* الثقافية - عبد المحسن الحقيل
كنت مع صديقي في جلسة أخوية، وكانت النفوس نقية، ولم نرد بأحد أذيّة، وتحدث صاحبي بحمية، عن حالنا الثقافية، وعن رافد أنديتنا الأدبية، قال: حال ذاك الرافد المهم، يجلب الغم والهم، ويذكِّرني بأمثولة للحيوان، جرت منذ أزمان.
قلت: هاتها في عجل، قال:
كانت الغابة دون قائد ينظم المكان، فاجتمع أصحاب الشأن، وفي سقطة ودون تأويل، قرروا تعيين الفيل، وبقي الأسد نائباً .. يومها صرخ الحكيم لا .. لم تعيِّنون .. وعلينا تفرضون؟! اتركوا الأمر انتخاباً، لا جانبتم الصوابا .. لكنهم لم يأبهوا كثيراً، فتم التعيين رغم كونه خطيراً..
بعد مدة لاحظ سكان الغابة أنهم تائهون، فهم لا يفهمون، إذ كل شيء يتم عن طريق الأسد، والفيل غافل، وكل شيء هو الأسد الباسل، فهو من يستضيف ويدعو، وهو من يلين ويقسو..
ثارت تساؤلات عدّة: من الرئيس؟ في هذا الوضع التعيس؟ لم ليس الأسد صاحب الحماسة؟ وماذا يفعل الفيل غير افتراش كرسي الرئاسة؟
حتى الطيور الحالمة التي كانت تزور الغابة، امتنعت عن الحضور وكلها كآبة، فهم دائماً عندما يسألون، يجيب الفيل: نحن العاملون، ولسنا مقصرين، وكل شيء بحين، والأسد النشيط يكظم غيظه في كبت، وينجز في صمت، والحكيم يتأمل جهدهم، وينتظر اليوم الذي يعودون فيه لرشدهم.