الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 31th March,2003 العدد : 4

الأثنين 28 ,محرم 1424

ولاية اليمامة
دراسة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية حتى نهاية القرن الثالث (2 2)
الكتاب مرجع ميسر لكل باحث وفيه ذكر لمراجع ومصادر تفوق 142
الإدارة المحلية..والفتن..والمهن عناوين مهمة في الكتاب
* محمد ناصر أبو حمراء:
في الفصل الثالث تحدث الباحث «رحمه الله» عن الادارة المحلية باليمامة؛ حيث ان موقعها المهم قد أعطاها دورا كبيرا في السيطرة على الادارة فيها؛ إذ إن كثيرا من القبائل العربية التي هي متعددة ومنتشرة في اليمامة كانت ذات دور مهم في التاريخ الاسلامي؛ وهذه الأهمية أكسبت اليمامة ذاتها ارتكازا وبعدا آخر؛ ونتج عن ذلك ما يلي:
منح والي اليمامة صلاحيات جباية الزكاة من القبائل العربية مثل جميع قبائل قيس عيلان؛ وهي قبائل كثيرة.
كان لاحلاف القبائل باليمامة دور في أن تجبى زكاتها عن طريق والي اليمامة؛ مثل تحالف تميم وكلب؛ وبنو حنيفة واللهازم؛ زيادة على التحالفات السابقة.
توسط اليمامة واتساع رقعتها.
موقعها بالنسبة للجزيرة العربية جعلها تشرف على أماكن كثيرة.
ان في اليمامة منابركثيرة يتجمع الناس حولها ولها التأثير مثل منبر عقرباء؛ ومنبر حجر؛ ومنبر بني قيس بن ثعلبة في الخرج؛ ومنبر بني هزان؛ ومنبر سدوس؛ ومنبر آسي؛ وقد عدد الباحث 27 منبراً في اليمامة؛ مرآة وقرار وملهم وأضاخ وحظيان والمعدن والحصن والريب وحائل وخزنة وحراضة والصدارة والغيل والأكمة والعقيق وصداء والأفلاج والفلج والحفر. لذلك نجد ان الذين تولوا جباية الصدقات من قبائل اليمامة ما يلي:
الضحاك الكلابي؛ وقرة بن هبيرة القشيري وقيس بن عاصم المنقري ومروان بن حفصةوعمرو بن عوف والزبرقان بن بدر ونوفل بن مساحق وعكرمة الخزومي ولقمان الخزاعي وسعد المازوني وهمام العقيلي وسعيد الزبيري وغيرهم.
أما الموارد المالية في اليمامة فقد تحدث عنها كالتالي:
الحاصلات الزراعية «العشر أو نصفه» وقد صرف من زكاة اليمامة 12000 صاع من القمح وكذا كثرت زكاة التمور من اليمامة.
أما الماشية فهي مصدر مهم أيضا؛ كالإبل والأغنام وغيرها؛ فقد روي ان الخليفة عبدالملك أعطى العجير السلولي 100 من الإبل من صدقات اليمامة؛ أما الأنعام فقد روي ان كثيراً منها من اليمامة.
أما الذهب والفضة وغيرها من المعادن فقد عرف ان هناك كثيرا من معادنها في اليمامة؛ أما زكاة الصوافي فقد خصص لها قائمون عليها في اليمامة؛ حيث كانت دخلا جيدا للخلافة حتى ذكر ان خراج ما استصفاه الخليفة عمر بن الخطاب كان أربعة آلاف درهم؛ وذكراليعقوبي ان خراج اليمامة بلغ خمسة عشر ألف درهم. أما في العصر العباسي فقد وصل خمسمائة ألف درهم.
ولكن مقابل تلك الواردات؛ فإن هناك مصروفات عامة وكثيرة على اليمامة كولاية كبيرة من ولايات الدولة الاسلامية الكبرى؛ وقد فَصّل الباحث في هذا كثيرا؛ وبقي أن أشير الى ان هوامش هذا الفصل كانت 157 ما بين مرجع ومصدر مما يدل على دقة الباحث رحمه الله.
الفصل الرابع كان عن موقع اليمامة من الفتن الداخلية فهناك خوارج خرجوا باليمامة مثل نجدة بن عامر الحنفي ونافع بن الأزرق بالبصرة؛ ثم دعا أبو طالوت لنفسه وذهب للخضارم باليمامة؛ وبعد وفاة الخليفة الوليد بن يزيد قام باليمامة المهير بن سلمي الحنفي؛ الذي تملكها بعد يوم القاع قاع حجر.
أما الأخيضريون الذين جاءوا لليمامة من الحجاز فقد جاء عن طريق محمد الأخيضر بعد وفاة أخيه؛ حيث ظهر في عهد المتوكل وقد اقتطع الأخيضريون جزءاً من اليمامة حتى خروج القرامطة.
الباب الثالث عن الحياة الاقتصادية في اليمامة وفيه أربعة فصول كلها رائعة المعلومات والتحليل والاستنتاج؛ مثل عوامل انعاش الاقتصاد؛ والذي تحدث فيه عن عدة عوامل أسهمت في انتعاش الاقتصاد اليمامي منها سعة مساحة اليمامة وخصوبة أرضها؛ وتنوع تضاريسها؛ ومنها تعدد مصادر اليمامة الزراعية والحيوانية حيث العيون الجارية ومياه الآبار والأودية التي تسيل وقت الربيع؛ الى غير ذلك من العوامل التي ساعدت على انتعاش الاقتصاد باليمامة؛ وقد ركز الباحث على مسألتين مهمتين في الاقتصاد هما الرعي والزراعة في اليمامة؛ فالأرض تساعد على الثروة الحيوانية سواء أكانت الإبل أو غيرها؛ إذ ان في اليمامة من الرياض الغنية بالعشب أكثر من 122 روضة معشبة؛ زد على ذلك الأودية وسفوح الجبل؛ فالإبل في اليمامة كثيرة جدا؛ إذ ان اليمامة موطن القبائل العربية التي تهتم بحمر النعم؛ ولكثرتها فقد تم تعيين مسؤول عن ضوالها في اليمامة؛ ثم ان اليمامة بها سوق رائج للإبل يقصده الناس من مختلف الأماكن للبيع أو الشراء؛ وقد اشتهر من تجار الإبل يحيى بن محمد الحنفي. أما الأغنام فهي أكثر بكثير من الإبل؛ فقد أشار جواد علي الى ان اليمامة عرفت بتربية الإبل والأغنام والبقر ولذلك وفرت اللحوم. أما الخيول فهي عند قبائل اليمامة؛ فقد عرف عن بني حنيفة اليماميين كثرة الخيول؛ حتى ان هوذة الحنفي جعل فسطاسا لتربية خيوله هو فقط؛ وكذا كان بنو عقيل وبنو قشير وبنو الحريش أصحاب مرابط خيول؛ كما اهتمت باهلة بسلالات جيدة منها.
أما التنشيط الزراعي في اليمامة فهو مشتهر والري في اليمامة له وسائل كثيرة منها؛ الأمطار التي يزرعون عليها القمح والشعير؛ واشتهرت السيوح في اليمامة وهي المياه التي تسيح؛ لذلك استغلوها لزراعة النخيل؛ زد على ذلك الآبار التي يستعلمون السواني لاستخراج مياهها؛ أما وقد عرفنا الزراعة فلابد من الإشارة للنخيل تلك الزراعة الهامة التي عرفت بها اليمامة؛ فقد وصف المؤرخون مزارع النخيل باليمامة؛ فقال السجستاني «إن في بلاد اليمامة نخلا كثيرا جدا؛ وحوالي بلادها نخيل كثيرة لبني نمير وبني قشير ولباهلة ولبني ضبة ومي العنبر ولبني سعد» فكانت الفلج والصدارة وأسيلة وتمر وتمير وثنية الأحيسي ومياه باهلة وذات غسل والشقراء وأشيقر ومراة وأكمة والريب وروضة الحازمي ومأسل والقصبتان والرغام والوركة وبيسان وملهم وأباض وغيرها من الأماكن المشهورة بالنخيل. وقد تنوعت تمور اليمامة حيث اشتهرت نخلة تسمى العمرة؛ ويقال إنها نخلة مريم وهناك الجدامية وهي تنفع للبواسير؛ ومن أنواع التمور في اليمامة الصفرقان والخضري والهجنة والبردي والصفراء واللصف والقعقاعي والصفايا والتعضوض والعماني والجعاب وغيرها؛ وقد قيل ان تمر فلج أحسن مما في البصرة. ولاشك كانت التمور عاملا مهما في الاقتصاد يومها.
أما القمح فقد زرع في أماكن مثل رياض السلي والشبيكة والجثجاثة ووقرن وفلج والبالدية والهدار والعبلاء والزعابة وشقراء وأشيقر وغسلة والخطائم والخرج وغيرها. كما كان هناك محاصي زراعية مثل الرمان اليمامي الذي عرف بحلاوته؛ والعنب والبطيخ وغيره من المحاصيل كالبقوليات.
أما الصناعات والحرف في اليمامة فقد تكلم الباحث رحمه الله عنها كالتالي:
عرف عن أهل اليمامة صناعة التعدين؛ وذلك في وقت مبكر كصناعة الفضة والذهب فقد ذكر ياقوت ان في معدن العيصان أناس من بني حنيفةونمير وغيرهم ممن عمل في التعدين. ومن أهم المعادن؛ معدن العقيق عقيق بني عقيل في وادي الدواسر وهو الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله مطرت أرض عقيل ذهباً؛ومعدن ثنية حصن عصام ومعدن الحفير والعوسجة وناضحة والعيصان وبيش والشبيكة وسواد باهلة والتميرة وهبود والكوكبة وخزبة وغيرها من معادن الذهب والفضة التي ذكر المؤرخون ان المجوس عملوا فيها.
ومن الحرف باليمامة صناعة الأسلحة وصياغة الحلي والنسيج والحياكة ودباغة الجلود والنجارة والجمع والالتقاط وحرفة النقل التي هي الكراء على الابل والعطارة والتجميل وكذلك الطب العربي؛ وكل هذه الحرف ساهمت اقتصاديا في اليمامة. وقد تكلم الباحث عن التجارة في اليمامة في الفصل الرابع؛ وهي مورد اقتصادي مهم؛ فهناك أسواق مشهورة مثل سوق الخضرمة والحائط بالفقي وسوق جماز بالفقي وسوق خزبة وأكمة والعسجدية وهذه الأسواق لها مواسم كبيع التمر والحنطة والشعير والذهب وغيره؛ ولأهل اليمامة اتصال بتجار اليمن والعراق والحجاز والبحرين والهند وغيرها وكان لهم أسلوب في الموازين والأطوال مثل الصاع والمد والمن وغيرها؛ أما النقود فكانت الدراهم والدنانير.
وفي الباب الرابع تكلم الباحث عن الحياة الاجتماعية باليمامة وعناصر المجتمع اليمامي وقسمهم الى سكان البادية وهم البدو من القبائل العربية وسكان الحضر وهم منهم أيضا لكنهم امتهنوا الزراعة بعد الاستقرار؛ وتكلم عن مساكن أهل اليمامة وقصورهم وأطمهم وصوامعهم ومن حصونهم الهيصة والهدار وقران وقرقري والشرملية والجول وعاصم والورود.
ومن قصورهم الباذخة قصر معنق لعبيد بن ثعلبة الحنفي وقصر حجر وذات النسوع.
ومن عادات اليماميين الكرم الفائق وحسن الضيافة وقد وصف قوم منهم بالكرم مثل يقظان بن زيد الحنفي والذي سمي مباري الريح وكذا قتادة الحنفي وربيعة اليشكري الذي وقف نخله للضيوف وأجاز النبي وقفه؛ وكذلك يحيى الحنفي وابن السلولي؛ وكان أهل اليمامة لهم مجالس متنوعة النشاط؛ فمنها المنتديات ومجالس العلماء والشعراء والتسلية والمصارعة والسباق؛ وهم مفتونون بممارسة الصيد والرحلات البرية.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved