الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 10th August,2003 العدد : 33

الأحد 12 ,جمادى الثانية 1424

مساعد رقمي يسعفك بالمعلومة عند الضرورة
تفاصيل حياتك في ذاكرتك الصناعية

في المستقبل سيكون من الممكن لمعاونات (مساعدات) الذاكرة الرقمية أن تحتفظ بكل ما يمر بك من أحداث وأسماء وأماكن ثم تسترجعها وقت الاحتياج.
فقد تكون في إحدى الحفلات حيث يقع نظرك على شخص يبدوأنه مهم للغاية وشكله يبدومألوفاً لديك. ويكون اسمه وعمله على طرف لسانك ولكنك لا تستطيع النطق به، ترى من يكون ؟ متى تحدثت معه أخر مرة؟ إنه يقترب منك، يا إلهي.. ولكن من حسن الحظ هناك الطرف الصناعي لذاكرتك وهوعبارة عن كمبيوتر يراقب ويتذكر كل ما تقوم أوتمر به من تجارب وخبرات وهويقوم الآن بالهمس باسم هذا الشخص في أذنك.هل أنت قلق من ضعف الذاكرة، لا تخف، فالعمل جار الآن لجعل الحاسبات لديها القدرة على تسجيل خبرات الحياة وتذكرها بعد ذلك، كما يفعل الإنسان عند تذكر أجزاء من الخبرات المرتبطة والمشتركة بوقت أومكان أوشخص معين.
ذاكرة بشرية من السيليكون
قام جوردون بيل الرائد في علم الحاسبات والذي يعمل في مركز أبحاث مايكروسوفت بتخزين كل القطع المطبوعة والرقمية لأحداث عمره البالغ 68 عاماً على وسائط إلكترونية، وهويقوم الآن بتطوير أدوات لتحويل هذه القطع الإلكترونية إلى مساعدات للذاكرة.
وتريد وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة للبنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية) أن تقوم بدمج أجهزة الحس، آلات التصوير، أجهزة التصنت، والحاسبات التي يمكن ارتداؤها، لتقوم كل هذه الأجهزة بتجميع قاعدة بيانات شاملة وقابلة للبحث لحياة إنسان واحد بكل ما فيها من أحداث.
تأمل الوكالة أن يقدم هذا المشروع الذي تم تسميته (سجل الحياة) أدلة ومساعدات حول كيفية جعل الإنسان الآلي أكثر شبهاً بالبشر، وهي كذلك تهدف إلى الوصول إلى «مفكرة وسجل قصاصات أوتوماتيكية قوية على وسائط متعددة «طبقاً لتوصيف المشروع، وسيتم قريباً وبسهولة تسجيل خبرة الحياة على قرص صلب عادي. وفي المشروع الخاص بجوردون بيل والذي يتم في مركز الأبحاث التابع لمايكروسوفت في سان فرانسيسكو، ولم يتم حتى الآن إلا ملء 30 جيجابايت فقط، وقدرة التخزين المتوقعة للأقراص الصلبة خلال خمسة أعوام هي 1 تيرابايت (1000 جيجابايت).
أقفل ذاكرته ونسي المفتاح!
دواعي هذه الفكرة أدت إليها الضرورة كالعادة، فقد قام المهندس بيل بنسخ كل معلومات حياته داخل أجهزة، واكتشف بعدها أنه لا يستطيع استرجاع هذه المعلومات بسهولة، فقد بدأ المشروع الذي أطلق عليه اسم «أجزاء من حياتي» منذ حوالي أربعة أعوام، عندما كان بيل وشريكه في البحث جيم جيميل يدرسان تقنيات مستقبلية للعمل على الكومبيوتر عن بُعد، ولأن العمل كان يتم في مكاتب بعيدة، فقد شعرا بالإعاقة لعدم قدرتهما على الوصول إلى الملفات والوثائق والكتب الموجودة في المختبر الرئيسي. ومن ثم بدءا في البحث عن الورق الإلكتروني والمكتب الذي يكون بدون أوراق، وبالتالي أصبح استخدام الماسح الضوئي مستحوذاً عليهم. ثم تمت الاستعانة بمساعد لهما، وبدأ ثلاثتهم إدخال كل أوراق بيل القديمة والصور وكذلك المقالات والكتب التي قام بقراءتها بواسطة الماسح الضوئي. وقد قاموا كذلك بكتابة برامج للاحتفاظ بنسخة من كل رسالة ووثيقة مرت على شاشة حاسبه، وكذلك كل رسالة صوتية قام باستقبالها، وقد بدءوا مؤخراً تسجيل كل المكالمات الهاتفية الخاصة ببيل وكذلك البرامج التلفزيونية التي يقوم بمشاهدتها، لكن بعد ثلاث سنوات من تحويل حياة بيل إلى أرقام وذلك بتسجيلها على القرص الصلب أدرك فريق البحث أنهم كانوا يقومون بتكوين قاعدة بيانات صعبة الاستعمال لكونها تُكتب مرة ولا يتم قراءتها أبداً، ومن ثم فقد بدءوا بكتابة برامج تحاكي الطريقة التي يقوم العقل البشري بها لتذكر الأشياء. الآن يستطيع النظام أن يقوم بإعادة تشغيل محادثة تلفونية وفي نفس الوقت إظهار أي صفحات كان بيل يتصفحها على شبكة الإنترنت في هذا الوقت، وكذلك البريد الإلكتروني والوثائق التي لها علاقة بهذه المحادثة التلفونية.
وزارة الدفاع تتبنى المشروع
«إن العقل يعمل بالمشاركة» يقول ريك رشيد نائب رئيس شركة مايكروسوفت ورئيس قسم الأبحاث، ويضيف: «فالأشخاص يتذكرون المعلومات جزئياً بتذكر أين كانوا، ماذا أيضاً كان يحدث، ومع من كانوا». في النهاية فإن رشيد يعتقد أن الناس سيبدءون في استخدام هذه «الذاكرة الشخصية التي يتم الإضافة إليها» للحصول على إعادة سمعية فورية لأي شيء تم تسجيله مسبقاً ومطلوب تذكره أثناء حياتهم اليومية. وبعد أعوام من تجميع المواد يمكن لقاعدة بيانات مثل هذه أن تستخدم لإنعاش ذاكرة ضعيفة، إحياء مشروع معطل، أوتعليم الأجيال المستقبلية كيف كانت الحياة في أيامنا هذه.
وتخطط مايكروسوفت ربما بحلول عام 2008 لتحويل الأجزاء المعتمدة على الحاسب في مشروع «أجزاء من حياتي» إلى برنامج، وسيكون هذا المنتج موجوداً في نظام التشغيل ليقوم بتجميع البيانات بينما تقوم أنت بالعمل على الحاسب. وستستكمل وكالة المشاريع المتقدمة للبحوث الدفاعية العسكرية مشروعها المسمى سجل الحياة بداية من هنا. ويهدف المشروع إلى جعل المجسات المحمولة والتي لديها القدرة على تسجيل الحياة اليومية شاملة كل التفاصيل، وكذلك معالجات البيانات التي ستقوم بالبحث لنماذج ومعلومات من المرجح أن يثبت أهميتها فيما بعد. ويعتقد بيل أن أول من سينتفع من مشروع سجل الحياة هم الضباط العسكريون في المستويات العليا في الجيش، ليحاولوا اقتفاء أثر المشاريع المتعددة المنتشرة في أماكن عديدة من العالم.
هذا ويمكن أن تمر عشرات السنين قبل الحصول على نسخة عمالية وقوية من هذا البرنامج لاستخدام المستهلك العادي. ويمكن أن تبدوالفكرة ذاتها غير مستساغة، فمن يريد حاسوباً يراقب كل حركة من حركاته؟ وقد اخترع ديف ثومبسون المتقاعد من آي بي إم المصطلح «الطرف الصناعي للذاكرة».
وهويقول «لقد لاحظت قادة الصناعة، وكان لديهم مساعدون ليعرفوهم على كل من يتقدم لمصافحتهم، فلماذا يجب أن تقتصر سعادة المعرفة والتذكر على الأغنياء فقط؟.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
قضية تقنية
اقتصاد الكتروني
اطفال كوم
نساء كوم
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved