الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 12th September,2004 العدد : 86

الأحد 27 ,رجب 1425

النساء والإنترنت في عالم المعلوماتية
الجميلة النائمة تستيقظ في أوروبا وأمريكا .. وعربياً تغط في سبات عميق
*إبراهيم الماجد:
يتغلّب الرجال على النساء في نسبة استخدام الإنترنت عالميا نتيجة أسباب عدة أهمها العادات الاجتماعية والدينية والفوارق العلمية واللغة، لكن التعميم في الحكم على سبب انخفاض استخدام النساء للإنترنت غير ملائم؛ لأن ثمة حيثيات وتفاصيل ومعطيات عديدة من المفيد تسليط الضوء عليها. وقد حاولت مجموعة مؤسسات عالمية دراسة وضع النساء في استخدام الإنترنت، وتوصّل بعضها إلى نتائج واضحة، إلا ان معظمها لم يحدد مواطن المشكلة بدقة،
فما كانت ابرز نتائج هذه الدراسات؟
مَنْ هو مستخدم الإنترنت؟
نشر (مركز البيانات والرؤية والاستعمال) الأمريكي حديثاً دراسة رسمت الملامح العامة، أو (بروفيل) لمستخدم الإنترنت لم تشكل النساء فيه جانبا أساسيا، وقد اعتبرت الدراسة ان نموذج مستخدم الإنترنت العالمي هو (رجل في العقد الثالث)، وعلى الأغلب فإن هذا الرجل هو موظف ولديه اهتمام بالأخبار والمواقع الحيوية ويدمن التحدث إلى آخرين عبر خدمات (الدردشة) Chat.
ومع ان هذا الوصف يلغي الصورة الشبابية، بل المراهقة للشبكة الدولية، إلا ان الدراسة اعتبرت ان الإنترنت لم تعد مجرد مسرح للشباب بعد ارتفاع معدل زوارها ممن هم فوق عمر الأربعين، وبينت مثلا ان جمهور الإنترنت أوروبيا هو أصغر سناً من جمهورها في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالنسبة إلى جنس المتصفحين، لاحظت الدراسة ارتفاعاً في نسبة الإناث، خصوصاً بين من هن في بداية العشرينات، إذ تشكل الإناث 31 في المائة من جمهور الإنترنت.
ويشكل الرقم ارتفاعاً كبيراً، اذا علمنا ان النسبة نفسها كانت 14 في المائة قبل خمسة أعوام.
ولوحظ ان الارتفاع تركز في قطاع النسوة العاملات، وخصوصاً في مجال التعليم،
وتلفت الدراسة الى ان المهن الأكثر شيوعاً بين جمهور الكمبيوتر، هي التعليم وما يتصل به، ويعمل في هذه المهن ثلث جمهور الكمبيوتر، وقد شكل طلبة الكليات وطالباتها القسم الأكبر من شباب الإنترنت.
وتضيف الدراسة ان في إمكان التعليم والكليات الجامعية تشكيل أكبر سوق على الشبكة الدولية، وتعطي الأرقام انطباعاً (نخبويا) للإنترنت، فقد لوحظ ارتفاع نسبة الحاصلين على شهادات جامعية في الجمهور الآسيوي للشبكة، وخصوصاً في اليابان وكوريا الجنوبية، كما لوحظ تساوي عدد النساء والرجال الحاصلين على شهادات جامعية في جمهور الانترنت عموماً.
ووصل معدل الدخل الفردي لمستخدم الانترنت في الولايات المتحدة إلى 59 ألف دولار في السنة، وتدنى الرقم نفسه كثيراً في أوروبا، مما عكس النسبة الكبيرة للشباب الجامعي في هذه الفئة، وقد تهرّبت نسبة كبيرة من الجمهور من الاجابة عن مستوى الدخل، وظهر فارق واضح في الدخل بين النساء والرجال من جمهور الانترنت، مما يعكس عدم المساواة في الاجور عموماً بين الجنسين.
ويتركز معظم جمهور الانترنت في شمال امريكا التي تحظى بنحو الثلثين، ويتحدث اكثر من ثمانين في المائة من مستخدمي الشبكة الالكترونية اللغة الانجليزية، بصرف النظر عن مكان اقامتهم.
أمريكا تقود
أهم الدراسات العالمية حول مستخدمي الانترنت صدرت في الولايات المتحدة وأوروبا ووجدت أن النساء في هاتين المنطقتين يشكلن غالبية متنامية من مستخدمي الانترنت وأن التغيير آت لا محالة لاجتذاب هذه الفئة على وجه الخصوص، وقد بدأ هذا الاعتقاد بالتنامي حين كشفت شركة التداول التجاري عبر الانترنت (اي ماركيتر) في تقريرها عن احصاء يتعلق باستخدام الانترنت لعام 1999 يفيد أن النساء شكلن 46 في المائة من مستخدمي الشبكة في الولايات المتحدة.
وتزامن هذا التقرير مع تقرير آخر أصدرته شركة (نيت سمارت أمريكا) لشبكات الانترنت، وجاء فيه أن 58 في المائة من المستخدمين الجدد هم من النساء، أما الاحصاء الأكثر أهمية فيعود الى دراسة أعلنت نتائجها شركة ميديا ميتريكس في أوائل آب عام 2000 أفادت أن النساء شكلن غالبية المستخدمين وأن لاستخدام الجنسين للشبكة نمطين مختلفين.
خلاصة استنتاجات هذه الدراسة أنه رغم تفوق المستخدمات عددا فانهن استخدمن الشبكة بتكرار أقل و لفترات متواصلة أقصر، كما أنهن في الغالب يتجهن الى مطلبهن مباشرة، في المقابل كان الرجال أكثر عرضة لأن يمضوا الساعة تلو الأخرى أمام الشاشة وكثيرا ما تابعوا ما يشبه مسلسل (باي واتش)، كما أنهم في الغالب ينتقلون من موقع الى آخر حتى يقعوا على ما يثير اهتمامهم، لذلك بدا استخدام النساء للانترنت على انه أداة لتحقيق أهداف معينة في مقابل استخدام الرجال لها كوسيلة ترفيه.
وهذا الامر بدد مقولة التفوق الذكوري في هذا المجال، وكما هو متوقع تماما.. تبع ذلك دراسات أخرى أكثر توسعا في أوروبا وكانت النتائج أيضا مثيرة للاهتمام، فقد تبين أن الأوروبيات يعرفن تماما ما يردن و كيف يصلن الى مبتغاهن، وأن الألمانيات الناضجات كثيرا ما يستخدمن الانترنت كوسيلة لتبسيط حياتهن الفكرية لا لاثرائها.
وأشارت إحدى النتائج الى أن النساء كن أقل ميلا الى دخول غرف المحادثة والمناقشة كما تدل القاعدة المعروفة ب(قاعدة الثلاثين في المائة)، وتقضي بأن النساء أقل مساهمة في غرف الدردشة Chat وأن أي امرأة تساهم بأكثر من 30 في المائة في مناقشة ما وان كان نسائي المضمون تعد امرأة مسيطرة وتتم مضايقتها حتى تترك المحادثة وأحيانا عضوية الغرفة برمتها.
وبالنسبة الى مواقع شبكة الانترنت وجدت غالبية الدراسات أن النساء يقصدن مواقع المعلومات والخدمات الصحية والمراجع ومواقع السياحة والحجوزات، بالاضافة الى استخدام البريد الالكتروني، وفيما يتعلق
بالتسوّق عبر الانترنت فيجرين بحوثاً ومقارنات قبل اتخاذ قرار شراء.
أما الرجال فقد استأثرت باهتمامهم مواقع أخبار الرياضة وأخبار وخدمات الاقتصاد والاستثمار والبريد الالكتروني ومواقع أخرى عشوائية أو مختارة من وحي الأحداث الراهنة، وفي أحيان قليلة يقصدون مواقع الخدمات والاستشارات القانونية والمالية، علاوة على ذلك وجدت الدراسات أن مساهمة النساء كمبرمجات لبرامج الكمبيوتر محدودة، وأن عليهن بذل جهود مضاعفة لنيل الاعتراف بقدراتهن واحترامها.
كما يجدن صعوبة في الحصول على امتيازات المشاريع الضخمة وصعوبة أكبر في تأمين التسهيلات المصرفية اللازمة عبر القنوات المعتادة، كما أن فرصهن في التوظيف كمتخصصات في مجال تكنولوجيا المعلومات أقل بكثير من فرص أقرانهن الرجال.
عنصرية جديدة
وفي الواقع، ثمة اعتقاد أن المرأة تتعامل مع الانترنت كمستهلك، وقد تأسست جمعيات ومؤسسات عدة لمكافحة هذه (العنصرية) الجديدة، غير أن النتائج اتت غير مشجعة، وبالنسبة الى الأجهزة فان أي جهاز كمبيوتر معد لاستخدامات الانترنت يوضح اهتمام المصنعين الحصري بالنمط الذكوري لاستخدام الجهاز فبدلا من تعزيز كفاية الجهاز لئلا يتعطل فانه يخبر المستخدم ماذا يفعل ليحل المشكلة، ويمنح هذا الأمر الرجال؛ لان النساء أكثر عرضة للاحباط وتشتت الأفكار في هذا الوضع، مما يجعل أرباب العمل يفضلون الموظفين من الرجال، وترى الدراسة ان النساء كمبرمجات يواجهن صعاباً حتى ضمن الاطار الاستهلاكي، فقد تم تصنيفهن ضمن الفئة المستهلكة في عالم الانترنت.
أما بالنسبة الى الأقلية من مستخدمي الانترنت الأكبر سنا والمحترفين فمعظمهم يقر بأنه لم يستخدم الانترنت الا حين أصبح هذا ضرورة مهنية لا مفر منها، ومن الأمثلة المؤسفة لهذا النمط للاستخدام هو ما يطالعنا فور التصفح صفحة البداية العربية فنرى
خدمات الانترنت مدرجة وبوضوح تحت بند التسالي، بينما تصنف تحت بند التكنولوجيا والإنترنت في الصفحات الأخرى.
وفي المحصلة النهائية فان بعض محللي دراسات الانترنت يطلقون على النساء المستخدمات للانترنت تعبير الجميلة النائمة، فهم يرون أنها مازالت في سبات عميق وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط.
الأوروبيات يستخدمن الانترنت أكثر!
في أوروبا أكدت دراسة حديثة ان عدد الأوروبيات اللواتي يتصفّحن مواقع الإنترنت في تزايد، وانهن يظهرن براعة أكثر من الرجال، وأشارت الدراسة التي قامت بها شركة (جوبيتر للدراسات) التي تتخذ من بريطانيا مقراً الى ان عدد النساء اللواتي يستخدمن الانترنت ارتفع 29 في المائة بين شباط 2003 والسنة الحالية، ووصل الى 25.1 مليون امرأة أوروبية من المانيا وايطاليا وفرنسا واسبانيا وسويسرا وبريطانيا.
وهذه النسبة المسجلة للنساء يقابلها ارتفاع في نسبة مستخدمي الانترنت من الرجال التي سجّلت 24 في المائة ووصلت الى 40.1 مليون رجل اوروبي مقارنة بنحو 31.9 مليون قبل عام، موضحة ان الرجال يستخدمون الانترنت لأوقات اطول بينما النساء يقمن بتصفح يومي لصفحات التسوق والسفر ويبعثن تحياتهن عبر بطاقات الكترونية.
وأضافت الدراسة انه في شهر شباط من هذه السنة امضت النساء الاوروبيات نحو سبع ساعات اسبوعيا في استخدام الانترنت في مقابل عشر للرجال، وان النساء يبحثن عن معلومات تساعدهن في حياتهن اليومية بينما يقوم الرجال بالتصفح في شكل عام وقراءة محتويات معينة ونقل معلومات وحفظها في جهاز الكمبيوتر الشخصي.
وفي جميع الدول المذكورة في الدراسة، باستثناء المانيا، فان النساء الصغيرات في السن يستعملن الانترنت بشكل كبير بينما في المانيا فالسيدات في عمر الخمسين وما فوق
يمضين ساعات اطول تصل الى تسع ساعات متواصلة في الشهر.
ومن أهم المواقع التي تقوم النساء الأوروبيات في فئة الأعمار بين 25 و34 سنة بتصفحها هي المواقع الغذائية بالإضافة الى المواقع المتخصصة في بيع العقارات والتأمين والسينما.
المنطقة العربية.. سبات عميق
المشهد عربياً محزن، فحتى الشركات ومؤسسات الدراسات غير متوافرة، وإن قررت مؤسسة القيام بدراسة فإن نتائجها تكون مخيّبة للآمال، وعلى كل تشير دراسة الى ان 82 في المائة من المستخدمين هم من الذكور والبقية من الإناث! والنسبة التي تفصل الجنسين ليست عادية وتشكل حاجزا كبيرا نظرا الى ان النساء عموما لا يستخدمن الكمبيوتر وليس لديهن وسائل نفاذ الى الانترنت.
ويصح هنا السؤال: ما سبب التفاوت الكبير وما هي اهتمامات المرأة العربية وما سر عدم انجذابها الى الانترنت؟ هل يكمن السبب في القيود المفروضة على الإناث في بعض المجتمعات العربية والتي تحول مثلا دون وصولها الى الانترنت او خروجها من المنزل ووصولها الى مقاهي الانترنت؟ او يعود ذلك الى انشغال المرأة الدائم بأعباء المنزل والتي تتعارض في كثير من الاحيان مع عملها خارج المنزل؟ عمليا، ان انخفاض نسبة مشاركة النساء يجعل من الصعب التوصّل الى نتائج دقيقة من الدراسات المتوافرة، وثمة أمور تحتاج الى مزيد من الدراسة.
ومن المهم التنبه الى ان رفع معدلات استخدام الإناث في المنطقة للانترنت يحتاج الى تخفيف الضغوط والقيود الاجتماعية المفروضة عليهن في بعض المجتمعات العربية والعمل على تطوير محتوى عربي ملائم للمرأة العربية وإشراكها أكثر في عملية صناعة المحتوى الرقمي العربي، كذلك من المهم تشجيع الإناث على الانخراط في بناء مواقع الانترنت الخاصة بهن.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
الاتصالات
الالعاب
الامن الرقمي
دليل البرامج
اخبار تقنية
تجارة الالكترونية
جديد التقنية
حوار العدد
قواعد البيانات
معارض
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved