الأحد 2 ,ذو القعدة 1428

Sunday  11/11/2007

مجلة الاتصالات والعالم الرقمي العدد 231

Telecom & Digital World Magazine Issue 231

 
موقع الجزيرة بريدنا الإلكتروني الإعلانات أرشيف الصفحة الرئيسية

مقابلات

المؤسس المشارك للموسوعة الإلكترونية متحدثاً عن شعبيتها
جيمي ويلز: «ويكيبيديا» سهلت التواصل التقني بين الشعوب

 

 

إعداد - أحمد عبد اللطيف

شهد مؤتمر (ويكيمانيا) 2007م الذي عقد في تايبيه بتايوان، وهو مؤتمر دوري يعقده المستفيدون من مشاريع مؤسسة ويكيبيديا الأمريكية، مثل مشروع موسوعة ويكيبيديا العملاقة، حضور مجموعة من المتطوعين الذي يعملون في تحرير موسوعة ويكيبيديا على الإنترنت. كان هؤلاء يحاولون قدر استطاعتهم مواكبة الشعبية التي اكتسبها هذا الموقع في الآونة الأخيرة، مثلهم في ذلك مثل غيرهم ممن حضر المؤتمر. فقد بلغت الموسوعة من الحجم بحيث لا تستطيع الحكومات في مختلف أنحاء العالم تجاهلها. وفي هذا اللقاء مع جيمي ويلز، المؤسس المشارك للموسوعة، يتم مناقشة المسؤولية المترتبة على شعبية الموسوعة.

* هل فقدت الموسوعة قوتها الدافعة مع ازدياد شعبيتها إلى هذا الحد؟

- كان استمرار المشروع من المسائل الأساسية التي كانت مثار اهتمامنا في الأيام الأولى التي بدأنا فيها العمل في الموسوعة. كنا نفكر في كيفية الاستمرار في مثل هذا العمل الضخم على أساس التطوع. وأتذكر في بدايات عملنا كيف كنا نضع رابطا أحمر لمقالة ما ضمن مقالة أخرى، وعندما يضغط القارئ على هذا الرابط يجد أن المقالة المشار إليها لا وجود لها. كان الرابط الأحمر يعني أن المقالة غير موجودة، وعوضا عنها يجد القارئ عبارة (حرر هذه المقالة).

وأتذكر جيدا أن أفريقيا كانت في وقت ما رابطا أحمر، وكان بإمكان أي قارئ أن يضغط على هذا الرابط، وعندما يجد العبارة المشار إليها يكتب (أفريقيا قارة)، ثم يضغط على (حفظ)، وكأنه بذلك قد اكتشف القارة. الآن تغيرت الأوضاع في الموسوعة.

فالموسوعة الآن، باحتوائها على أكثر من مليوني موضوع باللغة الإنجليزية، تشتمل بالتأكيد على الكثير من المقالات، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو كم عدد المقالات التي ينبغي أن تكون في الموسوعة؟ وهذا سؤال أجد نفسي غير قادر على الإجابة عنه، وذلك لأن أية إجابة أطرحها سوف تكون عرضة للانتقاد. ففي العام الماضي، وفي مؤتمر ويكيمانيا الذي عقد بمدينة بوسطن، كان هناك رجل من بولندا يحمل كتابا ضخما كتب باللغة البولندية. كان الكتاب موسوعة عن الأعلام يحمل بين دفتيه معلومات تعريفية عن أكثر من 20 ألف شخصية بولندية معروفة. ولكي يتعرف على نسبة تغطية الموسوعة للشخصيات البولندية اختار الرجل من بين هؤلاء حوالي مائة شخصية، ثم ذهب يبحث عنها في النسخة الإنجليزية من ويكيبيديا. وجد الرجل أن نسبة التغطية لم تتجاوز 2 بالمائة، حيث اشتملت على الشخصيات المعروفة مثل ليخ فاليسيا، أما عمدة وارسو في عام 1868 مثلا فلم يجد له أثرا.

* وهل كان ذلك ضروريا؟

- نعم كان ضروريا، وكان بالإمكان اشتمال الموسوعة على الشخصيات التي كان يبحث عنها، حيث لا يوجد سبب يمنع ورودها. ولكن من يكتب عن هؤلاء بالدقة المطلوبة؟ هناك المتخصصون في التاريخ البولندي، كما أن هناك الأشخاص الذين يتطوعون بالعمل بقولهم (اعطني قائمة وسوف أعمل عليها). هناك من يمكن أن يتقدم للعمل وفق قائمة الشخصيات البولندية التي اشتمل عليها الكتاب آنف الذكر مثلا. باختصار هناك الكثير مما ينبغي عمله، ولذلك كان يساورني القلق في الأيام الأولى من توقف المشاركة عندما يكبر حجم العمل، ولكن الذي حدث هو أن المشاركة لم تتوقف، وذلك لأن العمل المطلوب الآن من نوع مختلف، أصبح العمل الآن أكثر إغراء.

* هذا يعني أن هناك الكثير مما يمكن الكتابة عنه؟

- هناك دائما الأخبار الجديدة والمواضيع التي تتطلب التحديث. فعندما بدأنا العمل في المشروع كنا نعتقد أننا يمكن أن نستخدم نسخة 1911 من موسوعة بريتانيكا أساسا للعمل، ولكن أرجو أن تسمح لي أن أقول لك الآن بصدق إن الاعتماد على هذه النسخة لم يكن ممكنا على الإطلاق. كانت كل موضوعاتها غير مواكبة للأحداث. دعني أسألك مثلا: ما التغيير الذي طرأ على مقالة مثل مقالة يوليوس قيصر منذ صدور هذه النسخة؟ ربما تستغرب لهذا السؤال، وذلك لأن جميعنا يعلم أن أحداث هذه المقالة قد وقعت منذ زمن بعيد. هذا صحيح ولكن الذي أود التأكيد عليه هنا هو أن هذه المقالة، وغيرها من المقالات التاريخية، تتطلب الكثير من المراجعة الآن. فقد تعرض فهمنا للأحداث التاريخية إلى تغيير جذري بسبب الاكتشافات العديدة في مجال الآثار وغيرها من المجالات ذات الصلة. ويمكنك أن تتصفح نسخة 1911 من بريتانيكا، وسوف تصاب بالدهشة بالتأكيد لتلك النظرة الاستعمارية للعالم، التي تتحدث عن استعلاء الرجل الأبيض في عدد من مواضيع الموسوعة.

* هل تعتقد أن الجودة ما زالت مهمة؟

- في العام الماضي ركزنا كثيرا على الجزء الإنجليزي من الموسوعة، وخاصة فيما يتعلق بالشخصيات. فمع ازدياد حجم الموسوعة، وتغطية معظم الشخصيات المهمة، بدأ الناس يكتبون الآن عن الشخصيات الأقل شهرة، وهو أمر أكثر صعوبة في الواقع. فعندما تكتب عن شخصية كبيرة مثل جورج بوش يمكنك أن تكتب أي شيء، وذلك لأن الرئيس لا يهمه ما يكتب عنه في ويكيبيديا، ولكن الكتابة عن شخصية مثل الكاتبة السياسية آن كولتر يتطلب بعض الحذر. لقد قابلتها بالفعل وأبدت عدم رضاها عما كتب عنها في الموسوعة، ولكن السبب كان غريبا.

* يبدو أن المقال كان قصيرا؟

- كتب عنها في الموسوعة أن تربيتها كانت كاثوليكية، ولم يكن الأمر كذلك، كما كتب عنها أنها تلقت أموالا على كتاباتها من بعض الجهات، ولم يكن هذا صحيحا أيضا. ورغم هذه الملاحظات كانت كولتر راضية عن المقال بصفة عامة. وربما كان هناك الكثيرون من غير الراضين مثلها عن مقالاتهم، ولذلك أصبحنا ندقق أكثر في كتاباتنا.

* ما التأثير الذي أحدثته الموسوعة في نظرك؟

- لقد عبر لي السائق الذي كلف بنقلي في أنحاء تايبيه أثناء انعقاد مؤتمر ويكيمانيا بأنه يعمل ضمن فريق ويكيبيديا، وأن عمله هذا أتاح له الاحتكاك بالصينيين، ما أدى إلى تغيير فهمه عنهم، بعد أن ظل يعتقد منذ مولده بأنهم أناس غريبو الأطوار، وأن تفكيرهم غير سوي لأنهم مصابون بتشوش الذهن. أما الآن وبفضل العمل في الموسوعة فقد بدأ يرى أنهم أناس مثله، كما اتضحت له الكثير من النقاط التي يرى أن الصينيين محقون فيها. هذا شخص واحد، ولكن هذه الروح هي الروح السائدة في الموسوعة الآن، وأتمنى أن نكون بذلك قد وفقنا في تحقيق نموذج يحتذى في كل أنحاء العالم. هناك الآن روح من الإنسانية بدأت تسري في أوصال العالم.

أنا لا أريد بذلك أن أكون مثاليا أكثر من اللازم، ولكنني قرأت مؤخرا كتابا مهما يتحدث عن التليغراف عنوانه (إنترنت العصر الفيكتوري). يقول مؤلف هذا الكتاب إن التغيير الذي أحدثه التليغراف في عصره كان أكبر بكثير من التغيير الذي أحدثه الإنترنت في عصرنا هذا، ويعلل ذلك بأن الرسالة المرسلة من إنجلترا كانت تستغرق شهرا كاملا لكي تصل إلى نيويورك، وجاء اكتشاف التليغراف ليختصر ذلك كله في لحظة واحدة. ويعود الكاتب إلى ذلك العصر ليورد الكثير من التعليقات التي كانت تدور حول هذا الموضوع، وليحكي عن المثاليات التي سادت ذلك العصر، وهي في الكثير من جوانبها تشبه ما نقوله اليوم عن الإنترنت. أما الآن فبإمكان الشعوب أن تتبادل مباشرة الأحاديث، بعضها مع بعض، ومن شأن ذلك أن يرسخ أسس التفاهم الصحيح بين الشعوب وأن يبعد شبح الحروب. ولكنني كلما تكلمت في هذا الموضوع بمثل هذه الشاعرية أجد من ينبهني بحذر قائلا: إن التقنية وحدها لا تكفي لإحداث مثل هذه النقلة، وإننا في حاجة ماسة إلى تشجيع الشعوب إلى القيام بمثل تلك الأدوار.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 

صفحات العدد

متابعة

اتصالات

أخبارهم

ألعاب

تكنولوجيا

مقابلات

معارض

بانوراما

إضاءة

ريبورتاج

إصدارات

حكومة الكترونية

إبحار

سوفت وير

هاكرز

Expo

Panorama

Corporate World

Profile

 

خدمات الجزيرة

الإعلانات

الإشتراكات

الأرشيف

البحث

جوال الجزيرة

كتاب وأقلام

الطقس

للاتصال بنا

 

اصدارات الجزيرة