Culture Magazine Monday  31/12/2007 G Issue 227
تشكيل
الأثنين 22 ,ذو الحجة 1428   العدد  227
 

وميض
بعض من المحاولات الشبابية
عبد الرحمن السليمان

 

 

لفت نظري في السنوات القليلة الماضية مشاركات بعض التشكيليين والتشكيليات الشباب وقد تراوحت بين عروض مشتركة (قليلة العدد) وجماعية، وهي في هذا السياق تحمل دلالات مستقبل واعد منتظر، ومع أن ما شاهدته قد لا يعدو قليلاً من كثير إلا أن الساحة التي قدمت أجيالاً تنامى الفن التشكيلي في المملكة على يديها قادرة على تقديم الجديد من الوجوه والنتاج الإبداعي.

ونظراً لاتساع المملكة وانحسار بعض المشاركات على بعض المدن أو المناطق فهذا ربما لم يساعد على التعرف على معظم ما يقدم في الساحة لكننا بالمقابل نلمح إشارات من هنا أو هناك لوجوه وتجارب ملفتة، لعل آخرها شاب قدِم من الطائف طرح تجربة مع بعض زملائه في الرياض من خلال عرض جماعة تعاكظ، هو فهد القثامي، ففي أعماله تؤدي الخامة ومعالجاتها وتأليفاتها غرضاً فنياً يحقق وصول الفكرة؛ فالعلاقة التي يرسمها بين خاماته على بساطتها وأحياناً مبالغاتها تحقق هدفاً سعى - حسب ظني - إلى تحقيقه، فالمسمار على سبيل المثال يتحرك وفق تفكير آنٍ ومتداعٍ لتمثيل حالات أو معانٍ أو ليكون مثاراً للترميز، لعل الجرأة التي تعامل بها فهد في تجربته تقابلها نتائج سمر الحارثي مع علاقة في استعارة كليهما للوجه الإنساني، فصفائح الحديد والشقوق التي تطل منها الوجوه هي ما تتمحور حولها الفكرة، ولعل مثل هذه الاشتغالات ذات مصادر فنية مختلفة بينها النحت والتصوير لكنه تأسيس لتجربة شخصية تتطلب المزيد من البحث على مستوى المعالجة والتعامل مع الخامة وعلى مستوى التقنية أيضاً، في هذا الإطار كانت تجارب شاب آخر من مدينة أخرى هو أحمد ماطر الذي درس الطب واستفاد في بعض نتاجاته من معطيات هذه المهنة الإنسانية، فماطر في توظيفاته المستحدثة لجأ إلى الشفافات أو نتيجة الأشعة وهو يضيفها إلى العمل فتتآلف الخامة والتلوين (الصباغة) والحس الفني ليتشكل عمل أو نتيجة جديدة خاصة على مستوى ما هو مطروح محلياً على الأقل.

في المنطقة الشرقية قدمت شابة هي فجر العجاجي تجربة جديدة تتجه إلى إعمال الفكرة؛ فهي تلجأ إلى الصورة وتشكل منها موضوعاً ذا مساس بالإنسان راهناً وتعبيراً عن زمن ماضٍ، تكوّن فجر أعمالها على معالجات حاسوبية فهي درست التصميم في بريطانيا واتجهت في بعض الأعمال للاستفادة من أشعار لتشكلها على خلفيات متنوعة ولتمثل حالة من الرمزية، النتيجة أو العلاقة هي قدرة توظيفية ونقل حس عبر الوسيلة الفنية الحديثة ففجر لا تتعامل مع تلوينات أو رسوم بقدر تأليف عناصر ومعها نجدها ناقدة مثاليات الحكايات الروائية التي تمثلها بعض الأفلام العربية التي تستعير مقاطع منها، وهي كما يبدو لم تزل ترصد لشيء من الأفكار في جوانب من خبراتها أو اطلاعاتها.

لاشك أن الأسماء الجديدة عديدة ومع ما تحمله من أفكار وطروحات تبدو جديدة، إلا أنه لا يمكن الإلمام بها، ففي القطيف كانت تجربة لشاب هو حسين المصوف يحاول العرض بالفيديو على ركام قطع خزفية للتعبير عن فكرة ما، ومع أهمية تطوير مثل تلك التقنية التي يشتغل بها ومع محاولته في خطواتها الأولية نقبل بداياته كما هي بدايات زهراء المتروك في علاقتها باللون وتوظيفاته التعبيرية على أمل أن تسعى للابتعاد عن بعض المناطق التي تقربها من بعض التشكيليين المحليين، والواقع مع قلة التجارب الشبابية العشرينية من العمر إلا أني أرى أهمية دعم مثل تلك المواهب الفنية الواعدة التي تمثل بجانب آخرين مستقبلاً يطمح إلى مواكبة الحدث الفني العالمي ومع تباينات وجهات النظر في تقييم الأعمال الفنية إلا أن الفن عادة لا يوجه أو يقيم بناء على العمر، ففي أجيال الحركة التشكيلية في المملكة كبار سن، ينتجون أحدث مما ينتجه كثير من الشباب.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة