الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 1st October,2006 العدد : 182

الأحد 9 ,رمضان 1427

من عصر المخطوطات إلى عصر المطبوعات!!
تعد فترة الانتقال من عصر المخطوطات إلى عصر الكتب المطبوعة، المرحلة الانتقالية الثانية والأقل أهمية في تاريخ الكتاب في العالم الإسلامي.
أما المرحلة الأولى والأكثر أهمية فهي مرحلة التحول الأساسي للكتاب خلال القرنين الأولين من تاريخ الإسلام (القرنين السابع والثامن الميلاديين)، حيث توفر النساخ والعلماء في العالم الإسلامي على حفظ ونسخ نصوص أهم الكتب في العالم خلال تلك الفترة، ويغني بها القرآن الكريم والسنة النبوية. وقد نهضوا بهذه المهمة بجد ومثابرة، وبدرجة من الدقة في النقل جنبتهم كثيراً من المشكلات التي اكتنفت حفظ ونقل معظم الكتب الأخرى الدنية والدنيوية خلال الانتقال من عصر المخطوطات إلى عصر الكتب المطبوعة.
جاء في كتاب بعنوان (الكتاب في العالم الإسلامي) قول محسن مهدي: لابد من الاعتراف بأن عدة عوامل ثقافية واجتماعية صاحبت ظاهرة الانتقال من عصر المخطوطات إلى عصر المطبوعات.
ففي بداية الانتقال من عصر المخطوطات إلى عصر الكتاب المطبوع في العالم الإسلامي كانت اللغة العربية هي اللغة الأساس المستخدمة في العلوم الدينية والدنيوية، وإن ترجمت بعض كتب العلوم الأوروبية الحديثة إلى لغات محلية غير العربية كالتركية والفارسية.
فما الذي حدث بعد ظهور الطباعة؟ وإلى أي مدى بقيت اللغة العربية في موقعها؟ وهل حلت اللغات المحلية محلها تدريجياً؟ ومتى حدث ذلك في كل دولة تتكلم لغة محلية غير العربية؟ وفي أي المجالات حدث؟! لقد كانت بعض اللغات الشرقية كالفارسية والتركية والأوردية وعاء للثقافة الأدبية ولغة للتعاملات الإدارية، فمتى أصبحت تلك اللغات وعاء للعلوم الحديثة أيضاً؟ وبم نفسر ظهور مؤلفين من دول إسلامية غير عربية مثل إيران والهند والباكستان يكتبون مؤلفاتهم بالعربية حتى اليوم؟! ولا ينبغي أن نغفل تأثير الطباعة في قواعد الإملاء وفي بناء الجملة وفي ألفاظ كل لغة من لغات العالم الإسلامي.
ومن السمات المميزة للانتقال من عصر المخطوطات إلى عصر الطباعة في العالم الإسلامي أن هذه العملية كانت عملية مستمرة، ولم تكن مجرد نقطة تحول حاسمة.
وعموماً فإن على الإنسان أن يبحث عن تأثير الطباعة في ثقافة العصر وأن يتساءل: إلى أي مدى غيرت الطباعة نوع الكتب المتاحة للقراء، مقارنة بما كان موجوداً قبل ظهور الطباعة؟ وكيف حدث هذا التغير؟ ولماذا؟ وما هي الكتب التي كانت تطبع؟.
في عصر الكتاب المطبوع نهض المصحِّح بدور شبيه بدور الناسخ في عصر المخطوطات، فهو يتولى تصحيح لغة النسخة المخطوطة قبل أن ترسل إلى المطبعة، ويتأكد من أن تجارب الطباعة قد روجعت وصححت بدقة.
إن دراسة المطبوعات الأولى يمكن أن توضح لنا إلى أي مدى كان النص المطبوع من الناحية العلمية أفضل أو أسوأ من نص النسخة المخطوطة للكتاب قبل طباعته.
ختاماً أقول: عندما يبدأ العالم الإسلامي في جني ثمار الثورة التقنية والثقافية التي أحدثتها الطباعة، سيجد نفسه مواجهاً بثورة أخرى تحل محلها تدريجياً وتقضي على عصر الكتاب المخطوط والكتاب المطبوع معاً، ونعني بها الكتاب الإلكتروني المقروء آلياً. وتلك مسألة مهمة يجب أن نفكر فيها عندما نعرض للتحول من عصر المخطوطات إلى عصر المطبوعات.


د.زيد بن محمد الرماني
المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
zrommany1@yahoo.com

..... الرجوع .....

العنكبوتية
اتصالات
الالعاب
أمن رقمي
قضية تقنية
دليل البرامج
جديد التقنية
حوار
دكتور .كوم
منوعات
سوق الانترنت
حاسبات
أخبار تقنية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved