الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 30th June,2003 العدد : 18

الأثنين 30 ,ربيع الآخر 1424

مقابسات على كتاب
جُدة التاريخ والحياة الاجتماعية (2/2)

يختتم ألاستاذ عبد الوهاب أبو زنادة الحلقة الثانية والأخيرة في قراءته لكتاب (جدة:التاريخ والحياة الاجتماعية) للكاتب محمد صادق دياب.
* لقد قمت منذ سنوات بتجميع وتسجيل الكثير من التوصيفات الدقيقة لمشاهد القيس والازجال المعبرة التي كانت تلقى اثناء مناظر الاداء ممن صادفت من السيدات المسنات اللوائي مارسن احتفالات القيس وعرفن ادق اسراره وادواره في جدة القديمة وخاصة في حي النزلة اليمانية الذي كانت تؤدى في بيوته الكبيرة ذات الدكاك الحجرية المطلة على الافنية الواسعة اجمل ادوار القيس، حتى توفرت لدي من كل ذلك كراسة متوسطة بالاضافة الى ما نشرته السيدة طاهرة عبد الحفيظ السباعي في كتابها الموسوم ب"الفراعن" غناء نساء الحجاز.
* لقد استهوتني المجموعة الزجلية من اشعار القيس التي تصف المشاهد المختلفة التي تؤديها المجموعات النسائية المشاركة وأعدت دارساتها مرات عديدة فتبين لي بعد اعادة ترتيب الاحداث والمشاهد وتوزيعها على ايام "الخليّف" انني امام عمل مسرحي متكامل.
* لقد توفرت للقيس اركان المسرحية وعناصرها فلقد وجدت فيها الفكرة والبداية والنهاية والقصة والابطال والمؤثرات الحسية والملابس.. هذا بالاضافة الى مجموعات النظارة والابطال والمسرح وهذا ما جعلني اجزم ان "القيس مسرحية" ولكن من نوع فريد اذ لا تماثلها مسرحية اخرى فهي اولا تتميز بوجود جوقتان.
* ثانيا: ان ابطال المسرحية والنظارة كلهن من النساء والصبايا.
* ثالثا: ان ابطال مسرحية القيس يتقمص ادوار شخصيات رجالية لها وظائفها التي تكرس الشعور بالامن والامان كالقائممقام وشيخ الحارة.
رابعا: ان المسرحية تُعرض مرة واحدة في السنة بدءا بمساء يوم الوقوف بعرفات مرورا بأيام التشريق الثلاثة.
* لقد قمت باعادة توزيع وترتيب ما توفر لدي وأعدت وضعه في شكل مسرحية من اربعة فصول تصف احداث القيس اعتبارا من مساء يوم الوقفة مرورا بأيام التشريق "أيام الخليّف" وجعلت كل فصل مكون من مشهدين اي ما مجموعه ثمانية مشاهد وضعت لكل واحد منها مقدمة وصفية للأحداث الدرامية حتى اصبح العمل في شكل سيناريو مسرحي.
* واقتطف لعناية القارىء منظرا من المشهد الافتتاحي للفصل الاول.. وتؤديه الجوقتان المطعمتان بالدفافات وقارعات الطبول.
يا قيسنا يا قيسنا
هيا معانا لبيتنا
نسقيك من شُربيتنا
ونطلّعك في بيتنا
وهذا منظر آخر من المشهد الثاني الفصل الثالث ويمثل ظهور الشريف او القائممقام على مسرح الاحداث ويسير خلفه شيخ الحارة وجنديان وتؤديه الجوفة الاولى.
ابو الصُّمادا والعقال
من يوم شفته عقلي طار
وبمثل هذا السياق الرائع تؤدي مجموعة الممثلات بمصاحبة الجوقة الثانية منظر "العسّة" الذي أخذه النوم على كرسي الشريط فيرفعن الكرسي في المشهد الثاني من الفصل الرابع وهن يهزجن قائلات:
يا قيسنا يا قيسنا
يا قيسنا يا قيس
الناس حجوا
وأنت قاعد ليش؟
الليلة نفره
قوم ادبح التيس
قوم روح لبيتك
قوم اخبز العيش
وأتمنى هنا على كل من يملك من السيدات والسادة اية معلومات سواء كانت مكتوبة او مسجلة على شريط او اسطوانة او مصورة او حتى شفهية عن هذا الفن التراثي الرائع ان يتصل بالكاتب على عنوانه ادناه. وسيتم نشر المعلومات الواردة باسم مقدمها عند نشرها في الجريدة او في الكتاب مستقبلا مع جزيل الامتنان سلفا للتفضل بخدمة تراثنا الشعبي الجميل.
الكسرات
اورد المؤلف على صفحة 119 نماذج عن الكسرات وفوجئت بأن تلك النماذج من الكسرات قد وردت في كتاب "الفراعن" شعر نساء الحجاز لمؤلفته السيدة طاهرة عبد الحفيظ السباعي على انها فراعن حجازية ومفردها فرعي وهو ما يعرف في البادية بالحدري.
ولأنني لا استطيع الجزم بماهية ما جاء في اي من الكتابين فقد عدت الى كتاب شيخنا عاتق بن غيث البلادي الموسوم "بالأدب الشعبي في الحجاز" فوجدته يعرّف الكسرة بما يلي "الكسرة مثنيات غزلية لطيفة يتغنى بها اهل المدينة ومكة وما بينهما من الاودية والقرى".
ظهور المدارس
أولا: المدرسة الرشدية 1315 1335 "صفحة 134"
أورد الاستاذ محمد دياب في كتابه موضوع البحث ان المدرسة الرشدية قد اسست في عام 1315هـ استنادا الى ما جاء في كتاب "محمد نصيف حياته وآثاره".
وهذا مرجع حديث لا يعتد به بالمقارنة بما جاء في "حجاز ولايتي سالنامة سي" بترتيب قائممقام والى جدة عارفي بك الذي اثبت تاريخ افتتاح المدرسة الرشدية في عام 1305هـ.
وهذه المعلومة تطابق ما اوردته السيدة صابرة مؤمن اسماعيل في كتابها "جدة خلال الفترة 1286 1326، 1869 1908".
تعليم البنات ص 136
في كتابه "جدة التاريخ والحياة الاجتماعية" اختزل الاخ الاستاذ محمد دياب تاريخ تعليم نصف سكان جدة خلال القرن الماضي "ق 14" في اربعة اسطر فقط رغم ان جدة تزهو بريادة تعليم البنات النظامي في المملكة منذ اكثر من سبعين عاما.. مثلما اختزل الريادة الاخرى المتمثلة في قيام "المدرسة النصيفية" التي اسسها الشيخ محمد افندي نصيف قبل حوالي نصف قرن من الزمان بأمر من صاحب الجلالة الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله.
وما دام الاستاذ الفاضل محمد دياب يؤرخ لمدينة جدة فقد كان الاجدر به ان يحرص على اعطاء التاريخ حقه لا ان يقفز من تعليم البنات الاوّلي "نظام الفقيهة" مباشرة الى جامعة الملك عبد العزيز دون ان يشير حتى الى تاريخ تأسيس تلك الجامعة التي كانت تسمى جامعة الملك عبد العزيز الاهلية عند افتتاحها في عام 1387هـ قبل ان تشملها حكومتنا الرشيدة برعايتها الكريمة.. وإنشاء جامعة الملك عبد العزيز يعتبر اعظم انجاز حضاري تعليمي على الساحل الغربي للمملكة في القرن 14 الهجري ولعل للأستاذ محمد دياب مبررات وآراء لم يوردها لاطلاع القارىء على نهجه هذا.
* اشار الاخ الاستاذ محمد دياب في التعليق على صورة مدير مدارس الفلاح الاستاذ عبد الوهاب نشار المنشورة في أعلى صفحة 138 الى انها التقطت في عام 1378هـ. وبالمصادفة اكتشفت انني احتفظ بأصل من هذه الصورة وعلى ظهرها تعليق مؤرخ في عام 1373هـ وهذا تاريخ منطقي يرجح ان الصورة قد التقطت للشيخ عبد الوهاب نشار في مكتبه بمدرسة الفلاح القديمة "القبة" في ذلك التاريخ هذا اولا.
ثانيا: لان ادارة المدرسة قد انتقلت الى المبنى الجديد الذي تبرع به الشيخ محمد محمود زاهد وافتتحه صاحب الجلالة الملك سعود بن عبد العزيز في عام 1374هـ في احتفال مشهود بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس مدرسة الفلاح في يوبيلها الذهبي.
الشيخ حسن أبو الحمايل
وفي ختام تعريفه بالشيخ حسن ابو الحمايل على صفحة 149 اثبت الاستاذ محمد دياب ان كتاب "مختصر تاريخ جدة" من ضمن مؤلفاته المخطوطة. وأقول ان ما جاء بعاليه يستند الى معلومات قديمة وذلك لأن مطابع الاصفهاني قد قامت في شخص مالكها الاستاذ محمد حسين اصفهاني رحمه الله بطباعة الكتاب المذكور في عام 1396هـ وكانت في مكتبتي نسخة عنه بإهداء من الاستاذ الاصفهاني وقد استعارها مني احد الاصدقاء منذ عشرين عاما ولم يعدها حتى تاريخه. وما على الاستاذ محمد دياب للتأكد من ذلك الا العودة الى الصفحة 487 من كتاب "النشاط التجاري لميناء جدة خلال الحكم العثماني" لمؤلفه الدكتور مبارك محمد المعبدي ليجد كتاب الشيخ حسن ابو الحمايل موضوع البحث مثبتا من ضمن المراجع التي استند اليها د. المعبدي في وضع مؤلفه.
أخطاء مطبعية في اللغة الانجليزية
البنط صفحة 184:
رجعت الى رأي عبد الوهاب أبو زنادة حول مفردة البنط "وهو فرضة جدة القديمة" الذي اثبته الاستاذ محمد علي مغربي في متن كتابه "ملامح الحياة الاجتماعية في الحجاز" فلم اجد اختلافا يذكر بين ما جاء في الكتابين فيما عدا بعض الاخطاء الطفيفة في كتاب "جدة التاريخ والحياة الاجتماعية" أدونها أدناه بهدف تصحيحها في الطبعة القادمة. "ان هذه الكلمة مستمدة من الكلمة اللاتينية Bunt" وهذا خطأ مطبعي وصحة كتابة المفردة هو Ponto وتكتب في الانجليزية Punt. "وآخر الاستخدامات لتلك الكلمة عالميا مرسى Bunta Aremas" وهذا خطأ مطبعي وصحة كتابة اسم المرسى هو Punta Arenas وهو مرسى يقع في اقصى جنوب تشيلي بأمريكا الجنوبية.
البنقلة صفحة 158:
"البنقلة سوق السمك بجدة والمفردة مأخوذة من الانجليزية Panglo" وهذا خطأ مطبعي وصحة كتابة هذه الكلمة كالتالي Bungalow وتعني مبنى من دور واحد في الريف او على شاطىء البحر يتخذ من خشب وله سقف جمالوني "وهو الامر الذي كان عليه حال البنقلة حتى عهد قريب".
* في الختام اتوجه بخالص التقدير والتهنئة للاستاذ الفاضل محمد صادق دياب على المجهود الكبير الذي بذله وأفضى الى اصدار كتاب "جدة التاريخ والحياة الاجتماعية" وأتمنى ان يكون للمقابسات او المداخلات التي اوردتها دور ولو متواضع في توثيق المادة الاعلامية الواردة في كتابه واتمنى ان يفسح المجال في الطبعة القادمة من هذا الكتاب لمساحة اكبر للصور وشروحاتها تعميما للفائدة. والله أسأل ان يوفقه في اصدار المزيد من امثال هذا الكتاب القيم.
جدول بعض الأخطاء التعريبية
عبد الوهاب أبو زنادة
الصفحة
مؤلف الكتاب اخطاء تعريبية
صحة الترجمة
د. عبد العزيز النهاري
د. عبد الرزاق ابو داود
بمشاركة ب.ب. كاران
المكتبات الوطنية تاريخها وظائفها واقعها
مدخل الى الجغرافيا
السياسية للمملكة العربية السعودية
دور المكتبات الوطنية في الدول النامية
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الملف
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved