الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 30th June,2003 العدد : 18

الأثنين 30 ,ربيع الآخر 1424

الأدب ودوره في تنمية الوعي الإسلامي
بقلم: عبدالله بن حمد الحقيل
إن الأمة العربية الإسلامية بتاريخها الأدبي الثري منذ العصر الجاهلي إلى العصر الحديث تفيض وتزخر بتراث عظيم هائل حافل بالمجد والسمو والمواقف والعمق والأصالة وينبغي توظيفه لخدمة الأدب وإعادة الوجه الكريم لتراثنا الفكري بعد أن كاد يغيب عنا ويفقد هويته الإسلامية العربية ويصبح غريب الفكر والرأي والخلق، إذ ان تراثنا جزء من "شخصيتنا" وكياننا، وقضية الاهتمام بذلك والعمل على احيائه قضية تتسع أبعادها كما تقول الدكتورة " بنت الشاطئ" فهي تستوعب الماضي والحاضر والمستقبل فتتجاوز حدود وطننا العربي إلى العالم الإسلامي الكبير ثم إنها في جوهرها قضية وجود مصير بما تكشف عن حقيقة ذاتنا وآماد طاقتنا وما تضيء لنا من معالم الطريق وآفاق الطموح".
وجملة القول فإنه ما من سبيل لمقياس آثار الأمة الفكرية والأدبية سوى أن يكون له قيمة ثقافية ومكانة فكرية يصور واقعاً من حياتها وفكرها ونهضتها وتطورها في الميادين شتى ويقوي من عزيمة الأمة ويشد من أزرها.
لقد عشق الانسان السفر وقام بالرحلة من مكان إلى مكان منذ أقدم العصور.
ويتساءل كثير من الباحثين عن أدب الرحلات ودوره في تاريخ الأدب العربي، لقد كانت الرحلات عنصراً أدبياً قوياً في حياة المجتمع الإسلامي في عصوره الزاهرة ولقد ترك الرحالة ثروة من العلم لا تقدر بثمن ولو استعرضنا عمالقة أدب الرحلات وروادها لوجدنا أنهم تركوا للأمة من خلال رحلاتهم ثروة علمية وتاريخية وجغرافية وأدبية حافلة بكل ما لذ وطاب من أشعار قيمة وأخبار وأعلام وآثار وجبال وأودية وتراجم وفكر وثقافة وعلم وأدب.
ولقد أمد الكثير من الرحالة الثقافة العربية بثروة فكرية وتاريخية وجغرافية وجمعوا قدراً كبيراً من المعلومات وتظل أخبار الرحالة ورحلاتهم مصدراً من أهم مصادر المعرفة علماً وثقافة وخبرة وتجربة.
ان الرحلات من أوسع أبواب المعرفة والثقافة الانسانية لكشف المجهول والوصول إلى الغاية ومعرفة الحقيقة والاستمتاع بالتاريخ والآثار والطبيعة ولقد شغف الكثير بأدب الرحلات لأنه أدب ممتع وشهي وقد فطر الله الانسان على البحث المستمر عن الحقيقة وحب المعرفة والاستطلاع والتعرف على هذه الدنيا ومظاهر الحياة فيها وما تذخر به من جبال ووهاد وبحار وانسان ونبات وآثار وحيوان.. الخ، فسلك فجاج الأرض ومفاوز الصحراء وركب متن البحر وتعرض لوحشة الأجواء والمحيطات وما تنطوي عليه من المخاطر والمتاعب وما يواجه من لفحات الهجير وشدة البرد والثلج والزمهرير وتردد الكثيرون على الأسفار وعشقوا الرحلات ولم يبالوا بالأهوال والأخطار بل عشقوا حب المغامرة إذ هي وسيلة إلى المعرفة والبحث وارتياد المجهول.
ولقد عني أسلافنا بالرحلات واهتموا بشأنها فسافروا من بلد إلى بلد لحضور مجالس العلم والأدب أو توثيق الأخبار والأحاديث ووصفوا الطرق والمعالم والناس وجابوا الأقطار والأمصار وتنقلوا بين المنازل والمسالك والديار ووصفوا الطرق وأحوال الأمم فتركوا اثاراً خالدة في التاريخ والأدب والجغرافيا الوصفية.. فوصفوا ما شاهدوه ودونوا ما رأوه بكل دقة وحصافة.. فأصبحت آثارهم معالماً يهتدى بها حيث دونوا ثقافات الأمم وحضارتها وعلومها وأدبها وسجلوا ملاحظاتهم وتحليلاتهم فأسهموا بذلك في خدمة العلم والفكر وتنوير الأذهان والترويح إلى كل ما ينعش النفس ويبهج القلب. وهكذا سيظل أدب الرحلات رافداً من روافد المعرفة والثقافة والأدب والتاريخ بحيث يحلق الرحالة في أجواء مختلفة وخواطر متفرقة ولا تقف عند الانسجام والمتعة فحسب وإنما تهدف أيضاً إلى الأسوة والقدوة.. إلى العظة والعبرة وإلى ما يترك أثراً خالداً يعود بالفائدة والأسوة الحسنة.
وفي كتب الرحلات فوائد مضاعفة لأنك تلتقي الناس وتتعرف على الثقافات والبلدان خلال ذلك والرحلات كما يقال شيء ثابت لا يأكله الدهر وهي باب من أبواب المعرفة وطلب العلم.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الملف
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved