الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 31th May,2004 العدد : 61

الأثنين 12 ,ربيع الثاني 1425

إبراهيم ناجي السعودي
أ.د. محمد خضر عريف *

يعتبر الأديب والصحافي المحترف الدكتور عبدالله مناع من الجيل الذي تتلمذنا عليه واستفدنا من خبراته العريضة في الحضور الفكري والثقافي في بلادنا.
كما يعتبر من الرواد والمؤسسين لعدد من الدوريات المهمة في بلادنا خلال عمره المديد بارك الله له فيه، فأنا أذكر أنه في أوائل عام 1974م كان قد كلف بتأسيس وإصدار مجلة «اقرأ» واختير رئيساً لتحريرها فكان أن أسسها بالكامل وشكل جهاز تحريرها وصدر العدد الأول منها في الرابع والعشرين من ذي القعدة عام 1394هـ وقد كان رئيساً لتحريرها حتى عام 1407هـ بعد أن انقطع عنها لفترة.
كما يعتبر المؤسس لمجلة «الإعلام» الصادرة عن وزارة الإعلام والتي ظهر العدد الأول منها في 171419هـ.
وأذكر أنني جلست معه جلسات عديدة أثناء فترة رئاسة تحريره لمجلة «اقرأ» حين كنت طالباً في مرحلة البكالوريوس في قسم اللغة العربية بجامعة أم القرى وكنت أطمح للعمل معه ولم يكتب الله لي ذلك وكنت أفدت من لقاءاتي معه من محصوله الأدبي والفكري ولعله لا يذكر ذلك الآن لأنه لابد أن يكون قد قابل عديد الناشئة من الكتاب المبتدئين في ذلك الوقت. وأذكر أن مكتبه كان في مبنى مطابع الأصفهاني في شارع المطار بجدة أو قريباً منه وكما ذكرت لم يكتب الله لي أن أعمل معه وقتها وكتب لي أن أعمل في مجلة «الجناح الأخضر» محرراً ومصححاً وهي مجلة رائدة كانت تصدرها الخطوط الجوية العربية السعودية وكان يرأس تحريرها الأخ الكريم الصحافي والأديب وسعادة الدكتور عدنان بن خليل باشا الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية حالياً. ولأن «الجناح الأخضر» كانت تطبع في مطابع الأصفهاني بالقرب من مكتب الدكتور مناع فقد التقيت به كثيراً في تلك الفترة وهي التسعينيات الهجرية.
وإن تكن تلك بداية اللقاءات الشخصية بسعادته فقد كنت قد التقيت به مراراً وتكراراً من خلال أدبه وإصداراته التي ظهرت وأنا بعد لم أزل طفلاً صغيراً أو شاباً يافعاً فقد قرأت كثيراً من أعماله أثناء دراستي الجامعية وما بعدها.
ولا تغيب عن البال خواطره الأدبية (لمسات) التي صدرت عام 1960م كما لا تغيب مجموعته القصصية (أنين الحيارى) التي صدرت عام 1968م وأذكر كذلك كتابه (ملف أحوال) الذي صدر بالقاهرة عام 1972م ومن كتبه المهمة التي اطلعت عليها كذلك كتابه (الطرف الآخر) ومن إصداراته الأخيرة كتاب في أدب الرحلات عنوانه (العالم وجدة) صدر في عام 1988م (وشيء من الفكر) الذي صدر في عام 1992م.
وللدكتور مناع محاضرات عديدة يعرفها المهتمون بالحركة الأدبية في بلادنا كالمحاضرة التي ألقاها في جامعتنا الفتية جامعة الملك عبدالعزيز بعنوان (الصحافة والحقيقة) ومحاضرته عن الشاعر الرائد محمد حسن عواد في نادي جدة الأدبي ومحاضرة عن حيببه الشاعر الكبير حمزة شحاتة في نادي أبها الأدبي وبعدها محاضرة بالنادي نفسه عن علامة الجزيرة حمد الجاسر.
والمناع وإن لم يكن شاعراً إلا أنه متذوق للشعر ذو حس أدبي رفيع مالك لنواصي اللغة يكتب بأسلوب السهل الممتنع مرهف الحس والمشاعر عاشق لبلاده المملكة العربية السعودية ومولع بالمدينة الساحرة التي ولد في حارة البحر فيها، جدة عروس البحر الأحمر ومستميت في خدمتها وعمل كل ما يزيد من جمالها ورفعتها سواء كان ذلك أعمالاً فكرية أو أدبية أو سعياً لإنشاء مجسمات جمالية تزيدها روعة على روعة أو غير ذلك، ولأنه أديب وطبيب في آنٍ معاً فيحق لي أن أسميه (إبراهيم ناجي السعودي).
انقطعت عن أخي الدكتور عبدالله مناع سنوات عدة أمضيتها في البعثة في أمريكا ثم التقيت به في دار الوالد الكريم معالي الشيخ أحمد جمجوم في داره العامرة بجدة وكان معنا المفكر الأمريكي الكبير والكاتب السابق بجريدة المدينة بول فندلي صاحب الكتاب الأشهر (من يجرؤ على الكلام) الذي فضح فيه المؤامرات الصهيونية على العرب وسيطرة اليهود على كل المحافل الأمريكية وهو ما لا يجرؤ على قوله أحد، كما يدل عليه عنوان الكتاب، ولعل أخانا الكريم الكاتب الكبير محمد صلاح الدين كان معنا في ذلك اللقاء ودارت أحاديث كثيرة بيننا جميعاً واستمتعت كعادتي بطرح الدكتور عبدالله مناع لفكره الثاقب بلغته الممتعة ورقته المعهودة.
وانقطعت عن سعادته لسنوات لنعود ونلتقي ولكن زملاء هذه المرة في لجنة كريمة واحدة وهي (لجنة تسمية الشوارع والميادين بمحافظة جدة) التي تقوم بمهمة جليلة في خدمة هذه المحافظة العزيزة على القلوب ويرأس اللجنة أستاذنا الجليل معالي الدكتور رضا محمد سعيد عبيد، ويزاملنا فيها عدد من الأخوة الكرام وجلهم من أساتذتنا وأصحاب الفضل علينا من أمثال معالي الدكتور راشد الراجح الشريف والشاعر الكبير يحيى توفيق والسيد عبدالله فدعق والدكتور عبدالعزيز النهاري.
وأقول ختاماً إننا تعلمنا الكثير في جلسات هذه اللجنة المباركة من الدكتور عبدالله مناع، فهو ملمٌ بتاريخ جدة ورجالها وبيوتاتها وأدبائها ومهنها القديمة وحاراتها وأزقتها وأمثالها وأكلاتها وعاداتها وتقاليدها ويغيب عنا نحن المكيين بعض من ذلك.
أتمنى للدكتور عبدالله مناع المزيد من التألق والعطاء ليفيد قراءه ومحبيه من أدبه وفكره وثقافته.


* وكيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية للدراسات العليا والبحث العلمي
بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
قضايا
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved