الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 31th July,2006 العدد : 164

الأثنين 6 ,رجب 1427

المايسترو (التركي).. بتوقيت أيلول:
الإطار يكفي..؟!
* الثقافية - سعيد الزهراني:
لم يكن عبد الرحمن الشبيلي (مجانياً) عندما أطلق لقب (مايسترو الكلمة) وقصد به إبراهيم بن عبد الرحمن التركي..!!
هنا ثلاثة كتب (سمفونيات) أعدها التركي كرؤىً مقاليةً قُسمت فيما بعد ووُثقت وفق وحدة الموضوع: حيث صدرت عن دار بيسان ببيروت (ربما لم يتبقَ من بيسان سوى بقايا حطام ودماء أحبار..؟!)
وهي ذات طابع فكري يتعاطى المعرفة ونقد الثقافة كموقع محدد ومهمة تنوير.
وكتابات التركي كما هو معروف ذات بعد تكثيفي وعمق مركز يعتمد بنائية الجمل أو العبارات القصيرة فيما يأتي الإيقاع أو الموسيقى الداخلية غير النمطية أحد المستقطبات التي تميز كتاباته. والكتابة لدى المايسترو التركي.. وعيٌ عميقٌ لغةً ودلالةً وتركيباً.. وهي في ذات الوقت كتابةٌ مقاليةٌ منهجيةٌ تعتمد الاتجاه الحديث في كتابة المقالة وهي أن تأتي الكتابة المقالية متبعةً الأسلوب العلمي الممنهج بحيث تتبع الخطوات المنهجية والإجراءات العلمية في بناء الجسد المقالي الذي يفترض وفق هذا التوجه أن يبدأ بالتمهيد للمشكلة أو الفكرة المطروحة ومن ثم عرض الدلائل أو البيانات أو الإحصاءات الموثقة التي تخدم اتجاه المقالة ليخلص في الختام إلى تقرير أو توصية أو نتيجة متأتية من خلال وعي وأداء منهجي بعيداً عن الانطباعات أو التوجهات الشخصية..!!
ما يكتبه إبراهيم التركي هو في واقع الأمر وعيٌ منهجيٌ حديث.. وكتبه الثلاثة (وفق التوقيت العربي - سيرة جيل لم يأتلف وكيلا يؤرخ أيلول والإطار يكفي) ما هي إلا دلائل على درجة وعي التركي بالكتابة المقالية التي تحترم حجم الكتابة كأمانة وكهم وكقضية وكوعي علمي منهجي يُفترض ألا يكون إلا كذلك..!
على أية حال.. الكتابة من المرؤوس عن الرئيس لن تكون باليسرة أبداً..؟!
يبقى أن أسجل اعتزازي به أستاذاً وصديقاً أولاً مثلما أعتد به رئيساًً..!
أما الآن فأدع للكتب التعريف بفحواها من خلال ما كتبه هو عن كل كتاب..!
- كيلا يؤرخ أيلول - معطيات في شرعية الاختلاف..
كتب التركي في توطئته يقول:
يجمع هذه (الرؤى) إشفاقٌ وانعتاق
فقد أوشكت محطة أيلول أن تصبح محطتنا الأخيرة، وربما الأثيرة فقد وجدنا فيه إجابات عن أسئلة التيه واختصرنا - في زواياها - إشكالات (المعرفة) وشروط (التمويه)..!
هكذا بدا الانكسار (المبرمج) أشبه بالانتصار (المؤدلج) الذي جعل الصراع الأوحد يتحول إلى صراعات، وإذا الطيف الواحد يشع طوائف وإشارات فيبدو الاختلاف خلافات، ونفهم التعددية عبر التناقضات..!
قد يجئ هذا الكتاب سعياً - ضمن مسارات - لإعطاء هذه المحطة وساكنيها مسمى آخر ينقلها من نقطة توقف إلى مركز عبور..!
كما فيه دعوة للاختلاف دون الخلاف، وللتعددية من أجل الائتلاف، وللمواجهة بديلاً عن المناورة والمداراة...
أما كتاب وفق التوقيت العربي - سيرة جيل لم يأتلف.. فقد كتب في تهيئته:
هذا الكتاب مجموعة حكايات لجيل وُلد بعد النفط من دون أن يجد ملعقة الذهب..!
ربما كان أول الأجيال المترفة أو آخر الأجيال المكافحة.. عاش بعد النكبة الأولى، وقبل النكبات التالية، فعايش الهم والوهم والوهن، وظن - وبعضه غير إثم - أنه قادر على الخروج من أنفاق التردي إلى آفاق التحدي.. فلعله يكسب أجر المحاولة والتصدي.
وأخيراً في كتاب الإطار يكفي.. حيث جاء في فاتحته:
مقالاتٌ في كلمات.. قد يصلح الواحد منها موضوعاً لكتاب، أو فصلاً من باب.لا تجمعها وحدة موضوعية، وإن انتمت كلها إلى المعضلة الثقافية، الاجتماعية، السياسية، التي نعايشها أفراداً في مجتمع، ومجتمعات ضمن أمة.. لقد سبق كثيرون لهذا الفن، وفيهم من اختصر فكرته في سطر أو سطرين، أو امتدت لصفحة أو صفحتين لنقرأ في الإيجاز جواباً من الإعجاز..!
ذاك الهم، أما من صاحبكم فيكفيه أن يسعى (وليس عليه إدراك النجاح)..!
يُشار إلى أن مجمل ما أنتجه أبو يزن يبلغ 9 كتب آخرها الثلاثة السالفة الذكر ورابع طبع حديثاً جداً وهو حكايات الشيخ عبد الرحمن السعدي.. حيث سبقت ثلاثة كتب هي:
- مالم يقله الحاوي.
- كان اسمه الغد.
- سفر في منفى الشمس - قراءات في اغترابات الكلمة (1996م)
- معهد الإدارة العامة - نشأة وتطور (2000م) بالمشاركة.
- عبد الله النعيم - الإدارة بالإرادة (2002م).
الصفحة الرئيسة
فضاءات
تشكيل
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved