Culture Magazine Monday  31/12/2007 G Issue 227
الملف
الأثنين 22 ,ذو الحجة 1428   العدد  227
 

بقية الكبار
د. محمد بن عبدالله المشوح

 

 

إنه صورة مشرقة لجيل حمل على أكتافه أعباء كبرى نحو مد جسور ثقافية متميزة.

حمل معه أوجه الثقافة المتعددة دعوةً وأدباً وشعراً ونقداً وصحافةً وغيرها.

خاض وصال وجال في ميادين التعليم والتربية منذ بواكير حياته معلماً ومشرفاً ومفتشاً وموجهاً. ومرت على يديه أجيال متعددة من الطلاب والتلاميذ.

تربع على صاحبة الجلالة رئيساً للتحرير مبكراً. فأسس مجلة في طلائع الثمانينات بعيون عصرية وأقلام جريئة وأفكار ساخنة. فصنع في أوائل أعدادها أنموذجاً للصحافة الحرة الرصينة.

التقى بالكبار وجالس طه حسين واحتفى به عباس العقاد ودرس وتتلمذ على العلماء الأفذاذ محمد بن إبراهيم، عبداللطيف بن إبراهيم، محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم.

ظفرت معه بلقاءين لا أنساهما:

- أما الأول فقد أجريت معه لقاءً مطولاً عام 1422هـ عن حياته ومسيرته وجهوده وغيرها. وكان يتحدث بعبق الماضي الجميل ورائحة بلده (حرمة) النجدية. يتحدث بتلقائية فريدة إلى مرحلة مهمة صرنا لا نسمع ولا نرى منها سوى الأطلال.

أما الثاني : فقد استطعت - بحمد الله - أن أقنعه بالحضور إلى الثلوثية والاستماع إلى تجربته ومسيرته وسيرته والاحتفاء والتكريم بشخصيته المتميزة فكان حضوره لمسة تواضع وتكريم منه - حفظه الله.

واصطف الحضور وامتلأت قاعة الثلوثية بمحبيه ومريديه وكانت ذكرياته وأحاديثه عجباً.

الشيخ عبدالله بن إدريس: مدرسة حقيقية استطاع أن يقيم منهجاً تربوياً في تربية أبنائه فكانوا من حوله شموعاً مضيئةً يزهو بهم في كل محفل. أما معاركه وخصوماته وردوده فقد استمرت عقوداً من الزمان مضت.

كان اسمه لا ينفك عن صحيفة أو مجلة.

أما شعراء نجد المعاصرون فهو شاهدٌ باقٍ على نبوغه وحضوره الأدبي والنقدي المبكر حتى صار كتابه مرجعاً لأي باحث أو ناقد.

استطاع أن يقدم أول دراسة سعودية جادة عن الشعراء طُبعت أيضاً في طلائع الثمانينات الهجرية.

أورد بيتين بحضرة الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم:

يا ليل حظي في الحياة كقطعة منسوجة من ليلك المنظور

لم أجنِ من متع الحياة وسيبها إلا نقاء سريرتي وضميري

فانطفأ الكهرباء والتفت الشيخ عبداللطيف وقال: يا عبدالله إن البلاء موكل بالمنطق. ثم عادت الكهرباء بعد عشرين ثانية فقط فلم أقل بعدها بيتاً فيه تشاؤم. إنه بقية الكبار يمتلئ ذاكرةً مليئةً بالعطاء لوطنه دامت في ميادين غير محصورة. متعه الله بالصحة والعافية.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة