Telecom & Digital World Magazine Sunday11/02/2007 G Issue 195
سطح المكتب
الأحد 23 ,محرم 1428   العدد  195
 

لا مقاعد.. للمتفرجين!

 

 

الرياض، أجمل المدن بلا منازع، وأكثرها دفئاً ورقة، الكل يعشقها، تقف شامخة، لتحتضن في كنفها نهضة باهرة، وتلبس كل لحظة أزهي حللها، مستعدة لميلاد حدث جديد. هي الرياض المدينة التي لم تعد مدينة بالمفهوم التقليدي، بل أصبحت حاضرة عصرية، متوثبة، ناضرة، و(ذكية). هكذا أرادها سلمان، وهكذا دشنها عضده سطام..

ففي الأسبوع الماضي، وكثمرة تعاون بين هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، شهدنا انعقاد ملتقى المدن الذكية الذي تم خلاله إطلاق أول مبادرة للمدن الذكية في المملكة العربية السعودية، ودُشن أثناء فعالياته الشارع الذكي، في خطوة جريئة، تحتضن فيها الرياض فكرة الذكاء الاصطناعي، وتسابق الزمن نحو تطبيقه. إنها الرياض تؤدي دورها الريادي، دافعة المجتمع السعودي للتحول السريع نحو مجتمع المعرفة.. المعرفة التي تتيح للإنسان فرص التطوير والابتكار والإبداع، وتنقله من عالمه الضيق إلى الفضاء المفتوح، ينهل من بحور النت التي لا تنضب، ليوظفها بما يخدم مجتمعه، ويتمشى مع عاداته وتقاليده.

وملتقى المدن الذكية، يكتسب أهمية خاصة لكونه يُقام في الرياض التي تُعد أكبر سوق في المنطقة في مجال المعلومات، وأكبر مستثمر فيها، وقد كان هذا الملتقى مناسبة لحضور وتفاعل عدد من القيادات الإدارية والمختصين في التقنية، مما جعل بيوت الخبرة العالمية تتهافت لعرض أحدث اختراعاتها وتجاربها الناجحة فيه.

وعلى الرغم من الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة، نحو الدفع بالمجتمع إلى عالم التقنية، إلا أن المتتبع لواقع البنية التحية لخدمات الاتصالات سيصاب بخيبة أمل، وهو يرى حجم الفجوة وعمقها، بين المأمول والواقع من شركات الاتصالات، سواء الشركات العاملة، أو شركات البيانات، والتي صُرح لها بتوفير خدمات الاتصال ذات النطاق العريض، للأفراد وقطاع الأعمال سواء في المنازل أو في الأماكن العامة، كالمطارات، والمستشفيات، والحدائق، والمتنزهات، وأماكن التجمعات كافة، وإننا نتساءل: لماذا لم تقدم شركات البيانات الخدمة حتى الآن، على الرغم من مضي مدة طويلة على حصولهم على الترخيص؟!.. إننا نود أن نُذكِّر هؤلاء بالتحولات الجادة نحو عصر المعلوماتية والاتصال، وهي تحولات لن يكون بمقدور أحد الوقوف أمام حركتها، ونُذكِّرهم كذلك بضرورات التحرك الديناميكي؛ إذ بتنا في عصر (ربما) لا يكون فيه مقاعد للمتفرجين.. أو المتخوفين، أو المترددين!

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«52» ثم أرسلها إلى الكود 82244

عبد اللطيف العتيق


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة