الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 14th March,2004 العدد : 60

الأحد 23 ,محرم 1425

إلى أين ستتجه الشبكة في عام 2004؟

* اعداد: طارق راشد
يُعد إبداء التخمينات حول شبكة الإنترنت دوما أمرا محفوفاً بالمخاطر، ذلك أنها تحدت المنطق المتعارف عليه في كافة ميادينها، فهل نقول إن من المستحيل بيع الملابس وغيرها من منتجات التقنية المتقدمة على الإنترنت؟ أو نقول إنه بحلول عام 2005 سيحصل الجميع على مدى ترددي؟ كلها استنتاجات خاطئة..
وإذا قلنا إن كافة أشكال الاتصالات والترفيه ستركز بسرعة على الكمبيوتر الشخصي! قد يتحقق هذا، ولكن ليس قبل عدة سنوات.
لنخض هذا الدرب الشائك بقليل من التخمينات لعام 2004 وآمل ألا نخفق بسرعة.
الجميع يستهدفون Google
لقد أعلنت شركة مايكروسوفت (MSFT) بالفعل عن خططها للاستثمار بقوة لبناء محرك بحثها الخاص، ولقد قامت بالفعل بتعيين موظفين أساسيين من شركة أوفرتشيرOverture، وغيرها من الشركات، وجدير بالذكر أن موقع ياهو Yahoo يسير على نفس هذا الدرب، ذلك أنه استولى بسهولة على موقع أوفرتشر، وكذا على أصول أساسية لشركات محركات البحث أمثال Altavista وFAST.
بيد أن ثمة موجة من المشروعات الناشئة أيضا تستهدف موقع Google وكذا موقعYahoo، واللذان يعدان أفضل محركي بحث على الإطلاق، هذا ويقدم موقع كانوودل Kanoodle تقنية تعيين الموقع المدفوعة الأجر والتي تدعي الشركة صاحبة الموقع أنها تتفوق على تقنيات كل من Google أو Overture.
وقد بدأت أداة بحث جروكسيس Groxis والتي تعمل كتطبيق على سطح المكتب، عملها تحت رعاية Google، وهناك متسابق جديد في هذا المضمار يعد العدة للسباق المحتدم وهو موقع فيفانت Vivante، ويهدف إلى أن يقدم للمتصفح إمكانات بحث متخصصة حسب الموقع الجغرافي تفوق أي إمكانات يقدمها أي موقع آخر، والمعروف أن موقع آسك جيفيز Ask Jeeves عمل على تطوير محرك بحثه المعروف باسم تيوما Teoma لدرجة جعلت منه منافساً قوياً جدا لمحرك بحث Google.
وهناك منافسة أكثر في القريب العاجل حيث يستثمر المستثمرون المغامرون أموالا طائلة في محركات البحث الناشئة، وليس هذا بالأمر المفاجئ لو وضعنا في الاعتبار التقييم البالغ قيمته 15 مليار دولار السابق للعرض العام المبدئي لبيع الأسهم الذي حدده مراقبو موقع Google للشركة، إن موقع Google هدف مغر، وسيستقطب عددا متزايدا من المنافسين في العام المقبل.
شركة البث هي نفسها شركة
الهاتف الخاصة بك
إن مجموعة شركات بيبي بيلز Baby Bills والتي تقدم خدماتها الهاتفية المحلية إلى الغالبية العظمى من أمريكا تعاني من موقف حرج، ذلك أن معظم إيراداتها تعول على تقنية الهاتف عتيقة الطراز، ولكن الأمريكان سيشرعون في التخلص من خطوطهم المحلية في عام 2004، وبدلا منها سيختارون الهواتف اللاسلكية أو خدمة اتصال الإنترنت (والمعروفة باسم بروتوكول نقل الصوت عبر الإنترنت، أو VoIP)، إن قابلية النقل الذي يتميز بها الرقم اللاسلكي تسمح لمستخدمي الهواتف المحمولة الآن بنقل أرقامهم من مخطط لآخر، الأمر الذي يجعل من الهواتف المحمولة أجهزة أكثر جاذبية كبديل دائم للخطوط الأرضية.
وفي نفس الوقت، فقد ارتقت جودة خدمة اتصال الإنترنت إلى آفاق بعيدة، ولقد أعدت عدة شركات بث وشركات اتصال لمسافات بعيدة العدة لعرض هذه الخدمة لملايين من عملائها المحليين، وحتى يتسنى لشركات بيبي بيلز مجابهة هذه التحديات، يتعين عليها إنفاق أموال طائلة لتحديث شبكات خطوطها الرقمية واسعة النطاق عتيقة الطراز، وحتى هذه اللحظة أنفقت هذه الشركات ما يقرب من الحد الأدنى بهدف منافسة شركات الكابلات.
إن لحظة الحقيقة آتية الآن، ولو لم تعمل هذه الشركات على الرقي بالقدر الكافي الذي يمكنها من تقديم خدمة فيديو مقبولة، ستلقى حتفها وسط هذه المنافسة، وإلا سيتعين على هذه الشركات أن تدعم بشكل أو بآخر شبكة موروثة باهظة التكلفة إلى أقصى الحدود وذلك بواسطة بيع خدمة الدخول إلى الإنترنت في المقام الأول، في الوقت الذي أصبحت فيه مثل هذه الخدمة شبه مجانية لدى منافسيها بصورة متزايدة.
تقنية الواي فاي: انتظر
للعام القادم
يتوقع الجميع أن يصبح عام 2004 العام الذي تغدو فيه تقنية الواي فاي WiFi تقنية شائعة، فنرى أن شركة انتل Intel منغمسة في دمج مثل هذه التقنية داخل كافة أجهزة الكمبيوتر النقالة التي تقوم بتصنيعها، كما نرى أن هناك ثمة تصريحات سريعة متلاحقة وهائلة تعلن عن ظهور شبكات واي فاي عامة مثيرة للجدل.
والمؤسف أن مثل هذه التقنية لازالت في مرحلة لا تؤهلها للعمل في وقت الذروة، ولازال تثبيت عقد الواي فاي في المنازل مشكلة عويصة، ذلك أن تهيئتها لا تعتمد على الحدس دائماً، وكثير من الناس يصابون بالإحباط لاعتقادهم أن هذه الشبكات مثلها مثل أنظمة التثبيت والتشغيل التلقائي، وكذلك تسيطر عليهم حالة من القلق تجاه أمن البيانات المارة عبر الشبكات اللاسلكية، كما أنه ليس من السهل تثبيت برمجيات الأمن الأساسية كما هو الحال مع غيرها من الشبكات. وعلاوة على ذلك، فالخدمات التي تقدم شبكات مثيرة للجدل للمشتركين المسددين نظيرها لازالت تعاني من العيوب في أفضل حالاتها ويتدنى أداؤها إلى أسوأ مايمكن في أسوأ الظروف، ويجب أن تتطور كافة هذه الأشياء بسرعة حيث إن شركات الهاتف وشركات تزويد الخدمات اللاسلكية تعمل على نشر شبكاتها وتشرع في هدوء في حل نفس المشاكل التي أبتلي بها الدخول على الإنترنت من خلال خطوط المشتركين الرقمية عندما بدأت عملها في تسعينات القرن الماضي، ولكن إن كنت تتوقع أن يكون عام 2004 هو عام تقنية الواي فاي، ستصاب بخيبة أمل.
الفجوة الرقمية الدولية تتضاءل
عقدت الأمم المتحدة قمة الإنترنت الأولى لها في جينيف في شهر ديسمبر، ولقد اجتذب هذا الحدث 12000 شخص من 150 دولة، وكان هدفه الأساسي مناقشة السيطرة المستقبلية على الإنترنت والكيفية التي تساعد الدول المتقدمة بها العالم النامي على سد الفجوة الرقمية بينهما.
ولقد أبدى كثير من المفوضين شكاوى من هيمنة الولايات المتحدة الآن على الإنترنت، فيما اقترح البعض الآخر أن تؤسس الدول المتقدمة صناديق مالية لمساعدة الدول الفقيرة حتى تدخل عالم الإنترنت، ولكن في عشية القمة، أصدر اتحاد الاتصالات السلكية واللاسلكية العالمي أول تقرير لتطوير الاتصالات السلكية واللاسلكية العالمية، والذي فحص ميدان الدخول إلى الإنترنت وكذلك توجهات الاتصالات الأخرى وانتهى إلى نتائج مذهلة.
وأهم هذه النتائج أن الفجوة الرقمية في العالم النامي تم المبالغة فيها بشكل فادح، وكشفت الدراسة أن استخدام الإنترنت في مدينة ليما Lima، عاصمة بيرو وحدها فاق بالفعل تقديرات الحكومة لاستخدام الإنترنت في البلد بأسرها، أما في جامايكا فقد قدرت دراسات المستخدمين الدخول إلى الإنترنت بنسبة 23% من تعداد السكان بأكمله في مقابل التقديرات الحكومية التي بلغت 5% فحسب.
وهذه التناقضات مصدرها القصور الشديد في مجال البحث الحقيقي في هذه المنطقة، فقد قدمت هذه الحكومات تقديرات مترددة من المراكز الرئيسية دون أي نوع من الدراسات الميدانية تدعمها. وهذه النتائج تشير إلى الاضمحلال السريع في الفجوة الرقمية فيما يختص الوصول إلى الإنترنت بواسطة الأساسيات، وفي عام 2004 حيث ستصبح التقنيات التي تسهل هذا النوع من الوصول إلى الإنترنت أرخص وستظل تكاليف الاتصالات السلكية واللاسلكية ونقل البيانات منخفضة جدا، ستتاح الفرصة إلى عدد متزايد من سكان العالم لتصفح الويب على أقل التقديرات، وستتولى مقاهي الإنترنت العبء الأكبر من هذه المهمة، وهي وسيلة رائعة لتوفير الوصول الرخيص وتوزيع تكلفة أجهزة الكمبيوتر وكمية البيانات.
ولا يعني أي من هذه التخمينات أن الدول المتقدمة لا يتعين عليها مد يد العون من أجل سد ما بقي من الفجوة الرقمية بصورة أسرع، ولكنه لأمر مشجع أن السمات الأساسية للإنترنت جعلتها متوافقة كل التوافق مع كل من الميسر والمعسر. ولا يقتصر الأمر على ذلك ..، فبطبيعة الحال هناك تشكيلة عريضة من المميزات الممتعة الكامنة في جعبة الإنترنت في العام التالي، فمن المتوقع أن تصبح تنزيلات الموسيقى الرقمية أمرا سائداً؛ فيما ستشهد شركة أميركا أونلاين (America Online(TWX تدهورا ملحوظا نتيجة لانتشار الولوج إلى الإنترنت منخفض التكلفة من خلال الهاتف، ومن الأرجح أن تكافح شركة مايكروسوفت عدداً أكبر من الفيروسات، صحيح، هذه ليست بالمفاجأة... ولكن توقع أن تتضاءل الفترة بين تصريحها بتعرضها لهجمات الفيروسات والشفرات المدمرة التي تهاجمها بالفعل.
ولكن هناك أمر واحد لا مراء فيه، ستأتي علينا السنة الجديدة بتغيرات كثيرة فيما يخص الإنترنت مقارنة بالسنوات القليلة السابقة، ويبدو أن هذا أمر لا مفر منه لو وضعنا في الاعتبار عدد المستخدمين الجدد للإنترنت، والموضوعات الأساسية التي من شأنها التأثير على هذا الميدان، واستثمارات رؤوس الأموال الإضافية والشركات الناشئة التي تنظر إلى الإنترنت الآن على أنها مصدر من مصادر الدخل المتجددة، أتمنى أن تمر عليك سنة 2004 بالأمان والسلامة في ميدان الإنترنت وفي غيرها من المجالات.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
ستلايت
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
تعليم نت
بورة ساخنة
دليل البرامج
اطفال كوم
نساء كوم
الابداع العلمي
التجارة الالكترونية
حوار العدد
معارض
برمجة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved