الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 3rd October,2004 العدد : 89

الأحد 19 ,شعبان 1425

نزول سعر السهم من 135 إلى 85 دولاراً
مؤشرات متباينة مع ظهور (جوجل) في سوق الأسهم
* إعداد محمد الزواوي:

في تقرير لصحيفة الكريستيان ساينس مونيتور عن حالة أسهم شركات التقنية ومدى تذبذبها حول العالم الآن، رصد تقرير اقتصادي العرض الأول لمحرك بحث جوجل الشهير على الإنترنت لأسهمه بصورة أولية في سوق الأسهم العالمية، والذي تراوح ما بين الركود والانتعاش، مما يشير إلى حالة الإرباك التي تمر بها أسهم التقنية في البورصات العالمية.
ويرجع التقرير إلى الوراء في فترة التسعينات في ذروة انتعاش شركات تقنية المعلومات الأمريكية، وكانت الإعلانات في وسائل الإعلام تتحدث عن ان أسهم التقنية ترتفع بنسبة من 70 إلى 80 في المائة في ساعتين فقط في بعض الأحيان.
ولكن اليوم فإن العروض المبدئية لأسهم شركات التقنية العالمية تشير إلى أن عملية بيع أسهم تلك الشركات بمثابة الاستثمار في مستنقع من الرمال المتحركة، فالاستجابة المتذبذبة من السوق لأسهم شركة جوجل تشير إلى مدى التذبذب ما بين الوعود والركود لتلك العروض الأولية لأسهم شركات التقنية.
ويشير التقرير إلى الطريقة الخاطئة التي بدأ بها مسؤولو شركة جوجل عرض أسهم الشركة، فقد ارتكبوا سلسلة من الأخطاء حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، أبرزها أنهم قاموا برفع السعر الافتتاحي للأسهم، ليصل سعر السهم الواحد إلى 135 دولارا وهو ما كان خطأ فادحا اضطرهم في النهاية إلى النزول به تدريجيا ليصل إلى 85 دولارا فقط، كما قاموا بتقليص عدد الأسهم المعروضة من 25.7 مليون سهم إلى 19.6 مليون سهم فقط.
ولكن عندما بدأت عملية البيع والشراء على الأسهم في النهاية يوم الخميس الماضي قفز السعر بنسبة 27% في يومين فقط، وقد أغلق السهم يوم الجمعة الماضية نظير 108.31 دولار للسهم، مما وضعه في مدى الأسعار التي كانت الشركة قد قدرته من قبل، بالرغم من أنه كان الحد الأدنى لسعر السهم الواحد، وانقلب سهم شركة محرك البحث (جوجل) بين عشية وضحاها ليصل إلى قيمة أكبر من تلك التي يساويها سهم شركة (فورد) لصناعة السيارات.
ويقول المحللون إنه بالرغم من تلك الزيادة الكبيرة لسعر السهم، إلا أن العرض الأولي لأسهم شركة جوجل لا يشير إلى عودة الانتعاشة إلى أسهم قطاع التقنية العالية، كما إنه لن يفتح الباب أيضا أمام الطابور الطويل من شركات التقنية العالية الأخرى لعرض أسهمها للبيع كما كان يأمل الكثيرون.
يقول كارل هاو المؤسس المشارك لشركة بلاك فرياس للاتصالات وهي مؤسسة تسويق واتصالات في ولاية ميريلاند الأمريكية بولاية ماساتشوستس: (إن جوجل تعد من أكبر الشركات ومن أنجحها, لذا فإن هذا العرض المبدئي للأسهم لا يشير من قريب أو من بعيد إلى مدى نجاح قطاع التقنية العالية برمته من عدمه، فليس هناك العديد من الشركات الكبرى بحجم جوجل تصطف في الطابور من أجل بيع أسهمها هي الأخرى).
ويشير التقرير إلى أن الكثير من تفاصيل العملية الأولية لعرض أسهم شركة جوجل يعكس تفرد جوجل وخصوصيته في سوق تقنية المعلومات والكيفية التي تحكمت فيها في صفقة بيع الأسهم، والانخفاض في آخر دقيقة في أسعار السهم يشير أيضا إلى وجود محاذير جديدة عبر عنها المستثمرون في قطاع التقنية العالية، مما يذكرنا بحالة الركود الكبيرة في التجارة الإلكترونية التي حدثت منذ عدة سنوات.
وبسبب ما حدث لسهم شركة جوجل يشير التقرير إلى قيام العديد من شركات التقنية العالية يصل عددها إلى 20 شركة بتأجيل عرض أسهمها في الأسابيع الأخيرة فقط، وهو رد فعل طبيعي للمعاناة التي واجهتها عملية بيع أسهم شركة جوجل، إضافة إلى ضعف سوق الأسهم في الفترة الحالية.
يقول مارتين ويس رئيس شركة ويس، وهي مؤسسة تجارية لرصد العمليات الاستثمارية: (لقد كانت هناك تلك الرغبة الماسة في الأشهر الماضية بين شركات التقنية لاستعادة أسعار أسهم شركات التقنية والتي انخفضت بصورة كبيرة، وكان كل التركيز في بورصة وول ستريت بنيويورك منصبا على أسهم شركة جوجل على اعتبار أنها الفرصة الأخيرة لشركات التقنية، ولكن مستثمري فترة التسعينيات أثناء انتعاشة أسهم التقنية تعودوا أيضا على التذبذبات الكبيرة في أسعار الأسهم التي تراوحت ما بين خسائر فادحة إلى مكاسب كبيرة).
ويشير التقرير إلى أنه في الفترة الحالية فلا يوجد قطاع بعينه يؤدي بصورة جيدة في سوق الأسهم، مما أدى إلى انعكاس ذلك على انخفاض سوق الأسهم بصورة عامة، ومقارنة بعام 1999 فقد عرضت 486 شركة أسهمها على الجمهور، في حين أنه وفي العام الحالي وحتى منتصف أغسطس الماضي لم يتقدم سوى 123 شركة حتى الآن هذا العام، وذلك طبقا لمؤسسة رينيسانس كابيتل التي مقرها جرينويتش بولاية كونيكتيكت.
وقد نجحت أسهم 68 شركة فقط العام الماضي و70 في العام الذي قبله.
يقول ديفيد كوتوك كبير مسؤولي الاستثمار بشركة كمبرلاند بولاية نيوجيرسي: (هناك تريليونا دولار موضوعة على الهامش لا تشتري أيا من أسهم الشركات المبدئية أو أي شيء آخر، مما يؤثر على تأرجح حركة السوق).
ويقول المحللون إن تقدير السعر المبدئي لأسهم شركة جوجل لم يكن واقعيا منذ البداية، وقد خضعت أسعار سهمه إلى مزيد من التركيز والتدقيق مع تعثر السهم في السوق.
والشركة لا تنتج منتجا تقليديا يباع في الأسواق، وقد شعر المستثمرون بالقلق من خدمات الإنترنت التي تقدم للمستخدمين مجانا بصورة أساسية.
يقول سونج ون سون الاقتصادي ببنك ويلز فارجو بولاية مينيسوتا الأمريكية: (دائما ما كانت أسهم شركات الإنترنت تطرح في مناخ صعب للغاية في سوق الأسهم).
ويرى كثيرون أن العرض المبدئي لأسهم شركة جوجل كان يمكن أن يكون أكثر نجاحا إذا لم يكن قد تسبب في إبعاد بعض المستثمرين في المقابلات التجارية التي جرت بشأن خطط الشركة لطرح أسهمها.
يقول دون سترازيم الرئيس التنفيذي شركة سترازيم للاستثمار العالمي في سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا: (لقد كان هناك انطباع سلبي عام بين المستثمرين عندما سألوا بعض الأسئلة المبدئية بشأن الشركة واصطدموا برد فعل متعجرف، لذا فإن مسؤولي الشركات لم يشعروا بقرب من الشركة وخططها).
وبسبب المشكلات الأولية التي عانت منها شركة جوجل أثناء طرح أسهمها فقد قامت شركات أخرى بتأجيل عروضها لبيع أسهمها لفترة من الوقت، وقد أشارت مؤسسة طومسون المالية إلى أنه هناك 16 شركة قامت بتأجير عروضها لبيع أسهمها للجمهور في منتصف أغسطس الماضي، وهو الرقم الأعلى منذ أبريل عام (2001).
يقول مايكل بانزر مؤلف كتاب: (القوانين الجديدة لغابة سوق الأسهم): (بصورة عامة فإن الأمور لا تبدو في صورة جيدة بالنسبة لقطاع التقنية بناء على كل المؤشرات التقليدية الموجودة حاليا).
ويرى البعض أن العرض المبدئي الفقير لشركة جوجل في طرح أسهمها قبل أن تبدأ كان بسبب استخدام الشركة لأسلوب مزادات غير عادي، وضربت بعرض الحائط بالطريقة التقليدية وهو قيام أحد البنوك الاستثمارية بتحديد سعر السهم ثم يأخذ 7% كعمولة نظير ذلك، في حين يرى آخرون أن توجه شركة جوجل لبيع أسهمها للجمهور يمكن في يوم من الأيام أن يشعل موجة من بيع أسهم الشركات الأخرى.
يقول مير ستاتمان الأستاذ بكلية التجارة بجامعة سانتا كلارا: (إن مبيعات جوجل لأسهمها ربما ينظر إليها في يوم من الأيام على أنها أحد الأحداث البارزة في تاريخ التجارة، وذلك لأنها قادت إلى تطور نحو مزيد من تقنيات البيع المفتوح للجمهور).
وفي النهاية يقول المحللون إنه لا يزال الوقت مبكرا للغاية للحكم على استجابة السوق لأسهم جوجل بأنه كان استقبالاً فاترا، أو أن الأيام الأولى لبيع السهم كانت قوية، أو أن كل ذلك دليل على أن سوق أسهم شركات التقنية سوف يزدهر أو يشهد حالة من الركود.
ولكن تجربة شركة جوجل ربما تشير إلى أن سوق التقنية يعود إلى أنماط فترة ما قبل التجارة الإلكترونية عندما تراوحت أرباح الأيام الأولى لأسهم تلك الشركات ما بين 15% بدلاً من 65% لعامي (1999 و2000).

..... الرجوع .....

العنكبوتية
الاتصالات
وادي السليكون
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
بورة ساخنة
قضية تقنية
نساء كوم
اخبار تقنية
تجارة الالكترونية
جديد التقنية
حوار العدد
الحكومة الالكترونية
معارض
اعلام
جيتكس
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved