الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 8th June,2003 العدد : 24

الأحد 8 ,ربيع الثاني 1424

في غفلة أولياء الأمور..
محادثات بلا حدود.. ساعات طويلة في أحضان سارق الوقت والعقول
لأسماء المستعارة للتمويه وكسر حدة الخجل
فتيات تحت تأثير النت والشات.. زواج «النت» يبدأ بالخطأ وينتهي بالفشل

إعداد: ندى عبدالعزيز
الحاسوب لغة العصر، والشبكة الدولية للمعلومات ونوافذها المتعددة للاطلالة على العالم من عدة جوانب هي أحد افرازات هذه التقنية العصرية الجبارة،
وقد أتاح تدفق تلك المعلومات وتوفر الأجهزة الحاسوبية لجميع الفئات العمرية من الجنسين التطلع لمعرفة ما وراء تلك الطفرة العلمية الهائلة.
وللتعرف على كيفية تعاطي الفتيات مع الانترنت ومدى استفادتهن من هذه الثروة المعلوماتية قامت مجلة العالم الرقمي بجولة على أكثر من موقع من مواقع
المحادثة (الشات) لاستطلاع وجهات نظرالفتيات المشاركات عن كثب والطريف في الأمر أن من وقع الاختيار عليها في بداية الجولة فتاة دخلت باسم
الهنوف ولفتت الإنتباه أنها كانت في غاية الهدوء والأدب تتحدث بلباقة تنم عن مستوى ثقافي عال، تجرأت وكلَّمتها وطلبت منها أن تشارك معنا بالاستبيان
فأبدت استعدادها للمشاركة وبكل تحمس طلبت منها بريدها الإلكتروني لكي يتسنى لي الحوار معها في جو هادئ وكانت مرتبكة نوعا وخائفة وأقسمت
لها بأنني فتاة ففاجأتني بطلب غريب وقالت كم رقم هاتفك الجوال لكي أتأكد من انك فتاة مثلي هنا خالجني شعور غريب وقلت لها مداعبة أنا أخاف ومن
حقي أطمئن عنك ضحكت وقالت: آسف يا أختي أنا شاب وداخل «بإسم بنت» ومستعد لأي مساعدة تطلبينها مني، فشكرته وانصرفت وفي ذهني تدور
فكرة تحقيق جديد عن الشباب وبرامج المحادثة ودخولهم بأسماء فتيات، وبعدها تقدمت من إحداهن وكانت تدخل باسم البندري وبعد ترحيبها واستعدادها
للمشاركة سألتها البندري اسمك الحقيقي؟ قالت أنت مجنونة تريدين أن أدخل باسمي الحقيقي، قالت والله لو علم أهلي سيقتلونني، فقلت لها هل أنت
تتصرفين خطأ؟ قالت: لا أنا مقتنعة بذلك لكن الناس لا يرحمون وأهلي لا يدرون خاصة وقد وعدتهم بعدم المشاركة في الشات، وأني سأكتفي فقط بتصفح
المنتديات
* ولماذا يرفض أهلك دخولك إلى الشات؟
* بسبب ما يسمعونه عن المصائب والمشاكل التي تحدث لأمثالي وأنا بصراحة اعذرهم ويا ليت لو أستطيع امنع نفسي عن ذلك، ولكن هيهات، وطالما أني
أدخل باسم مستعار ولا أحد يعرفني والحمد لله لن أتعدى حدودي وسوف ادخل للتسلية البريئة والضحك مع صاحباتي وحسب.
نبوح بما في الدواخل
وفي لقاء آخر مع إحدى الفتيات التي طلبت مني ألا أضع اسمها المستعار وان أكتفي ب م.س
* سألتها كيف كانت بدايتها ب«النت»؟
* لم أكن أعرف عن «النت «أي شيء حتى سافرنا إلى أحد الأقارب ووجدت ابنتهم تستخدم النت وتجلس عليه ساعات طويلة تصل إلى 8 ساعات على
اقل تقدير يوميا وكانت تقضيها كلها على المحادثة وبصراحة أعجبني الأمر وكنت أسهر معها يوميا من الساعة 12 مساء إلى 7 صباحا عدا الفترات المتقطعة
وسط النهار وعندما عدنا ألححت على والدي إن يحضر لنا جهازا بحجة التعلم والاستفادة ومنذ ذلك اليوم وأنا مدمنة «نت».
* ما هو الدافع الأساسي لانجذابك إليه بهذه الصورة؟
* الفراغ وحده الذي جعلني أتلهف إلى مثل هذا اللون الجديد من التسلية خاصة وأنا أعيش بمنطقه صغيرة وخالية من وسائل الترفيه حتى السوق ممنوع إلا
للضرورة القصوى، ولا يهون علي ذلك إلا الكلية التي أقابل فيها صديقاتي و«النت» الذي مكنني من أن أقول ما بداخلي !
* وما أكثر ما أعجبك بالنت؟
* اكثر شيء أعجبني برامج المحادثة وتصفح مواقع البطاقات ومعرفة جديدها، أما اكبر مشكلة تواجهني هي فاتورة النت واللوم الذي ينصب عليَّ بسببها
والوالد يهددني بحرماني من النت لو تعدت الفاتورة 1000 ريال.
عالم الأسرار
وفي لقاء مع إحدى الأخوات وتدعى.. جود.. وهي مشرفة بأحد المنتديات المعروفة سألناها عن البدايات وأجابت..
* بدايتي كانت منذ سنتين تقريبا دخلت عالم النت عندما سمعت به من صديقاتي وقررت دخوله واكتشاف أسراره.
* هل وجدت ما تطمحين إليه أم مازلت تبحثين؟
* النت أشبه بالبحر الذي لا نهاية له فكلما اعتقدت بأنني تعلمت كل خفاياه أجدني في البداية.
* بما انك تقومين بالكتابة بأحد المنتديات المعروفة ما هو الانطباع الذي خرجت به من خلال تلك المشاركات؟
* الحمد لله استطعت تكوين بعض الصداقات النسائية التي أعتز بها عدا اطلاعي على كل ما هو جديد في العالم وتثقيف نفسي من خلال مشاركتي بمعظم ما
يطرح من مواضيع اجتماعية ومناقشتها مما أكسبني ملكة ثقافية جيدة.
* ما رأيك ببرامج المحادثة؟
* ليس لدي تجربة كافية لكي أستطيع إفادتكم فقد قمت بالدخول إليها مرة أومرتين ولم أخرج منها بأي انطباع.
أتفادى نظرات الشك
ثم التقينا سهام احمد وتدعى بأن هذا اسمها الحقيقي، وسألناها حول ذات الموضوع.
* ما المدة التي تقضينها أمام شاشة الكمبيوتر يوميا؟
* لا توجد مدة محددة أحيانا يستمر جلوسي لساعات قد تتجاوز الأربع وأحيانا لمدة دقائق اضطر فيها للخروج بمجرد سماع صوت أحد قادم إلي.
* وما الذي يجعلك ترتبكين وتضطرين للخروج المفاجئ هذا؟
* بصراحة نظرة الأهل لجلوسي على النت لا تروق لي وأرى بأعينهم نظرات الشك مما يضطرني للخروج وتفادي تلك النظرات التي أنا بريئة منها براءة
الذئب من دم يوسف. أقوم بدخول المحادثة (التشات) وأكثر المضايقات تأتيني من أبناء بلدي للأسف مما اضطرني للهروب إلى المحادثات العلمية والتعليمية
والثقافية
حب الاستطلاع
* وما أنواع المضايقات التي تحدث لك من أبناء البلد؟
* كثيرة أهمها طلبهم للمحادثة الخاصة والترقيم بالخاص والعام والإهداءات وبيوت الشعر التي يدعون انهم من قاموا بنظمها.
* ولماذا لا تحاولين الاستفادة من وقتك بالمشاركة في الكتابة بأحد المنتديات؟
* حاولت الكتابة ولكنني انسحبت بعد فتره قصيرة! لسخافة ما يطرح بها والمواضيع المتكررة التي أجد منها نسخة كربونية في كل المنتديات ومعظم من
يكتب بها أناس لا يفقهون في الثقافة شيئا، وذات مرة قرأت قصيدة لنزار قباني كاتبها أحد الأعضاء باسمه، وهذا اكبر دليل على الوضع المأساوي الموجود
بمنتدياتنا، بعدها قررت الانتقال إلى فئة أكثر نضجا وعلى قدر من التعليم ولهن خبرة أطول بالنت وبعضهن متزوجات ويحملن على عاتقهن تربية أجيال.
ثم كان لنا هذا اللقاء من خلال المسنجر مع «الدانة» وهي طالبة جامعية على وشك التخرج.
* سألناها عن بدايتها مع النت؟
* فقالت بداية عادية يعني كنت أدخل أتفرج واقرأ وساعات ادخل أتسلى شات أو اكلم صديقاتي على المسنجر في البداية لم أدخل لحاجة محددة بل لأستغل
وقت فراغي بدل التلفزيون قلت أدخل اطلع على العالم.
* يقال. إن الدافع الأساسي وراء دخول الفتاة عالم (النت) هو الروتين الممل ومحاولة منها للهرب من الواقع الذي تعيشه هل هذا صحيح؟
* هو ليس هروبا بمعنى الكلمة بل ضيق من الروتين و«النت» تغير كبير بالنسبة لها على الأقل يجعلها ترى العالم بمنظار آخر وهي جالسة على الكرسي وهذا
اكبر دافع للفتاة.. وأنا أضيف حب استطلاع.
لابد من الرقيب
* الكل يعلم بأن هناك مشاكل ومصاعب قد تواجه الفتاة من خلال دخولها «النت» فما هي أبرز تلك المشاكل؟
* اكبر مشكلة تواجهنا هي منع الأهل للفتاة من دخولها المستمر «للنت»، وهذا يتعلق بالنظرة السابقة أو قد يكون لها اخوان استخدموا النت استخداما
خاطئا وفهموه خطأ وبالتالي يمنعون أختهم من الدخول للنت واستخدامه الاستخدام الصحيح.. هذا من جهة، ومن جهة أخرى إذا استخدمت الفتاة النت
استخداما خاطئا فلا شك أنهم سيمنعونها من أن تدمن عليه وتنسي أهلها أو تتغير نفسيتها للأسوأ بسبب جلوسها المستمرعليه.
* الشائعات التي تلاحق كل فتاة تدخل النت هل هي حقيقية أم من نسج الخيال؟
* كما ذكرت توجد شائعات وكل شيء فيه مساوئ ومحاسن، ولكن لأن النظرة دائما سلبية تلاحقها إشاعات واتهامات، حتى يأتي اليوم الذي تصحح فيه
النظرات، وحتى الفتاة نفسها تفهم النت وتستخدمه الاستخدام الصحيح.
* من وجهة نظرك هل هناك سن محددة لدخول الفتاة للنت وابتعادها عنه؟
* في زمن الكل فيه يستخدم النت ولا يوجد أي مانع أو عائق للأطفال من سن 11 حتى 13 لابد من وجود رقيب لأنه يتمتع في هذه السن بحب
الاستطلاع الزائد و بإمكانه أن يدخل مواقع لا تناسب سنه وهذا يؤثر على تفكيره، اما الابتعاد فهذا خطأ لان النت في الأساس مفيد .
مشاكل بين الزوجين
* هناك الكثير من العلاقات التي تنشأ بين الفتاة والشباب من خلال «التشات» أو «المسنجر» فهل نستطيع اعتبار هذه العلاقة طبيعية؟ وماهي نسبة نجاحها
وإلى أي مدى يمكن أن تؤدي إلي الزواج؟ وهل نستطيع اعتباره زواجا ناجحا بكل المعايير؟
* يمكن أن تكلم الفتاة شابا من خلال الشات و«المسنجر» وهذا تصرف غير سلمومخالف للشرع وتقاليد المجتمع بالنسبة للعلاقة وتحولها إلى زواج بصراحة
كل شي ممكن حدوثه ولكن مصير كل شيئ لا يأتي من الطريق الصحيح الفشل .
* يتهم «النت» بمساهمته في التفكك الأسري من خلال ابتعاد الأزواج عن زوجاتهم وأولادهم وابتعاد الأبناء عن أسرهم ما رأيكن حول هذه التهمة؟
* هذا شيء صحيح الآن (النت) يأخذ وقتا كبيرا دون أن يشعر المستخدم وإذا كانت بين الزوجين غيرة بالتالي ستصبح هناك مشاكل ولا أقول: انهم لا
يستخدمون (النت) بل العكس أنا أشجع استخدامه من قبل الزوجين ولكن بصورة مرشدة ومشتركة ونحتاج أيضا إلى التفكير الصحيح من قبل الزوجين في
هذه المسألة.
* ما سبب تخفي الفتيات تحت أسماء مستعارة دائما؟
* البنت بطبيعتها تربت على الحياء، ومن الطبيعي ألا تبوح البنات بأسمائهن الحقيقية بعكس الأولاد هذا الكل يعرفه، والمسألة تختلف من فتاة إلى أخرى،
فالبعض يخاف الناس، والبعض يتعاطى الإنترنت دون علم الأهل، وهكذا ولكل ظروفه الخاصة.
لا دخان بلا نار
ثم التقيت سارة (أم أحمد) سألتها عن بداية تعاملها مع الإنترنت فأجابت بالقول:
* بدايتي مع النت كانت عادية حيث كنت ابحث عن مواقع تفيدني في تخصصي وتعرفت على عدة منتديات وبدأت أشارك فيها وأبدي رأيي وأناقش.. ومن
خلال ذلك استفدت كثيرا..
* وعن وجهة نظر المجتمع للفتاة التي تدخل النت وهل نستطيع اعتبارها استهانة بعقول بناتنا أجابت أم أحمد قائلة:
* نظرة المجتمع ليست قاصرة على الفتاة فقط بل على الفتى أيضا وعلى المتزوجين ذكورا وإناثا ولو أنها تركز على الفتاة أكثر.. ولا بد من الشك والريبة
وعدم الثقة والشك والريبة نابعان من خوف وحرص شديدين، فالنت عالم مليء بالصالح والطالح والحسن والسيئ.. وهنا لابد من المتابعة الجيدة للفتاة
بطرق غير مباشرة وإعطائها الثقة في حدود.
* وبالنسبة للشائعات التي تلاحق كل فتاة تدخل النت هل هي حقيقية أم من نسج الخيال؟
* ليست من نسج الخيال ولا يوجد دخان بلا نار وأعتقد ان الفتاة متى ما دخلت بأدب فلن يستطيع أحد أن يطلق الإشاعات عنها.
العالم بين يدي
* وعند سؤالها عن التغيير الذي طرأ على شخصيتها من خلال دخولها للنت أجابت:
* في الحقيقة هناك تغيير ملموس وملحوظ على شخصيتي.. تعرفت على مشاكل العالم وتعرفت على مواقع مفيدة جدا.. وشاركت بالرأي، وهذا يعود علي
بالراحة النفسية..
* وعن العلا قة التي تنشأ بين الشاب والفتاة عن طريق برامج المحادثة وعن مستقبل الزواج الناتج عن ذلك قالت:
لا أشجع الزواج عن طريق برامج المحادثة، فالمعلومات عن كليهما ليست كافية وربما هناك اندفاع من الاثنين وتصبح العلاقة بينهما تسلية وتضييع وقت
وهنا يضيع الهدف السامي الذي التقيا من أجله وربما يكون الشاب راغبا في اللعب بمشاعر الفتاة أو العكس.. والزواج في هذه الحالة غير ناجح ومتكامل،
وهناك مواقع خاصة بالزواج على الإنترنت هدفها واضح.. ونجاحها أضمن.
أما السبب الرئيسي في التخفي وراء أسماء مستعارة هو نظرة المجتمع للفتاة وأيضا عدم إعطائها الثقة الكاملة أن تخرج لعالم النت والمشاركة فيه.. وفي نفس
الوقت هناك فتيات يدخلن بأسمائهن الحقيقية .
* كما تحدثت إلينا (لهفة الخاطر) وهي مراقبة عامة بأحد المنتديات المعروفة قائلة:
كانت بدايتي مع «النت» بدعوة من صديقة لدخول إلى أحد المنتديات ورغبة مني في مجاراة تطور العصر ومعرفة ذاك العالم الغامض فكان ذلك، قبل سنة
ونصف تقريبا.
* ما هو ردك على من يقول: إن الدافع الأساسي وراء دخول الفتاة عالم النت هو الروتين الممل ومحاولة منها للهرب من الواقع الذي تعيشه؟؟
* دوافع الدخول للإنترنت تختلف من شخص إلى آخر، بالنسبة لي لم تكن للتخلص من الروتين، بالعكس حياتي لم تكن مملة وواقعي جميل جدا لم أفكر يوما
في الهروب منه ولكني وجدت وأنا في النت أن العالم كله بيدي وأنا على كرسي أنهل مما أشاء وكيفما أشاء دون عناء.
نظرة قاتمة
* وما الذي تحاولين إثباته من خلال دخولك النت وما اكثر ما يجذبك له؟
* تحاول الفتاة أن تثبت للمجتمع أنها قادرة على مواكبة ذاك التطور وأنها تملك من الوعي والثقافة ما يؤهلها لذلك وأنها تعتز بقدرتها على حماية نفسها
وصيانة عفافها مهما كثر الذئاب من حولها وأنها تستطيع الرقي بفكرها بالاستفادة من الشبكة العنكبوتية بكل ما هو مفيد
* ما هو تفسيرك للنظرة القاتمة للفتاة التي تتعامل مع الإنترنت؟
* نعم نظرة قاتمة جدا ولكنه سيأتي يوم وتشرق تلك النظرة ويتبدد ظلامها ولا أرى فيها استهانة ولكن مجتمعنا يسعى للتطوير دوما ومواكبة كل جديد
ولكن يرافق ذلك الحرص والخوف على الفتاة من الانبهار بهذا العالم ومن ثم التيه في دروبه الوعرة.
وعن المصاعب التي تواجه الفتاة من خلال دخولها «للنت» وكيفية التغلب عليها قالت:
* نعاني من مشكلة الإقبال المجنون من قبل الشباب على الفتيات ومحاولة التقرب منهن وكأن هؤلاء الشباب لا هم لهم في النت سوى مطاردة الفتيات
والبحث عنهن وهذا للأسف الشديد هو الفهم الخاطئ لمعنى الإنترنت.. ونستطيع التغلب على هذه المشكلة من خلال العلم بأسباب حدوثها والابتعاد عنها
وذلك بالاستفادة من تجارب الغير حتى لا تحدث لدينا مشاكل تستعصي على الحلول وكل واحدة منا تمتلك الرقابة الذاتية وهي مراقبة الله في السر والعلانية،
وإذا تسلحت بسلاح الإيمان وأعطت كل ذي حق حقه ونسقت أوقاتها والاهم من ذلك سيطرت على أهوائها وفهمت رغبات وطبائع من هم حولها
ستنجو من كل سوء.
سارق الوقت والعقول
* (النت) متهم بسرقة الوقت والجهد كيف استطعت أن تقيمي موازنة بين حياتك الشخصية وهذه الهواية؟
* في بادئ الأمر وللأسف لم تكن هناك أي موازنة بين جوانب الحياة الشخصية والنت فكما قيل (لكل جديد طعم) كنت اقضي معظم الوقت أمام شاشة
الجهاز والتنقل من موقع إلى آخر وبعد كثرة الممارسة أصبحت على معرفة بالمفيد وغير المفيد نعم (النت) يسرق الوقت في حالة واحدة وهي أن نفلت زمام
عقولنا وقلوبنا أيضا ونقفل آذاننا عن كل نصيحة أو لوم.
وعن التغيير الذي طرأ على شخصيتها من خلال دخولها للنت أجابت..
* هناك تغيير إيجابي وسلبي طرأ على شخصيتي الإيجابي فقد أصبحت اكثر حرصا وخوفا على نفسي أتصرف بذكاء وحكمة قبل القدوم على اي خطوة أما
الجانب السلبي فأنا في البداية لم تكن لدي الجراءة أن أجادل في أي قضية حتى لو كان الحق معي ولكني الآن أصبحت لدي القدرة على ذلك ولكن بصورة
مهذبة من خلال الردود في المنتديات.
* وعن المتاعب التي تواجهها من خلال استخدامها للمسنجر قالت:
* لم يكن لدي في البداية مسنجر ولكن بعد فترة أصبحت املك مسنجر يضم بعض من أفراد أسرتي وصديقاتي..فقط وعندما تأتيني أضافه لا أقبلها..
وعندما لا ارغب في التحدث مع شخص معين أخطره ويكون هناك تفهم من كلا الطرفين، ولكن كم من فتاة سقطت فريسة لشاب تبادل معها الأحاديث
بالمسنجر ووقع ما وقع وما اكثر هذه الحوادث فلقد اصبح المسنجر هو الهاجس والكابوس الذي يخيف كثيرا من الفتيات اليوم.
لا تصلح زوجة
* وبالنسبة للسن المناسبة لدخول الفتاة للنت.
* قالت تحديد سن معين لدخول «النت» أمر صعب لأن السن ليست مقياسا لعقلية الفتاة ونضوجها ربما فتاة في الثامنة عشرة لديها من الوعي الفكري
والديني أفضل من فتاة في الثلاثين فيكون الخوف على الثانية من الوقوع في أي هاوية أكثر من الأولى فالأهل هم من يحدد ذلك ولكن يفضل بعد سن
السابعة عشرة.
* وعن العلاقة التي تنشأ بين الشاب والفتاة وهل نستطيع اعتبارها طبيعية؟ وما مدى نجاحها ومستقبلها قالت:
* نحن نعيش في مجتمع إسلامي حدد لنا ضوابط ومعايير في كل علاقة بين شخصين لم يغفل عن شي والزواج الذي يكون ناتجاً عن علاقة «مسنجر»
و«شات» هذا موجود بالفعل فأنا شخصيا اعرف بعض الناس على قدر من الثقافة والوعي الديني حدث لهم ذلك من فترة قصيرة ولا اعلم إلى حد الآن
نسبة التآلف والتفاهم بينهم ولكن من الشباب من يأخذ الزواج حجة وهو غالبا لا يريد الزواج بل المتعة المؤقتة والتسلية الذاتية ولو تسأله بصراحة عن رأيه
في تلك الفتاة لأجاب احبها ولكن مستحيل ان تكون زوجة لي وأم لأولادي ونسبة نجاح تلك العلاقة ووصولها إلى مرحلة الزواج قليلة وفي رأيي لا يكون
ناجحا بكل معاييره لأن أمراض الشك والغيرة والوسواس القهري ستنهك جسده حتى يموت.
وعن المسؤول الأول عن ا لانحلال الأخلاقي الموجود على النت قالت: هم أصحاب المواقع والشركات التابعة لهم، واقف موقف إجلال وإكبار لصاحب
موقع اقفل موقعة وكتب على واجهة الموقع (اتقوا الله واستغفر الله عن كل ذنب).
لهذا نخفي أسماءنا
* ومن خلال مشاركتك بالكتابة في المنتديات ما هو الانطباع الذي خرجت به عن المواضيع المطروحة وما مدى استفادتك من هذه المشاركات؟
* الحكم على كل ما يطرح صعب فمنها المفيد من الذي يساهم في الرقي الفكري والتقدم ويوسع المدارك ويساعد على تفهم أحوال المجتمع والمساعدة في
حل كثير من المشاكل بالطرق الصحيحة ومنها ما هو غير مفيد وتافه بل قد يكون ضاراً.
* اما بالنسبة لإفصاح الفتيات عن أسمائهن الحقيقية فهذا الشيء له علاقة بعاداتنا وتقاليدنا وأيضا نخاف على أنفسنا من أي نفس ضعيفة فالأسماء المستعارة
من باب الحرص فقط.
* رسالة توجهينها لكل مبتدئة في عالم النت؟
* أقول في رسالتي من قلبي الصادق:
من وضع الله نصب عينه أمام كل حركة وسكنة فلن تزل له قدم ولن تبطش به يد إلا في حدود ما أمر الله فلنضع الله أمام أعيننا ولنتذكر دوما (من ترك
شيئا لله عوضه الله خيرا منه) أختي في الله كوني على حذر بل كوني كما ينبغي للداخل في هذا العالم ذكاء وحكمة وعفة.
* وكان اللقاء مع سحر فهد مميزا وممتعا وهذا اسمها الحقيقي وكان الحديث معها مسك الختام.
* سألناها عن بدايتها كيف كانت؟ فأجابت بالقول:
* قد تعرفت على الإنترنت قبل دخوله إلى المملكة.. ودرست دورة في الإنترنت مقدارها أسبوعان.. وبعد ذلك كنت أعلم والدي كل ما تعلمته أطبقه في
البيت.. ولأن أبي خبير في مجال الكمبيوتر.. فقد اشترك في الشركات الموفرة للإنترنت.. وعندها انخرطت
فيه.. ومع الوقت كانت إحدى صديقاتي تعلمني على افضل المواقع والمنتديات لأشارك بها.. وبعدها أصبحت متمرسة في هذا المجال.
زواج فاشل
* وما الذي تحاولين إثباته من خلال دخولك لهذا العالم؟
* اول إثبات ذاتي وقدراتي.. وتنمية مواهبي.. واكتشاف طاقاتي.. وصرفها بما نحبه ونرغبه.. وكذلك إثبات قدراتي في المجال الدعوي.
* وعن الجدل القائم حول استخدام الفتاة للنت ونظرة المجتمع لها، وهل هي استهانة بعقول فتياتنا أو عدم ثقة أم حرص شديد قالت:
قد يمس بعض ما قلت.. ولكنها النظرة القاصرة والأمية لهذا العالم.. وأن كل شيء جديد عيب على الفتاة سبر أغواره كالرجل ولكن لا يعني هذا ان الجميع
يتفق على هذه النظرة.. فمن يفهم هذا العالم ويرى مدى استفادة الفتاة منه.. فسوف يثق بالفتاة وقدراتها وإمكاناتها.
* حول أهم المصاعب التي تواجهها على النت والمسنجر قالت:
لا يوجد شيء يذكر.. سوى التكاليف العالية للاتصال.. وشغل الخط، فغالبا ما يكون الاتصال بطيئا، وكذلك ملفات التجسس والفيروسات ولا توجد
متاعب للمسنجر.. ونادرا ما استخدمت هذه الوسيلة.. إلا مؤقتا وغالبا عندما يكون من الرجال أو من الأزواج الذين يدخلون على زوجاتهم.
نعمة و نقمة!!
* هل تعتبري النت نعمه أم نقمه؟
* أعتبره نعمة عندما يكون المستخدم قد حقق أهدافه النبيلة.. وطموحه العالي الذي قد لا يستطيع تحقيقه على أرض الواقع، وعندما يسخره الفرد لكل ما
يفيده ويفيد غيره عن طريقه.. وعندما تجعل الفتاة نصب عينيها «ان الدعوة إلى الله واجبة على كل فرد منا» وقد تكون الحجة لها يوم القيامة فقط لو
بإرسال رسالة تنكر المنكر وتأمر بالمعروف، ويتحول لنقمة.. عندما تستخدمه الفتاة لإشباع فراغها العاطفي وتسليم عواطفها لهذا العالم.. وتضييع وقتها
بكل ما هو غير مفيد من «تشات» أو «مسنجر».
* وعن العلاقة التي تنشأ بين الشاب والفتاة من خلال برامج المحادثة ونسبة نجاحها ومستقبلها أجابت:
* ليست علاقة طبيعية.. إنما علاقة إشباع الفراغ.. فالفتاة تبحث عمن يشبع عواطفها ويشعرها باهتمامه.. والرجل يبحث عمن يشبع رغبته ، فتنخدع
الفتاة.. كما انخدع الكثير منهن عن طريق الهاتف أو «التشات» و«المسنجر».. ونسبة الزواج قليلة جدا.. وان كان فلا أعتقد انه سيكون زواجا ناجحا
حتى لو نجح أمام المجتمع فبالتأكيد سيشوبه الشك والريبة من الطرفين، فالعلاقة في الإنترنت نفسها علاقة الهاتف.. ولكن بتوسع أكثر.
لا تنازلات
* وماهي التنازلات التي قدمتها من اجل الاستمرار في هذا المجال؟
* لله الحمد مازلت أستخدم الإنترنت دون تقديم أي تنازلات أيا كان نوعها.. فنحن نستخدمه كما يستخدمه الشاب مع الضوابط الشرعية طبعا.
* أما مسألة التخفي وراء أسماء مستعارة فقد يكون بعضهن يرغبن بالتخفي لأخذ الحرية في طرح المشاركات الأدبية أو الحوارية، والبعض يدفعهن الحياء
والخجل. وفي الحقيقة لقد تخفيت بعدة أسماء مستعارة.. وأظهرت اسمي الحقيقي.. ومع ذلك لا أجد سببا لفعل ذلك.
* حول المنتديات التي تختار معظم مشرفيها من الفتيات قالت: ربما استطاعت المرأة الإدارة بسبب تفرغها أكثر من الرجل وانخراطها في المنتديات حول العالم
الخارجي.. وبطبيعة المرأة عندما تتولى أي مهمة فهي تحرص على الإبداع فيها وتوليها كل جهدها وتعبها من أجل الارتقاء بها، أما الرجل قد يكون هناك
من هو كذلك ولكن بعضهم من يكون غير مبال ولا يعمل إلا حدود ما هو مطلوب منه.
* في الختام أوجه هذه الكلمات لكل مبتدئة في عالم النت.. كل وسيلة حديثة فيها الصالح والطالح فكذلك عالم الإنترنت، وقد يدفعك الفضول إلى دخول
التشات والتعرف على الشباب إن هم طلبوا منك ذلك.. فاجعلي نفسك أبية وكريمة.. لا تدخليها لمواطن العبث والشبهات ومداخل الشيطان.. سخري
الإنترنت لكل ما ينمي مواهبك ويرقى بمستوى تفكيرك وذاتك.. والأهم آمري بالمعروف وأنهي عن المنكر.. واشغلي نفسك بالطاعة قبل أن يشغلك
الشيطان بالمعصية ولا تجعلي له أي مدخل ومنفذ يدخل منه إليك ليسيطر على أفعالك، وتذكري قول الشافعي رحمه الله:
إذا ما خلوت بريبة في ظلمة
والنفس داعية إلى العصيان
فاخش من نظر الإله وقل لها
إن الذي خلق الظلام يراني
فلا تجعلي الله أهون الناظرين إليك.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بؤرة ساخنة
اقتصاد الكتروني
اطفال كوم
نساء كوم
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية


ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved