الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 4th January,2004 العدد : 52

الأحد 12 ,ذو القعدة 1424

صياغة رؤى وتحديد الأولويات للحكومة الإلكترونية
خطوات بناء المجتمع المعلوماتي
information society

تشهد الكثير من دول العالم المتقدم والنامي على حد السواء مشاريع للانتقال إلى الحكومة الإلكترونية electronic government عبر وضع الكثير من المعلومات والخدمات لمواطينها متاحة للجميع فوريا online.
هذا الحماس لاشك له ما يبرره في ضوء الآمال المعقودة على تقنيات الحاسب الآلي والاتصالات والتي هي أهم أدوات على مشاريع الحكومات الالكترونية، إضافة إلى الوعود التي تصدر هنا هناك حول الفوائد المرجوة من جراء تطبيق مشروع الحكومة الإلكترونية نحو مزيد من التنمية الرخاء.
الحكومة الإلكترونية يمكن أن تطبق باستخدام الإنترنت أو الهاتف أو مراكز خدمات خاصة أو عبر الأجهزة اللاسلكية Wireless Devices أو أي أنظمة اتصالات أخرى Communications Systems.
مع ضرورة التأكيد مرة أخرى ان مشروع الحكومة الالكترونية ليس طريقا مختصرا للتنمية الاقتصادية أو ترشيد النفقات أو حكومات فعالة، كما أنها ليست حدثا وقتيا بل طريق طويل مليء بالكثير من الصعوبات والتحديثات والنفقات كما سبق لنا الطرح هنا وعبر صفحات المجلة.
كما انه يمكن أن يزيد من صعوبات الدول في حالة عدم التخطيط الجيد له ويزيد من النفقات ويبدد مقدراتها، خاصة في دول العالم الثالث، حيث الشح في المقدرات من الضروري جدا أن يركز مشروع الحكومة الالكترونية على الخدمات التي تمس احتياجات وحياة المواطن وحل مشاكله اليومية.
وهناك الكثير من التجارب الناجحة في مجال الحكومة الالكترونية في الدول المتقدمة، مثل تجربة الولايات المتحدة الأمريكية والسويد والمملكة المتحدة، وهذا يزيد من فرص نجاح تجارب الدول النامية التي بدأت تفكر في هذا المشروع بجدية.
نقاط يجب مراعاتها قبل البدء
في تطبيق المشروع
قبل الإعلان عن مشروع كبير كهذا يجب على المسئولين عنه أن يعلموا أن هذا المشروع سوف يكلف الكثير من الجهد والمال، كما انه ليس طريقا سهلا، بل محاط بالكثير من المخاطر والتحديات ولكن هذا يجب ألا يكون عائقا أمام الوصول الى الأهداف المرجوة منه.
السؤال الذي يطرحه المسؤولون هو لماذا الحكومة الالكترونية؟ هل نحن على استعداد لإجراء التغيير الشامل في طرق أداء الأجهزة الحكومية؟ هل هناك جدية في تطبيق التغيير في الفكر والسلوك؟ هل نحن على استعداد لتوفير المعلومات بكل شفافية لكل من ينشدها؟
الحكومة الإلكترونية لا تصبح واقعا بمجرد صدور القرار السياسي بتبني مفهوم الحكومة الالكترونية، انه مشروع وطني يشمل الكثير من العمل الدؤوب والتفكير المستمر، والتفكير في مواطنيها على أنهم زبائن وبالتالي يجب على الأجهزة الحكومية السعي نحو إرضائهم بتقديم خدمات بسرعة وفعالية وذات جودة عالية.
الحكومة الإلكترونية لا تعني اقتناء أجهزة حاسب آلي وأنظمة الاتصالات وبناء المواقع وبناء الشبكات الحاسبية كما أنها ليست ميكنة للأعمال اليدوية التقليدية، إن عمليات التحديث التي تجريها الجهات الحكومية في الشكل مع الإصرار على الإجراءات الروتينية غير المنتجه لا تعني الحكومة الإلكترونية أيضا، ان التركيز على الحاسب الآلي وبرامجه وأنظمة الاتصالات Computerization كغاية سوف لن يحقق الأهداف التي تنشدها الدول من البدء في المشروع.
يجب التفكير بأسلوب الشركات وتصبح الجهات الحكومية ServiceOriented أوCustomerDriven والمواطنين زبائن Customers وشركاء Partners، وذلك من خلال الاستفادة من التقنية، إن الهدف النهائي يجب أن يكون بناء مجتمع معلوماتي Information Society تسعى الجهات الحكومية لتلبية احتياجاته، على سيبل المثال في إحدى البلديات في الصين تقوم فكرة أو رؤية الحكومة الإلكترونية EGovernment Vision على بناء مجتمع معلوماتي Information Society على انه الأساس في خطة الحكومة الإلكترونية من خلال جعل كافة الجهات ذات العلاقة من مواطنين ورجال أعمال ومدراس وجهات حكومية مراكز معلومات InformationBased وتصبح الشبكات والمواقع جزءا من الحياة اليومية لكل شخص.
صياغة رؤية واضحة للحكومة الإلكترونية
قبل البدء في مشروع الحكومة الالكترونية من الضروري الاستناد الى رؤية واضحة AClear Vision وتحديد الاولويات وذلك بتعزيز مفهوم تحقيق الأهداف المشتركة للمجتمع.
الرؤى Visions جمع رؤية العامة للمشروع يجب ان تنبثق عن أهداف واحتياجات واهتمامات المجتمع ولإعطاء أمثلة على ذلك:
تحسين الخدمات للمواطنين.
زيادة إنتاجية وفاعلية الأجهزة الحكومية.
زيادة فاعلية وقوة النظام القانوني.
زيادة فاعلية مختلف القطاعات الاقتصادية.
ضمان حياة كريمة لكل مواطن.
تحقيق المساواة العادلة الاجتماعية لكافة المواطنين.
ضمان وصول الخدمات الحكومية لكل فرد من أفراد المجتمع مهما بعد موقعه الجغرافي.
وضمن كل هدف من هذه الأهداف يمكن صياغة مئات الأهداف التفصيلية ومناطق أولويات لبرنامج الحكومة الإلكترونية، أي أن الرؤى العامة لمشروع الحكومة الإلكترونية تنبع من اهتمامات واحتياجات المجتمع وتحديد الأولويات يتم من خلال الرؤية العامة للحكومة الإلكترونية.
لا شك ان علمية تحديد رؤية عامة للحكومة الإلكترونية من الأمور الصعبة لأنه يعتمد كثيراً على تطلعات وآمال بل وظروف كل مجتمع. على سبيل المثال في بعض الدول تتركز اهتمامات المواطنين حول محاربة الفساد وبالتالي تصبح الرؤى العامة للحكومة الالكترونية هي زيادة الشفافية وفاعلية النظام الرقابي ومحاربة الفساد بكافة أشكاله.
في مجتمع آخر حيث تركز الاهتمام على بناء وتطوير الذات في مجال إدارة الأعمال تتغير الأولويات والرؤى العامة للحكومة الإلكترونية لتصبح تبسيط إجراءات التجارة والخدمات المساندة للأعمال وجعلها في متناول الجميع مباشرة Online، وتشجيع الاستثمار من قبل القطاع الخاص يصبح إحدى أهم أولويات المشروع.
بعض الدول تخطئ وتضع ترشيد الإنفاق الحكومي كرؤية عامة للحكومة الالكترونية على الرغم من أهمية هذا الهدف إلا انه لا يصلح أن يكون الهدف الوحيد من تبني المشروع، بل يمكن ان يتحقق كنتيجة حتمية من جراء التخطيط والتطبيق الناجح للمشروع، كما إن فكرة ترشيد الإنفاق الحكومي تحمل في طياتها الكثير الإغراءات لسلطات السياسية والعامة أيضا، على العكس من ذلك قد يصاحب مشروع الحكومة الإلكترونية الكثير من النفقات على المدى القصير، مع ضرورة التأكيد على المشاركة من قبل الجهات الفاعلة والمعنية في القطاع العام والقطاع الخاص في صياغة الرؤى العامة الاولويات.
في الكثير من الدول النامية حيث عدم الثقة بين الحكومات ومواطنيها وتاريخ مليء بالكثير من انعدام الاستقرار السياسي والكثير من قضايا الفساد الإداري من الضروري القيام بجهود كبيرة لبناء الثقة وضمان المشاركة في صياغة الرؤى العامة الاولويات، لان عدم المشاركة يعني التأخر في مبادرة مشروع الحكومة الالكترونية.
على الحكومة وعبر مؤسساتها المختلفة القيام بجهود كبيرة لضمان المشاركة الفاعلةمن كافة الجهات الفاعلة في المجتمع عبر كافة القنوات المتاحة مثل عقد الاجتماعات والمؤتمرات وحلقات التوعية.
وبعد صياغة الرؤية العامة وتحديد الأولويات يجب الإفصاح عنها بكافة وسائل الاتصال المتاحة لضمان الفهم التام لها ومعرفة خطوات التغيير المطلوبة والآمال المعقودة على مشروع الحكومة الإلكترونية، يكمن استخدام وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة ومواقع الإنترنت لتحقيق ذلك كما يمكن استخدام التعاميم والنشرات الحكومية الرسمية والخطابات والتصريحات الرسمية للمسؤولين سبل أخرى متاحة لإيصال الرسالة للمواطنين والقطاع الخاص وغير ذلك من الجهات المستهدفة.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
دليل البرامج
اقتصاد الكتروني
نساء كوم
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved