الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 31th May,2004 العدد : 61

الأثنين 12 ,ربيع الثاني 1425

المناع لا يمنع إلا موانع الحرية
د. عالي سرحان القرشي

حين يقرع الأذن اسم عبدالله مناع يبدأ يصافح الطموح نحو الحرية والعدالة والحقيقة، مع قامته الشامخة تلمح صدق الصمت، وتتوقع صدع الحق، من ينتظر كلمته وشهادته في قضية أو شخصية قد يصيبه وجل عراء الحقيقة لكنه لن يخشى الخداع أو التدليس.. رأيته في عدد من المحافل، وشاركته في بضع من المناسبات الثقافية، فلم تتغير الصورة التي رسمتها لإيمان المناع بالكلمة.. ومازالت تقرع أذني تلك الكلمات التي دشن بها العدد الأول من مجلة (اقرأ) حين صدرت يوم الخميس 21111394هـ الموافق 25121974م حين قال لا.. ومن التطلع الصادق المؤمن نحو صحافة تكسر طوق الرقابة والانطواء وتعبر أرض النعاس والتثاؤب كانت مرتكزاتنا.. ومن الرغبة في صحافة مؤثرة مبدعة.. متحركة متوثبة تتوجد ولا تتغيب.. تتقاسم ولا تنزوي.. تتفاعل ولا تتخفى). وحين نتأمل هذا القول الذي يبدأ من فكرة الإصدار ثم يتماهى مع ما عزم عليه، ومع الآمال والأحلام نجد الكلمات تتراقص بهذا الفرح، وبهذا التوثب، تتدافع خلف بعضها البعض مؤثرة الحضور على الغياب، والنور على الظلام، والحرية على القلق من هيمنة الرقيب.
ولذلك كانت (اقرأ) مع المناع حاضرة، قوية متافعلة مع الحركة الثقافية في احتفاء بالحوار، والانفتاح على الجديد، وعلى الأدب العالمي..
هذا هو المناع سياج ضد موانع الحرية وعوائقها، وهذا ما يفعله كبرياء يواجه الخنوع، وغباء يقاوم التسخير والإغراء، وقلم يواجه الزيف، والنفاق، والكذب.. عدت إلى مقال له عن شيوع كتابة المذكرات في عالمنا العربي، فألفيت أسلوبه الساخر الذي يسخر من البطولات الوهمية، والتجني الأحمق، واغتيال فكر القارئ، وتزييف الحقائق.. ليقول بعد ذلك: (ولذلك فإن مصير معظم هذه الكتابات الغثاء سواء كانت باسم (المذكرات) أو (الشهادات).. هي صناديق النفايات والزبالة ليس أكثر).
ويفضلُ المناعُ، اتفاقاً مع مبادئ الحرية والصراحة والوضوح، الشعرَ الذي يعانق هذه الفضاءات على ذلك الشعر الذي يتباهى بالصرفة والحياكة، وقد وجد هذا في ديوان سعاد الصباح (فتافيت امرأة) حين يقول: (إنها صوت فريد وحيد في بيداء الصمت والوجل..حيث لا يتكلم الرجال ولا النساء..).
ختاماً أحيي في المناع تشجيعه لمراودة الإبداع عوالم التجديد، من خلال ابتكار الاساليب والاشكال، والتحرر من أسر الشكل التقليدي تجاوباً مع انفتاحه على طاقات الإبداع الكامنة، وإيمانه بالحرية، وكسر رتابة الإلف والتقليد.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
قضايا
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved