الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 9th November,2003 العدد : 46

الأحد 14 ,رمضان 1424

300 مليون دولار عائدات جوجل» العام الماضي
محرك البحث الذي جعل العالم

* إعداد محمد الزواوي:
كاميل رحماني موظفة مهمتها مساعدة الناس في عملية البحث عن وظائف في منطقة خليج سان فرانسيسكو، وهي ليست مهمة سهلة خاصة في أوقات ركود الاقتصاد، وفي كاليفورنيا المثقلة بالتكنولوجيا، ومما صعب مهمتها أيضا أن معظم زبائنها من المهاجرين أو من اللاجئين السياسيين الذين يحمل الكثير منهم درجات علمية عالية، وقد طلبوا مساعدة رحماني التي تعمل في مؤسسة غير ربحية تسمى UpwardlyGlobal التي تهدف إلى مساعدة المتخصصين من غير الأمريكيين لإيجاد وظائف.
ومن أول المواقع التي أرشدتهم إليها كان موقع جوجل محرك البحث الذي يتميز بالسهولة والسرعة، كما أن به مصادر مثالية لمعرفة كل شيء وبسرعة عن الولايات المتحدة.
وقد استطاعت رحماني أن ترتب مقابلة وظيفية في مايو الماضي للسيدة تاكي إيزابيل التي تعمل كموظفة اجتماعية من كينيا وذلك للعمل في مؤسسة غير ربحية تساعد مرضى الأيدز في سان فرانسيسكو، وقد أدت نتائج عمليات البحث العشوائي إلى مزيد من حيرة إيزابيل بدلا من إعطائها معلومات كافية عن عملها الجديد.
وتقول رحماني: «لذا قمت بإجلاسها أمام شاشة الكمبيوتر وفتحت موقع جوجل، وكتبت في خانة البحث أيدز، سان فرانسيسكو، منظمات، وفتحت لها جميع المواقع التي ظهرت في نتيجة البحث في نوافذ جديدة فصاحت إيزابيل: يا إلهي! هذا بالضبط ما كنت أحتاجه».
مقاصة على الإنترنت
وما تعرضت له رحماني ربما يكون مشابها لما يحدث للملايين من زوار موقع جوجل البالغ عددهم 81 مليون زائر في كل شهر، فالموقع يجيب على أسئلة ما يقرب من 200 مليون سؤال كل يوم وهو ما يعادل 75% من إجمالي طلبات البحث على الإنترنت في أمريكا الشمالية وحدها كما تشير بعض التقديرات، والزوار يقومون بذلك سواء عن طريق موقع جوجل أو من خلال المواقع الشريكة لموقع جوجل، مثل موقع ياهو وموقع أمريكا أونلاين.، اللذين يدفعان إلى شركة جوجل نظير كل عملية بحث (ولكنهما يحتفظان بعائدات الإعلانات التي يقومان ببيعها نظير عملية البحث).
وجوجل لا تفصح عن نتائجها المالية، ولكن المحللين يقولون إن عائداتها قدرت بنحو 300 مليون دولار في عام 2002، عندما حصلت على هوامش تشغيل وصلت إلى نسبة من 20 إلى 30%
ومن المتوقع أن تتضاعف مبيعاتها في العام القادم، وقد استطاعت جوجل في النهاية كغرفة مقاصة عالمية للمعلومات أن تجعل من نفسها ملتقى زوار الشبكة.
وقد استطاع موقع جوجل أن ينمو بسرعة كبيرة، لدرجة أنه حتى هؤلاء الذين يستخدمون الموقع بصفة دائمة وثابتة بدأوا يشعرون بالقلق من شعور الزوار الذين أصبحوا يعتبرون الموقع مصدرا شاملا وكاملا للمعلومات، في حين أنه في الواقع ليس كاملا ولا شاملا، فقد بدأ مديرو المواقع يتساءلون عن القواعد والإجراءات المبهمة التي تستخدمها جوجل لتحديد ما الموقع الذي يتم تصنيفه وإدراجه وما الذي لا يتم تصنيفه، فقد اشتكت بعض الشركات من أنه قد تم إلغاؤها من محركات البحث بسبب تلك القواعد المبهمة، وبدون أي تحذير أو توضيح أو سبب، وهو تطور يمكن أن يكلف تلك الشركات غاليا فيما يتعلق بحجم المبيعات التي يفقدونها، وكل ذلك يطرح السؤال التالي: هل أصبحت جوجل عملاقة للغاية لدرجة أنها قد أفرطت في الثقة وغدت فوق المحاسبة؟ ويضيف جوناثان زيترين مساعد مدير مركز بيرمان للإنترنت والمجتمع بكلية الحقوق بجامعة هارفاد: «إنه السؤال ذاته الذي يطرحه الإنترنت علينا مرارا وتكرارا، فإن الإنترنت يشعرنا بأنه مملوك للأفراد في مجمله، ولكن في الواقع فإن معظم عناصره ليست مملوكة للأفراد بصفة تامة أو تديره الحكومات أو حتى قائم على التبرعات المالية، لذا فعندما تبدأ تلك الشركات الخاصة في اتخاذ قرارات فردية بشأن من الذي تفضله ومن الذي لا تفضله، فإن ذلك يشكل سؤالا قانونيا خطيرا».
ويضيف زيترين أن بعض إجراءات وتنظيمات الشبكة العنكبوتية للبحث التي تبدو ضرورية من شأنها أن تقتل جميع المنافسين أمام جوجل، مما يجعله في النهاية محرك البحث الوحيد الفعال على الإنترنت.
وقد صدمت تلك الإجراءات الشركات الناشئة حديثا، والتي لم تكن موجودة منذ خمس سنوات مضت، وذلك عندما طرأت فكرة جديدة لكل من لاري بيدج وسيرجي برين وهما طالبان كانا قد تخرجا لتوهما من كلية علوم الكمبيوتر بجامعة ستانفورد عن محرك بحث يعتمد على ابتكار جديد يسمى PageRank، وهذا النظام يعتمد على تحليل بنية روابط مواقع الإنترنت كوسيلة لترتيب وتصنيف الصفحات، وهذا البرنامج يقوم بحساب عدد المواقع الأخرى التي تشير إلى الموقع المراد تصنيفه.
ويتحدد تصنيفه وترتيب مركزه عالميا بناء على ذلك.
ترتيب هرمي
ولعمل ذلك الترتيب الهرمي للمواقع، فإن جوجل قد قام بالبحث على الإنترنت مستخدما برنامج يسمى Bots ، وقام مسئولو الموقع بمسح الإنترنت بصورة مستمرة، ورصد المواقع التي بها روابط كثيرة في الوقت الذي قاموا فيه أيضا بإعطاءرصيد أكبر للمواقع التي ترتبط بالمواقع البارزة مثل موقع سي إن إن وهذا التوجه ليس جديدا، فقد استطاع الباحثون منذ فترة بعيدة أن يصنفوا أهمية موقع ما عن طريق عدد المرات التي يذكر فيها في المواقع الأخرى.
والمدهش في موقع جوجل هو قدرته على توصيل المعلومة لزوار الإنترنت في طريقة سهلة ومرتبة، ولهذا السبب استمر الموقع في أن يحظى بشعبية جارفة، بالرغم من محاولات التفوق عليه من المواقع المنافسة. مثل موقعي AllTheWeb (الذي اشترته شركة Overture التي تقدم خدمات بحث مدفوعة الأجر في مارس الماضي).
وموقع Teoma (الذي اشترته شركة البحث AskJeeves في سبتمبر 2001) وكلاهما الآن منافسان لموقع جوجل في تقديم تقنيات البحث.
وكاتي ألبريخت تعمل صيدلانية في مستشفى ماساشوستس العام في بوسطن. وهي أيضاً واحدة من مؤسسي ورئيسة تحرير في موقع com.NaturalStandard. وهو موقع أبحاث ودوريات تصدر على الإنترنت للأطباء والصيدلانيين الذين يطلبون فهرسة وتصنيف أحدث الاكتشافات في مجال الطب غير التقليدي الناشئ حديثا، وبالرغم من أن كاتي عادة ما تقوم بالبحث عن البيانات التي تريدها في المواقع الطبية الشهيرة، إلا إنها تقول إنها لم تستطع مطلقا أن تنجز أي مهمة بحث بدون اللجوء إلى موقع جوجل لطلب المساعدة، فعن طريق الموقع تستطيع ترجمة الصفحات الناتجة عن عملية البحث المكتوبة باثنتي عشرة لغة إلى الإنجليزية وبذلك استطاعت أن توسع من نطاق اتصالاتها بقراءة الأبحاث الأجنبية التي لم تستطع أن تحصل عليها في السابق، وبحلول العام القادم سوف يتم تجميع كل تلك المعلومات المتراكمة في أول دليل أمريكي شامل يصدر من نوعه، سوف يقوم بتلخيص الأبحاث ويضعها في صورة وسائل علاجية للطب غير التقليدي.
السرية المفقودة
والجانب المشرق من موقع جوجل، محرك البحث الصدوق الذي جعل العالم أصغر ومكانا أفضل للعيش فيه. ولكن مع تحول موقع جوجل إلى موقع يحتكر عمليات البحث على الإنترنت. فإن النقاد قد بدأوا في رؤية جانب آخر له. وهو جانب يثير قلقهم للغاية. فقد بدأ المدافعون عن الخصوصية في التساؤل عما يقوم به موقع جوجل بكل تلك البيانات التي يجمعها عن الأشخاص الذين يقومون بإجراء مئات الملايين من عمليات البحث من خلاله، فطبقا لموقع Google Watch.org وهو موقع غير ربحي كرس نفسه لتبصير رواد الإنترنت بما يحدث في داخل موقع البحث العملاق جوجل فان جوجل لا توجد لديه أي سياسات حماية سرية للمعلومات التي يجمعها عن زواره عن طريق الكوكيز التي يرسلها إلى أجهزة متصفحي موقعه (وقد امتنع مسئولو جوجل عن التعليق على هذا المقال).
وقد قام ذلك الموقع مؤخرا بترشيح موقع جوجل لجائزة «الأخ الأكبر» لعام 2003. وهي جائزة تهكمية تعطى كل عام لمن يفترض أنه أكثر منتهكي الخصوصية في العالم.
والبيانات التي يجمعها موقع جوجل ويحتفظ بها أكثر من مجرد مسألة اهتمام أكاديمي لأولئك المنادين بالخصوصية: ففي أكتوبر عام 2001 صدر تحليل لمؤسسة PatriotAct وهي مجموعة حريات على الإنترنت تابعة لمؤسسة الحدود الإليكترونية يحذر من أن الحكومة الأمريكية ربما تتجسس الآن على تصفح الأمريكيين الأبرياء للإنترنت، بما في ذلك المصطلحات التي يتم إدخالها في محركات البحث. ومن ثم إخبار القضاة في أي مكان في الولايات المتحدة استطاع التجسس أن يقودهم إلى تلك المعلومات «ذات الصلة» لتحقيق جنائي يجري حاليا. والمنبع الأكبر لمثل تلك المعلومات بالتأكيد لابد أن يكون موقع جوجل.أما الشيء الأكثر إزعاجا لمراقبي عمليات البحث على الإنترنت فهو تلك الفروق الدقيقة في النصوص والتي يمكن أن تؤثر على نتائج البحث في موقع جوجل. فعلى سبيل المثال عندما نكتب في خانة البحث عبارة Ridge Ruby في إشارة إلى عملية إطلاق نار جرت عام 1992 في ولاية إيداهو والتي قامت فيها المباحث الفيدرالية الأمريكية بقتل أحد العنصريين البيض تنتج لنا آلاف الصفحات المليئة بمعلومات عن القضية من موقع جوجل. ولكن لم تكن هناك أي نتيجة بحث في الصفحات الأولى يمكن أن تمدنا بمعلومات متوازنة ومحايدة عن القضية، ولكن في المقابل فإن معظم النتائج الأولية تقدم وجهات نظر متشددة عن تلك الحادثة.
البحث عن الكتب
ولكن ماذا عن الكتب: إذا كان موقع جوجل به قصور في نواح معينة فمن المفترض أن ذلك لا يؤثر ولكن الأمريكيين وخاصة الشباب الذين أصبحوا يعتبرون موقع جوجل هو موقع بحث شامل لكل مصادر المعرفة الإنسانية فإن الشعور بالنقص في جانب من الجوانب قد يكون له انطباع سيئ عليهم. يقول جيمس ريتيج كبير مسئولي المكتبات بمكتبة «بوترايت ميموريال» بجامعة ريتشموند في فلاديلفيا إن «الناس يرون موقع جوجل على أنه المكان الأوحد الذي يحتاجونه للبحث عن المعلومة وهذا شيء سيئ؛ وذلك لأن الناس الذين يستخدمون محرك بحث واحد فقط من المؤكدأنهم سيغفلون عن معلومات ما مثل الكتب، والتي تمثل جزءا هاما من جسد المعرفة الإنسانية حتى الآن.
وقد أشار ريتيج إلى أن معظم تلك الكتب لا تظهر في محرك بحث جوجل، وما يظهرمنها يكون معظمه في مؤخرة نتائج البحث في ترتيب جوجل، والأكثر من ذلك هوأن معظم الكتب المنشورة لا تظهر في نتائج البحث على الموقع «وسيظل هناك كم هائل من المعلومات المطبوعة لن يتم نشرها إليكترونيا على الإنترنت، بالإضافة إلى أن تكلفة تحويل هذا الكم الهائل من الكتب سوف يكون باهظا للغاية، مقارنة بالعائد من وراء عملية التحويل تلك»، فلنسمها «ثغرة جوجل» وهو ذلك الفارق الكبير بين رؤية جوجل على أنه موقع عالم بكل شيء وبين الحقيقة التي تقول إنه ليس كذلك. وهو ما يمكن أن يضر بمواقع الشركات التي تدار خلافا للقواعد التي تستخدمها جوجل من أجل التأكيد على أن مواقع تلك الشركات لا تتلاعب في التصنيف.
ويرى النقاد أن تلك القواعد كثيرا ما تعاقب مواقع بريئة بسبب سياساتها تلك بالرغم من أن النقاد يعترفون بأن مخاوف جوجل من الغش لها ما يبررها.
مديرو مواقع «غاضبون»
ولننظر إلى حالة موقع الأزياء الخاص بملابس السباحة Kandiah Graham والذي قام موقع جوجل بحجبه تماما من تصنيفه في مايو الماضي؛ فإن جون هوتزلر رئيس مؤسسة Services Interactive Nowفي نيويورك والتي تدير موقع Kandiah Grahamعلى الإنترنت، يعتقد أن جوجل قد حذف الموقع من تصنيفه بسبب أن هناك نافذة تفتح مع بداية تحميل الموقع تقوم بتشغيل موسيقى.بالرغم من أن تلك النافذة لا يراها المتصفح، ولكن جون غير متأكد لأن مسئولي جوجل لم يجيبوا مطلقاً على أسئلته بشأن ما حدث، وفي الأيام الثلاثة التي استغرقتها الشركة لتشخيص المشكلة أعلنت الشركة بأن المؤسسة قد فقدت 20% من زوارها وكان يمكن تجنب ذلك إذا ما كان موقع جوجل قد أرسل لهم رسالة بريد إليكتروني تلقائية يوضح فيها سبب هذا الإجراء.
وقد وردت العديد من الحالات المشابهة لتلك الشركة في ساحات الحوار التابعة لموقع جوجل، وقد عبر كثير من مديري المواقع عن غضبهم مما يحدث كما صرح السيد هولتز، الذي اضطر أن يشتري كلمات مفتاحية من موقع جوجل على سبيل الإعلان لكي يعيد موقعه ثانية إلى تصنيفه في محرك البحث. وبالرغم من أنه يدفع أموالاً نظير تلك الخدمة، إلا أنه لم يستطع ثانية استخدام النوافذ التي تفتح مع دخول المتصفح إلى موقعه Graham Kandiah.
يقول زيتران من جامعة هارفارد إنه إذا ما استمرت جوجل في ترسيخ تحكمها في عالم البحث على الإنترنت، فإن الشبكة العنكبوتية ستصبح مشابهة لمدينة خاصة بالشركة وتلك المخاوف دفعته للقول إننا «في حاجة إلى مفهوم للمصلحة العامة للإنترنت لم نتعرض له من قبل ويكون شيئا وسطا بين مفهوم أن تحركات السوق هي التي سوف تعتني بذلك بصورة تلقائية وبين أن نقوم نحن بتنظيم وتقنين ذلك؛ فيجب أن يكون هناك حل.
وزيتران ليس متأكدا بالضبط ما يمكن أن يكون عليه ذلك الحل؛ ولكنه يقول إن جوجل ربما تكون مرنة تجاه الاقتراحات طالما أن الموقع يتباهى بأنه يستمع إلى المخلصين ويحقق أحلامهم.. فإذا ما أراد موقع جوجل أن تظل صورته نقية، فيجب ألا يكون لديه اختيار آخر.

..... الرجوع .....

وادي السليكون
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
قضية تقنية
دليل البرامج
اقتصاد الكتروني
نساء كوم
امال . كوم
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved