الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 9th February,2003

الأحد 8 ,ذو الحجة 1423

تشكيل عقول الأطفال يبدأ بالألعاب

تولي بعض الدول اهتماماً كبيراً بصناعة لعب الأطفال وإنتاج برامج خاصة بهم، والسبب هوالدور الكبير لتلك البرامج والألعاب في دعم قيم يراد غرسها في نفوس الأطفال بشتى المجالات الإيمانية والعقلية والجسمية...الخ.
ومما يدل على تأثير تلك البرامج والألعاب أن أولادنا أصبحوا يعرفون كل شيء عن الأفلام الكرتونية مثل: الديجيتال، والكابتن ماجد، وغيرهما كثير. فضلا عن أنهم يحفظون الكثير من أغاني وقصص المسلسلات والأفلام التلفزيونية والسينمائية.
ومما يثبت قطعيا المعضلة التي يواجهها أطفالنا وجود إحصائية تبين أن 68% من الأطفال العرب تقل أعمارهم عن 10 سنوات لا يعرفون صحابيا جليلا اسمه (خالد بن الوليد). وهو ما دفع بالجامعة العربية إلى إصدار تحذير من أن الأطفال العرب مستهدفون من دول أجنبية منتجة للعب أطفال وعرائس تنقل قيم ومفهومات غريبة عن الإسلام.
خطر صهيوني
حذرت إحدى الدراسات التي أعدتها الإدارة العامة للشؤون الاجتماعية والثقافية بالجامعة العربية من أن الدولة الصهيونية، على الرغم من صغر تعداد سكانها، إلا أنها تبدي اهتماماً كبيراً بصناعة لعب الأطفال وتسعى للسيطرة على هذه السوق وتصدير إنتاجها للدول العربية التي تعد من أكبر الأسواق استهلاكاً للعب الأطفال، وأن اليهود يستهدفون من وراء ذلك عقول أطفال العرب وأفئدتهم، ونقل القيم والمفهومات التي يتناقض الكثير منها مع ما هو سائد في مجتمعنا الإسلامي، مما يؤدي إلى غرس نزعات العنف والعدوان ومشاعر النقص والدونية في نفوسهم، بدلا من أن تكون هذه اللعب والأفلام عوناً في تنمية حواس الطفل المسلم وذكائه وزيادة قدراته الإبداعية واعتزازه بدينه وقيمه.. وقد تأكد لدى علماء النفس أن الإسراف في مشاهدة هذه البرامج والأفلام يؤدي إلى القلق والميل إلى الانتقام والتشبع بالقيم المنحرفة، إضافة إلى تخدير الأطفال وصرفهم عن الحقائق الواقعية.
ويؤكد علماء الإعلام أن ما يعرض من أفلام كرتونية له مهمة تربوية سلبية جوهرها التخدير، وصرف انتباه الأطفال عن الحقائق الواقعية ودفعهم إلى عالم خيالي مريض. ويروى أن أحدالأطفال عندما سئل: من يعرف شخصية تاريخية كانت مثالا للبطولة والشجاعة/ أجاب: إنه جراندايزر!! وبينما تحض المدارس والأسر على ضرورة بذل الجهد وإعمال الفكر، نجد أن البرامج تبرز جوانب الحياة السهلة وضربات الحظ والخبطات العشوائية الكامنة في مصباح علاء الدين.
وخلاصة الموضوع هي أن الأفلام المدبلجة والكرتونية تنقش في عقول أطفالنا قيماً تجارية وافدة، تؤدي في النهاية إلى تعطيل الذهن وشل الفكر وعرقلة مسار العقل وإطلاق العنان للأخيلة المريضة والأشباح الهزيلة، بل إن بعض محطاتنا الفضائية تقدم برامج مسابقات للناشئة نكتشف معها أن أبناءنا يعرفون كل فيلم أنتجته هوليود وأسماء أبطاله، ومخرجه ومنتجه، وعمال المكياج والديكور والإضاءة فيه، وبشكل يكاد يرقى إلى مستوى المعلومات الموسوعية. ما البديل؟
الواقع الحالي الذي نعيشه يشهد بأن الكثير من أبنائنا أصبحوا يعرفون ما لدى الآخرين أكثر مما يعرفون عن أمتهم وتراثهم وهويتهم الإسلامية. ويرى التربويون وعلماء النفس أن ما يقدم للطفل من برامج وألعاب كرتونية يسهم إلى حد كبيرفي تشكيل فكره ورؤيته للعالم من حوله، بغض النظر عن مدى صحة هذه الرؤية أوخطئها، وبغض النظر عن مدى ملاءمتها للمجتمع الذي ينتمي إليه الطفل. وإذا تأملنا محتوى كثير من البرامج والألعاب لا سيما الألعاب الإلكترونية سنجدها انطلقت من ثقافات غربية أو شرقية.
اختلاف المعايير
لا تختلف عنا في اللغة فحسب، بل في العقيدة والمعايير الخلقية والنظرة إلى الحياة.. ومن هنا فإن تلك البرامج لابد أن تعكس تلك الثقافات والرؤى. وهنا مكمن الخطورة، لأنها تنقل تلك الثقافات وتغرس تلك المعايير في عقل الطفل بصورة سلسة غير مباشرة لا يظهر أثرها بشكل واضح وسريع. مما يؤكد أهمية إنتاج برامج خاصة بمجتمعاتنا الإسلامية.. وحتى تنجح هذه البرامج وتصبح البديل للبرامج الغربية تحتاج الى عدة متطلبات يأتي في مقدمتها ما يلي:
القناعة التامة بأهمية مثل هذه البرامج للأطفال.
وجود كادر كاف من المتخصصين والفنيين في مجالات متنوعة. من أهمها: المتخصصون في مجال الطفولة والإعلام والإنتاج الفني وغيرهم.
ميزانية كافية، ولا ينبغي أن تستكثر الأموال في ذلك. فمهما صرف في هذاالأمر فهوفي مكانه، لأن الأمر يتعلق بتربية أجيال. بل يعد أمنا للمجتمع الإسلامي.
وأخيرا تجدر الإشارة إلى أن قيام مثل تلك البرامج لابد وأن يواجه عقبات.
في مقدمتها توفير تلك المتطلبات، والمنافسة الحادة التي تواجهها تلك البرامج في حال قيامها من قبل المنتجات القائمة المستوردة، لكن الاستمرارفي بذل الجهود، والتهيئة الإعلامية الكافية للناس بضرورة هذه البرامج وأهميتها، وعدم التعجل في قطف النتائج، يذلل بإذن الله تعالى تلك العقبات.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
ستلايت
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
ساحة الحوار
الاسلام والتقنية
قضية تقنية
اقتصاد الكتروني
اطفال كوم
نساء كوم
الطب والتقنية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية


ابحث في هذا العدد

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved