الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 9th March,2003 العدد : 11

الأحد 6 ,محرم 1424

شاشة مايكروسوفت الجديدة.. غالية!!

من الأمور المعروفة للجميع أن شركة مايكروسوفت تنتج نظام تشغيل «النوافذ»، والسلسلة المتتابعة من نظم مايكروسوفت المكتبية لمعالجة الكلمات، ومنسقات الحسابات، وما الى ذلك. لكن اصحاب شركة مايكروسوفت ليسوا سعداء، فهم لا يرغبون في ان يُعرف عنهم أنم يديرون العمل القديم نفسه، بل يرغبون في التجديد بإنتاج تصميمات رائعة. وهذا هو السبب في سيرهم في عملية ادخال ما يسمى بشاشات الكمبيوتر الذكية، التي تستمد قوتها من نظام النوافذ.
إن الفكرة التي بنيت عليها الشاشات الذكية معقولة تماماً، إذ تقوم على صنع شاشة كمبيوتر من البلورات السائلة، إذ هي لوح مسطح يمكن خلعه من على قاعدته، لكنه يظل متصلا بجهاز الكمبيوتر الشخصي بأسلوب لاسلكي، ويحمل الشخص صاحب الجهاز ذلك اللوح، ويتجول به في أنحاء المنزل ويُدخل الأوامر على تلك الشاشة الحساسة للمس بقلم مصنوع من اللدائن. وتوجد معلومات عن الشاشات الذكية على موقع الإنترنت الآتي: www.microsoft.com/windowsxp/ smartdisplay
تصوروا أن الشاشة الذكية هي كمبيوتر له سلك طويل جداً، لكن دون وجود سلك، لأن وصلاتها لا سلكية، والجهاز ليس لكمبيوتر قائماً بذاته، على الرغم من ان له بطاريته الخاصة القابلة لإعادة الشحن، والمعالج الخاص به الذي يُستخدم لتلقي المعلومات من جهاز الكمبيوتر الشخصي المتصل به.
يأتي أول نموذجين من نماذج الشاشات الذكية من شركة فيو سونيك المنتجة لشاشات العرض الإلكتروني، وعنوان موقعها على الإنترنت: www.viewsonic.com احد هذين النموذجين هو طراز AirPanel V110، الذي يزن ثلاثة ارطال، بشاشة مقاسها 4 ،10 بوصة، وسعره 999 دولاراً امريكياً، والآخر هو طراز AirPanel V150، بشاشة مقاسها 15 بوصة، وسعره 1299 دولاراً أمريكياً، ولابد ان الطرازين قد وصلا الى المتاجر الآن.
يعمل طراز V110 كشاشة اضافية فقط. فلا بد ان يكون لديك معه شاشة تقليدية عادية متصلة بجهاز الكمبيوتر الخاص بك. أما طراز V150 فيمكن ان يخدم كشاشة وحده، ويمكن توصيله بالكمبيوتر مباشرة عن طريق نهاية توصيل، أو يمكن توصيله به لاسلكيا عند خلعه من على قاعدته.
سعر باهظ
المنتج الجديد يعاني من بعض نقاط الضعف وأولها السعر الباهظ فشاشات الكمبيوتر ذات البلورات السائلة من مقاس 15 بوصة وهو أقل مقاس معقول لجهاز الكمبيوتر المكتبي متوافرة على نطاق واسع بسعر يتراوح ما بين300 400 دولار أمريكي، وهو ما يناهز الربع الى الثلث من تكلفة طرازي V 110، و V 150.
وقد أعلنت شركة مايكروسوفت بشكل محدد ان الشاشات الذكية قد صممت من أجل مستخدمي الكمبيوتر في المنازل، لا في هيئات الأعمال. لكن المستهلكين يهتمون بالأسعار أكثر مما يهتم بها مسؤولو مشتروات الشركات، والميزة الضئيلة التي توفرها امكانية التجول بالشاشة لا تساوي ولا تقارب الزيادة الكبيرة التي تطلبها شركة مايكروسوفت.
وشركة مايكروسوفت هي المسؤولة عن هذه التكلفة العالية لان شركة فيو سونيك تنفذ فقط التصميم الذي وضعته شركة مايكروسوفت للتجهيزات الصلبة لتلك الطرز.
وقد قامت شركة فيو سونيك بعمل معقول لتلبية المواصفات التي وضعتها شركة مايكرسوفت. ويبدو ان معظم صانعي التجهيزات الصلبة يُعرضون عن التصميم الذي وضعته مايكرسوفت، فحتى الآن، لم تعلن شركة أخرى عن طرح شاشة كمبيوتر ذكية في السوق الامريكي إلا شركة فيلبيس www.consumer.philips.com، وهي شاشة من مقاس 15 بوصة، ستنزل الى السوق الأمريكي في فبراير الحالي بسعر 1399 دولاراً أمريكياً.
أما نقطة الضعف الثانية فتتمثل في ضرورة تحديث نظام التشغيل. لقد بذلت شركة مايكرسوفت جهدا عظيما في العامين الماضيين لاقناع زبائنها بأن النسخة المنزلية من نوافذ xp التي انتجتها الشركة تناسب المستهلكين على أفضل وجه، بينما تقدم النسخة المهنية من نظام نوافذ xp إضافات لن يحتاجها إلا رجال الأعمال الذين يستخدمون الكمبيوتر.
لكن، يالخيبة الأمل، فقد اتضح ان الشاشة الذكية تتطلب وجود خاصية تسمى «سطح المكتب الذي يمكن التحكم فيه عن بعد»، وهي من المقومات التي لا توجد إلا في النسخة المهنية من نظام نوافذ xp. والقليل جدا من أجهزة الكمبيوتر المستخدمة في المنازل حتى أحدثها هي التي تعمل بنظام النسخة المهنية من نوافذ xp. أي ان جميع من سيشترون الشاشات الذكية تقريبا سيضطرون الى تحديث اجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، وهي مهمة كبيرة، اذا كان جهاز الكمبيوتر يعمل بنسخة قديمة من نظام النوافذ، كنوافذ 98 او نوافذ ME، ولا يخلو الأمر من مخاطرة حتى لو كان جهازك يعمل بنظام النسخة المنزلية من XP.
تقدم شركة فيو سونيك نسخة من النظام xp المهني مع الشاشات التي من طراز V 110 و V 150 دون أن تخبر المستهلك عن مقدار الزيادة التي ستضاف الى التكلفة النهائية للشاشة الذكية، على الرغم من ان قرص تحديث نظام الxp وحده يباع بحوالي 199 دولاراً أمريكياً.
ويمثل النقص الشديد في المقومات نقطة الضعف الثالثة إذ ان هناك قائمة طويلة بالأشياء التي يعجز المرء عن عملها لو كان لديه شاشة ذكية متصلة بجهاز كمبيوتر لم يتم توسيع نطاق قدراته. في مثل هذه الحالة لن يتمكن المبتدئون من فتح وإغلاق جهاز الكمبيوتر ولن يتمكن الشخص من مشاهدة أي افلام فيديو محفوظة على اقراص DVD او قصاصات من أفلام الفيديو من على الإنترنت، ولن يتمكن من لعب العاب الكمبيوتر من التي تستخدم تقنيات فيديو متقدمة، مثل لعبة Direct X التي أنتجتها شركة مايكروسوفت نفسها.
كما ان الشاشات الذكية لن تساعد على تخفيف تزاحم أفراد الأسرة بسبب رغبتهم في استخدام جهاز الكمبيوتر الوحيد لديهم في الوقت نفسه. فعند توصيل الشاشة الذكية لا سلكياً بالكمبيوتر، تصير شاشته العادية الأصلية بيضاء تماما ويستحيل استخدامها. والعكس صحيح ايضا، فلو ان هناك شخصاً يعمل على الشاشة الأصلية، يستحيل ان تتصل الشاشة الذكية لا سلكياً بالكمبيوتر.
وهناك بديل للوصلة اللاسلكية افضل بكثير من الشاشة الذكية، هو الكمبيوتر الدفتري النقال. فالكمبيوتر الدفتري النقال المجهز بنظام برمجيات جيد، والمزود بشاشة مقاسها 14 بوصة ثمنه رخيص، يبلغ حوالي 1000 دولار، بل ان جهاز التشبيك اللاسلكي الذي يستخدم نظام Wi Fi المعياري، والمعروف ايضا باسم 802 ،11b ارخص منه سعرا، ومفاتيح معالجة البيانات gateways اللاسلكية المنزلية وهي نوع من محطات القاعدة يبلغ سعرها حوالي 100 دولار امريكي، ويبلغ سعر بطاقات الWiFi المستخدمة في الكمبيوتر الدفتري النقال حوالي 75 دولاراً.
ان جهاز الكمبيوتر الدفتري النقال
المتصل بشبكة WiFi يوفر حرية التجول لمستخدمي الكمبيوتر، فيمكنك كتابة نص بسهولة باستخدام لوحة مفاتيحه، بدلا من النقر بالقلم اللدائني على لوحة المفاتيح الرخوة للشاشة الذكية، او استخدام خاصية التعرف على خط يد المستخدم الموجودة ضمن مقومات الشاشة الذكية، وهي خاصية غير كفؤة. ويمكنك أن تشاهد الأفلام المحفوظة على أقراص DVD، او ان تلعب بألعاب الكمبيوتر، بينما يعمل شخص آخر من افراد الأسرة على سطح مكتب الكمبيوتر الشخصي الخاص بالأسرة.
كما ان الشاشات الذكية تعمل على الWiFi. فإن لم يكن لديك WiFi فإن شركة فيو سونيك تقدم مع الجهاز محولاً لتهيئة الكمبيوتر للتعامل مع الWiFi يمكن توصيله بجهاز الكمبيوتر عن طريق وصلة خاصة، وهذا في حد ذاته كلفة إضافية. ولأن شركة فيو سونيك تدرك هذا، فإنها ستقدم قريباً نسخاً من V 110 و V 150 دون قرص تحديث نظام الxp الى النظام المهني، ولا المحول الذي يستخدم لتهيئة الكمبيوتر للتعامل مع الWiFi، وستباع تلك النسخص بسعر ارخص، لم تفصح الشركة عن مقداره بعد، وبالطبع يحتمل وجود مشترين لا يرغبون في شراء إحدى هاتين القطعتين الاضافيتين او كلتيهما.
ويمكنك ايضا ان توصل لوحة مفاتيح وفأرة من نوع USB بالشاشة الذكية لتفادي ادخال النص على الشاشة مباشرة. لكنك عندئذ تكون قد حولت الشاشة الذكية الى كمبيوتر دفتري نقال غبي باهظ الكلفة.
كل هذه المشكلات لها حلول واضحة، وتقول شركة مايكروسوفت انها تعمل بالفعل على حل بعضها. فخاصية التعامل مع سطح المكتب عن بعد يجب ان تنزع من نظام xp المهني وتقدم مع نظام xp المنزلي. اذ ينبغي ان يتمكن احد المستخدمين من المعمل على شاشة الكمبيوتر الأصلية، بينما يعمل شخص آخر على الشاشة الذكية ولا بد من تخفيض التكلفة، وهو أمر يبدو ممكناً مع انتشار التقنية اللاسلكية.
حين يحدث كل هذا، ربما ترقى الشاشات الذكية الى مستوى الصفة التي تمثلها الكلمة الثانية من اسمها. فأنا أرغب في التمكن من نزع شاشة الكمبيوتر من على قاعدتها وحملها الى الغرفة الأخرى لأُري لزوجتي او ابنتي صفحة مثيرة من صفحات الإنترنت، او افحص رسائل بريدي الإلكتروني وأنا مضجع على الأريكة أشاهد فيلماً.
إن الخبازين يدفنون اخطاءهم في مقلب القمامة المحلي، اما شركة مايكروسوفت فتعرض اخطاءها في عروض تجارية، ثم تخرج لنا بعد عامين او ثلاثة نسخة أفضل بكثير من النسخة الأقدم، وحينها فقط تعترف بعيوب النسخة الأولى. فلنأمل ان تتصرف الشركة على النحو نفسه هذه المرة، لأن الشاشات الذكية ستلقى ترحاباً لو أنها صنعت بشكل صحيح.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
ستلايت
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
ساحة الحوار
قضية تقنية
اقتصاد الكتروني
اطفال كوم
نساء كوم
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية


ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved