الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 11th May,2003 العدد : 20

الأحد 10 ,ربيع الاول 1424

جيل جديد من الأسلحة الموجهة
أمريكا تخوض أول حرب معلوماتية عبر الأقمار الصناعية

* إعداد عوض خليفة:
يتطلع الباحثون في المعركة الرقمية الدائرة اليوم، التي تلعب فيها بطاريات «A.A.» دورا لا يقل أهمية عن الرصاص والصواريخ، للتوصل إلي وسيلة للتنبؤ بظروف الطقس على ارتفاع مئات الأميال حيث تقبع الأقمار الصناعية التي تدور في مدار حول ارض.
وركز العلماء الكثير من جهدهم على مدى العقد الماضي على التنبؤ بآثارالانفجارات الهائلة في قرص الشمس التي يمكن أن تؤثر سلبا على مسارات الأقمار الصناعية وتحدث موجات تؤثر على خطوط البث الأرضية. ويبدى الباحثون المدنيون والعسكريون اليوم اهتماما متزايدا للاضطرابات التي تحدث في طبقة الايونوسفير المحيطة بالأرض التي تبدأ من ارتفاع 25 ميلا تقريبا من الأرض وتمتد حتى 250 ميلا والتي يمكن أن تضعف اشارات الملاحة والمخابرات والإشارات الأخرى وتؤدي إلى زوالها وسط ضوضاء لا فائدة لها، ويمكن أن تحدث هذه الآثار يوميا بفعل انفجار شمسي هائل أو بدونه إلا أن العواصف الشمسية تضاعف منها.
حرب العراق
يقول الكابتن كيللي دوسر بالقوات الجوية الامريكية الذي يعمل حاليا في مركز البيئة الفضائية بإدارة المحيطات والطقس الوطنية في بولدر بولاية كولورادو «ان كل عملياتنا تسير بشكل متناغم جدا» في العراق لتقليل الخسائر المدنية حيث انه بالنسبة للاسلحة المستخدمة حاليا والتي تعتمد على الاقمار الصناعية في التوجيه يمكن ان يؤثر» تسلل شيء ضئيل للغاية» بشكل كبير على كيفية إتمام المهمة.
وتلعب شبكة الاقمار الصناعية الكونية دورا اساسيا في أي معركة حديثة، كما ان الصراع الذي تقوده الولايات المتحدة يعتمد بشكل كبير على المعلومات الرقمية اكثر من اعتماده على أي شيء آخر في التاريخ، حيث ان الاتصالات الصوتية، الصور الرقمية للدمار الذي تحدثه القنابل والصواريخ التي تطلق ذخيرة فائقة الدقة وتلك التي يتم اطلاقها من طائرات يتم توجيهها عن بعد فضلا عن عمليات البحث والانقاذ، كل ذلك يعتمد على الاقمار الصناعية.
إقبال شديد
تضاعف الطلب العسكري منذ حرب الخليح عام 1991 على خدمات الاقمار الصناعية ثلاث مرات الامر الذي دفع وزارة الدفاع الامريكية «البنتاجون» إلى التعاقد مع شركات الاقمار الصناعية التجارية لتلبية حاجاتها في الوقت الذي اصبحت فيه شبكة الاقمار الصناعية الكونية « جي.بي.اس.» العمودالفقري لها في الملاحة والتكنولوجيا الاساسية الكامنة وراء جيل جديد من الاسلحة الموجهة بدقة.
ويقول الباحثون إن مصدر أحد الأخطاء المحتملة يكمن في الجزء الواقع ضمن طبقة الايونوسفير من الغلاف الجوى الذي يتعين ان تمر من خلاله الاشارات التي يرسلها القمر الصناعي، بينما يمكن أن يعطي الاضطراب في الجزء الادنى من الغلاف الجوي للنجوم تلؤلؤها، فان الاضطراب في هذه الطبقة يمكن ان يسبب قوة او زوال اشارات الاقمار الصناعية الفضائية إلى الحد الذي يصل في بعض الاحيان إلى النقطة التي يفقد فيها جهاز الاستقبال التقاط هذه الاشارات تماما.
ويرى جوزيف كونشيز رئيس عمليات الفضاء في مركز البيئة الفضائية أن هذه المشكلة تحدث عادة بعد غروب الشمس، ولا تختفي حتى بعد منتصف الليل حيث انه عند غروب الشمس يتمدد الجزء الادنى من طبقة الايونوسفير بشكل اقل كثافة من الاجزاء التالية له مما يؤدي إلى حدوث «فقاعات» ترتفع وتولد اضطرابات تتحرك عبر طبقة الايونوسفير برمتها.
أجهزة الاستشعار
أقامت القوات الجوية الامريكية شبكة فضائية تضم 12 جهازا استشعاريا على الأرض تستطيع اكتشاف هذا التأثير، يقع أحدها في منطقة الخليج ويقول ديفيد اندرسون الباحث المنتسب بمعهد ابحاث علوم البيئة في جامعة كلورادو ان القيادة المركزية للبنتاجون تتلقى يوميا موجزا عن الظروف التي ترصدها هذه الشبكة مشيرا إلى انه من اجل الحد من اضرار اضطرابات طبقة الايونوسفير، قام معمل أبحاث القوات الجوية الامريكية بتطوير نظام كومبيوتر يسمح للمستخدمين بتحديد الاقمار الصناعية الاخرى في المدار الارضي التي ترسل اشارات سليمة، وبالتالي يمكن للموظف المكلف بالخدمة تحويل الاتصالات إلى واحد من هذه الاقمار.
نقطة ضعف
الخبراء يفتقرون إلى وسائل التنبؤ بهذه الآثار مقدما قبل حدوثها بفترة كافية ويقول الباحثون أن واحدا من الحاجات الهامة يتمثل في نشر المزيد من اجهزة الاستشعار في المدار الارضي لمراقبة التغييرات التي تحدث في طبقة الايونوسفير.
ومن المقرر أن تطلق القوات الجوية الامريكية في وقت لاحق من العام الجاري قمرا صناعيا يتولى اطلاق ومضات التنبؤ، فضلا عن اعتزام الولايات المتحدة وتايوان اطلاق مجموعة تضم ستة اقمار صناعية دقيقة عام 2005 تقوم بجمع اكثر من ثلاثة آلاف اشارة يوميا من اشارات شبكة الاقمار الكونية اثناء مرورها عبر الغلاف الجوي من مختلف الزوايا ويقول الباحثون ان هذه الاشارات التي ترصد ظروف الطقس والمناخ سوف تساعد على التنبؤ بظاهرة اضطرابات طبقة الايونوسفير وفهم العلماء للومضات الايونوسفيرية.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
قضية تقنية
اقتصاد الكتروني
اطفال كوم
نساء كوم
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية


ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved