الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 5th March,2006 العدد : 152

الأحد 5 ,صفر 1427

السيارات تستقبل الكومبيوترات إلى جانب السائقين مَن يقود مَن؟

تشترك معظم حكومات دول العالم في هم رئيسي هو تنظيم قطاع النقل والطرقات بما يضمن خفض عدد ضحايا حوادث السيارات وحركة أسرع للبضائع وبيئة نظيفة.
لكن التزايد السكاني وارتفاع أعداد السيارات والشاحنات وتركز الازدحام في العواصم جعلت من هذا الملف مصدر أرق حقيقي، وخصوصاً لوزارات الداخلية والبلديات والمؤسسات المتخصصة في النقل. وتعكف شركات عدة حول العالم على دراسة سُبل استفادة السيارات من تطوير مجال تكنولوجيا المعدات والبرامج وأنظمة التشغيل لحل جانب أساسي في المشكلة، وتلبية البرامج الهادفة إلى خفض نسبة التلوّث الناتج عن محركات السيارات وعدد حوادث الطرقات ما يُخفّض تاليا عدد الضحايا.
ومن البرامج الرئيسة الموضوعة حالياً قيد التنفيذ: برنامج الاتحاد الاوروبي الذي يهدف إلى خفض عدد ضحايا الطرقات إلى النصف بحلول السنة 2010، وبرنامج الولايات المتحدة الخاص بتخفيض نسبة الغازات المنبعثة من عوادم السيارات.
التكنولوجيا على الطرقات تعد ابحاث الشركات كل المعنيين بملف النقل والطرقات بمستقبل أفضل حيث تنخفض حوادث الطرقات وغازات المحركات نتيجة تطوير (أجهزة الاحساس) sensors.
وتدرس الشركات تزويد شبكات أجهزة الاحساس الموزعة في قطع وأجهزة السيارات بوسائل رصد بعيدة تتخطى حدود هيكل السيارات، مثل الرادارات لمراقبة كل ما يتحرك خارج السيارة وعلى بُعد يتخطى الامتار القليلة التي ترتبط مباشرة بتلافي الحوادث. لكن المهمة التي يواجهها صانعو السيارات حول العالم ليست سهلة.
ففي حين يريدون الاستجابة لطلبات الحكومات والوزارات القاضية بتخفيف نسبة الضحايا والتلوث على الطرقات، فإن لسائقي السيارات طلباتهم ايضاً.
إنهم يريدون تجربة أكثر شخصية وفردية عبر التكنولوجيا المتقدمة التي تمنح متعة القيادة وتخفض استهلاك الوقود.
إلا أن عنصر الأمان يأتي دائما في أولويات صانعي السيارات.
عام 2001 أعلن الاتحاد الاوروبي عن هدفه خفض عدد ضحايا الطرقات إلى النصف بحلول السنة 2010م. وتضم اللائحة التي يشملها المشروع 15 دولة.
وتقول مصادر الاتحاد الاوروبي أنه عام 1970 قضى على الطرقات في أوروبا حوالي 78 الف شخص. وانخفض عدد الضحايا على الطرقات بشكل واضح منذ ذلك الوقت نتيجة التعديلات التي ادخلت على السيارات.
أهم التعديلات التي أُدخلت كانت تتعلق بتكنولوجيا السيارات مثل (أكياس الهواء) Air Bags و(أنظمة المكابح المضادة للتوقف) Antilock Brake Systems (ABS).
واليوم تستمر هذه الأنظمة بالعمل بعدما أثبتت فعاليتها في الحد من حصول ضحايا على الطرقات. الأمن الوقائي لكن اليوم تعمل الشركات ومؤسسات الابحاث والدراسات على وضع مقاربة جديدة للأمن على الطرقات.
ففي الثمانينات كانت المقاربة ترتكز على مقولة (الحد من نتائج الحوادث وفهم أسبابها)، اما اليوم فالمقاربة تريد اطلاق مفهوم جديد يرتكز على (توقّع الحوادث وتلافي حدوثها). ولتحقيق هذا المشروع الطموح تعمل المراجع المختصة بأمن القيادة على مستويين.
الأول هو مساعدة السائق توفير أنظمة تكنولوجية تدعى (أنظمة دعم السائق). وتوفر هذه الأنظمة معلومات ثانية بثانية عن حالة الطرق.
وتعتمد هذه الانظمة على رادارات وأجهزة احساس تراقب الطرق والاحوال الجوية وتعتمد على أجهزة كومبيوتر تتيح توقع المشكلة قبل حدوثها، كأن يرصد الرادار شخصا يعبر عرض الطريق امام سيارة أثناء تكدس الضباب.
على المستوى الثاني تحاول الشركات تصميم سيارات تتلاءم (نسبيا) والمتطلبات الخاصة بكل سائق، ويطلق على هذه المقاربة اسم (القيادة المعدّلة) Customized Navigation. وتتيح هذه الأنظمة تعديل عمل اجهزة السيارة بما يتلاءم والمتطلبات الخاصة بالسائقين، كأن تتحضّر السيارة للقيادة على الجليد تلقائيا أو أن يقوم المحرّك بتعديل استهلاكه للوقود.
عبر هذا النظام ايضا ستبدأ السيارة بالتكلم إلى السائق! وستقدم له - تحت الطلب - معلومات عن حالة الهيكل والانظمة والاجهزة داخل وخارج السيارة وخارجها على سبيل المثال ستزوّد السيارة بأجهزة استشعار حرارية في اماكن عدة.
فعلى صعيد الدواليب مثلا، ستخبر السيارة سائقها عن أي انخفاض في ضغط الهواء. كذلك ستخبره عن أي زيادة في نسبة تلوث الهواء داخل حجرة القيادة وستقدم له نصائح عن تعديل ادائه وعاداته. كأن تخبره مثلا ان اهم سبب لتلوّث الهواء داخل السيارة هو التدخين.
وفي حالات أخرى ستقوم أجهزة الكومبيوتر برصد الهواء باستمرار داخل حجرة القيادة، وفي حال اكتشافها أي تلوّث بنسبة مرتفعة ستقوم بتشغيل المراوح لتغيير الهواء الداخلي.
كذلك على مستوى (القيادة المعدّلة) قام الاتحاد الأوروبي خلال الأعوام الماضية بتمويل مشروع لمكافحة حالات الإغفاء أثناء القيادة باسم (أوايك) Awake أو (مستيقظ) بالعربية، وأُنجز المشروع العام الماضي.
وفي هذا المشروع تمّ ابتكار نظام مراقبة للسائق يرصد حركة جفنيه وتوتره العصبي. ولتحقيق هذه المراقبة تم وضع مجسات وكاميرات للقياس البيولوجي داخل السيارة.
وفي مشاريع أخرى طرحت شركات متخصصة في تكنولوجيات السيارات فكرة استخدام أنظمة القياس البيولوجي في عجلة القيادة ومقبض جهاز تغيير السرعات، لرصد أي نبض أو تعرّق غير اعتيادي في اليدين.
هل يمكننا الاعتماد على التكنولوجيا؟
يشكو بعض السائقين من ان معدّل تعطل السيارات ازداد بعد دخول التكنولوجيا إلى المحركات ومن ثم سائر انظمة السيارات.
ويشكو هؤلاء خصوصاً من التعطّل الذي لا يمكن معه فعل أي شيء لتصليح العطل. وثمة جملة نسمعها دائما حتى في لبنان: (عندما يحدث عطل في برامج الكومبيوتر قد يتوقف المحرك، وهذا يجعلني عاجزاً كلياً عن فعل أي شيء لاعادة تشغيله، وهذا امر محبط).
تقول الشركات ردا على هذه الشكوى: إن السيارات المصنوعة اليوم هي أفضل بكثير من السيارات التي كانت تُصنع منذ 30 عاماً.
وبحسب نادي السيارات الألماني ADAC (احتمال تعطل سيارة جديدة خلال اول 6 سنوات من صنعها انخفض من 3.5 في المئة عام 1976 إلى 0.6 في المئة حاليا).
لكن من ناحية أخرى ادت التقنيات الالكترونية التي دخلت السيارات منذ العام 1990 إلى ارتفاع معدّل الاعطال ذات المنشأ الإلكتروني بنسبة كبيرة.
وهذا الأمر طبيعي بحسب شركة (سيمنز) التي تملك تاريخا طويلا في صناعة أنظمة السيارات، ويقول خبراؤها: (لقد ارتفعت نسبة مكوّنات السيارة ذات الصلة بمجال الالكترونيات من 16 في المئة عام 1990 إلى 25 في المئة عام 2001م).

..... الرجوع .....

العنكبوتية
الاتصالات
وادي السليكون
الالعاب
الامن الرقمي
دليل البرامج
اخبار تقنية
تجارة الالكترونية
جديد التقنية
حوار العدد
دكتور .كوم
برمجة
منوعات
آفاق تقنية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved