الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 2nd May,2004 العدد : 67

الأحد 13 ,ربيع الاول 1425

جرائم الاحتيال في البريد الإلكتروني
* نورين جبريل
لم يعد شارلز تايلور رئيساً لليبيريا، لكن اسمه يثير الازعاج بالنسبة الى جمهور الإنترنت، حيث يتلقى الكثيرون رسالة إلكترونية بصوت زوجته او احد اقاربه، تعلن عن ملكيتهم لجزء من الثروات الطائلة التي كانت بحوزة الرئيس السابق، ويحتاجون الى شخص موثوق ومحترم وغير متورط سياسياً لمساعدتهم في اخراجها من نيجيريا التي تستضيف الرئيس الليبيري المخلوع، واعدة ببدل مادي لا يقل عن مليون دولار.
يشكل هذا الخبر نموذجاً لما يُسمى بالبريد الالكتروني المتطفل، وهذا نوع من الازعاجات التي تطالع جمهور الانترنت، لكن الامر الأكثر ازعاجاً هو ان بعض الناس يؤخذون بالاسماء الرنانة وشبه الحقيقية الواردة في الرسالة، ويستجيب بعضهم لاغواء الثروة الموعودة، فيرسلون الف دولار الى مرسلي الرسالة لكي يشرعوا في ترتيب الامور.
احياناً تنتهي المشكلة عند هذا الحد. وفي احيان اخرى، يسافر المخدوع الى نيجيريا، او غيرها من الدول الافريقية، ليجد نفسه غارقاً في حبائل الابتزاز والاحتيال، ويعود بعد ان ينفق الكثير من الاموال، ووصف ريتشارد سوزرلاند، المدعي العام السابق في مدينة نيويورك الامر بانه صناعة مربحة تصل اموالها الى نحو بليون دولار. . انها شيء مخيف تماماً.ويرجع هارولد كوبوس، الذي يعمل في شركة خاصة للامن في ولاية اتلانتا، استجابة الاميركيين لتلك الرسائل المزعجة، إلى إدمانهم على الإنترنت إلى درجة فقدان الحذر البديهي. وسبق لكوبوس العمل مخبراً في مكتب التحقيق الفيدرالي (اف.بي.آي).
ويقول رسميون انهم، ببساطة، لا يملكون الوسائل الكافية لمكافحة هذه الظواهر الاجرامية التي تتخذ من الانترنت وسيلة للخداع والاستدراج.
ولاحظ مؤلف القصص والروايات البوليسية جايمس والاش ان البعض لا يخطر له ان هناك من يعتاش من الكذب والخداع.
يتخذ الاحتيال عبر البريد الالكتروني اشكالا عدة، فيتلقى البعض رسائل تهنئة بالفوز بالجائزة الكبرى للوتو الاسباني، وتحمل رسالة اخرى اسم بنك محترم في جنوب افريقيا، وتطلب من متلقيها المساعدة رسمياً في حل مشكلة مالية، كوفاة عميل للبنك يملك ثروة بملايين الدولارات، لكنه لا يملك أي عائلة ولا اقارب.
ولذا، يبحث البنك عن شخص له اخلاق حميدة ليتقدم بوصفه قريباً للمتوفى، حتى يتمكن البنك من التصرف بتلك الثروة المجمدة. وبالطبع، فان البنك سيعطي المتقدم نصيبه الشرعي من تلك العملية، اي حوالي 10 أو15% اي ما يعادل مليوناً او اكثر من الدولارات.
ويعتقد الخبراء ان نيجيريا هي المصدر الرئيسي لمعظم هذا النوع من البريد الالكتروني الاحتيالي. ويشير والاش الى ضعف السلطات القانونية الكبير في نيجيريا، والى الفساد المستشري فيها بالرغم من تمتعها بنظام مصرفي متطور. ويفتح هذا المزيج الغريب الباب واسعاً امام عمليات احتيال من انواع عدة.
صور متعددة للاحتيال
ولا يقتصر البريد الاحتيالي على نيجيريا، فثمة من يعمل انطلاقاً من بلدان اخرى في افريقيا، وحتى في اوروبا وامريكا. مثلاً، تحقق الشركة الامنية التي يعمل فيها عميل (اف.بي.آي) السابق كوبوس، في مجموعة احتيال تعمل انطلاقاً من ولايات اميركية صغيرة مثل ماين او نيوهامشاير. وتقدم المجموعة نفسها باعتبارها شركة سياحية، تضع امام الجمهور عروضاً مغرية وتطلب مبلغاً صغيراً جداً لقاء خدماتها بهدف الحصول على ارقام بطاقاتهم الائتمانية، ثم تستعملها لسحب مدخراتهم كلها.
وينطبق الوصف نفسه على شركات لبيع الأدوية المنشطة جنسياً والمقويات. وقال كوبوس ان تلك المجموعة تمكنت من سحب مبالغ تتراوح بين 10 و12 مليون دولار.
وتحاول بعض شركات المعلوماتية صنع برامج للكومبيوتر تقاوم البريد الاعلاني من كل نوع بما فيها رسائل الاحتيال الالكتروني.
ولفتت سوزان لارسن، مديرة شركة (سيرف كونترول) التي تعمل في وادي السيليكون في كاليفورنيا الانتباه الى ان رسائل الاحتيال تبدو موثوقة تماماً، لكن التدقيق فيها يكشف زيفها، وهو ما تقوم به برامج مقاومة البريد المتطفل.
وقال سوزرلاند إن شرطة نيويورك عمدت أخيرا، إلى إنشاء قسم معلوماتي متخصص بمكافحة البريد الاحتيالي. وتواجه الشرطة عقبات كثيرة، مثل عدم توفر الأموال الكافية، والحاجة إلى خبراء متخصصين في شؤون الشيفرات الإلكترونية، التي يطورها مخادعو الإنترنت باستمرار، ويبدو الأمر وكأنه معركة مفتوحة.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
دليل البرامج
نساء كوم
امال . كوم
الابداع العلمي
دكتور .كوم
الحكومة الالكترونية
الرسوم المتحركة
قواعد البيانات
معارض
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved