الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 31th March,2003 العدد : 4

الأثنين 28 ,محرم 1424

المدارس النقدية
سلطان سعد القحطاني
مدرسة الأحساء
«مدرسة تراثية تقليدية» ظهرت مضادة لمدرسة البحرين الشعرية، كما هو حال المدرسة المكية، التي ظهرت ضد مدرسة المدينة المنورة. وما كان لهذه المدرسة قناة ثقافية تعبر من خلالها، ولو لم تجد الفرصة في جريدة البحرين، التي أسسها عبدالله الزايد، وتبنى فيها الشاعر، عبدالرحمن المعاودة، لما كان لها وجود. ولم يكن الشاعر المعاودة من الشعراء المشهورين، في الوسط الأدبي، لولا تلك المدرسة التي وقفت في وجه مدرسة المحرق، التي ينتمي اليها المعاودة نفسه. ولم يكن لهذه المدرسة أن تخرج الى السطح، لولا ما نشر من شعر للمعاودة تصدى له الناقد عبدالله محمد الرومي «ابن الرومي» ومشايعو مدرسته التقليدية. وكان المعاودة شاعرا رومانسيا يقلد الخيَّام في رباعياته، لكنه ليس فيلسوفاً، على منهج الخيام. وتعتبر هذه المنظومة النقدية، بما فيها الجريدة نفسه، من المنارات التي كشفت عن وجه نقدي جديد، كان التحيز أبرز ملامحه. ومهما يكن من أمر، فإن التيار النقدي الذي تمخض عن هذه المدرسة لا يختلف في الرؤية النقدية، بقدر ما يختلف في الرأي، وهذا مهم في حد ذاته، فانحياز أدباء ونقاد الأحساء بجانب ابن الرومي، يعبر عن الفكر، الذي يريد التجديد ويخشاه، في آن واحد، فقد اعتمد هذا التيار على الذوق الخاص، الذي يرجحه «أناتول فرانس» وعلى الظاهر اللغوي للنص، ومن الصعب تحديد ملامح هذه المدرسة أكثر من كونها مدرسة ذات مرجعية تراثية مجددة، لكنها لم تستمر في ذلك التجديد لتتضح ملامحها أكثر فأكثر، وتتخذ جانبا واضحا من العملية النقدية، وكانت محاولاتها قيمية، لما يمكن ان يسمى «القيمة الفعلية المباشرة للنص الأدبي» كما ان أعضاءها ناقشوا النص الشعري للمعاودة من خارجه، واستمرت العملية النقدية في الردود المكررة، أكثر من النقد المتابع للنص في مراحله المختلفة، وهذا ما لاحظه المعاودة على الناقد ابن الرومي، الذي لم يكتب أكثر من حلقتين، في جريدة البحرين، عن شعر المعاودة، وما بقي كان من نصيب أنصاره، وقد وقف في وجه هذه المدرسة جماعة من نادي المحرق، يناصرون المعاودة ويدافعون عنه، وكانت الطريقة التي سلكها الطرفان تتسم بالتحيز والعصبية، من الطرفين، أو أنها تصفية حسابات على حساب النقد الأدبي، وكان علي التاجر، من نادي المنامة، من المنحازين بجانب أدباء الأحساء، ضد أدباء البحرين. وكان بامكان هذه المدرسة ان تنتج منهجا قويا لولا تفرق أعضائها وترك مشوارهم الذي بدأوه، وتقهقر الابداع الذي تقوم على نقده هذه المدرسة، لكن يحمد لهم تأسيس هذا المنهج، فعندما نعود الى ما كنا ذكرناه في الصفحات السابقة من شدة حساسية النقد، نجد الكثير من أعضاء هذه المدرسة قد ترك النقد مجاملة للآخرين، وان النقد يرجع في مفهومه الى معنى العيب، وهذا واحد من معاني النقد، ولكن ليس هذا هو النقد في كل حالاته، ثم نؤكد مرة أخرى، وقد تكون أكثر من مرة على أن العمل يحمل جزءاً من شخصية صاحبه، ومن هذين المنطلقين صارت شخصية المبدع مقترنة بعمله. ومن هذا المنطلق تحول النقد من النص المنقود الى صاحب النص مباشرة، ومع ايماننا بهذه الجزئية في النقد الأدبي، مهما قيل عنها، فإنها ستظل علامة بارزة في النقد الأدبي، بمعنى آخر تعني الكاتب والباحث والناقد على حد سواء، لكنها ستظل أيضا معلقة بين المبدع والناقد، كل يحللها حسب مفهومه الخاص بالنص، ويبقى التعامل مع النص هو المحور الذي تدور حوله العملية النقدية. ولو استمر نقاد تلك الفترة من عمر الأدب العربي على تلك الشاكلة لتحسَّن الوضع النقدي ولفهم المبدع دور النقد، وعرف الناقد مادة النقد الأدبي الحديث، كما عرفها النقاد العرب في بداية النهضة الأدبية، حيث تحول الكثير منهم الى النقد الموضوعي بعد طول مراس في العملية النقدية، لكن سوء حظ تلك المدرسة عدم وجود قناة ثقافية تنقل أفكارها، مما جعل أعضاءها يتفرقون في أنحاء الخليج العربي، يكتبون في قنواته الثقافية من خلال الصحافة، وقد تخلوا عن أسمائهم المستعارة بعد ان رسخت أقدام البعض منهم في تربة الأدب. وهذا رأي الناقد الشاعر حسين سرحان في عيب الأسماء المستعارة. بينما انزوى البعض منهم وترك الكتابة، إبداعاً ونقداً.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved