الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 9th July,2006 العدد : 170

الأحد 13 ,جمادى الثانية 1427

الدكتورة منال الدهش: الطلاب يشتكون من الطرق التقليدية.. والحاسب الآلي يعتمد على التفاعل
برامج التعليم الإلكترونية وسيلة جديدة للتعليم يُنتظر منها الكثير
* حوار - منال آل عثمان:
هل كنت تعتقد بأهمية البرامج التعليمية في تعليم أبنائك؟ هل فكرت في المعايير التي يجب أن تكون عليها البرامج التعليمية عندما تذهب لشراء برنامج تعليمي لطفلك؟ وهل يحتاج المعلم لأن يعتمد على البرامج التعليمية أثناء عمله؟ وأخيراً ما واقع البرامج التعليمية الموجودة في الأسواق الآن؟
حول البرامج التعليمية الإلكترونية ومدى الاعتماد عليها في مجال التعليم على المستوى الداخلي وللإجابة عن الأسئلة السابقة كان لمجلة (العالم الرقمي) هذا الحوار مع الأستاذة منال الدهش المحاضرة في قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة الملك سعود، والمشرفة على طالبات التدريب الميداني، والحاصلة على بكالوريوس في علوم الحاسب من جامعة مزوري في الولايات المتحدة الأمريكية وشهادة الماجستير في نظم المعلومات من قسم الحاسب في جامعة الملك سعود.. فإلى الحوار:
* هل بإمكانك إعطائي فكرة عن أهمية استخدام البرامج التعليمية في التعليم؟
أكثر ما يشتكي منه الطلبة في أسلوب التدريس هو استخدام الطرق التقليدية المملة واعتماده على السرد والتلقين في عملية توصيل المعلومة. على النحو الآخر يمثل الحاسب الآلي وسيلة فعالة إن أُحسن استخدامها في مجال التعليم؛ لأنها تمكِّن المتلقي من التفاعل والحوار أثناء تلقيه للمعلومة، كما أنها توفر كل أساليب التشويق من صوت وصورة وحركة لجذب اهتمام الطالب.. فإن تضافرت الجهود لتقديم برامج مميزة ذات مواصفات عالية من حيث تطبيقها للنظريات الحديثة في التعليم مع الحرص على وجود طريقة عرض مشوقة ومميزة فإننا بذلك سنوفر لكل طالب دروساً نموذجية تمكنه من استيعاب المادة التعليمية وفهم محتواها.
* بما أننا تكلمنا عن أهمية البرامج التعليمية في التعليم ما مدى استخدام البرامج التعليمية بالمدارس في المملكة العربية السعودية؟
على حد علمي فإن نسبة الاعتماد عليها تعتبر بسيطة جداً ولا تكاد تذكر؛ لعدم توافر البرامج التعليمية الجيدة. كما ينحصر استخدامها في البرامج التعليمية العامة، وأغلبها لمراحل الروضة والتمهيدي؛ حيث تقدم بعض المفاهيم الأساسية للأطفال في هذه المرحلة كالتمييز بين الأحجام والأشكال والألوان، بالإضافة إلى التعرف على الحروف والأرقام بأسلوب مشوق يجذب الطفل ويشد انتباهه من خلال تفاعله مع البرنامج. وأما المراحل المتقدمة من التعليم في الابتدائي والمتوسط والثانوي فهناك بعض المدارس الخاصة التي لها اهتمامات بالتعليم الإلكتروني وتفعيل هذه التقنية الحديثة في التعليم فقامت ببناء وتصميم برامج خاصة لطلابها لشرح بعض الموضوعات عن طريق الحاسب. كما أنني قد سمعت عن عدد من المدارس الابتدائية التي تطبق برنامجاً تعليمياً لمقرر الرياضيات من إنتاج مكتب التربية العربية لدول الخليج، وقد اطلعت على أجزاء منه، وكان بالفعل برنامجاً مميزاً من الناحية التعليمية والتربوية، وهو برنامج متكامل وذو جودة عالية تقنياً. من ناحية أخرى سمعت عن مشروع مميز في مجال البرامج التعليمية والتعليم الإلكتروني تقوم به إحدى الشركات بالتعاون مع وزارة التعليم لتطبيقه على المدارس، ونتمنى لهذا المشروع النجاح لما له من أهمية كبرى.
*البرامج التعليمية لها دور رائد في نقل العملية التعليمية للطالب والتخفيف من العبء عن المدرس، هل البنية التحتية لمدارسنا تساعد على استخدام البرامج التعليمية؟
قبل أن نتحدث عن البنية التحتية للمدارس أعتقد أن الموضوع الأهم هو وجود وصناعة البرامج التعليمية الجيدة، فإن وجد هذا البرنامج فالأمر بسيط بعد ذلك. بالنسبة للمرحلة الثانوية هناك عدد كبير من المدارس مجهزة بمعامل حاسب، كما أدخل مقرر الحاسب كمادة أساسية فيها، وقد سمعت من معلمات في مدارس متوسطة وابتدائية بوجود معامل حاسب مجهزة لديهم، إلا أنها لا تستخدم بالطريقة المثلى.
* هل الثقافة الحاسوبية لمعلِّمينا تساعدهم على التوجه لاستخدام البرامج التعليمية؟ ولماذا لم يتوجه المعلمون لاستخدامها على رغم أهميتها؟
أغلب الجيل الجديد من المعلمين والمعلمات تعامل مع الحاسب، ولكن الأجيال الأولى قد تواجه صعوبة. إلا أن وجود العزيمة والرغبة تمكنهم من تجاوز هذه العقبة، وبخاصة أن الوزارة تقدم باستمرار الدورات التدريبية المختلفة لتأهيلهم. أما بالنسبة لعدم توجه المعلمين لاستخدام البرامج التعليمية فعندما يتميز البرنامج التعليمي بجودة المادة المطروحة وبفكرته المشوقة وطرق طرحه للموضوعات؛ حيث يجمع بين المتعة والفائدة، ويشرك التلميذ في عملية التعليم؛ حيث يتفاعل مع البرنامج باستمرار، ولا يتسم البرنامج بالتلقين أو كونه فقط كتاباً إلكترونياً مع بعض الصور والأصوات؛ عندها سنرى هذه البرامج في كل مكان، والكل يتسابق لاستخدامها والتعامل معها. ومن تجربتي البسيطة في هذا المجال أستطيع أن أقول: إننا لمسنا حماساً كبيراً من قبل الطالبات في المدارس بعد أن طرحنا عليهن البرامج التعليمية البسيطة التي قام بتصميمها وتنفيذها طالبات من كليات الحاسب الآلي.
* هناك العديد من المراحل قبل إنتاج البرنامج التعليمي والكثير من المصممين يتجاهلون هذه المراحل، هل تذكرينها لنا باختصار؟
لا تختلف مراحل إنتاج برنامج تعليمي عن مراحل إنتاج أي برنامج آخر، فلا بدَّ من التخطيط قبل التصميم، ومن ثم التنفيذ، وأثناء كل هذه المراحل لا بدَّ من التقييم المستمر للعمل وتغيير ما يلزم تغييره. ولكن عند تصميم البرنامج التعليمي لا بدَّ من الحرص على جودة المادة التعليمية المطروحة، بالإضافة إلى تشكيل فريق عمل متكامل بداية من خبراء التربية والتعليم إلى المبرمجين ومصممي الصور ومهندسي الأصوات.
* بمبادرة جميلة من جامعة الملك سعود تقوم الجامعة بتدريس مادة تقييم وتصنيف البرامج التعليمية، واجتهاداً من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة أضفيت مفردات جزئية خاصة لتصميم البرنامج التعليمي لقناعتكم بأن الطالبة لن تفهم المعايير الخاصة بالتقييم إلا عند تطبيقها ذلك في مشكلة واقعية، هل من الممكن أن تحدِّثينا عن هذه التجربة؟
نحن نقوم بتدريس مادة تقييم وتصنيف البرامج التعليمية الجاهزة، وللأسف فإن السوق العربية تكاد لا تجد فيها برامج مميزة إلا القليل جداً، وفي هذا المقرر نقوم بمسح السوق وتقييم هذه البرامج وننقدها وفقاً لأحدث المعايير لتقييم البرامج التعليمية، وتقوم الطالبات كمتطلب للمادة بالعمل على إنتاج استمارة تقييم تحتوي على أهم المعايير الخاصة بتقييم البرنامج التعليمي ليسهل استخدامها من قبل المعلم في المدرسة أو الوالد في المنزل. ويعد مشروع البرنامج التعليمي متطلباً آخر للمقرر؛ حيث تقوم الطالبات باختيار أي موضوع من مناهج التعليم وبالتعاون مع مدرسات المواد يعملن على تصميم برنامج تعليمي مع مراعاة المعايير الأساسية؛ حيث تختار الطالبة الموضوع من منهج دراسي لأي مرحلة من مراحل التعليم وتقدم فكرة لعرض هذا الموضوع على شكل برنامج تعليمي، ونحرص أن يكون أسلوب العرض تفاعلياً، وأن يكون هناك فكرة مبدعة عند طرح الموضوع وليس بطريقة تقليدية، فيختلقون الشخصيات والأفكار الجميلة ويؤلفون الحوارات الممتعة والمفيدة، بعدها تقوم الطالبات بتنفيذ التصميم باستخدام برامج متنوعة مثل الفلاش.
* هل بإمكانك ذكر أهم المعايير التي يحرص الآباء والمعلمون على توافرها في البرنامج التعليمي؟
المعايير كثيرة ومتنوعة، وكلها مهمة، ولا يسعني المجال لذكرها جميعاً، إلا أنها مصنفة إلى عدة فئات، فهناك معايير تخص المحتوى، وأخرى للأهداف، وكذلك معايير لواجهة البرنامج، وكذلك المعايير التقنية. ولعل من أهم المعايير تلك التي تخصُّ جانب استجابة البرنامج وتفاعله مع الطالب، فالذي يميز الحاسب عن غيره من التقنيات هي قدرته على التفاعل، والبرنامج المميز هو الذي يستغل هذا الجانب بفاعلية ويركز عليه. ولا ننسى أن النظريات الحديثة لطرق التدريس كلها تركز على جانب إشراك الطالب في عملية التعليم بأن يتعلم عن طريق الاستكشاف مثلاً. والبرنامج الجيد هو الذي يعزز هذا المبدأ كذلك، فلا يعرض المادة العلمية ويسردها سرداً مملاً، وإنما يعطي الطالب الحرية في اختيار المعلومة، أو أن يسأله بعض الأسئلة أثناء عرض المعلومة ولا يكمل حتى يستجيب.. فمثلاً عند شرح حالات المادة وتحولاتها تكون الطريقة المناسبة هي أن يكون هناك قِدر على النار ممتلئ بالماء فيوجِّه البرنامج التلميذ للضغط على مفتاح الفرن لإشعال النار، ثم ينبه المتعلم لما يحصل، فيسأله: أرأيت البخار؟ ثم يشرح له العملية. وكما أن توجيه المعلم للطالب هو من أساسيات التعليم فكذلك البرنامج المميز هو البرنامج الذي يراعي هذا الجانب؛ أي عندما يخطئ الطالب فإن البرنامج يوجه الطالب ويشجعه للإجابة عن السؤال ويقدم له تلميحاً مناسباً، وإن أجاب إجابة صحيحة فإنه يعزِّزه التعزيز المناسب، وينوع في ذلك مع استخدام أساليب التعزيز المتنوعة كإعطاء أوسمة أو نجوم أو غيرها. ولكن إن أخطأ مرة أخرى فإنه يعطيه الإجابة حتى لا يشجع المتعلم للإجابة عن طريق التخمين فلا يتحقق الهدف الأساسي من البرنامج. كما أن أساليب التشويق المناسبة من الأمور المهمة في البرنامج التعليمي؛ كوجود شخصيات محببة للطفل، أو أن يكون البرنامج على شكل قصة تدور بين شخصيات على ألاَّ يكون مبالغ فيها فتغطي على المادة العلمية. ومن الأمور التي أوجِّه طالباتي إليها عند اختيارهم للشخصيات أو الحوارات هو أن تكون شخصيات قريبة من واقع المتعلم، وكذلك مرتبطة بالموضوع، كما أننا دائماً نسعى إلى أن نحقق أهدافاً وجدانية سامية من خلال الحوارات؛ كتعزيز القيم الإسلامية والأخلاق الرفيعة.. بذلك تكون البرامج التعليمية قيمة وتربوية ذات هوية إسلامية، وهو ما نحتاجه كثيراً في هذه الأيام.
*ما رأيك فيما تقدمه طالبات كلية التربية مسار الحاسب التربوي من برامج في هذا المجال؟
الجانب العملي من المقرر تحبُّه الطالبات ويتفاعلن معه بشكل واضح، وفي كل فصل يتحفنا الطالبات بأعمال جميلة وأفكار مبدعة؛ لذلك كمبادرة شخصية منا (معلمات المقرر) قرَّرنا عمل مسابقة البرنامج التعليمي؛ إيماناً منا بالمساهمة في تنمية البيئة الإبداعية وتشجيع العقول المبدعة.
* تُقام مسابقة نهاية كل فصل دراسي بالجامعة لأفضل برنامج تعليمي، ما سبب إقامة مثل هذه المسابقة؟ ومن الفائز في هذه السنة؟
لقد ترشحت برامج عديدة تحمل أفكاراً جميلة، منها في العلوم وبعضها في الرياضيات، وقد فاز هذه السنة برنامج (الكنز المفقود)، ومما يميز البرنامج أنه كان لمادة الجغرافيا للصف السادس الابتدائي، وهي من المقررات التي تجدها الطالبة جامدة وغير مشوقة. وكانت أحداث البرنامج تدور حول شخصية تاريخية، وهي شخصية ابن بطوطة، ورحلته للبحث عن كنزه المفقود. وتظهر أمام الطالب بعد عرض المقدمة المشوقة خريطة العالم العربي، وتطلب الشخصية من الطالب مساعدته للوصول إلى الكنز، ولكن لا بدَّ من الإجابة عن الأسئلة بعد أن يختار الدولة التي يريد البحث فيها، وفي كل مرحلة يجتازها يحصل على أداة تساعده على الوصول إلى الكنز (خريطة وبوصلة ومنظار). وعندما يخطئ الطالب يقوم البرنامج بتوجيهه عن طريق عرض تلميح بسيط، وإن لم يتعرَّف الطالب على الإجابة يقوم البرنامج بشرح الفكرة بأسلوب جميل. وقد تميز البرنامج بوجود واجهات جميلة وصور معبرة. والجدير بالذكر أن الطالبات صممن فكرة البرنامج، ولكن الجزء الفعلي المطبَّق كان على دولة واحدة، وذلك لعامل الوقت، ولكنهن تحمسن كثيراً بعد أن فزنا بالمسابقة لإكمال البرنامج وعرضه في السوق، وأتمنى أن نراه قريباً.

..... الرجوع .....

ندوات
العنكبوتية
وادي السليكون
ركن تقني
دليل البرامج
حوار العدد
منوعات
سوق الانترنت
حاسبات
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved