في ذلك العالم السفلي فإن ما يسيل لعاب الهاكر ليس الفوز بالأشياء المادية أو سرقة الأموال، ولكنه ذلك النوع من الإثارة الذي يشعر به عندما يخترق الحاسبات الشخصية والشبكات، والتي تصبح بعد ذلك عادة يدمنها ذلك النوع من المخترقين.
والهاكرز يعلمون الكثير عن الحاسبات بصورة أفضل بكثير من المستخدم العادي، ويستخدمون قدراتهم ومعرفتهم بأنظمة الحاسوب من أجل إحداث أضرار وتدمير وإحداث خسائر مادية تصل في بعض الأحيان إلى ملايين الدولارات.
فالهاكر أياً كان نوعه هو ذلك الذي يتسلّل إلى الأنظمة الإلكترونية بأي غرض ما وهو مجرم طبقًا للقانون، ثم بعد ذلك يتم تصنيفه بحسب الأضرار التي يحدثها والمعلومات التي يحصل عليها، وفي عالم الهاكرز يتم تصنيف المخترقين إلى نوعين:
ذوو القبعات السوداء: وهم أولئك الذين يحدثون أضرارًا في عالم الحاسوب عن طريق اختراقهم للأجهزة والشبكات، ويستخدمون برامج خاصة لخداع المستخدمين لسرقة الملفات الشخصية وكلمات السر وبطاقات الائتمان، وهم بصفة عامة يسرقون أو يدمرون، وأكثر ذوي القبعات السوداء خطورة هم القادرون على أن يظلوا غير معروفين لعدة سنوات، ويراقبون سرًا الأنظمة الضحية انتظارًا للإيقاع بهم.
ذوو القبعات البيضاء: أما الهاكر ذوو القبعات البيضاء فأولئك الذين يريدون اكتشاف الأنظمة فقط بغرض الفضول وليس بغرض الدوافع الإجرامية، والهاكر ذوو القبعات البيضاء يرفضون الإضرار بالأنظمة الإليكترونية أو سرقة البيانات أو قطع الخدمة عن مواقع الإنترنت، ولكن نشاطاتهم غير قانونية طالما أنهم يقومون بالدخول إلى أنظمة بدون التصريح لهم، كما يمكن أن يقوموا بإحداث أضرار جسيمة حتى ولو بدون قصد، فيمكن أن يقوموا بالتعديل في البيانات أو حتى إلغاءها تماماً، وبعض أولئك الهاكر ذوي القبعات البيضاء يعملون كمستشارين أمنيين أو مبرمجين أو مديري شبكات ويتقاضون أجورًا عالية.
