الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 11th January,2004 العدد : 53

الأحد 19 ,ذو القعدة 1424

كومبيوتر المستقبل
يعاملك حسب طبيعتك ويعطيك ماتحتاجه بالتحديد

*إعداد عبد العزيز صالح:
في القريب العاجل سوف يكون في استطاعة جهاز الكمبيوتر أن يعرض عليك أعمالك التي قمت بها في فترة محددة، ويرسل لك ملاحظات في حالة وجود أي خلل ويقوم أيضاً بمعالجته. ففي عالم الكمبيوترات هنالك كومبيوتر يسمى البارع وهو عبارة عن ماكينة مهمتها أن تكون متأقلمة مع طباعك وباستطاعتها معرفتك عندما تكون متوتراً أو مرهقاً.. هذا النوع من الكمبيوترات سوف ينزل لأرض الواقع في خلال السنوات القليلة القادمة حسبما ذكر الباحث مستر جيرس فورسيز. وهذا النوع من الكمبيوترات له القدرة على تدوين منطقك العقلي وطريقتك في حفظ المعلومات، حيث يقوم باستعمال نفس المنطق لحفظ الملفات. ويستطيع هذا الكمبيوتر أن يستنتج ما تنوي فعله مستقبلاً، ويستطيع أيضاً أن يتذكر خبراتك الماضية «مثلاً بأنك دائماً كنت تقع في الأخطاء في بعض العمليات الحسابية» ثم ينبهك إلى هذه الأخطاء.
السكرتير الإلكتروني
إن ما يسمي بأجهزة الإدراك، هي في الأساس عبارة عن برمجة يمكن أن تكون جزءاً من أي محيط كمبيوتري موجودة في النموذج الأصلي لتلك البرمجة والتي تم تطويرها فعلاً خلال خمس السنوات الماضية، وقد تم ذلك عن طريق فريق علماء للكمبيوتر وعلماء للنفس يعملون في قسم الطاقة في معامل سانديا القومية. وتستطيع هذه الأجهزة أن ترصد كل الأشياء التي تقوم أنت بفعلها ثم تقوم بعد ذلك بخلق نموذج لسلوكك، مثال لذلك طريقتك في حفظ المعلومة أو الطريقة التي تؤدي بها عملك.
قد يبدو الكمبيوتر في البدء كالسكرتير المنفذ لهؤلاء الذين ليس لهم القدرة على الحصول على سكرتير، وذلك نسبة لان الكمبيوتر يقوم بتوفير إنتاجية هائلة. وبالرغم من ذلك إلا أن هناك بعض الناس يخافون من أن تلك الفكرة قد تقترح تجاوزاً مشئوماً للإنسان ولقدراته. وفي هذا الخصوص أصر «جيرس فورسيز» رئيس فريق علماء الكمبيوتر في معامل سانديا القومية على أن هذه الأجهزة قد صممت من اجل الزيادة وليس من أجل أن تكون بديلاً للنشاط البشري. وقد ذكر أيضاً بأننا لا نريد إخراج الإنسان خارج الحلقة.
كيف ومتى؟!
وفي حديث أجراه مستر فورسيز لمراسل البزنس ويك في شهر أغسطس اخترنا منه بعض إجاباته حول الكيفية التي عن طريقها يمكن لماكينات الإدراك أن تقوم بإحداث تغيير في عالمنا. وهذه الأسئلة كالأتي:
* كيف يمكن لهذه الماكينة أن تتعامل مع الحالة الراهنة للعقل البشري؟
انك لو كنت الشخص الذي سوف يقوم باستعمال هذه الماكينة تجد أن المشكلة الكبرى تكمن في أنه عليك أن تتأكد أن هذه التقنية التي أنت بصدد استعمالها لا تعرف عنك أي شيء، وعليه فالمسؤولية الملقاة عليك هي أن تتعلم وأن تفهم كيف تعمل هذه التقنية. لأن الشيء الذي نريد فعله هو أن نعكس فقط المعادلة بحيث تكون المسؤولية هي مسؤولية ملقاة على الكمبيوتر وعليه أن يتعلم عنك.
ويجب على الكمبيوتر أن يدرس ماهية الأشياء التي يعرفها الشخص المستعمل للكمبيوتر وماهية الأشياء التي لا يعرفها الشخص المستعمل، وأيضاً ما هي الأشياء العادية التي يفعلها هذا الشخص يومياً.
وتبعاً لذلك يستطيع جهاز الكمبيوتر أن يستنتج متى سوف يقوم هذا الشخص بالوقوع في الأخطاء، وفي حالة أن هذا الشخص صعُب عليه فهم شيء ما يستطيع الكمبيوتر معرفة ذلك.
* هل لك أن تعطينا مثالاً للنموذج الأصلي للجهاز الذي قمتم بصنعه بالفعل؟
واحد من الأجهزة التي قمنا بالفعل بصنعها في العام الماضي يتمتع بوظيفة تسمى اكتشاف التناقض.
حيث إننا نقوم بإعطاء الماكينة نموذج إدراك.. مثل ذلك المتحكم في حركة الطيران الجوي. ويكون لدينا عامل ميكانيكي مراقب للأحداث الجارية في العالم حوله وفي الوقت نفسه يكون الكمبيوتر أيضاً مراقباً لنفس الأحداث التي يراها العامل الميكانيكي، ثم يقوم بمحاولة ترجمة هذه الأحداث، مستعملاً نموذج إدراك العامل الميكانيكي في ترجمة هذه الأحداث.
إننا نثني كثيراً على برامجنا «برنامج العقل الإلكتروني»، لأنه عندما تقوم بسؤال كل من الكمبيوتر والعامل الميكانيكي السؤال الأتي: ما الذي يجري ألان ؟ إذا حاولت تكرار هذا السؤال لعدة مرات فانك تجد أن 90% من الإجابات تكون متشابهة. بل أحيانا يقوم الكمبيوتر بلفت انتباه العامل الميكانيكي للمشكلة التي لم ينتبه لها إذا كانت هنالك مشكلة.
على وشك الاكتمال
* ما هي التطبيقات الأخرى التي تتوقع أن تراها من هذا الجهاز؟
أحد هذه التطبيقات هي أن هذا الجهاز بمثابة العميل الذكي الذي ينظر إلى البيانات التي تأتي من مجموعة البيانات الأخرى. هنالك تطبيق أخر، وهو انك سوف تمتلك إنساناً آلياً يستطيع أن يسجل خبراته، ثم يقوم في وقت ما بإخبارك بشيء مثل الآتي: لقد رأيت من قبل شيئاً مثل ما تفعله أنت الآن، وقد كان هذا ما قمت بفعله تماماً، وكانت النتيجة كالأتي ثم يقوم بإخطارك بالنتيجة. إن برنامجنا يمكن أن يكون أيضا جزءاً من محيط سطح المكتب ونحن نمتلك النموذج الأصلي لهذا البرنامج ونحن على وشك الانتهاء من صنعه وزيادة على ذلك يستطيع هذا البرنامج عرض حركة بريدك الالكترونية وأيضاً عرض الشخص الذي تتعامل معه وطبيعة التعاملات القائمة بينكم.
وعليه بإمكانك أن تسال جهازك في أي وقت تشاء السؤال الأتي: هل أعرف أنا هذا الشخص؟ وسوف يقوم هو بتذكيرك مثلاً بأنك قد قمت بعمل مشروع معه في العام الماضي.
* هل تتوقع ضمان سرية أمورك في حالة استعمال هذه التقنية؟
بكل تأكيد، طالما نحن مرتاحون مع فكرة أن هنالك أشخاصاً آخرين جالسين في مكاتبنا وجميعهم على دراية بكثير من الأشياء التي نقوم بها. ولكن اعتقد أن الناس سوف يكونون اقل ارتياحاً لان نشاطاتهم مدونة في كمبيوتراتهم. هنالك أيضاً موضوع الضمان. ولكن «عرض نشاطات الموظف» ما زال سارياً. بعض الناس قد يجادلون في أن برنامج العقل الالكتروني قد يجعل الوضع أفضل. إن اتساع المعلومة التي تم تسجيلها سوف يجعل المهمة صعبة للشخص الذي يبحث لمعرفة الأشياء التي ليس له الحق في وعرفتها.
بين الحالي والقادم
* كيف يمكننا القول بأن آلية الإدراك هذه أفضل من آليات البحث المستخدمة حالياً؟
إن التقنيات الموجودة اليوم نجدها غير وافية. هنالك كثير من الأوقات التي كنت أقوم فيها بالبحث عن بعض السجلات في داخل الكمبيوتر وأخيراً أترك البحث دون جدوى. إن محركات البحث المستعملة اليوم مثل قولك، تلك الآلية التي توفر لنا بحثاً شاملاً. ليس لمثل هذه الآليات أي نوع من الفهم لتركيبة حياتك. وبالمقارنة فإن نموذج برنامج العقل الإلكتروني نجده قد قام على أساس مدى معرفتك أنت لعملك. هذاالبرنامج يقوم ببناء المعرفة في داخل الكمبيوتر بنفس الصورة التي تقوم أنت ببنائها في داخل عقلك.
* ما هي نوعية البيانات التي يحتاجها برنامجكم لعمل ما ذكرته في السؤال السابق؟
بيانات مثل سجلات الأرشيف الخاص بك، نوعية البرامج التي دائماً تقوم باستعمالها، كيفية استعمالك لها. مثلاً في البريد الإلكتروني، فان برنامجنا سوف يقوم بالإطلاع على كيفية استخدامك الحقيقي لبريدك الالكتروني.
* هل تقوم دائماً بإعادة إرسال الرسائل المرسلة إليك؟
سوف يقوم برنامجنا أيضا بالإطلاع على الشخص الذي تفاعلت معه، ومن ثم سوف يقوم بالإطلاع على المحتويات، الشكل العام لمرسلاتك الالكترونية. يمكنك أن تقول الكثير عن معرفة الشخص للكلمات التي يستعملها.
قيد الاستخدام
* متى تتوقع أن يصبح هذا الإنتاج تجارياً؟
إننا نرى أن لدينا المقدرة على القيام بتطوير الإنتاج في خلال العام القادم.
مثلاً جعل كمبيوترك قادراً على أن يمحص عبر استمارة بريدك الالكتروني. ولكنني اعتقد أن معظم القدرات التي تحدثت عنها سوف تكون عامة ومعروفة للجميع في خلال 10 سنوات من اليوم. إن التكنولوجيا المطلوبة لإنجاز هذا موجودة معنا. ولكن لجعل هذه التكنولوجيا ذاتية الحركة يتطلب ذلك وقتاً ويجب أيضا أن تجرب وأن تبرهن جودتها.
* هل هنالك أي شيء أخر يجب عليكم اختراعه أو تطويره حتى تستطيع تشغيل فكرتك بالصورة التي تتوقعها؟
هنالك عائق تكنولوجي مميز للغاية: لان الجهاز الذي نقوم ببنائه يحتاج منا إلى بيانات دقيقة جداً من إنسان لأجل خلق نموذج. وهذا مجهد للغاية ومستنفد للوقت.
لذلك فإننا نوظف ما نوظف حتى نجعل العملية تجري أوتوماتيكياً. وعليه يستطيع الجهاز مراقبتك ويستنتج الشيء الذي تعرفه والشيء لا تعرفه.
اليوم هذه الخاصية موجودة في شكلية محدودة.
* هذا المشروع يجعلني أفكر في المصفوفات، حيث تدير الماكينات العالم, ويصبح الإنسان عبداً للماكينات. هل هذه التقنية خطوة في ذلك الاتجاه؟
فريقنا حي الضمير في التعامل مع مثل هذا النوع من القضايا. وأنا اعتقد إذاكنا نحن المطورون أو أي شخص أخر فان التقنية سوف تستمر في التقدم. وسوف يدفع الناس التقنية في اتجاهات تجعلها أكثر تأثيراً، لدرجة تجعلها تقتحم حياة الناس، وتستولي على الاستقلالية.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
وادي السليكون
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
قضية تقنية
دليل البرامج
اقتصاد الكتروني
اطفال كوم
نساء كوم
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved