الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 30th August,2004 العدد : 74

الأثنين 14 ,رجب 1425

قصة قصيرة
منى وفيق المغرب
الصواب ما سأفعله
الإهداء .. إليهم طبعا .. عسى أن ترى (مجلة الضاد) النور .. عسى أن تنشر كتاباتنا يوما كما نريد نحن .. لا كما يراد!!
يمضغ زاقوم الصبر أحلامي الثكلى .. تنبعث أماني من رماد روحي التي تأفل دونما ضجيج .. أدنى ضجيج! .. وها هو يوم آخر .. مغامرة أخرى خارج نطاق الذات ، فالحياة باتت مرجعيتي الوحيدة. منذ مدة تعلمت أن ثقافة الحياة تنتصر على ثقافة الكتب.
وها هي ذي الرباط .. عابثة .. متعجرفة .. ساحرة وساخرة. من قال انها قبر قفر أو مدينة الرتابة والملل؟! كم أعشق عنجهيتها وخمودها الثائر .. هي بحق ملهمتي!
بحركاتي البهلوانية المعتادة أعبر الشارع ممسكا بجريدة تكاد تنقل عفونتها إلي ، هي من نوع الجرائد التي عليك كأن تعقم ناظريك ويديك وقلبك بعد تصفحها .. أرمقها من جديد فأرمق هذا الموضوع عن (حسن البلقية) سلطان مملكة (بروناي) .. مكتوب هنا أنه ليس سعيدا رغم كونه أغنى رجل بالعالم .. تبّاً!! أحسده وأحقد عليه ثانيا .. آه لو كنت مكانه .. لكنت أحرقت كل ما ينشر من سخافات يفرد لها شاسع المساحات كهذا الموضوع عنه .. ولنشرت ما يستحق فعلا أن ينشر!!
تتسارع خطاي ومعها سيل أفكاري .. أتفرس الوجوه المتملقة والعيون الباردة أو بالأحرى هي من تتفرسني .. إلا هي .. كل هذا الكم الهائل من البشر ويسعون لاستنساخ المزيد؟!!؟!! لسنا بحاجة إلى استنساخ المزيد من النعاج .. فلدينا مايكفينا من مستعاري القحف .. إننا أحوج إلى استنساخ العواطف الإنسانية
الصادقة والنبيلة .. لكن هيهات!!
.. أدنو من مقر الجريدة .. وأجده جالسا ها هنالك .. (ذاك الشاوش) العجوز .. وسيم بملامحه الدافئة وبابتسامته العابقة بأريج الحب .. أقبّل يديه .. لأقبل فيهما يدي أجدادي .. يدي (عبد الكريم الخطابي) .. يدي كل رجل شهم وشجاع ناضل وجاهد يحفظ لنا كرامتنا وسؤددنا .. ثم أقف لأكمل طريقي وأنا أدرك تمام الإدراك أني سأجد ألف نذل ونذل أبصق عليه ..!! .. فجأة يحضرني صوتها الهامس برومانسية امرأة حالمة يدندن داخلي : الشجرة المثمرة هي التي تقذف بالحجارة .. ما بالك يا محمد؟! إن كل بداية متعثرة تعقبها نهاية مريحة .. ثق أن الكتابة الصادقة ستظل هي الأكثر بلاغة ، الأعمق دلالة والأكثر قدرة على النفاذ! انزع عنك هذا اليأس المدمر وامض حثيث الخطا وسط حقول
الألغام التي ستصادفك .. أنت أكثر من يدرك أن الحكمة هي أن نؤمن بما تقول به قلوبنا ، وفؤادك الذي ينزف دما كميثا وحارا يحدثك بموهبتك وقدرتك على الإبداع!! هيا لا تتبأس .. أو لست تقول دائما اننا إن سبحنا أو غرقنا علينا أن نعبر ..!
آه يا نهلة .. كلماتك دوما كما المنية أتخطر بها أنيني ، كما الوهم اللذيذ أتجاوز به واقعي .. يبد أنك تعلمين أن لا أحد يطبع وينشر لك لسواد عينيك .. أو لأن كتاباتك تستحق أن تنشر .. ويا قلب لا تحزن!!
.. يبدو أن الأفكار تسارعت برأسي لدرجة أن أنفاسي لم تنقطع وأنا أصعد كل هذا الدرج ، فالمصعد الآلي يحتكره منتفخو الكرش لا الهزيلون أمثالي .. تعلو الابتسامة محياي وأنا أحدث السكرتيرة التي تستأذنني لتعلم المدير عن قدومي .. وتجحظ عيناي أمام تلك العبارة المكتوبة داخل إطار مذهب : (قلمي لن يكون سنبلة تنحني أمام الريح!) .. وتتمزق عاطفتي مزقا!! .. لكن ما أنا فاعل هنا ..؟!؟؟؟! قد عرض عليّ مدير هاته المجلة وغيرها مئات المرات أن ينشر ويطبع لي إبداعاتي لكن شريطة الانتماء لحزبه .. وكنت أعارض وأعتذر ، فأنا أرفض أن يقال لي ما علي كتابته وما ليس علي كتابته .. سحقا!!! تخرجني لهجتها المستهجنة من صمتي المليء بضجيج من الكلمات: .. لتتفضل بالدخول ..
لا أمهل نفسي النظر إليها وأغادر المجلة مسرعا .. أدري ما أقوم به .. أدري .. أدري .. فالصواب هو ما سأفعله ..! أما يقال ان الشعراء دائما على صواب..!
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved