الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 2nd November,2003 العدد : 45

الأحد 7 ,رمضان 1424

تحديد البريد المسموح
خطوة أخرى لمكافحة إغراق البريد الالكتروني
مهندسو البرمجيات تسببوا في مشكلة إغراق البريد الإلكتروني بالرسائل غير المرغوب فيها، فهل ينجحون في حل هذه المشكلة؟

في الوقت الذي يحاول فيه المشرعون إدانة البريد غير المرغوب فيه المعروف باسم «اسبام» فإن مزودي خدمة الإنترنت يفتخرون بأن لديهم إمكانات تسمح بتحديد رسائل الإغراق ومنعها من الوصول إلى البريد الإلكتروني.
ولكن الحقيقة شيء آخر. فأصحاب رسائل الإغراق لا يزالون يتفوقون على القانون وتكنولوجيا تصفية وترشيح البريد الإلكتروني، فتصميم البريد الإلكتروني تم منذ عشرين عاما بطريقة سهلة ومفتوحة، ولم يتوقع خبراء الكمبيوتر حينئذ الإغراق البريدي الحالي، مما أعطى الفرصة لمرسلي بريد الإغراق للتخفي وتضليل مصادرهم، فنظم الاتصالات المستخدمة في إرسال واستقبال البريد الإلكتروني نظم مفتوحة وتعطي المرسل إمكانية التخفي وعدم تحديد هويته، فالنظام أنشئ من أجل تبادل الرسائل العلمية والأبحاث.
ولم يتخيل الخبراء أن يتحول إلى نظام عالمي يوفر خدمة الاتصال الفوري بين ملايين البشر عبر القارات. ولكن هذا النظام أصبح للأسف وسيلة لعمليات النصب ونشر الرذيلة. ولا بد من مكافحة هذا الاستخدام المشين للبريد الإلكتروني.
العكس صحيح
وفي محاولاتهم المستمرة لتنقية البريد الإلكتروني من الإغراق، فإن فكرة تحديد مصادر الإغراق ومنعها لم ينجحا بالشكل المطلوب، وقد وصل خبراء البرمجيات إلى فكرة جديدة، وهي تحديد البريد المسموح بتواجده ومنع المصادر الأخرى.
وكما يوضح نيكو بوب، نائب رئيس الأبحاث بشركة « VeriSign «أكبر مسجل لمواقع الإنترنت وصاحب نظم التوقيع الإلكتروني: «لقد حاول الخبراء في السابق تحديدالمتسللين للبريد الإلكتروني وحجب رسائلهم. ولكننا نريد أن نفعل عكس ذلك.
نحدد أصحاب الحق في المراسلة الإلكترونية، والسماح فقط باستقبال رسائلهم».
ولتوضيح المسألة، فإن الأمر يعتبر إنشاء لنظام مشابه لإظهار رقم الطالب على الإنترنت، فلابد لمستقبل الرسالة السماح للمرسل بمراسلته أولا. تماما كما يحدث مع التليفون.
مستقبل المكالمة يحق له استقبال أو غلق الخط بعد تحديد الطالب، وأيضا يمكن للمرسل أن يختار أن تكون شخصيته مجهولة بناء على رغبته. أكثر المطالبين بنظام تحديد هوية صاحب الرسالة هم البنوك وشركات السياحة والتجارة الإلكترونية، فمعظم رسائلهم تضيع من خلال تصفية الرسائل. أما شركات الدعاية والإعلان فقد هاجمت الشركات الموفرة لخدمة الإنترنت واتهمتها بمنع رسائلها من الوصول إلى الناس، ولكن هذه الشركات دافعت عن نفسها وقالت إن نظاماً جديداً للتعامل مع الإغراق البريدي على وشك الإعلان عنه. وبدأ صراع من نوع آخر بين شركات الإنترنت وشركات الدعاية التي ترسل الكثير من الرسائل الإلكترونية على سبيل الدعاية، فهم يطالبون شركات الإنترنت باعتبار رسائلهم مسموحا بها وتطالب بضمان وصولها إلى المستخدم، وشركات الإنترنت ترى أنه كلما قلت الرسائل غير المرغوب فيها زادت زبائنها.
ويشارك في هذه المناقشات الكثير من الجهات التي تطمع بتحقيق الربح من وراء نظم المراقبة الجديدة. وبعض الشركات التي تعتمد على البريد الإلكتروني في عملها.
لا بد من التريث
وبعيدا عن هذه المناقشات، فإن أكبر أربع شركات موفرة لخدمة الإنترنت وهي مايكروسوفت وأمريكا أون لاين واريثلينك وياهوو اجتمعت في إبريل الماضي لوضع أسس مكافحة إغراق البريد الإلكتروني بالرسائل غير المرغوب فيها.
وأسفرت الاجتماعات عن ضرورة التريث في خطوات تنفيذ المكافحة لأن الإنترنت بطبيعتها غير مركزية وأيضا كانت تلك نصيحة الجهات القانونية.
ويقول براين سوليفان مدير عمليات البريد في أمريكا أون لاين: «نحن ندرك تماما أننا محرك أساسي في مجال البريد الإلكتروني، ولا نريد أن نتجاوز القانون. ونسعى لوضع إطار من الإجماع حول مكافحة الإغراق للبريد الإلكتروني».
هناك اتفاق عام على أن استخدام أي نظام جديد للبريد الإلكتروني سيكون اختيارياً بالنسبة إلى المرسل، وستبدأ شركات البريد الإلكتروني الكبيرة التجربة أولا. والجهات الأخرى التي لن تتبع هذا النظام مثل الأفراد والشركات الصغيرة والبلاد الأخرى، سيتم توصيل رسائلهم بعد تعرضها لفحص دقيق.
وهناك تنام لمطلب آخر وهو أنه لا يكفي للمرسل أن يعرف نفسه. ولكن يتحتم عليه أن يكسب ثقة مستقبل الرسالة باتباع تعليمات محددة. ونشر التجاوزات التي ارتكبها وذلك يعطي مستقبلي الرسائل الحق في رفض استقبال أي رسالة يكون مرسلها له رصيد سابق من المشكلات.
ويقول ميلس ليبي مدير مكافحة الإغراق بشركة ياهوو: «تحديد هوية الراسل لا يعني أن الرسالة يمكن استقبالها. ولكننا نحتاج إلى تحديد هوية الراسل وسمعته».
تحديد الرسالة التي تستقبل وتلك التي ترفض أمراً عسيراً وغير سهل، فغالبا كل مجموعة سيكون لها الأسس الخاصة بها، ومقارنة مستويات أصحاب الرسائل، والتحدي الكبير بالنسبة إلى مكافحة إغراق البريد الإلكتروني هو كيفية مكافحة تحايل الرسائل على نظم تحديد الهوية.
النظام القوي يكون معقدا، وذلك بجعل كود مخصص لكل رسالة يمكن لمستقبل الرسالة التأكد من صحته. أما البعض فينصح بنظام أسهل بكثير. وذلك بتسجيل المستخدمين المعروفين مسبقا لدى الشركات الكبيرة على حاسبات خاصة ومعروفة بحيث إن الرسائل التي تأتي من خلالها تكون مضمونة. والرسائل من الحاسبات الأخرى تكون مشتبه بها. وهذا الاتجاه يجد ترحيبا على الأقل في البداية.
ويعلق بعض الخبراء على هذا النظام بأنه يمكن اختراقه، فأصحاب رسائل الإغراق محترفون وفاقدو الحياء، وكثيرا ما وجدوا الوسائل للاستيلاء على أجهزة أشخاص وجهات موثوق بها واستخدموها لأغراضهم الشخصية.
أما الرسائل التي تحمل توقيعاً رقمياً فقط فيمكنها تحديد هوية الرسائل المسموح بها.
ويقول ريتشارد ريتشجت نائب رئيس شركة اوثنيديت «تغيير طريقة عمل شيء ناجح ومستخدم على نطاق واسع مثل البريد الإلكتروني أمر غير سهل، ولكن لابد من تحديد هوية صاحب الرسالة».
وفي النهاية يرى بول جودج رئيس مجلس إدارة مكافحة إغراق البريد الإلكتروني بمجموعة تطوير الإنترنت وهي إحدى الهيئات التي وضعت أسس الإنترنت: «هناك مكسب كبير يمكن الحصول عليه من الأنظمة القائمة على العنوان الرقميIP . أما العائد من إعطاء كل رسالة إلكترونية رقماً محدداً فلا يساوي المعاناة والنفقات التي ستبذل عليه».

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
قضية تقنية
دليل البرامج
اقتصاد الكتروني
اطفال كوم
نساء كوم
الطب والتقنية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved