أسرار نفسك.. أم أسوار دنياكا |
أم فيض بوحك.. أم آهات شكواكا |
يا شاعراً.. هام (بالفيحاء).. معذرة |
إن ضل بي الشعر.. ما ضاقت سجاياكا |
غردت بالشعر (للفيحاء) فازدحمت |
مواكب النور.. تحدوها.. تحاياكا |
واخضر وجه الثرى بالشعر مبتهجاً |
هذا جرير الهوى.. إياك.. إياكا |
أبا محمد.. لا فضت ولا سكتت |
فم ترى الشعر شكواكا ونجواكا |
بسطت همك.. لا خوفاً ولا جزعاً |
لكنه الشعر.. بالأسرار أغراكا |
أبا محمد. كم في الشعر من نسب |
بين القلوب.. فنائيها كأدناكا |
نامت عن الهم نفس غير شاعرة |
وساهر الهم من بالشعر شرواكا |
كم فزعتني أسوار تكابدها |
لا فزع الله دنياكا وأخراكا |
يستفتح الحب بين الناس أفئدة |
فما اجتبى سوقه واختار أملاكا |
إلا فؤاداً.. نميرُ الشعر أترعه |
كأسا دهاقا .. أحاسيسا وإدراكا |
يا شاعري.. إنه القلب الذي جلبت |
له عيون المها.. ما ليس يخفاكا |
أو من يعايش هما دون أمته |
فيسكب الشعر.. قيثاراً وأنساكا |
ويفتح الكون.. آفاقاً .. مشرعة |
أبوابه أنجماً زهراً وأفلاكا |
الشعر يا شاعر (الفيحا) معلقة |
تهز في بأسها طاغ.. وأفاكا |
وتستميل قلوباً.. كل قافية |
كأنها سحر من بالحسن أغواكا |
الشعر تعويذة للعشق نافذة |
مثل الصبا رقة.. كالريح إهلاكا |
تغوى الحسان اللواتي الشعر مال بها |
فاستأسرت قلبها.. رفقاً بأسراكا |
والشعر يحمل هم الأرض.. محتشداً |
فاصدع بهم الهوى أو هم دنياكا |
أسرار شعرك أغرتني جواهرها |
فكنت بين عيون الشعر ألقاكا |
شكراً.. أيا شاعر (الفيحاء) معذرة..!! |
عزت قوافي الهوى أن تجرى مجراكا |
شكرا.. كأنفاس عطر من خمائلها |
ينثال في عبق (الفيحاء).. حياكا |
يا شاعر الجيل من للشعر لولاكا؟ |
أني خطرت فنور الوحي يرعاكا |
ترنو إليك القوافي وهي والهة |
كأنما استلهمت بالوجد نجواكا |
يا من له في ركاب المجد ألوية |
رفافة تجتلي سعياً وإدراكا |
أنت الذي تملك الألحان ساجعة |
وتنشر النور بين الخلق أفلاكا |
فشعرك الرَّحبُ ما تاهت معالمه |
ولا استمالت رياحَ الهجر حاشاكا |
أقمتَ منه على قدْرٍ وعارفةٍ |
نُورَ الحقيقة حيث المجد أثراكا |
تبني عروشاً لها في كلِّ بارقةٍ |
نجمٌ يُدير لعُرف الشمس بُشراكا |
فكم سريتَ إلى الفيحاء تعمرها |
بعاطر النَّفح تُرويها بريَّاكا |
يا أحمد البِرِّ ماذا لو بَرَرْتَ بنا |
فقادنا من نمير الحبِّ مسراكا؟ |
وجُدتنا يا ابن مَن دَرَّت مواهبُه |
بنفحة تمنح الدُّنيا محيّاكا |
أنت الأثير وعين الدَّهر شاهدةٌ |
بأنَّ كلَّ سمات الشِّعر تهواكا |
فإن رأيت بما تقريه واردتي |
من نازف الدَّمع سرا جاز مرماكا |
فهو الذي قال لي في كلِّ بادرة |
يا رامي القوس كن بالقوس فتاكا |
لا تحمل الفكر إلا وهو منتصر |
فقد تعطّشَ مَتن بالقيد أدماكا |
ولو تأذن لي في كلِّ ساريةٍ |
أرتادها ناهلٌ ما جُزتُ معناكا |
فاغفر جماحي فقد حّمَّلتُ عاطفتي |
من واهج اللّوعة الحمقاء إنهاكا |
فأنت في الوجد معمور الهوى أبداً |
(مسافر) في جبين العزِّ دنياكا |
يا رائد الفنِّ كم للفنِّ من سَنَنٍ؟ |
يزهو به في سنا التاريخ مغناكا |
أنت (المسافر) في بحر الهوى أبداً |
لكنَّ حبَّك للأوطان أنساكا |
هامت (عنيزة) فيك اليوم زاهيةً |
وأنت تربط يمناها بيمناكا |
لك الوفاء ولي فيك الندى عَبِقٌ |
يرتاد فكري سُمُوا حيث يلقاكا |
ألبَستني الزَّهْوَ لكني بلا صَيَدٍ |
أرنو إليك بعين القلب حيَّاكا |
و لي إليك فؤادٌ لا تغيِّره |
سُود اللّيالي وقد راقت سجاياكا |
إن كنتُ أحلم في عزّ فأنت به |
سعد السُّعود وزَهوي دون مَجناكا |
فلا تلُمني إذا ما جئتُ منتسباً |
للفنَّ والشِّعرُ كيف الشَّعرُ لولاكا ؟ |