في قمة النجاح والشعور بالسعادة، وأتذكر هنا مقولة للفنان فن جوخ في احدى رسائله لأخيه انه يرسم اللوحة وكأنه يهدهد طفلا صغيراً لينام ما يعني أن جوخ كان أكثر من بطيء وهادئ أثناء الرسم وهذا ما نحتاجه اضافة الى ان الأسلوب الفني لا يمكن امتطاؤه أو ترويضه أو التعلق به بقدر ما يفرض نفسه على الفنان بعد مراحل طويلة من التجارب والنقل والتقليد غير المعلن والتعرف بها على كيفية ابداع الآخرين خصوصا عند المبتدئين حتى تتحقق لهم القدرة ويتم لهم التعرف على تلك القدرات ومنها تصبح الانطلاقة أكثر ثقة.
إطلالة على المشاركات
المشاركات في المعرض الرباعي من المؤهلات أكاديميا ومن المتميزات في مراحل تلقيهن في الجامعة ولهن مساهمات في العديد من المعارض داخل الجامعة وخارجها كان لهن فيها حضور يحمل مؤشرات النجاح.
* فالتشكيلية مشاعل مسند المسند تحمل درجة البكالوريوس من جامعة الملك سعود تخصص تربية فنية شاركت في المعرض الجماعي للفنون التشكيلية الذي اقامته جمعية الثقافة والفنون لصالح لجنة أصدقاء المرضى عام 2001م وشاركت في المعرض المتجول مختارات من الفن السعودي وفي المعرض الأول للفنانات السعوديات عام 2002م.
* التشكيلية الهنوف عبدالرحمن المفلح بكالوريوس تربية فنية من جامعة الملك سعود مع دورة في برنامج الفوتوشوب شاركت في معرض الوعلان 1424هـ ومعرض جامعة الملك سعود 1422هـ وفي ورشة العمل بالجامعة للعام نفسه.
* التشكيلية رحاب عبدالله الغذامي بكالوريوس تربية فنية من جامعة الملك سعود اضافة الى دورة في الجرافيك ديزاين شاركت في المعرض الثاني للفنانات التشكيليات عام 2003م وفي مسابقة الوعلان 1424هـ ومعارض جامعة الملك سعود ما بين 1421هـ الى 1423هـ لها تجربة في تصميم أغلفة الكتب ومنها ثلاثة اصدارات لوالدها الأديب عبدالله الغذامي كما تلقت دورة في ورشة عمل بجامعة الملك سعود عام 1422هـ.
* التشكيلية أريج عبدالوهاب الزامل بكالوريوس تربية فنية من جامعة الملك سعود شاركت في معارض الجامعة خلال دراستها كما شاركت في ورشة العمل لعام 1422هـ في نفس الجامعة وشاركت في مسابقة الوعلان لعام 1424هـ.
* ما يمكن الختام به هو ان المعرض بادرة رائعة في هدفها تستحق كل التقدير وما أشرنا اليه في سياق الموضوع قصدنا به تعويد الزميلات الأربع على شيء من وجهة النظر دون مجاملة مع رجائنا أن يكون مصدر تحفيز وتحد مع ايجاد مساحة من سعة الصدر للحوار والاقناع وليكن ذلك بجديدهن الذي أجزم بإذن الله أنه سيكون مختلفاً ورائعا ومثيراً للاعجاب بما لديهن من موهبة صادقة مصقولة بالدراسة تنتظر الاصرار والبحث والتجريب الجاد.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الملف
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved