الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 31th July,2006 العدد : 164

الأثنين 6 ,رجب 1427

تضامناً مع فلسطين ولبنان
(روشان) تؤجِّل افتتاح المهرجان العربي الأول للأعمال الفنية الصغيرة

إعداد: محمد المنيف
بعد أن شارفت كل الترتيبات والتحضيرات لافتتاح (المهرجان العربي الأول للأعمال الفنية الصغيرة) الذي ينظمه (روشان جاليري) بجدة على الانتهاء، حيث كان من المقرر أن يكون في يوم الاثنين 28-6-1427هـ الموافق 24-7-2006م ببيت التجارة بجدة. وفي الوقت الذي كانت فيه الساحة المحلية والعربية تنتظر أهم واكبر حدث تشكيلي يقام هذا الموسم، تقدم الفنان نايل بن ياسين ملا المنسق العام للمهرجان بالاعتذار للضيوف المدعوين لحضور المناسبة والمشاركين (فنانين وفنانات) والمنسقين والمنسقات القائمين على تنظيم فعاليات المهرجان التشكيلي.
مشيرا في رسالته التي بعث بها للجميع إلى أن الرياح جاءت بما لا تشتهيه السفن، فالاعتداء الإسرائيلي الغاشم على الأراضي اللبنانية، والاضطهاد القائم بفلسطين، وما شكل ذلك من توتر في العالم العربي، عصف بكل أسف بذلك الافتتاح المنتظر، ومن ثم كان التأجيل الذي ارتأته إدارة المهرجان والمؤيد من غالبية المشاركين، تضامناً مع الشعبين اللبناني والفلسطيني، وتعاطفاً مع الفنانين المشاركين من هذين البلدين الكريمين، ولا سيما أن هناك حضورا من جانبهم ومن عدد كبير من الفنانين التشكيليين والنقاد والإعلاميين العرب الأشقاء، الذين كان من المقرر مشاركتهم واستضافتهم بهذا المهرجان.. الأمر الذي رغبنا في إشعاركم به، مع تقديم إدارة المهرجان الاعتذار والأسف الشديدين لذلك التأجيل، داعين المولى - عز وجل - بأن يعم الأمن والسلام والطمأنينة المنطقة العربية، مؤكدين لكم حرصنا الشديد ورغبتنا الأكيدة تجاه إقامة هذا المهرجان الذي نأمل بأن يكون رمزاً للتلاقي والتآلف العربي.
المهرجان
الجدير بالذكر أن المهرجان العربي الأول للأعمال الفنية الصغيرة يعتبر من أهم المعارض التشكيلية لهذا الموسم واكثرها ثراء من حيث الفكرة والأسماء ومستوى التنظيم، حيث يحتفل الفن التشكيلي مساء اليوم في بيت التجارة بجده وبرعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بإطلاق غاليري روشان المهرجان العربي الأول للأعمال الفنية الصغيرة وهي التظاهرة التشكيلية الأبرز والأكبر التي تقام على مستوى الوطن العربي، حيث تحتضن ما يزيد على 1500 عمل فني قدمها نخبة من الفنانين العرب المشاهير عالميا، إضافة إلى عدد من الفنانين السعوديين المعروفين على الساحة المحلية والعربية ولهذا اكتسب هذا المهرجان بصفته الشاملة أسماء بارزة ومضامين إبداع حملت مهام إقامتها شركة بارزة في القطاع الخاص منحت للفن التشكيلي فرصه الكبيرة من الدعم.
عن المهرجان ودور شركة روشان قال المهندس طلال كردي المدير العام لشركة روشان للفنون الجميلة: إن المعرض إضافة بارزة ومهمة في مسيرة الفنون التشكيلية السعودية التي تلقى اهتماما رسميا كبيرا، مضيفا أن غاليري روشان حينما تقدم مثل هذا الإنجاز المتميز تؤكد أهمية دور صالات العرض المتخصصة في المساهمة بمستوى عال في التنظيم والإعداد يتوازى مع ما تطمح إليه الجهات الرسمية بالدولة ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام وبما تحظى به الثقافة بما فيها الفنون التشكيلية من دعم ومتابعة مباشرة من معالي الوزير الأستاذ اياد مدني، وأضاف المهندس كردي أن شركة روشان للفنون الجميلة تعمل منذ تأسيسها قبل خمسة وعشرين عاماً على إثراء الفن التشكيلي السعودي والعربي وتفعيله؛ وقوفا مع دوره ومكانته في ثقافة وحضارة وتاريخ الأمم حيث قامت شركة روشان للفنون الجميلة باستضافة العديد من المعارض لفنانين عالميين عرب مع ما أضافته للفنان التشكيلي السعودي والعربي بمشاركته في برامج الأعمال الفنية المتكاملة لمعظم المشاريع العملاقة بمملكتنا التي تقوم عليها الشركة.
الهدف من المهرجان
استفادت غاليري روشان من التجارب العالمية في مجال المعارض التشكيلية وتسويقها نتج عنه وضع خطة طويلة المدى؛ خدمة للفن التشكيلي بمختلف سبل التعبير فيه وعلى أعلى مستوى من حسن الاختيار مع ما يتوقعه الأجيال الشابة من برامج خاصة لدعمهم، ولهذا فقد وضعت أهدافا محددة سبقت تنظيم المهرجان منها: التذكير بأسلافنا من المسلمين وكيف أن قصب السبق كان لهم في اختيار ونهج هذا النوع من الفنون (المنمنمات الإسلامية) أو ما يسمى (المصغرات)، الذي بات الغرب يتبارى في تنظيم وإقامة المسابقات والمهرجانات والبيناليات الدولية له، فمن باب أولى أننا الأجدر برفع راية تنظيم هذا النوع من الفنون الذي اكتشفه أسلافنا. ومن ثم إعادة إحياء ما اكتشفه الفنان المسلم.
تحقيق الأولوية وتسجيل قصب السبق للملكة العربية السعودية لاحتضانها هذا المهرجان الفني الثقافي، باعتباره الأول من نوعه الذي ينظم على مستوى العالم العربي الذي لم يتطرق إليه أحد من الجهات الثقافية أو جمعيات الفنون التشكيلية بأي بلد عربي آخر، وانعكاسا للنهضة الثقافية التي تشهدها المملكة في ظل وزارة ثقافية جديدة واعية ونهضة شاملة بقيادة حكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه.
بالاضافة الى ضرورة إيجاد قاعدة عربية كبيرة وعريضة من المحيط إلى الخليج من عشاق الأعمال الصغيرة سواءً من الفنانين والممارسين أو من المتلقين والمتذوقين. ولا سيما أنه سيقام كل عامين على غرار البيناليات والمهرجانات الدولية.
وإيجاد الاحتكاك بين الحضور من الفنانين والنقاد الذين يتم استضافتهم خلال فعاليات المهرجان وبين الفنان المحلي والمتلقي، من خلال وجودهم لإلقاء المحاضرات والندوات ولا سيما أصحاب التجارب السابقة، والأسماء اللامعة ، وتقريب التبادل الثقافي البصري من خلال عروض لأهم التقنيات الحديثة في عالم الأعمال المصغرة. وإعطاء الفرصة للفنانين والمستضافين من الدول العربية الاطلاع على معالم المملكة وإتاحة الفرصة لهم لزيارة الحرمين الشريفين، التي لا شك بأنه سوف تنعكس على أعمالهم الفنية مستقبلاً.
كذلك فتح آفاق جديدة لزوار المهرجان من متلقين ونقاد وغرس مفاهيم الفنون الجميلة في أذهان الصغار من الأطفال ونشر ثقافة الأعمال الصغيرة بين المجتمع السعودي والحث على التفاعل معها واقتنائها، في ظل ارتفاع قيمها الجمالية مقارنة بسعرها المادي البسيط. ومن ثم العمل على تحقيق نشر الفنون الجميلة بين المجتمع والعمل على رفع الذائقة الجمالية لديه في هذا العصر.
مشروع تشكيلي متفرد
ونظرا لأهمية المهرجان فقد شكلت لجنة عليا للمعرض برئاسة الأستاذ طلال كردي والأستاذ وائل باهي وبمشاركة كل من الفنان عبد العزيز عاشور مديرا للأمسيات النقدية وهشام قنديل للإعلام. بالإضافة إلى الفنان التشكيلي نايل ملا، صاحب فكرة المهرجان والمنسق العام للمهرجان الذي أشار إلى أن اللجنة قد وضعت لهذه التظاهرة برنامجا ومراحل عرض لمدة شهر كامل ابتداء من عرضه وافتتاحه الرسمي في بيت التجارة لمدة أسبوعين ثم الانتقال به إلى أحد المراكز التجارية لإتاحة الفرصة لمشاهدة المعرض لاكبر قدر من الجمهور، وأضاف الملا أن هذا المهرجان العربي الكبير ما كان ليحدث لولا وجود مناخ وطقس فني يساعد على الإبداع ولاشك أن أي متابع منصف للفن التشكيلي السعودي لابد وأن يستوقفه أهمية هذا المهرجان الذي يعد هو المشروع التشكيلي الأول من نوعه يقام بالمملكة من حيث ضخامة أحداثه، وعدد المشاركين الذين تجاوز عددهم المائتين من داخل وخارج المملكة، في حين بلغت أعمالهم المشاركة أكثر من 1500 عمل فني ما بين أعمال تصويرية وجرافيكية ونحتية وخزفية.
والمح الملا الى أن هذه النخبة المختارة من نجوم التشكيل العربي لا تعني بالطبع أنها تشمل كل المبدعين على الساحة التشكيلية العربية لكن ذلك لا ينفي أيضاً كونها تمثل رموزا مهمة لكل الاتجاهات.
أمسيات لنقاد عالميين
من جانب آخر المح الفنان نايل الملا الى أن من الأمور الأخرى التي دفعتنا لتأجيل المهرجان كما ذكرنا في خطاب التأجيل تعذر حضور بعض النقاد والفنانين في لبنان وسورية وفلسطين، حيث كان من المقرر إقامة أمسيات نقدية يديرها الفنان عبد العزيز عاشور يشارك فيها كبار النقاد والفنانون العرب الذين يستضيفهم المهرجان من كل الدول العربية منهم : الفنان العراقي الكبير ضياء العزاوي المقيم في لندن والفنان والناقد شربل داغر والفنان والناقد عمران القيسي من لبنان والفنان المعروف يوسف عبدلكي المقيم في فرنسا.
ويستضيف المهرجان من مصر الدكتور أحمد نوار رئيس هيئة قصور الثقافة المصرية والفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية بجمهورية مصر العربية.. ومن السودان يستضيف الفنان المعروف الدكتور راشد دياب.. ومن الكويت الفنان عبد الرسول سلمان.. ومن الجزائر الطاهر ومان.. ومن سورية محمد غنوم ومحسن الخانجي.. ومن البحرين عباس يوسف ومن اليمن الدكتورة آمنة النصيري ومحمد العامري وعلي عيسي وخليل قويعة.
أعمال عربية الأصل
عالمية الانتشار
حظي المهرجان العربي الأول للأعمال الفنية الصغيرة بمشاركة قرابة المائتي فنان وفنانة في داخل وخارج المملكة قدم فيها كل فنان ما بين عملين إلى خمسة أعمال لكل مشارك، حيث استجاب للدعوة نخبة من الأسماء اللامعة والمشهورة في عالم الفن التشكيلي العربي شملت المقيمين في بلادهم أو الفنانين العرب المغتربين، فقد ضم المعرض مشاركات من العراق والمغرب والسودان وتونس والبحرين ومصر وفلسطين ولبنان والأردن وقطر وعمان والجزائر على النحو التالي من العراق الفنان سعدي الكعبي ونوري الراوي ومحمود العبيدي، ومن فرنسا يوسف عبدلكي وهيمت علي، ومن المغرب عبد الله حريري وحسان بورقيه ومحمد بنعيسى وعبد الكريم الوزاني والناقد د. فريد الزاهي، ومن السودان د. راشد دياب والبروفيسور أحمد عبد العال والصادق عجينة وأحمد عبد الله عتيبي، ومن البحرين راشد العريفي وحامد البوسطه وعبد الكريم العريض وعبد الجبار الغضبان وعباس يوسف وجعفر العريبي وعبد الإله العرب، ومن مصر محمد الطحان، د. صلاح المليجي وأحمد رجب صقر وإسلام زاهر ود. محمد عبد المنعم ووائل درويش ومحمد أبو النجا، ومن فلسطين تيسير بركات ود. نبيل عناني وسليمان منصور ومن الأردن هيلدا حياري ومحمد العامري ونعمت الناصر وحكيم جماعين ود. خالد خريس، ومن لبنان د. عماد أبو عجرم وعزت أبو مزهر وجورج الزعتيني ووجيه نحلة والبروفيسورة قيلان غيراغيسيان ود. فاطمة الحاج ود. نزار ضاهر ود. عمران القيسي وبرنار رنو.. ومن عمان حسين عبيد وفخرا تاج بنت هلال وأنور سونيا.. ومن قطر يوسف أحمد وعلى حسن وأمل الغانم وحسن الملا.. ومن اليمن الناقدة د. آمنة النصيري وعبد الله الأمين ونصر عبد الله.. ومن الجزائر الطاهر ومان وإسكندر وحكار وبوطاب وحمشودي ومالو وسفرياني ومردوخ وكربوتي ومن تونس علي عيسى وخليل قويعة وجيهان بن محمود ونجى الزردومي.
في حين يشارك أكثر من خمسين من الفنانين والفنانات التشكيليين السعوديين منهم طه الصبان وعبد الرحمن السليمان وسليمان باجبع وحسن عبد المجيد وإبراهيم بوقس وفهد الحجيلان وعبد الله الشاهر وعبد الله إدريس وأحمد ماطر وعبده عريشي وسعيد الخضري ود. فؤاد مغربل ومنصور كردي ونبيل نجدي وناصر الموسى وشريفة السديري وتغريد البقشي.
آراء تثمن التجربة
وحول هذه التظاهرة التشكيلية العربية يري الناقد العربي المعروف الدكتور شربل داغر أن قيام هذا المعرض حدث في حد ذاته: لجدة الفكرة، وقلة العناية بها في العالم العربي، فضلاً عن عناية متناقصة بها هنا وهناك في العالم، حيث بات هذا النوع من الإنتاج الفني مقتصراً على تظاهرات هامشية، بعيداً عن الأضواء الإعلامية والتعريفية الباهرة. لهذا بدت لي الكتابة فيه مثيرة ومحرضة لطرح تساؤلات - جديرة بالعناية بدورها - تطاول مبنى هذا العمل الفني.
لهذا ما عاد العمل الفني المصغر نسخة مصغرة بالضرورة ولكن كافية (في تمثيلها) عن عالم أكبر منها، وإنما بات هذا العمل أحياناً نسخة مكبرة عما هو في أساسه عمل مصغر.
المسألة متعلقة في السلم القياسي الذي يطلبه الفنان لعمله، ولعلاقة الناظر بما له أن يراه، وكيف يراه: بلمحة عين، بتحديق شديد، مثل الصائغ الذي ينظر إلى الجواهر بعين (ميكروسكوبية)، أو مثل السائح وهو في طائرة، أو مثل من ينزه بصره، أو مثل من يرى من دون أن ينظر.. وحول فلسفة الأعمال الصغيرة يرى الدكتور فريد الزاهي اللوحات الصغيرة لوحات تنضح بالدينامية، وقابلة لأن تكون لمالكها أقرب له من حبل الوريد، يتنقل بها أينما شاء، ليضعها غير بعيد عن مرمى البصر، يتشبع يومياً بألقها ووهجها، ويتجدد معناها بهذا اللقاء اليومي المتفرد مع المتلقي كي تمنح من يقظته نسْغ الراهن المتجدد دوما.. تصغُر اللوحة إذن لا لتنفلت من ضخامة المقدس وتنزوي في ركن من أركان اليومي والدنيوي، وإنما لتنغرس في تربة المتلقي والراهن واللحظي.
فإذا كانت اللوحة الكبرى تتماهى مع عظمة العالم، وتمنح لنفسها قيمة بصرية قبلية تتطلب من الرائي أن يستكبر عينه، ويحدق في التفاصيل بجرأة كبرى، فإن اللويحة لا تستصغر جسم الإنسان ولا تسخر من صغر حجمه وقامته. إنها تستدعيه لحوار ندّي، وتتطلب منه القرب: القرب منها، ومن نَفَسها، ومن جسدها، ومن المعاني الناضحة من مسامها، بل من معانيها وشذرات دلالتها. ولذلك كلما عاش المتلقي علاقة القرب هذه عظمت رغبته في الإمساك باللويحة وتقريبها من عينيه والسياحة في تفاصيلها وجزيئات اللون والمادة فيها.
وفي هذه الوضعية تتخلق علاقة فتنة وغواية تستمر حتى في البيت. ففي هذا الأخير، تتمرد اللويحة أحيانا على الجدار لتضع نفسها في أي مكان، تنتقل من هذه الزاوية لتلك بحرية كبرى، وحين تتقلد الجدار فإنها تتطلب (قبيلتها) بكاملها فتتناضد اللويحات في مشهد متشذر يدعو إلى متعة البصر وقلق السؤال.


monif@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
فضاءات
تشكيل
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved