الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 31th July,2006 العدد : 164

الأثنين 6 ,رجب 1427

قال الطبيب
شعر - عبدالله الزمزمي
قبَّلتُ رأسك لا خوفاً ولا طمعاً
ولا لإبغاض من وافى ومن سمعا
أنا الذي لم يخن يوما مشاعره
ولم يكن لسوى أخلاقه تبعا
سموتَ، فازددتَ قربا، كيف يا أبتِ
جمعت ضدين. كانا قبلُ ما اجتمعا
إني لأعشقُ تاجاً أنت لابسه
لولا سموك بالأخلاق ما ارتفعا
دعني أُزينُ أشعاري بروعته
لكي أُكحل طرفاً طالما دمعا
أيا ملوِّن أيام الصبا مُثُلاً
أراك - في كل يوم - تكتسي ورعا
قال الطبيبُ: تعاني؟ قلتُ من زمنٍ
أشكو كريما، سوى المعروف ما زرعا
وكلما جئتُ أقضي الدّين ضاعفه
كأن مثليَ لم يقنع بما جمعا
تعبتُ أوفيه حقا حاضرا، فمتى
أوفي سخيا، على المعروف قد طُبِعا
أنت الطبيب، وهذي محض تجربتي
وشر تجربة من جرَّب الوجعا
أغضى الطبيبُ بطرف صوب مشرطه
وقال: جرحك عن إدراكيَ امتنعا
دواءُ دائك هذا أن تبادل من
أهداك معروفه شكرًا، لما صنعا
الله، ما أغرب الأيام، يا مَثَلي
دعنا نفتِّش في سفر الحياة معا
سوداء سحنة هذا العصر، يا أبتِ
وبيننا كفُّ واشٍ تضرب الودعا
تقول خانك من أبدى مودته
وقد قلاك. وصافي ودك اقتلعا
قلت المودة ليست زيّ عارضة
إذا انتهت من تبني عرضه نُزِعا
لكنها وردة في القلب منبتها
وطائران على أفنانها سجعا
لم ترض ِ فيَّ حسودا. كان مقصده
بأن يروِّج في سوق الخنا سِلعا
وكنت تمنحه إرضاء نزوته
فالأذن مستمعٌ. والقلب ما سمعا
يأتي إليك بأثوابٍ مشوهةٍ
لأنه لثياب الحُر قد خلعا
ويحتويني بأقوال منمقةٍ
ليبرئ الجرح بالسيف الذي قطعا
كم بات يبرم أمرا كي يُباعدنا
وكنت تحسمه. من قبل أن يقعا
يا ربِّ: ذي الصفحة ُ البيضاء. إن بها
شيخا يمارس في محرابه البدعا
أبي. لك الله. كم عانيت من بشرٍ
وكنت تمنح من جافاك ما منعا
يا مشعل الشعر في صدري. غفوت على
مجامر الشوق. بالآلام مقتنعا
شكرا - أبا الفضل - شكرا يا معلمنا
أن الكريم بغير البذل ما انتفعا
أنت الأميرُ. ونحن الركب تجمعُنا
بك المحبة. والشوق الذي جمعا
أستأذن الشعر. كي تغفو نوازعه
أريح طرفي. وقلبي إن هما هجعا
قد كان أثقل هذا الليل ظلمته
لو لم يكُ الفكرُ في داجيه قد سطعا
يا أعذب الشعر. كم عذبت أعيننا
كأنَّ فيها لما تشقى به ولعا
الصفحة الرئيسة
فضاءات
تشكيل
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved