الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 13th June,2004 العدد : 73

الأحد 25 ,ربيع الثاني 1425

عقول أطفالنا والغزو الإلكتروني
تعددت وسائل الثقافة، وأساليبها ووسائطها، وألوانها وأشكالها ،ولن نتحدث عن كل أساليب الثقافة المطروحة على أطفالنا، وأشكالها، وتأثيراتها ولكن سيكون حديثنا منصباً على شكل ثقافي جديد بدأ يغزو العقول والوجدان، وانتشر في الأسواق والبيوت والمدارس والمعاهد ودور الحضانة. . إلخ. وقد عرف هذا الشكل باسم (الثقافة الإلكترونية)، التي جلبها دخول أجهزة الحاسب الآلي، وشبكات المعلومات (الإنترنت) وغيرها، في منازلنا ومدارسنا.
نحن في هذه المقام نتفق مع مقولة أن الثورة الإلكترونية الإعلامية ثورة حقيقية، لها فوائد نلمسها كل يوم في المطارات والبنوك والمكتبات وغيرها، لكن بقدر ما تزيد المجتمع المتعلم المصنع علماً ومعرفة ونشاطاً، بقدر ما تغمس المجتمع الذي تعوزه المؤسسات في الذهنية الخرافية الاستهلاكية ولا يتلافى الخطر إلا باتباع سياسة ثقافية قومية واعية متكاملة. ونتفق أيضاً مع القول أن مما لا شك فيه أن اختراع الوسائل الإعلامية المختلفة يعد من أرقى ما وصل إليه العقل البشري في العصر الحديث، وهي تستعمل للخير وتستعمل للشر، ولا يختلف اثنان على أن هذه الاختراعات لو استخدمت في الخير، ونشر العلم وتثبيت العقيدة الإسلامية وتدعيم القيم الأخلاقية، وربط الجيل الحاضر بأمجاده وتاريخه، لكان لها الدور الإيجابي للاستفادة منها والاستماع إليها.
أما إذا استعملت لترسيخ الفساد والانحراف، ونشر الرذيلة والانحلال كان لها الدور السلبي. ونحن حين نتحدث عن هذا الشكل الثقافي الجديد.
فإنما نتحدث عن المستقبل القريب لمجتمعنا العربي، وهو يقف على أولى عتبات القرن الحادي والعشرين، ومستقبل الطفولة والأطفال في هذا المجتمع نأمل له كل الخير والتقدم والازدهار، في ظل طفولة سوف تحكم هذا الوطن العربي الكبير عندما تكبر في العقود القليلة القادمة، فالأطفال والشباب هم أكثر الفئات العمرية استجابة للتغير الاجتماعي والثقافي والفني، ومن ثم فهم صانعو التطور والتغيير في المستقبل القريب.
وإذا كان الاعتقاد السائد أن الثقافة تمر من الكبار إلى الصغار دوماً، فإن ذكاء الحر يتساءل: «ألا نرى الصغار، خصوصاً في ظروف الانتقال من مرحلة إلى مرحلة، وما يترتب عليها من تغيير في أساليب الحياة والمعاش، أقدر على استيعاب هذا التغيير، وملاحظته واحتضانه؟ ألا نرى أنه في عصرنا، عصر الثورة العلمية والتكنولوجية الوافدة إلينا، أن بإمكان الصغار نقل معارفهم ومعلوماتهم إلى الكبار، وبمقدورهم أن يشرحوا مسائل تتعلق بالمنجزات العلمية والآلات الحديثة، بحيوية وقدرة أكبر ممن هم أكبر سناً في بعض الأحيان؟ خاصة أن الأطفال والشباب حالياً يعرفون عن الكمبيوتر والإنترنت، أكثر من الكبار الذين لم يدخلوا عصر المعلومات. إن الثقافة الإلكترونية هي الثقافة الوافدة علينا من خلال ما يعرف بعصر الموجة الثالثة الذي يعيشه الإنسان حالياً، وهو العصر المعلوماتي الذي رافقته ثورتان تكنولوجيتان هما: ثورة الاتصال، وثورة تقنية المعلومات، وسيكون حديثنا في هذه الجزئية منصباً على الثقافة الإلكترونية الوافدة من خلال الحاسب الآلي بما فيها شبكة الإنترنت التي لا يستطيع المرء الوصول إليها حتى الآن بدون هذا الجهاز.
التقنية والتفكير العلمي
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل إشاعة أدبيات الثقافة الإلكترونية بين أطفالنا، يؤدي إلى إشاعة نمط التفكير العلمي بينهم؟
حيث الحكم على المسائل والظواهر والمشكلات بوعي شامل استناداً إلى ضوابط معينة، فما دمنا نريد لأطفالنا أن يحلوا المسائل المعلقة بحياتهم والمشكلات التي يواجهونها ويفسروا الظواهر تفسيراً صحيحاً، فإن هذا يعني أننا نريد لهم أن يفكروا بطريقة علمية، فهل تعاملهم المستمر مع أجهزة الحاسب الآلي سيؤدي إلى إشاعة هذا النمط من التفكير أو على الأقل يعلمهم كيف يفكرون، تفكيراً غير جزافي قائماً على خطوات يعتمد بعضها على البعض الآخر؟ ويا حبذا لو كان هذا التفكير هادفاً، ودقيقاً، ومرناً وبعيداً عن الجمود، وغير قائم على التعصب، وواقعياً، أي لا يعتمد على الخيال المريض في فهم الأشياء والتعامل معها؟ فهل الثقافة العلمية التي نريدها لأطفالنا، هي الثقافة الإلكترونية؟ لكي نصل إلى إجابة مقنعة يجب أولاً تعريف الثقافة العلمية، ثم نقارن بينها وبين الثقافة الإلكترونية بمفهومها السابق. الثقافة العلمية أو الثقافة التكنولوجية في أبسط تعريف لها هي ربط العلوم النظرية التي يقوم الطفل بدراستها أو معرفتها، بالتطبيق، وعن طريق ذلك يتم تثقيف الطفل علمياً أو تكنولوجيا بشكل صحيح.
أما القنوات التي من الممكن أن تصل من خلالها الثقافة العلمية أو التكنولوجية للطفل، فهي: البيت، المدرسة، ووسائل الإعلام المختلفة من صحافة علمية ومذياع وتلفزيون يقدمان برامج علمية مبسطة، وأفلام فيديو وسينما الأطفال، وأدب الخيال العلمي، وبرامج الحاسب الآلي. . إلخ، ويمكن أن يتم التثقيف العلمي أو التكنولوجي للطفل بشكل جيد إذا روعيت معطيات الكتابة العلمية، أي الأرضية العلمية التي يمكن أن يعتمدها الكاتب في إيصال العلم للطفل. ومن المعلوم أن لدى الأطفال شغفاً كبيراً بقراءة الكتب العلمية، وخاصة خارج المقرر الدراسي إننا بذلك ننظر إلى مستقبل ملايين الأطفال العرب (الذين يشكلون أكثر من نصف عدد السكان), والذين يتهيئون لعبور السنوات العشر الأولى من القرن الحادي والعشرين، والحديث عن هذه السنوات هو الحديث عن عصر الكمبيوتر والرجل الآلي والذكاء الاصطناعي وبنوك المعلومات، وهو الحديث عن هندسة الوراثة ومغامرة الإنسان المثيرة لاقتحام الخلية والتلاعب بشفرتها الوراثية الدقيقة، وهو الحديث عن حرب الكواكب واستعمار الفضاء والأقمار الصناعية التي تجوب الكون من أقصاه إلى أقصاه، وهو الحديث عن العولمة وتطبيقاتها ، حيث يريد أعداء الأمة العربية (تشكيل الثقافة على مزاجهم، عن طريق تدمير كل الثقافات الأصيلة الموروثة، عن طريق تغييب الوعي).

..... الرجوع .....

العنكبوتية
الاتصالات
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
قضية تقنية
دليل البرامج
اطفال كوم
نساء كوم
دكتور .كوم
الحكومة الالكترونية
الرسوم المتحركة
قواعد البيانات
معارض
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved