الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 4th May,2003 العدد : 19

الأحد 3 ,ربيع الاول 1424

مقاهي الإنترنت .. مخالفات بالجملة
تستقبل الزبائن بعد منتصف الليل .. وتوفر المواقع الإباحية!!
جولة في مقاهي الإنترنت تكشف الخطر الداهم
أجيال تائهة تواجه المجهول

إعداد: عبدالله الذيب
مقاهي الإنترنت التي انتشرت بشكل واسع يتخذ بعضها أسلوبا جديدا في استقطاب الزبائن فبدلا من ان تكون لتصفح الإنترنت ومتابعة البريد الإلكتروني أصبحت أشبه بالنوادي الليلية من حيث الديكورات المستخدمة فيها والإضاءات الخافتة واستقبال الزبائن بعد الساعة الثانية عشرة ليلا، وهذا مخالف للنظام وللغرض الأساسي الذي من أجله تم التصريح لمقاهي الإنترنت بالعمل.
ان كل من يذهب لمقاهي الإنترنت يرى الأماكن المنعزلة فيها، والغرف المغلقة بأبواب خاصة وبأسعار لفئة (VIP) كما يطلق عليها العاملون في المقهى ومن الملاحظ تردد الكثير من المراهقين عليها، وكذلك الأطفال دون ممانعة من العاملين ما داموا يملكون المال، وأصبح العديد من المقاهي يعج بالفوضى وعدم التقيد بأبسط أساليب المحافظة على النظام، فالعديد منها يوفر «البروكسيات» لزبائنه بحيث يستطيع الزبون تصفح كل المواقع بدون قيود أورقابة من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، بل تتبجح بعض المقاهي بحيث أصبح شعارها تفضل واسترح وانسى عبارة صفحة «هذا الموقع غير مسموح بها».
ويقوم بعض العاملين بالمقاهي بوضع ستائر سوداء معتمة تخفي ماوراءها على بوابة المقهى الخارجية وهو أمر لا شك مخالف للنظم واللوائح ويعكس مدى حجم المخالفات التي ترتكب في بعض المقاهي.
تحايل عجيب على النظام من أجل حفنة من المال، بل يزيد الأمر حسرة عندما تتاح لصغار السن فرصة تصفح المواقع المختلفة بكل سهولة وبعض المقاهي لديه خدمة الإنترنت عن طريق الأقمار الصناعية وعندما تكون هنالك حملة تفتيشية يقوم العاملون بالمقهى بتحويل نظام الاتصال بالأقمار الصناعية الى النظام المسموح به كل ذلك بضغطة زر واحدة.
فأين الضمير وأين المسؤولية، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمستقبل النشء؟!
مقاهي الإنترنت في انتشار مريع وعدد رواد تلك المقاهي في تزايد مستمر ويختلفون في أسباب ارتيادهم بين متصفح وباحث عن الفائدة وغيرهم ممن يقضون أوقات فراغهم في تلك المقاهي، وللوقوف على أفكار وأمزجة المرتادين كان لنا هذا الاستطلاع وسط جمهور الإنترنت.
يقول: خالد الدرعان (موظف):
الشباب في مدينة الرياض يجدونها متنفسا لقضاء أوقات فراغهم ولتعلم الكثير من خلال الشبكة العنكبوتية وخصوصا مع تطورالخدمات التي تقدمها المقاهي، فبعضها أصبح يستخدم الخطوط المؤجرة السريعة وتتنافس في توفير الخدمات، ووسائل العرض.
* كيف تستفيدون من الإنترنت في المقاهي؟
بالنسبة لي فأنا أتصفح بريدي الإلكتروني أحيانا من المقاهي بسبب أعمالي الكثيرة التي تستدعي بقائي بعيدا عن الإنترنت.
للزبون خصوصياته
محمد العجنجي (مدير مقهى إنترنت) يقول:
نحن نوفر لزبائننا الراحة والخصوصية في تصفح الإنترنت وتوجد لدينا غرف مغلقة ليكون الزبون في استقلالية تامة وبعيدا عن الإزعاج. ويوجد لدينا موظفون مخصصون لتدريب الزبائن وتعليمهم الكمبيوتر والإنترنت كخدمة إضافية من المقهى لزبائنه.
* يوجد في المقهى غرف مغلقة وأجهزة بكاميرات رقمية فما هو السبب؟
بعض الزبائن يفضل الاستقلالية واستخدام الكاميرا في المحادثة بالصوت والصورة ونحن غير مسؤولين عما يفعل الزبون، فهي من خصوصياته الشخصية.
* هل تستقبلون صغار السن في المقهى؟
لا، أبدا فنحن نمنع الأطفال من استخدام الأجهزة ولكن يمكنهم تناول الوجبات الخفيفة ومشاهدة المباريات الرياضية.
* البال توك من البرامج المثيرة والتي أصبحت أكثر استخداماً من غيرها للمحادثة المباشرة كيف تسيطرون على منع الشباب من الدخول للغرف الخادشة للحياء؟
كما قلت لك الزبون مسؤول عن نفسه ولا نستطيع أن نراقب الزبائن.
البعض يخزن الصور الخادشة
* توجد في بعض الأجهزة صور فاضحة من المسؤول عن ذلك؟
بعض الزبائن يتصفح المواقع الخليعة ويخزن الصور على الجهاز ونحن نقوم بشكل دوري بحذف الصور وتنظيف الأجهزة وهذا ما نستطيع عمله.
* الإضاءة الخافتة في المقهى لماذا؟
هذا نوع من الديكور نستخدمه مع الإضاءة ليعطي المقهى جواً من الراحة والشاعرية.
* نلاحظ العديد من المقاهي تستقبل الزبائن بعد منتصف الليل بشكل ملحوظ.. هل لكم تعليق على ذلك؟
بالنسبة لنا نحن مع النظام فبعد الساعة الثانية عشرة ليلا لا نستقبل الزبائن ونبدأ في الاستعداد لإغلاق المقهى، أما بعض المقاهي فهي تقوم بإغلاق الستائرالداخلية على الأبواب للإيحاء بأن المقهى مغلق تماما وفي الحقيقة هي ليست كذلك ولكنها متنفس للشباب وخصوصا في مدينة الرياض.
ويود الكثير من أصحاب المقاهي فتحها 24 ساعة ولكن النظام يمنع ذلك لأسباب أمنية.
بحث عن الدردشة
خالد الحميدي (طالب جامعي):
يقول: أذهب لمقاهي الإنترنت للدردشة وتبادل الأحاديث مع أصدقائي في الماسنجر وبرامج الشات وأتصفح بريدي الإلكتروني وأحيانا أشارك في بعض المنتديات الشعرية.
* كم تقضي من الوقت في المقهى؟
على حسب وقت الفراغ، فأحيانا أمضي خمس ساعات، فعندما أدخل الإنترنت لا أشعر بالوقت وهو يمضي بسرعة.
* هل استفدت من برامج المحادثة؟
في الحقيقة لم أستفد فائدة علمية ولكن استفدت في التعرف على أصدقاء لهم نفس ميولي.
تحد صريح للنظام
* المقاهي تتوقف عن العمل بعد الساعة الثانية عشرة ليلا أين تذهب بعد ذلك؟
ومن قال لك أن كل المقاهي تغلق أبوابها؟ العديد من المقاهي يستمر في العمل 24 ساعة يوميا ولكن تجدهم يغلقون الستائر على الأبواب لكي يعطوا إحساساً بأنهم غير موجودين وبعض المقاهي لا تضع حتى الستارة على الأبواب، بل تجدها مفتوحة ودون أي قيود في تحدٍ صريح للوائح والنظم والعديد منها أيضا يستقبل صغار السن فهم يبحثون عن الربح ومن الصعب أن يطردوا الزبائن.
* هل حدثت لك مشاكل أثناء ارتيادك للمقاهي؟
أحيانا يوجد في المقاهي بعض الشباب المزعج للزبائن الآخرين وبعض التجمعات على جهاز واحد ويتبادلون الأحاديث الخاصة بهم والمتعلقة بالمناظر الغريبة وغيرها من الأفلام التي يشاهدونها.
* هل تعتقد أن ارتيادك لمقاهي الإنترنت يفيدك في قضاء وقت الفراغ ؟
في الحقيقة أنا تعلمت الكثير عن الكمبيوتر والإنترنت بسبب ترددي الكثير على مقاهي الإنترنت، أما من ناحية وقت الفراغ فأين تريدني أن أذهب لغير مقاهي الإنترنت؟ فأغلب الأماكن الترفيهية وحتى الأسواق التجارية مخصصة للعوائل فقط وتجد رجال الأمن على الأبواب لا يسمحون لك بالدخول إذا لم يكن معك العائلة.
مقترحات لعلاج الاستخدام السيئ للإنترنت
بعد أن رأينا المخاطر التي تحدق بأجيالنا القادمة جراء الاستخدام غير المرشد للانترنت يجدر بنا أن نبحث عن بعض الحلول التي يمكن أن تقلل من تلك المخاطر، ويمكن اتخاذ بعض الإجراءات للحد من إهدار الوقت والمال والحد من الاستغلال السيئ لمقاهي الإنترنت ومنها :
1 عدم تجديد تراخيص البلدية للمقاهي المخالفة في تصميماتها الداخلية والتي باتت أشبه بغرف النوم، حيث ان العديد من المقاهي أصبحت توفر غرفا مغلقة بإضاءات خافتة وبأبواب أيضا.
2 بعض المقاهي تمكن من هم دون سن الخامسة عشرة من الدخول والتصفح وتوفر لهم البروكسيات المطلوبة لدخول المواقع الممنوعة، فيجب فرض العقوبات المناسبة على تلك المقاهي.
3 يفترض أن تكون أجهزة الكمبيوتر في مقاهي الإنترنت مجهزة بالبرامج التي تمنع التصفح للمواقع الممنوعة لا أن تكون أجهزة لتخزين الصور والأفلام.
4 يفترض تعيين شاب سعودي في كل مقهى إنترنت مهمته الوظيفية تقديم النصح والإرشاد وتعليم رواد المقهى وتوفير المساعدة المطلوبة لهم.
5 إلزام مقاهي الإنترنت بوضع ديكور وتجهيزات موحدة ولوحات موحدة مثل محلات كبائن الهاتف، وهذا يفيد من جهتين:
أولا: تصبح محلات مقاهي الإنترنت معروفة بلوحاتها المميزة.
وثانيا: تكون التجهيزات الداخلية والديكورات بتصميم موحد حتى تكون الأجهزة دون غرف مغلقة، ومنع هذه الغرف في مقاهي الإنترنت لما يترتب عليها من تشجيع للتصفح والاستغلال السيئ لها.
6 متابعة المقاهي من قبل الجهات المختصة وخصوصا بعد الساعة الثانية عشرة ليلا وتطبيق نظام إقفال محلات مقاهي الإنترنت للجميع.
للشباب فقط
يقول مروان الياسر: أينما تذهب تجد أغلب الأماكن مخصصة للعوائل ومن المعروف أن العديد من المجمعات التجارية والفخمة التي توفرالأماكن الراقية لزبائنها أصبحت مخصصة للعوائل، الأمر الذي يجعل الشباب يلجأ للمقاهي باعتبارها الملاذات الوحيدة الخاصة بالشباب، وهي مجالات خصبة لقضاء الوقت والاستفادة من الثورة التكنولوجية كلٌ حسب اهتماماته وضروراته.
طريق الضياع
يقول خالد الهديان (كاتب صحفي): مقاهي الإنترنت طريق لضياع الشباب اذا لم يتعامل معها الشباب بوعي وبصيرة، فعندما نذهب للمقاهي نجدها مصممة بتصاميم غريبة أشبه بالكهوف المظلمة وأنوارها خافتة وأماكن مستقلة وغرف محجوبة عن بعضها وتجد الصغار يرتادونها ويدخلون المحادثة ويتصفحون المواقع المختلفة ويكون المعين لهم في ذلك العاملون في المقهى بحيث يوفرون لهم البروكسيات المطلوبة لتصفح المواقع المقفلة بل يوفرون لهم الأفلام على أقراص مدمجة بأسعار رخيصة فماذا ننتظر من جيل تربى على مشاهدة الانترنت دون رقيب ودون إرشاد؟ ولعل السبب الرئيس في ذلك عدم مراقبة ومتابعة ولي الأمر لأولاده، وأيضا يوجد بعض الشباب الكبار يمضون أوقاتا طويلة في المقاهي يضيعون فيها الجهد والمال في سبيل قتل الوقت دون منفعة تذكر
يقول سميرالحلبي (مدير مقهى انترنت): نحن نوفر لزبائننا كل وسائل الراحة ونمكنهم من متابعة المباريات ونقدم لهم العديد من الخدمات، أما بالنسبة لمتابعة ماذا يتصفح الزبون على جهاز الكمبيوتر فنحن لا نطفش الزبائن.
أفكار دعوية لأصحاب المحلات
هذه عدة أفكار سهلة التنفيذ لأصحاب محلات الكمبيوتر ومقاهي الانترنت، ويمكن كذلك لمرتادي مقاهي الانترنت عملها :
1 اجعل صفحة البدء Home Page تقود إلى أحد المواقع الإسلامية.
2 أضف المواقع الإسلامية إلى المفضلة Favorites والاهم من ذلك قم بمسح المواقع غير المناسبة منها.
3 غير خلفية شاشة جهاز الكمبيوتر Wallpaper إلى خلفية دعوية.
4 تنصيب بعض البرامج الإسلامية المفيدة.
ومن الأمثلة على بعض البرامج الإسلامية المفيدة:
برنامج أوقات الصلاة بواجهتين عربي The Nobel Quran 3 ،0 القرآن الكريم بترجمة انجليزية وبرامج إسلامية مجانية أجنبية من موقع السنة.
5 أنشئ مجلدا على سطح المكتب يحوي مجموعة مميزة من الخطب والأناشيد الإسلامية.
6 قم بتسجيل CD وضع به بعض البرامج المفيدة مثل الريل بلير وغيره. وأضف أيضا بعض الأناشيد والمحاضرات والفلاشات الإسلامية. ووزع هذا السي دي على رواد المقهى.
7 اجمع عدة مواقع في ورقة ثم قم بتصويرها وتوزيعها على مستخدمي الإنترنت في المقهى ويكتب في أسفلها اسم المحل للدعاية.
فلذات الأكباد والمحظور
من المفترض أن يستغل الشاب وقت فراغه فيما يعود عليه بالفائدة والنفع ولكن مع الأسف ومع انتشار مقاهي الإنترنت نلاحظ أن رواد تلك المقاهي تستهويهم برامج ومواقع المحادثة التي لا تفيدهم أبدا، بل تزيد من ضياع الوقت والمال دون فائدة ومن الضروري معرفة أن غالبية رواد تلك المقاهي هم من صغار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات إلى 16 سنة وهنا مكمن الخطر عند زيارتك عزيزي القارئ إلى بعض المقاهي فسوف تلاحظ العديد من المآسي لتلك الفئة من الأطفال الذين يتجولون بين مقاهي الإنترنت دون رقيب عليهم، فالعديد من المقاهي توفر لزبائنها الكثير من الخدمات ومن أهمها تقديم البروكسي الخاص بفتح المواقع الممنوعة وذلك لزيادة عدد الزبائن وزيادة الأرباح وبعض تلك المقاهي يعمل 24 ساعة مخالفا للنظام وضاربا بالتعليمات عرض الحائط وذلك بعمل ستائر خاصة وإطفاء الأنوار لإيهام الناس بأنه مغلق.
مستقبل مجهول
وعند ملاحظة وجود بعض صغار السن داخل تلك المقاهي نجدهم يتخبطون في تصفح المواقع ويقعون ضحايا لتلك المقاهي بكل سهولة ويسر بالإضافة إلى الدخول لمواقع الدردشة والتحدث مع عديمي الذمة والضمير. أين الرقيب على هؤلاء الأطفال؟ أين الجهات المختصة بمنع دخول صغار السن لمقاهي الإنترنت وإيقاع أكبر العقوبات على المقاهي التي تتجاوز التعليمات وتوفر البروكسيات والصور الممنوعة لهم؟
* إن مقاهي الإنترنت بوضعها الحالي بحاجة إلى المزيد من الضبط والرقابة، وإلى توجيه أهدافها إلى ما ينفع الجيل ويفيد في ميادين العلم والمعرفة وبحاجة إلى إزالة الغموض الذي يدور حول أداء العديد منها. فلا نضع اللوم على الشباب، فهم بطبيعتهم ميالون لمعرفة كل جديد ومندفعون لاستكشاف ما وراء الحجب، لكن الرقابة وتطبيق النظام والقانون ومتابعة أولياء الأمور يمكن أن تضع الأمور في نصابها.
كلمة أخيرة
من المفترض المساواة بين جميع أصحاب المقاهي فبعضها يستقبل الزبائن حتى بعدالساعة الثانية عشرة ليلا وبدون أدنى رقابة فلماذا؟
وأيضا لابد من تطبيق أقصى العقوبات للمقاهي المخالفة فالتساهل يؤدي إلى تمادي أصحاب المقاهي في الوقوع بالمخالفات المتتالية.
أيضا لابد من توفيرأماكن التنزه العامة للشباب وبأسعار رمزية أن أمكن فمن يتجول في مدينة الرياض يرى الشباب في مقاهي الإنترنت أو مقاهي الشيشة وعلى الأرصفة العامة ولابدمن تكاتف جهود المسؤولين والمفكرين لإيجاد سبل العلاج الفعال في أساليب التوعية للاستخدام الحسن للإنترنت وتكثيف الجهود الإعلامية لتوجيه الشباب لاستغلال وقته الاستغلال الأمثل .

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
ساحة الحوار
قضية تقنية
اطفال كوم
نساء كوم
الطب والتقنية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية


ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved