الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 12th June,2005 العدد : 119

الأحد 5 ,جمادى الاولى 1426

(بانجالور) والتجربة الهندية
استطاعت الهند خلال السنوات الأخيرة أن تحقق قفزة كبيرة في مجال التكنولوجيا حيث استفادت من طاقاتها البشرية وطورتها تقنياً لتأصيل وتطوير تجربتها المعلوماتية حتى باتت الآن تحتل مكانة بالغة الأهمية، في مجال الصناعة البرامجية، حتى باتت الهند كدولة تحمل دون منازع اسم (وادي سيليكون) جنوبي القارة الآسيوية.
كان ذلك بسبب استقطاب الحكومة الهندية لأكبر عدد من الشركات العالمية الاستثمارية في مجال المعلومات والصناعات الرقمية. كما نشّطت المعلوماتية، من خلال دعمها للعديد من الشركات المحلية حتى وصلت إلى مصاف الدول العالمية. وأصبحت مدينة بنجالور، إحدى المدن الهندية، أحد أهم المراكز العالمية لهذه الصناعة الحيوية الفتية وأصبحت تسمى عاصمة الهند التقنية. وأصبحنا نسمع عن أجهزة كمبيوتر حديثة شخصية ومحمولة تحمل العلامة الهندية.أي أن الهند في الفترة الماضية كانت تعد عدتها لكي تصبح من ضمن الدول المنتجة والمصدرة لأهم المنتجات العالمية وأكثرها شيوعاً في العالم وهي أجهزة الحاسب الآلي.
وقد يرى البعض أن الهند كدولة ينقصها الكثير بعد هذه الخطوة إلا أن ذلك لا يمنع أن ننظر إلى الدولة الهندية على أنها حصان أسود قادم إلينا في عصر المعلوماتية ومجال التكنولوجيا بجميع أنواعها. من المعروف أن الهند خلال النصف الثاني من القرن العشرين، أصبحت البلد الأول في العالم بعدد التقنيين، وبما أنها ثاني أكبر دولة في العالم، من حيث عدد السكان، فلم تجد صعوبة في أن تصبح طرفاً منافساً يشار إليه بالبنان. ساعد على ذلك انخفاض أجور الأيدي العاملة، وتدني تكاليف المعيشة، وانتشار اللغة الإنجليزية التي تهيمن على قطاع المعلوماتية، باعتبارها ثاني لغة رسمية في الدولة الهندية، كما دعا ذلك كثيراً من الشركات الأجنبية إلى الاستعانة بالشركات الهندية لأداء خدمات التطوير الخارجية، كما دفع العديد من شركات المعلوماتية العالمية لافتتاح فروع كبرى لها في المدن الهندية، تضم آلاف الموظفين والموظفات. بحيث أصبحت الهند هي المقر الرئيسي لعمليات الدعم الفني لبعض أكبر الشركات. وكدليل على المكانة الحيوية التي باتت تحتلها الهند أعلنت شركة أوراكل في شهر يونيو الجاري أنها تعتزم مضاعفة عدد موظفيها في الهند من ثلاثة آلاف إلى ستة آلاف، نظراً لأن قسماً كبيراً من عمليات التطوير البرمجية، تتم على الأراضي الهندية، وهذا ما أغرى شركة أوراكل العالمية بنقل المقر الرئيسي لعمليات الدعم الفني إلى الأراضي الهندية، وهي تفكر في المرحلة الحالية بنقل بعض آخر من خدماتها إلى هناك وعلى رأسها المحاسبة الداخلية.
وقد بدأ نجاح الأخصائيين الهنود في مجال المعلوماتية، يثير حفيظة أمثالهم في الولايات المتحدة الأمريكية، ويبشر بحدوث أزمات، في سوق عمل الأخصائيين في المعلومات.
من ناحية أخرى بدأ الأخصائيون العرب يتساءلون، لماذا تعثرت الصناعة المعلوماتية في معظم البلدان العربية في حين حققت الهند هذه القفزة النوعية؟ بعض الباحثين أشاروا إلى أن تفوق الهند يكمن في كثرة التقنيين، بعضهم ركز على انخفاض أجور الأخصائيين، والبعض الآخر توقف عند انتشار اللغة الإنجليزية، والبعض نوه بما تتمتع به الهند من بنية اتصالات قوية، فبالإضافة إلى شبكة اتصالاتها الأرضية تتمتع الهند بشبكة فاعلة من الاتصالات اللاسلكية والأقمار الصناعية والكابلات البحرية، التي تصلها بسرعة وفعالية مع كافة أنحاء العالم، مما يجعل الشركات الأجنبية على اتصال مستمر مع فروعها والعاملين في تطوير برامجها.
بعض الباحثين يتوقفون عند الحلول البرمجية، التي أنتجتها الشركات الهندية وأثبتت مستوى طيباً من النجاح والفعالية، خاصة في مجال التجارة الإلكترونية، والنشر الإلكتروني والمحاسبة وقواعد البيانات، وقد شجعت هذه الحلول البرمجية الشركات الأجنبية على أن تعتمد بصورة كلية على الشركات الهندية. وهذا ما جعل الهند تحتل المكانة الثانية في العالم بعد أمريكا في تصدير البرمجيات.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
الاتصالات
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
قضية تقنية
دليل البرامج
اخبار تقنية
تجارة الالكترونية
جديد التقنية
دكتور .كوم
الحكومة الالكترونية
منوعات
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved