الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 7th September,2003 العدد : 37

الأحد 10 ,رجب 1424

الإنترنت ضحية جديدة للحملة ضد الإرهاب
الإعلام الإلكتروني يتحدى الضوابط والقيود
إبراهيم الماجد

حملات الإدارة الأمريكية ضد الإرهاب، بدأت تعمم على كافة المجالات، فكل من يتجرأ على مناهضة الحملة يتهم بأنه إرهابي، حتى الإنترنت.. قد يتم تدميرها بحجة الإرهاب، واستبدالها بشبكة (إنترنت 2) التي تخضع من يحاول الدخول اليها لشروط صارمة.
في مقالة غاضبة، أشار أحد الصحافيين الأمريكيين إلى أن بنود الدستور لم تعد سارية المفعول في الحرب بين الصحافة والحكومة، التي تنطلق من دون أي رادع.
ويضيف هذا الصحفي بأنه لا يمكن استعمال صناديق الاقتراع ولا المحاكم ولا حتى المجابهة المسلحة لردعها، وأنه لم يتبق لنا سوى حرية الصحافة فقط.
ولكن العديد من النقاد يرون أن حرية الصحافة هذه يحظى بها الذين يملكون صحيفة فقط. فنظريا هنالك فرص سانحة لأي مواطن أمريكي لامتلاك صحيفة، ولكن في الواقع، القليل منهم أي أصحاب الثراء فقط يمكنهم اقتناء واحدة.
صحيح أن احتكار وسائل الإعلام لم يكن في يوم من الأيام كاملا، وأن العديد من الصحف الصغيرة كانت تشتهر وتنتشر، ولكن سرعان ما قامت الصحف الكبيرة التي انضمت إليها شبكات التلفزيون، بإعطاء صورة وهمية عن استقلالية الرأي، ومنذ أقل من عشر سنوات، ظهر فجأة اختراع تكنولوجي غير أنظمة اللعبة برمتها، وبطريقة جذرية كليا، وذلك بتحقيق التصور الذي تجلى لمارشال ماك لوهان منذ ثلاثين عاما عندما تصور (القرية العالمية) Global Village. وكان هذا التصور الثوري الجديد هو الإنترنت.
فشبكة الإنترنت هي النوع الجديد من وسائل الاتصال، الذي غير حياتنا كليا، فهي تسمح بتبادل الأفكار بطريقة مثالية بسرعة وسهولة وبأقل كلفة ممكنة، وقدأصبح بإمكان أيا كان اقتناء صحيفته الخاصة بمبلغ زهيد لا يتعدى ال 20 دولارا في الشهر.
حالما استطاع الناس إدراك القوة الكامنة في هذه الأداة بين أيديهم، بدأوا باستعمال الإنترنت، ليس لتجميع المعلومات التي يريدونها فقط، بل للتحول إلى مزودي أخبار، ومواقع الإنترنت التي تقدم المعلومات الباعثة للدهشة، والأكثر تناقضا، والأكثر فائدة، نمت بسرعة كالفطر، تبعها في ما بعد الذين يقدمون معلومات ليست بالمستوى نفسه من الفائدة، أو في بعض الأحيان مليئة بالمحتويات الفظة وغير اللائقة، ولكن ومع كل هذا فقد قامت الإنترنت بتغيير الطريقة التي كان كل منا يتلقى أخباره اليومية بها.
لقد تجاهل في بادئ الأمر عمالقة أجهزة الإعلام الأقوياء، سواء كانوا من جهابذة الإعلام المكتوب أو المرئي والمسموع الإنترنت، على أنها شيء غريب للفت النظرأو على أنها محطة عابرة وتزول، ولكن مواقع مثل (درادج ريبورت) DrudgReport، و(نيوز ماكس) NewsMax، أو (وورلد نت دايلي) WorldNetDaily، إذا ما أردنا ذكر القليل من المواقع الناجحة، قامت باجتذاب العديد من الزوار، بينما بدأت الصحف المشهورة مثل (نيويورك تايمز) New York Times، و(الواشنطن بوست) WashingtonPost و(لوس أنجيلس تايمز) Los Angeles Time، تعاني من خسارة الكثير من زبائنها، وبعد ذلك كانت لشبكات التلفزة الكبرى نصيبها من المعاناة بفقدان مشاهديها بشكل دراماتيكي.
حاولت شركات الإعلام العملاقة أن تجاري الركب بانضمامها إلى الإنترنت، ولكنها وجدت نفسها أمام مفاجأة هنا أيضا، فبعكس وسائل الإعلام الكبرى حيث يلعب المال دورا رئيسيا لتوظيف أقلام الإعلاميين المشهورين للقيام بالترويج للمنتجات، وجدت أن الإنترنت ناتجة عن الفكر الإنساني المحض، وأن المواقع لا تزال لمجرد أن تصميمها جيد ورسومها مبتكرة ولكن لروحها الاستفزازية، التي لا تتماشى مع النمط السائد من الأخبار، والتي تجعل الزائر لهذه المواقع يفكر مليا، جميع هذه الأشياء لا يمكن أن تجدها في وسائل الإعلام الجيدة التصميم، لكن الذين يحتكرون ويتحكمون بالوسائل الإعلامية لم يشاءوا مشاهدة إمبراطورياتهم تتزعزع من دون قتال، فبعد التشكيك الذي أبدوه ومحاولاتهم الفاشلة لتوسيع مجال احتكاراتهم ليشمل الإنترنت، قاموا بعملية توغل ذكية، فقد فوجئنا جميعا بانضمام ألكسندر هيغ جونيور الذائع الصيت، إلى المجلس الإستشاري لموقع (نيوزماكس)، قد يكون ذلك نوعا من الصدفة، ولكن وجدنا في ما بعد أن موقع (نيوزماكس) قد تحول إلى ناطق باسم الحزب الجمهوري، والمروج الذي لا يتعرض للنقد للسياسة الدعائية للإدارة، وقد كانت حملتها الأخيرة الداعية إلى مقاطعة فرنسا أوBoycott France آخر العنقود، من ضروب الشعارات التي كانت تروجها، على أي حال فقد أصبحت شبكة الإنترنت عقبة أو حجر عثرة في وجه المحاولات الشرسة للهيمنة عليها، فماذا بعد الترهيب والترغيب ومحاولات الشراء؟ والجواب هو تدمير الإنترنت، وذلك يعتبر الحل الوحيد، لإيقاف تحديها لجبروت وسائل الإعلام الاحتكارية.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
الالعاب
تعليم نت
قضية تقنية
دليل البرامج
نساء كوم
امال . كوم
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved