الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 9th January,2005 العدد : 101

الأحد 28 ,ذو القعدة 1425

أجهزة تعويضية خاصة لمساعدة العاجزين عن الحركة
* إعداد :محمد شاهين

استفاد مجال الأجهزة التعويضية كثيراً من تقنية الكمبيوتر وما زال، بل أصبح مستقبل هذه الصناعة وهذا المجال تحديداً مبشراً لنا في مجال التغلب على كثير من المشكلات التي تحتاج إلى جزء تعويضي أو جهاز يقوم بما لا يمكننا القيام به أحياناً إما لمرض أو عجز مفاجئ يُلم بالبعض منا. ففي السابق كانت التقنيات المبرمجة تتدخل في مساعدتنا على الحركة أو مساعدتنا على التحكم في تحريك شيء ما مثل (الماوس) المتصل بالكمبيوتر أو ما شابه ذلك.
ومع تطور الدراسات حول هذا المجال وكيفية الاستفادة منه في الجانب التعويضي أصبح من الممكن الاستفادة من جهاز خاص للتحكم في أشياء أكبر من ذلك، أو بمعنى أدق القيام بعمليات أكبر وأكثر تعقيداً من تحريك الماوس.
وبالفعل فإن شخصاً عاجزاً عن الحركة وبواسطة جهاز تم ابتكاره على يد عدد من الباحثين في إحدى الجامعات الأمريكية ويتصل بالمخ خارجياً، بحيث لا يحتاج إلى جراحة، أصبح قادراً على إجراء الكثير من الحركات والتحكم في الأشياء المحيطة به بشكل أكثر تعقيداً بالنسبة للجهاز، وأكثر سهولة بالنسبة للمستخدم بالطبع.
وطالما عملت الابتكارات العديدة في هذا المجال على فكرة التقاط الإشارات التي يصدرها المخ على شكل أوامر لباقي أعضاء الجسم ويقوم بإرسالها إلى جهاز الكمبيوتر المتصل بالمخ، حيث يعمل على ترجمتها ومن ثم يقوم بالتحرك بدلاً عن الشخص المستخدم لها أو تحريك الأشياء حسب رغبته.
من هنا أصبح من الممكن أن يقوم الشخص بتشغيل الإضاءة بنفسه أو تشغيل جهاز التلفاز أو ما شابه ذلك من الأغراض التي لم يكن بمقدوره التصرف بها دون مساعدة.
هذا، ويهدف الابتكار الجديد إلى مساعدة مرضى العمود الفقري أو حتى العاجزين عن الحركة نتيجة الإصابة في النخاع الشوكي أو المصابين بمرض ضمور العضلات طالما أن المخ لا يزال يصدر أوامره بشكل طبيعي، حيث تكون المشكلة فقط في توصيل هذه الأوامر للأعضاء المطلوب تحريكها فيقوم الجهاز حين ذاك بتحريكها بدلاً عنها.
كان العلماء خلال السنوات الماضية يحاولون استخدام الكمبيوتر للاستعاضة عن الأعضاء البشرية من خلال ترجمة الإشارات الكهربائية الصادرة عن المخ سواء للقيام بالحركة المطلوبة بدلاً من المخ أو لحمل العضو على التنبه والقيام بالحركة بنفسه.
وقد توقفت هذه المحاولات مؤخراً عند فكرة زرع جهاز داخل جمجمة الشخص لترجمة الموجات الكهربائية.
من ذلك أن أعلنت في أواخر العام الماضي إحدى الشركات التقنية الأمريكية وللمرة الأولى عن تمكنها من زرع جهاز في حجم حبة الدواء داخل مخ المريض، حيث تسمح هذه الحبة لمريض الشلل الرباعي من إضاءة الأنوار أو التحكم في صوت التلفاز أو حتى قراءة البريد الإلكتروني من خلال ترجمة جهاز الكمبيوتر الدقيق لأوامر المخ.
والحقيقة أن مثل هذه العمليات التي تتطلب التدخل الجراحي لوضع الجهاز داخل المخ تعتبر مخيفة ومحفوفة بالمخاطر إلى حد كبير بالنسبة للمريض، ناهيك عن تكلفتها العالية، وهذا ما دعا العلماء في هذا المجال للتفكير في حلول أخرى لا تتطلب الدخول إلى محيط المخ والاكتفاء باستنباط تلك الأوامر المخية من خلال جلد الرأس بدلاً عن ذلك ربما عن طريق خوذة صغيرة يرتديها المريض فوق رأسه.
الأمر الذي ربما يؤدي إلى ملاحظة حالة من البطء في تنفيذ الأوامر، لكن هذا الحل سيوفر على الكثيرين الحاجة للمخاطرة بفتح الجمجمة وزرع جهاز تقني في داخلها، وفي نفس الوقت يكون المريض قد حصل على مساعد شخصي للقيام بمهامه.
غير أن دراسة في هذا الشأن ظهرت مؤخراً بينت أن مسألة البطء في تنفيذ الأوامر قد تتغير في غضون الفترة القريبة الآتية، ذلك أن فريقاً من جامعة نيويورك قد طور طريقة لاستقبال الأوامر الكهربائية بدون الدخول إلى المخ وفي نفس الوقت المحافظة على سرعة معقولة للحركة قد تضاهي الحركة الطبيعية للإنسان العادي.
وقد اشتملت الدراسة على بعض التجارب التي تمت على شخصين من المصابين في الحبل الشوكي ومقارنة حركتهم مع حركة عدد من الأشخاص العاديين، وجاءت النتائج مبهرة، حيث كانت الحركة عند الأفراد المصابين أفضل في بعض الأحيان من الأشخاص العاديين.
وأخيراً، فربما كانت الآراء لا تزال متضاربة حول الطريقة المثلى لتلقي الأوامر الكهربائية من المخ، لا سيما أن هناك فريقاً من العلماء يرى أن التدخل الجراحي هو الحل الأمثل للحصول على نتائج جيدة، لكن دعاة عدم التدخل الجراحي لديهم أمل كبير في إتمام أبحاثهم بنجاح.
وهذا يبشر بشكل عام بأن التقدم في هذا المجال أصبح سريعاً وأن المستقبل سيأتي بكل ما هو جديد ومتطور ومفيد بالنسبة للعاجزين عن الحركة.

..... الرجوع .....

الاتصالات
ستلايت
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
قضية تقنية
دليل البرامج
امال . كوم
اخبار تقنية
جديد التقنية
حوار العدد
الحكومة الالكترونية
معارض
منوعات
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved