صعوبة اكتشاف واضعي الفيروسات
* إعداد: أميمة كامل
|
هناك صعوبة في اقتفاء مكان انتشار فيروسات الكمبيوتر مثل دودة (ساسر)، بالإضافة إلى الغموض الأخلاقي الذي يكتنف هذه العملية، وقال دافيد بيري من شركة تريند ميركو انه من بين 75.000 فيروس يتم كتابتها سنويا، فإن جميعها باستثناء 1000 تصيب الآخرين، ولذلك فهو يتساءل إذا كانت عملية كتابة الفيروس تشكل جريمة أم لا؟ ويقول إذا كنا في مجتمع مفتوح، فهل يعني ذلك أن نتخلى عن كافة الحريات؟
ومن الجدير بالذكر أن مؤلف دودة (ساسر) اعترف بما أقترفه من ذنب، وهو الأمر الذي لاقى ترحيبا من السلطات المعنية في مجال التكنولوجية، إلا انهم طالبوا السلطات المسؤولة عن التحقيق في الهجمات بالفيروسات أن يكون لديها سجل اقتفاء افضل، وذلك لأن العديد من فيروسات الكمبيوترات متشابهة للغاية ويكون متوسط الضرر الذي يصيب كل مستخدم منخفضا نسبيا، ولذلك فإن معظم الموارد يتم توجيهها نحو جرائم الكمبيوتر الأكثر ضررا مثل الاحتيال والاختلاس. وأضاف دافيد بيري المدير العالمي للتعليم بشركة تريند ميركو انه بموجب الاحتمال الإحصائي فإن كل كمبيوتر يتأثر بالفيروسات عاجلا أم آجلا، فالفيروسات ليست مستهدفة، ولذلك فإن الوكالات مثل وكالة التحقيقات الفيدرالية مهتمة بشكل اكبر بالجرائم الشديدة مثل تلك التي تتعلق بسرقة المال.
ونظرا للطبيعة العالمية للإنترنت، هناك سهولة في توزيع الفيروسات وتعقيد في تنفيذ القانون بسبب إخفاء التحقيقات وعدم وضوح التنفيذ والسلطات القضائية المختصة، ويضيف ديف كوتز، مدير الأبحاث والتطوير بمعهد كلية دراتموث لدراسات التكنولوجية الأمنية (هناك صعوبة قانونية في اقتفاء مصدر الفيروس لأن مؤلفي الفيروسات يدخلون عادة إلى الإنترنت من خلال أجهزة أشخاص آخرين). ويضيف كوتز انه في الوقت الذي يلاحظ فيه أي شخص دودة أو فيروسا جديدا، يكون قد انتشر بشكل كبير وبهدوء بعيدا عن موقعه الأصلي، ويتم تسهيل هذا التوزيع بسب عدم معرفة النقاط الطرفية العاملة للدخول إلى الإنترنت، وخاصة في مقاهي الإنترنت التي لا تطلب إظهار بطاقات التعريف الشخصية قبل منح العميل حرية الدخول إلى الإنترنت، ولذلك هناك مشكلة في العثور على أثر إلكتروني يدل على المستخدم الفردي.
وأوضح فينسنت جلوتو، نائب رئيس الأبحاث المضادة للفيروسات بشركة نيتورك اسوسيستس ورئيس فريق مكافي المضاد للفيروسات للاستجابة للطوارئ:(لا يبدو أن هذه المقاهي تبذل الجهد المطلوب لأنه يمكنك الدخول في أي منها والولوج إلى شبكة الإنترنت بهوية مجهولة، ثم تقوم بإدخال قرص مرن محمل بالفيروس وتقوم بنشره في جميع أنحاء العالم خلال دقائق. وكما هو الحال في الحرب على الإرهاب، اقترح البعض أن افضل دفاع يتمثل في الذكاء التفاعلي، أي تطوير قوائم مراقبة لمؤلفي الفيروسات المحتملين وبعد ذلك استخدام هذه المعلومات للتوصل إلى قائمة موجزة للمتهمين المحتملين في حالة اندلاع نوع معين من الفيروسات).
وقال بيري انه عمل بالارتباط مع وزارة الأمن الداخلي لكي يتم إقامة قمة للأمن الوطني على الإنترنت، وأعرب عن اعتقاده بأن وكالة التحقيقات الفيدرالية تقوم بإرسال محققين سريين إلى مؤتمرات مقتحمي كمبيوترات الآخرين. إلا أن جلوتو يقول إن هناك استخداما قليلا لهذه المعلومات، وذلك لانه يرى أن من يكتبون الفيروسات ليس هم من يقومون بنشرها، كما أن هناك أمورا مجتمعية تصعّب عملية وضع قائمة بالمذنبين المحتملين.
ومن ناحية أخرى، فإن كتابة فيروس على الكمبيوتر بدون نشره لا يشكل جريمة، ما لم يتم نشره فعلا وحتى ذلك الحين فهو يمثل شفرة كمبيوتر فقط؟
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 