الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 9th May,2004 العدد : 68

الأحد 20 ,ربيع الاول 1425

عد تسرب أجزاء من شيفرة برنامج التشغيل (ويندوز) على الإنترنت
هل تتخلَّى مايكروسوفت عن سريتها
باتجاه مجتمع المصدر المفتوح؟
* إعداد : إبراهيم الماجد
هناك الكثير من التغييرات التي يجدر بمايكروسوفت أن تقوم بها كشركة من أجل ضمان ثقة زبائنها والمحافظة عليها على كل المستويات، من الطريقة التي طور بها برامجها إلى جهودها في الدعم. فبعد أن أصبحت البرامج أكثر تعقيدا وارتباطا وتشابكا أصبح صيتنا كشركة أكثر حساسية للعطب. ويمكن لخطأ في منتج واحد لمايكروسوفت أو خدمة أو سياسة أن يؤثر ليس فقط على نوعية منصاتها وخدماتها بشكل عام، لكن أيضاً على نظرة زبائننا لها كشركة.
هذه الكلمات أرسلها بيل غيتس إلى العاملين في مايكروسوفت منذ ما يقارب سنتين، وهي جزء من مذكرة حملت الكثير من الأفكار حول رؤيته لمستقبل الشركة. لكن يبدو أنه، وبعد سنتين ما زالت المشاكل التي تواجهها هي نفسها ولم تتغير.
من ناحية الأمن، انتشرت قبل مدة النسخ التجريبية من نظام التشغيل الجديد لمايكروسوفت (لونغهورن) بسعر دولار ونصف الدولار في أسواق ماليزيا، وبعد سلسلة من الهجمات الفيروسية التي استهدفت الأجهزة المستخدمة لنظام (ويندوز) وآخرها الفيروس (ماي دوم) الذي طال ملايين الأجهزة العاملة على (ويندوز) في العالم، وجدت شركة البرمجيات الكبرى نفسها أمام إحراج جديد لأمنها هو الأخطر حتى الآن. وتمثَّل هذا الإحراج في انتشار أجزاء من شيفرة المصدر (Source code) (لويندوز2000) و(ويندوز أن تي) على شبكة الإنترنت.
فبعد أن أعلنت الشركة عن وجود مشكلة أمنية في آخر نسخ نظام التشغيل ويندوز تمكن أي شخص لديه (ميول عدوانية) تجاه الشركة من السيطرة على أجهزة الكومبيوتر عبر الإنترنت، طلبت من المستخدمين إنزال تعديل لتصحيح الخلل.
غير أنها عادت وأعلنت لاحقاً عن مشكلة أكبر، إذ تبين أن حوالي 14 مليون سطر من شيفرة (ويندوز) يتم تداولها على شبكة الإنترنت. فقد وجد ملف بسعة 203 ميغابيت يحتوي على هذه الشفرة يتداول بين المتصلين على الإنترنت ولا سيما في غرف الدردشة. ويقدر حجم الشفرة الكاملة بأربعين جيجابيت مما يعني أن الملف المتداول لا يشكل سوى جزء صغير منها. لكن ذلك لا يخفف من خطورة الموقف فشفرة (الويندوز) هي بمثابة الكنز للشركة أو الحمض النووي الذي يشفر للبرنامج واللغة الأساسية المكتوب فيها. فالشفرة أشبه بسر تركيبة البيبسي مثلاً الذي تحتفظ الشركة لنفسها به عن أعين منافسيها.
غير أن الشركة اعتبرت أن الأمر أقرب إلى خرق لملكيتها الفكرية منه لأمنها! فهذا الإحراج بين مايكروسوفت وكأنها غير قادرة على التحكم بشيفرتها وهي التي تعتبرها أهم أسرارها وترفض الكشف عنها إلا بشروط واتفاقات ضيقة مع بعض الجامعات ومراكز الأبحاث والوكالات الحكومية التي تتعهد بعدم الكشف عنها.
وكانت الشركة قد سمحت مؤخراً للحكومة المصرية بالاطلاع على بعض أجزاء هذه الشفرة من دون القدرة على الاحتفاظ بها. لكن ما الذي منع حصول مثل هذا التسرب سابقاً ولا سيما مع انتشار الشفرة لدى عدد من الفرق ومنها الجامعات؟ قد يكون الجزاء المادي الضخم المفروض على هذه الفرق في حال الإخلال بالعقود هو الذي حفظها. لكن يبدو أن هناك من استطاع اليوم خرق الحظر والدخول إلى خزنة مايكروسوفت لسرقة كنزها. الشركة لن تسكت عن الضيم (وهي أعلنت أنها ستتخذ الإجراءات القانونية ضد من تظهره التحقيقات مسبباً لهذا التسرب). لكن هل من إجراءات قانونية تجاه الشركة نفسها لأنها لم تستطع حتى اليوم المحافظة على أذهان زبائنها؟
تطوير نظم الحماية
فالأخطار الأمنية التي تعرضت لها وما تزال دفعت الشركة إلى صرف ما يقارب 100 مليون دولار لتدريب مبرمجيها على كتابة شفرة أكثر أمناً. وهي ستقوم بربط نظام حماية (فايروول) مطور في النسخة المقبلة من ويندوز. وإذا لم يكن للذي حدث تأثيرات مباشرة على مستخدمي برامج (ويندوز) فإنه يخشى أن تكون مشكلة في المستقبل حيث يمكن لمطلقي الفيروسات على الشبكة أن يستفيدوا من هذا الجزء لتطوير فيروسات أكثر فتكاً انطلاقا من معرفتهم بالشفرة وآليات اختراقها. وبالتالي فإن ذلك يضع مستخدمي ويندوز في خطر دائم وربما مضاعف. فإذا كان يمكن لمستخدمي برنامج تشغيل (ماكينتوش) أو لينوكس الفخر بأنهم واجهوا مشاكل أمنية أقل ذلك أن غالبية الفيروسات توجه نحو (ويندوز)، فإن أي مشكلة يمكن أن يواجهوها لن تسبب الخطر نفسه ولا سيما أن 90 في المئة من أجهزة الكومبيوتر الشخصية تستخدم (ويندوز) وهنا بالتحديد تكمن المشكلة. إذ إن إحدى حجج الشركة في رفض الكشف عن مصدرها يكمن في اعتبارها أن ذلك يمكن أن يضع برامج التشغيل جميعها في خطر بحيث أن مطلقي الفيروسات يمكنهم حينها اكتشاف أساليب الحماية الموجودة في البرنامج وبالتالي اختراقه بسهولة أكبر وتدميرها. لكن هذه الحجة تبدو واهية والدليل.. الاختراقات المتكررة للنظام.
ويشكل هذا الموضوع أيضاً أساس المشكلة التي تواجهها الشركة مع دعاة المصدر المفتوح، أي أعضاء المجتمع الرقمي الذين يطالبون بجعل شفرة برامج التشغيل متاحة للجميع كما هي الحال بالنسبة لبرنامج (لينوكس). ما حدث جعل البعض يأمل بإمكانية أن يدفع ذلك الشركة قدماً نحو فتح مصادرها أو على الأقل يدعم موقف أعدائها من داعمي اتجاه المصدر المفتوح. غير أن المفاجأة جاءت من هذا المكان بالذات.
فالإجابة على هذه التوقعات جاءت من مجلة (نيوزفورج) الناطقة باسم مجتمع (لينوكس) التي اعتبرت (أن ما حصل لمايكروسوفت لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يدعم موقف مجتمع المصدر المفتوح، بل هو مصيبة له كما هو لمايكروسوفت. فهو لا يخدم إلا الأشخاص الذين ينوون إنتاج وإرسال الفيروسات).. فالمجلة تعتبر أن (هذا المجتمع يعيش في محيط شفاف وهو يعرض باستمرار شفرته وبالتالي سيكون من المهم التنبه بعد حصول هذا التسرب لشفرة مايكروسوفت من أن يقوم أي شخص بإدخال أجزاء منها إلى مشاريع المصدر المفتوح) لما يمكن لذلك من أن يرتب تبعات قانونية عليها ويخفض من مصداقيتها، ولا سيما أن هذا المجتمع بالذات يتهم مايكروسوفت باستخدام شفرته في تطوير برامجها من دون أن يكون لديه دليل ملموس على ذلك نظراً لسرية شفرة (ويندوز).
في المقابل يأمل هذا المجتمع بأن يدفع هذا التسرب مايكروسوفت إلى إخراج الجني من زجاجته وجعل الشفرة متوفِّرة للعامة. فهذا الأمر سيجعل المتخصصين في الحماية والأمن عبر العالم قادرين على مساعدتهم في تصحيح أي خلل موجود فيها. إذا كان ما حصل أعاد إشعال النقاش داخل المجتمع الافتراضي حول موضوع المصادر المفتوحة والمغلقة فإن ما يهم الناس العاديين هو حفظ أمن أجهزتهم وهو لا شك سيدفعهم أكثر فأكثر للتشكيك في قدرة الشركة على حمايتهم وتجعل خياراتهم... مفتوحة على غيرها.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
ستلايت
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
دليل البرامج
اطفال كوم
نساء كوم
اخبار تقنية
الابداع العلمي
التجارة الالكترونية
جديد التقنية
جرافيك
معارض
برمجة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved