الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 2nd November,2003 العدد : 45

الأحد 7 ,رمضان 1424

تثير الكثير من الجدل
الملصقات الذكية.. تقنية حديثة متناهية الدقة

إعداد : أمجد الجباس
أصبح بإمكانك اليوم أن تعثر بكل سهولة على إبرة وسط كومة من القش، وذلك بفضل الملصقات الذكية، التي تعمل بتقنية جديدة تم من خلالها تزويد هذه الملصقات برقاقات إلكترونية وأدوات استشعار دقيقة للغاية بما يمكن من التعرف وبدقة وفي مدى زمني محدود للغاية على مقتنيات متجر كبير من المنتجات المختلفة، ويمكن أيضاً الجهات المختلفة من إدارة المخزون لديها بصورة أكثر كفاءة. هذه الملصقات مزودة بتقنية حديثة اصطلح على تسميتها (تقنية التعرف على ترددات الراديو) (Radio Frequency Identification R.F.I.D) تنقل رداً رقمياً عندما تتعرض لتردد راديو من أحد أجهزة المسح.
كان العالم قد عرف منذ عقود صوراً قديمة من هذه التقنية، إلا أن التطورات التي طرأت على العديد من أوجه الحياة في الأعوام الأخيرة دفعت الشركات والجهات الحكومية إلى السعي نحو تطوير تقنيات أكثر تطوراً يمكن قراءتها باستخدام أي من أجهزة المسح في أي مكان في العالم، وهو الأمر الذي يمكن من تتبع تدفق البضائع بين الموردين والمستهلكين في شتى أنحاء العالم بكل يسر وسهولة وبأقل تكلفة ممكنة.
وكانت شركة وول مارت ستورز قد طلبت في يوليو الماضي من أكبر 100 مورد للسلع إليها استخدام الملصقات التي تعتمد على هذه التقنية الجديدة في كافة شحنات البضائع التي يتم توريدها إلى متاجرها بحلول أواخر عام 2004.
ومن المنتظر أن تحذو وزارة الدفاع الأمريكية حذو وول مارت ستورز خلال الأيام القليلة القادمة بأن تعتمد هذه التقنية الجديدة كإحدى التقنيات الرئيسة المفترض توافرها في الملصقات التي توضع على البضائع التي يتم توريدها إليها، وذلك بحلول عام 2005.
هذه التقنية الجديدة مستخدمة حالياً بالفعل في عدد من المنتجات مثل المفاتيح اللاسلكية للسيارات، أنظمة تحصيل الرسوم، وفي وزارة الدفاع في تتبع المخزون.
وفي أحد محال الملابس في مانهاتن يتم استخدام هذه التقنية بحيث يمكن للعاملين بالمحل معرفة الملابس التي بأيدي الأفراد في غرفة تجربة الملابس (البروفة)، كما تمكن العميل من التعرف على المقاسات والألوان المختلفة المتاحة من المنتج الذي قام باختياره من خلال شاشة إلكترونية.
الخصوصية والتقنية الجديدة
في الوقت الذي يتزايد فيه تهافت قطاع الأعمال على هذه التقنية، تنمو جهود المدافعين عن الخصوصية والحرية الشخصية لفرض قيود على استخدامات هذه التقنية، حيث يؤكد هؤلاء أن مثل هذه التقنيات سوف تمكن الحكومات والشركات من التعرف على توجهات المستهلكين الشرائية، وأيضاً أذواقهم في المأكل والمشرب وغيرها من مناحي الحياة وذلك عن طريق هذه الملصقات التي ستوجد على كل منتج يقوم الفرد بشرائه، وعلى عكس البار كود الذي لا يمكن قراءته إلا بتمريره على شعاع ليزر، فإن التقنية الجديدة تمكن من قراءة الملصقات عن بعد حتى عبر الحوائط، كما تمكن من قراءة أكثر من ملصق في ذات الوقت؛ بدون علم أو موافقة صاحب السلعة التي تحمل ذلك الملصق، وهو الأمر الذي يحتم ضرورة إصدار نص قانوني يقصر استخدام هذه التقنية على الغرض التجاري الذي تم تطويرها من أجله في تسهيل تبادل المنتجات بين الموردين والمستهلكين وفي تتبع المخزون، دون إضرار بحقوق وحريات المستهلكين.
وكان من بين الاقتراحات التي تقدم بها دعاة الخصوصية تصميم هذه الملصقات بطريقة تجعلها غير قابلة للتنشيط مرة أخرى إذا ما تم تعطيلها عند الشراء، وأن يتم وضع تحذير على كل المنتجات التي تحمل هذه الملصقات ينص على ضرورة إزالة هذه الملصقات عقب الشراء مباشرة، إلا إذا رغب المشتري في الإبقاء عليها، وهو أمر قد يكون ضرورياً في بعض المنتجات مثل الملابس؛ فوجود مثل هذا الملصق يسهل على غسالة الملابس الأوتوماتيكية تحديد البرنامج الأكثر ملاءمة لتنظيف هذه الملابس، ومثل الأدوية؛ فبقاء الملصق عليها يمكن الخزانات الذكية للأدوية من التعرف على مدة صلاحية الأدوية.
تحديات المنتج
وقد أسهمت الإشكالات التي أثارها دعاة الخصوصية والمدافعون عن خصوصية المستهلك في التقليل من حماسة مديري شركات الأعمال لاستخدام التقنية الجديدة في الملصقات التي يتم وضعها على منتجاتهم، خوفاً مما يمكن أن تثيره من إشكالات أشار إليها هؤلاء؛ من بين هؤلاء شركة بنتون للملابس التي أعلنت أنها لم تقم بوضع الملصقات الجديدة على أي منتج من منتجاتها يتم بيعه مباشرة للجمهور، كما أوقفت وول مارت ستورز تجربة كان قد تم الإعلان عنها بالاشتراك مع شركة جيليت لوضع الملصقات الجديدة على شفرات الحلاقة.
وتبلغ تكلفة الملصق الواحد بالتقنية الجديدة حالياً ما يتراوح بين 2530 سنتاً، وهو ما يجعل الأمر مكلفاً للغاية أن يتم وضع ملصق من هذا النوع على كل قطعة منتج في أي متجر.
فضلاً عن ذلك فإن قطاع الأعمال غير مهيأٍ بعد للتعامل بشكل جيد مع ذلك الكم الهائل من البيانات التي سوف تنتج عن تشغيل هذه الملصقات الذكية.
وعلى الرغم من هذه الإشكالات، فإن دعاة الخصوصية على يقين من أن المسألة لا تعدو أن تكون مسألة وقت، وأنه سرعان ما ستصبح هذه الملصقات الذكية أمراً شائعاً.
ففي سلسلة سوبر ماركت مترو الشهيرة في ألمانيا تم اختبار نظام تجريبي جديد للأرفف الذكية يمكن من تتبع تواجد البضائع على أرفف المحل، وذلك باستخدام الملصقات الذكية، ومع انتهاء الفترة التجريبية وإدخال تعديلات على النظام أعلنت شركة مترو عن أنها سوف تجرب النظام الجديد بشكل فعلي لمدة شهرين.
وشركة «أي بي إم» التي كانت أحد الموردين الرئيسيين لهذا النظام أعلنت أنها ترعى حالياً مشروعا تجريبيا في الدانمارك يقوم على وضع الملصقات ا لذكية على منتجات البقالة العادية، وهو الأمر الذي يمكن المستهلكين من القيام بمشترياتهم من البقالة بشكل أوتوماتيكي من خلال أكشاك خارجية تقع قرب مضخات البنزين.
مشاكل تقنية للملصقات الذكية
إن الأمر يتطلب إنفاق مليارات الدولارات من أجل إقامة أنظمة التتبع الأوتوماتيكي التي ستتولى مهمة تلقي الإشارات المرسلة من هذه الملصقات وتحويلها إلى بيانات، ومن ثم اتخاذ القرار الملائم بشأن سد العجز في المخزون و تغطية العجز في المنتجات التي تشهد إقبالاً كبيراً من العملاء.
والتقنية التي تستخدم حالياً في هذه الملصقات تمتلكها شركات محدودة وتقتصر على تطبيقات محددة، والعديد من هذه الأنظمة يعمل على موجة 56 ،13 ميجاهرتز وهي موجة راديو ذات قدرة محدودة على نقل البيانات بسرعة.
ومن المتوقع أن يشهد سوق هذه التقنيات نمواً كبيراً في الفترة القادمة، خاصة بعد أن أعلن منذ أسبوعين عن إصدار جديد من تقنيات R.F.I.D يعمل على تردد أعلى يقترب من ذلك التردد المستخدم في التليفونات الجوالة، وهو الأمر الذي يسمح بسرعة أعلى في نقل البيانات من التردد الحالي 56 ،13 ميجاهرتز.
وإن كان هذا الأمر قد يثير مشاكل تقنية خوفاً من التداخل بين الترددات التي تستخدمها هذه الملصقات وبين الترددات التي تعمل عليها التليفونات المحمولة. ويتوقع أن يصل إجمالي حجم السوق على الأجهزة الخاصة بهذه التقنية والبرمجيات الخاصة بها إلى ما يقرب من 13 ،1 مليار دولاراً، حسب رأي إحدى شركات السوق المتخصصة.
خطوات توسعية وعملية الانتقال
بهذا النظام إلى نظام مقبول عالمياً سوف تكون محل بحث الأشهر القادمة خلال اجتماع EPC العالمية، وهي إحدى الجهات التي لا تهدف إلى الربح وتتبع لمجلس الكود الموحد، وهي الجهة الدولية المنوط بها مراقبة استخدام الأكواد. وبغض النظر عما سيسفر عنه هذا الاجتماع فإن الواقع العملي يظهر أن التوسع في استخدام هذه التقنية قادمٌ لا محالة.
وكان قرار وول مارت ستورز الذي سبقت الإشارة إليه في بداية المقال إحدى الخطوات الرئيسة في هذا الإطار، ثم جاءت الخطوة التالية الأكثر تقدماً من جانب وزارة الدفاع الأمريكية التي كانت من الجهات الرائدة في تطبيق مثل هذه التقنيات، حتى ان الوزارة كانت تستلزم أ ن تكون الملصقات مزودة ببطاريات أو أي مصدر للطاقة حتى يمكن إتمام الاتصال بينها وبين أجهزة المسح.
كما أن الوزارة تصل هذه الأنظمة بأقمار صناعية لتحديد المواقع، بما يمكنها من التعرف على احتياجات جنودها المنتشرين في شتى بقاع الأرض وبأسرع وقت ممكن.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
قضية تقنية
دليل البرامج
اقتصاد الكتروني
اطفال كوم
نساء كوم
الطب والتقنية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved