الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 10th September,2006 العدد : 179

الأحد 17 ,شعبان 1427

ثمن العيش في الخيال: الصبر والخصوصي
العالمان الخياليان اللذان ظهرا في فيلمي (the matrix) و (minority report) قد يبدوان عالمين حقيقيين في عصر الكمبيوتر والبريد الإلكتروني السريع والهواتف الخلوية والكمبيوتر المحمول وال WI-FI وRFID.
كثير منا لا يمر يومه دون الولوج إلى العالم الرقمي سواء عن طريق التصفح أو الدخول على الشبكة، فقد يكون العيش الآن بدون لغة ال 1 و0 مستحيلا.
يقول لاري روزن، مؤلف كتاب: (الضغط التكنولوجي: يتكلم عن التكنولوجيا في البيت والعمل واللعب)، (الحقبة التي نعيشها الآن أصبحت التكنولوجيا فيها إجبارية وليست اختياراً, حيث وجدنا أنفسنا محاطين بالتكنولوجيا بالشكل الذي غير أساليب حياتنا فعليا)، في عام 2004 وجد مكتب إحصاء سكان أن نسبة الأمريكيين الذي يستخدمون الهواتف الجوالة 62%، وتتوقع شركة تكنولوجيا المعلومات Yankee group أن تصل النسبة إلى 82% بحلول عام 2009. حوالي 73% من الأمريكان بسن 18 أو أكبر يستخدمون الإنترنت، ارتفعت نسبة 66% من عام 2005، هذه النسبة وفقا لإحصائية المشروع الأمريكي للإنترنت والحياة الأمريكية pew. تم تقدير التجارة الاليكترونية في الربع الأول من عام 2006 ب 25.5 بليون دولار أمريكي، ارتفعت بنسبة 25.6% عن الربع الأول من عام 2005م. يقول باحث هوريجان، الباحث في pew، (أصبحت الإنترنت ظاهرة خطيرة في هذا البلد فقد ساعدت في إبقاء الناس مطلعين على أحدث الأخبار والمعلومات وساعدت في استمرار التواصل بين الأهل والأقرباء).
العالم الخيالي أيضاً أعطى فرصة للكثيرين أن يقوموا بالتعبير عن آرائهم وأفكارهم التي لا يستطيعون التعبير عنها في العالم الحقيقي. يقول روزن (عندما تتواصل وتتعامل في العالم الخيالي لا يراك أحد وتكون لك خصوصيتك، وتقول الأبحاث، عندما يكون الإنسان وحيدا بعيداً عن الأنظار فانه يفعل ويقول ما يريد بشجاعة أكبر مما لو كان يتواجه مع أحد أو مع مجموعة).
الذات الخيالية عامل الغموض في الإنترنت أسهم كثيرا في تحويل وتشكيل النماذج الاجتماعية في المجتمع يقول أندرو انجل، مهندس صوت بأتلانتا وعضو في موقع my space، (من السهل أن تقابل العديد من الأشخاص على الإنترنت ولن تستغرق وقتا ولن تجد صعوبة) أصبحت المواقع الاجتماعية هي أهم أداة تجارية الآن وكما يقول أيضاً شيري تيركل (أنت أصبحت فنان نفسك).
تقول إحصائية مارس 2006 ل pew أن 31 % من الأمريكيين البالغين تعرفوا على أشخاص من على مواقع التعارف مثل match.com أو yahoo personal، أو أنهم قابلوا أشخاصاً يستخدمون تلك المواقع، وكثير منهم أقام علاقات جادة أو تزوج عن طريق الإنترنت. ولكن مع نجاح الشبكة الاجتماعية، لابد من وجود حدود للتعارف الأولي عن طريق الإنترنت، يقول روزن (من الممتع جدا أن تتعرف على شخص عن طريق الشبكة ولكنك دائماً تأمل أن يكون هذا الشخص ما تريده أنت أن يكون، وعندما تقوم بمقابلته فعلا في الواقع فتجده غير الذي توقعت تماما). المجتمعات القائمة على الشبكة مثل (second life) أو (Sims online) تتيح لأعضائها فرصة أن يتنكروا في شخصيات أخرى بوظائف أخرى وحتى أسماء أخرى، أيضاً ألعاب الخيال على الشبكة مثل (everquest) و(entropia) تتيح للاعبين المعيشة في عالم خيالي يقومون بتشغيل اقتصاده بأنفسهم وكسب ثروات خيالية، بالفعل خيالية. تقول تركل ان كثيرين من مستخدمي العالم الخيالي سواء عن طريق الألعاب أو المواقع الاجتماعية, يرون تلك العوالم الخيالية أفضل بكثير ومرضية لهم أكثر من الحياة الواقعية. وتقول أيضاً ان تقمص شخصيات أخرى ليس مضرا، ولكنه يصبح كذلك إذا طغى على الحياة الواقعية، (ليس هذا مضرا ولا مشكلة إلا على الذين يقضون من 80 إلى 100 ساعة على الإنترنت أسبوعيا، هنا المشكلة).
نفاد الصبر
الوقت أمام العالم الخيالي يبعد الإنسان تماما عن العالم الواقعي، لذا تقول الدراسات انه كلما زاد الوقت أمام هذا العالم، بدأ الإنسان بالبعد عن مواجهات الواقعية، ويحدث خوف من المجتمع الحقيقي، ويعزل الشخص نفسه وينفد صبره. يقول روزن (لم يعد لدينا الصبر الكافي ولم نعد نتحمل شخصا يتكلم ببطء أو يتكلم أساسا).
تقول إحصائية صدرت مؤخراً, يبدأ الأمريكيون ينفد صبرهم بعد مرور خمس دقائق من الانتظار على الهاتف أو خمس عشرة دقيقة من الكلام على الخط. قامت التكنولوجيا بخلق عالم ندخل فيه متى أردنا وللأسف نحن دائماً نريد الوجود فيه (يستطيع الطفل الآن أن يدخل على الشبكة ويستمع إلي الموسيقي بالجهاز المتصل بأذنه وفي الوقت ذاته يتحدث مع خمسة أشخاص في الوقت نفسه عن طريق الإرسال الفوري، هذا الطفل لا يظن أن تلك هي تكنولوجيا، ولكنه يعتقد أنها مثل الهواء، شيء تلقائي موجود في الحياة)، التواصل من خلف الشاشة يجعلنا نرسل البريد الإلكتروني السريع، والإرسال الفوري يمكننا من الدخول إلى محادثة طويلة مع شخص قد يبعد عنا آلاف الكيلومترات (عندما تختفي التعاملات البصرية والسمعية، تفقد الكثير من القدرة الصحيحة على التواصل، ويكون من السهل إساءة الفهم، وبالفعل يحدث الكثير من سوء التفاهم). يقول روزن انه على الرغم من العيوب، إلا أنها على الأقل شجعتنا على التواصل.
يقترح مركز pew للأبحاث، أن الشبكة قد تمكننا من التواصل بشكل أعمق، يقول هوريجان (يسرت الشبكة للمستخدمين الوصول إلي شبكاتهم الاجتماعية في أي وقت، عن طريق البريد الإلكتروني، ولو أرادوا التفعيل فيقومون بجلب المعلومات التي يريدون التي تساعدهم في اتخاذ القرار).
الآثار الرقمية للورق
إذا كنا نتقارب عن طريق الإنترنت، فإن هذا التقارب سرعان ما سيشعر معه المستخدم انه مراقب. يقول باري ستيانهلد، مدير برنامج التكنولوجيا والحريات (نحن على وشك خلق مجتمع أمريكي مراقب، أنا قلق لأننا في الطريق أن تكون كل حركة كبيرة أو صغيرة في حياتنا أن تكون مراقبة) وبالفعل الأقمار الصناعية فوقنا قادرة على رصد أدق الحركات، كاميرات الأمن تراقب حركاتنا، بريدنا الإليكتروني سهل المراقبة الشرائح الصغيرة في الهوائيات قادرة على زيادة سرعة السيارات، فأين الخصوصية. التكنولوجيا العالية توفر لنا الراحة والاقتناع ولكن دائما تترك أثر لتحركاتنا، قدمت السيناتور هيلاري كلينتون اقتراحا بسن قانون حماية الخصوصيات لحماية البيانات الشخصية قالت في مؤتمرها للمجتمع الدستوري في يونيو الماضي (اقتصادنا يقاد بالبيانات، ونحن الذين توسعنا في المراقبة لمعرفة الإرهابيين الذين يتخفون بين المدنيين، ولكننا في الوقت ذاته نسمع قصصا عن العديد من المستهلكين أو الأطباء أو غيرهن أنهم تم انتهاك بياناتهم واستغلالها بسوء). كشفت إحصائية للجنة فيدرالية تجارية أنه ما بين عامي 1999 و2003، أكثر من 27 مليون أمريكي تم سرقة هويتهم وبياناتهم الشخصية وبالتالي سرقة أرصدتهم، كلفتهم تلك السرقة أكثر من 50 بليون دولار.
البيانات الشخصية كان يتم حمايتها عن طريق (الإخفاء العملي)، بمعني أن السجلات العامة المدونة بأوراق أو محفوظة في قواعد بيانات سرية حكومية، كان من السهل الدخول عليها، ولكن استغرق الحصول عليها ساعات طويلة أو ربما أسابيع. لكن كل هذا تغير، ففي وقت قليل جدا يتمكن المحتال من معرفة كل ما يريد عن ضحيته، عن طريق الإنترنت، فمثلا كتابة اسم شخص في محرك البحث قد يظهر عنوانه وثمن بيته مثلا، وكم يدفع من الضرائب، ومدى مساهمته في الحملات السياسية.
حماية الخصوصية
بعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، أمر الرئيس بوش بمراقبة مكالمات الهواتف النقالة والبريد الإلكتروني لتعقب كل من يتم الشك في أن له نشاطا إرهابيا. قدمت USA today تقريرا أن شركة verizon وat&t بالاشتراك مع NSA قدموا بلايين التقارير عن المكالمات التليفونية المراقبة. نفت Bellsouth و
verizon تلك التقارير، ولم تستطع الجريدة إثبات أنهم قدموا تلك التقارير بالفعل بالتعاقد مع NSA، AT&T لم تنف هذا ولكنها قالت انها لا تفعل هذا بدون تصريح من السلطات.
يقول ستاينهارد انه يجب وضع فوانين لحماية خصوصياتنا، ويجب تشكيل تكنولوجيا تقوم بالحماية وليس الإشهار. يقول روبرت أتكنسون، رئيس مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والإبداع أن التكنولوجيا ليست عدواً ولا يجب الخوف منها. (أي مواجهة لإيقاف ركب التكنولوجيا هي معركة خاسرة، وهي بصراحة تتوجب الخسارة لأن التكنولوجيا تجعل حياتنا أفضل، هل سنستطيع العيش بدون البريد الإلكتروني لمجرد انه سهل التعقب، بالطبع لا لأنه تقنية فريدة من نوعها، ما نحتاجه فعلا هي قوانين تحمي خصوصياتنا وفي الوقت نفسه لا تمنع التقدم التكنولوجي (يواصل أتكنسون القول) من الحتمي أن يصبح اقتصادنا ومجتمعنا رقميا، سيحدث هذا سواء بعد 20 أو حتى 50 عاما ).

..... الرجوع .....

وادي السليكون
الالعاب
قضية تقنية
دليل البرامج
جديد التقنية
دكتور .كوم
منوعات
حاسبات
أخبار تقنية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved