الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 14th March,2004 العدد : 60

الأحد 23 ,محرم 1425

تكنولوجيا الاتصال تسهل غيابهم رغم حضورهم!!
طلبة الجامعات والهروب من المحاضرات

بعد انتشار الكثير من الأجهزة المحمولة (كالهواتف والكومبيوترات) في أوساط الطلبة، صار بعض هؤلاء ضعيفاً أمام إغراء استخدامها في الحرم الجامعي بصفة خاصة، وهو شيء لا غبار عليه، غير أن الأمر تطور الآن حتى بات بعضهم يستخدم هذه الأجهزة داخل الفصل الدراسي لأغراضه الخاصة، وهو أمر جعل من الصعب على العديد من أساتذة الجامعات التغاضي عن الأمر، لأنه بات يهدد جهودهم في إيصال المعلومة الى الطلبة.
إذ يقول مايكل يونج أستاذ الأعمال في إحدى الجامعات الأمريكية إنه يبدأ كل فصل دراسي بتحذير طلبته من مغبة استخدام كومبيوتراتهم المحمولة (التي يحتاجون إليها في دراستهم الجامعية) أثناء الدرس لتصفح الشبكة لأغراض شخصية لا علاقة لها بالمحاضرة التي يقدمها لهم.
ويلجأ بعض الطلبة أحياناً بسبب شعورهم بالملل من المحاضرة الى استخدام برامج التراسل الفوري (instant message) من أجل التعليق على أقوال الأستاذ أو التحدث في أمور شخصية، مما يتسبب بشرود أذهانهم عن المحاضرة والانشغال بأمور أخرى مما ينعكس سلباً على تحصيلهم الدراسي.
ويحذر يونج طلبته من أنهم يعرضون أنفسهم لعدم حضور المحاضرات ليوم كامل في حالة العثور عليهم (بالجرم المشهود)، ويبدو أن هذا النوع من التسلية يعد تحدياً جديداً للأساتذة، خاصة أنهم يعانون مسبقاً من شرود ذهن طلبتهم قبل انتشار هذه الأجهزة المحمولة.
أما الآن فبدلاً من تصفح الصفحات الرياضية أو تبادل الملاحظات الفورية داخل الصف فإن التسلية تصل الى قمتها عندما يستخدم بعضهم سماعات الستريو، لا بل يتمادى بعضهم عن طريق الاتصال بآخرين داخل الصف أو حتى في مكان آخر من العالم عبر البريد الإلكتروني أو عبر الهاتف الخلوي، أو حتى مشاهدة الأفلام.
إن الآلاف من طلبة جامعة منيسوتا الحكومية الأميركية يمتلكون كومبيوترات محمولة، والعديد منهم لديه الإمكانية للربط مع منظومة الإنترنت اللاسلكية للجامعة من أي مكان داخل الحرم الجامعي، وإن نصف عدد هؤلاء الطلبة يمتلكون هواتف محمولة، وبعض الطلبة يمتلكون أجهزة النداء الآلي (البيجر) فيما يمتلك بعضهم المساعدات الرقمية الشخصية (PDA).
وهذه الحقائق الجديدة جعلت جوين جريفين أستاذة اللغة الإنجليزية في الجامعة تقول (إنني أضفت عبارة جديدة لمنهاجي تقول رجاءً اغلقوا جميع الأجهزة الإلكترونية قبل البدء بالمحاضرة).
والسبب كما تقول جوين هو أن الطلبة لديهم أجهزة النداء الآلي والهواتف الخلوية، ويأتون حاملين المساعدات الرقمية الشخصية ويلعبون الألعاب، وهذه الأشياء تلهي كثيراً، لأن أي هاتف يرن، مثلاً، سيتسبب بتوقف المحاضرة عندما يصمت الجميع لمعرفة مصدر الاتصال. ويبدو أن جريفين ليست الوحيدة في هذه المعاناة، فكل أستاذ في هذه الجامعة يمكن أن يخبرنا بقصص حول أساليب لهو الطلبة أثناء الدرس، والفرق هو في أسلوب معالجة كل منهم لهذه المسألة، لكن يبدو أن أسلوب جوين في إنذار الطلبة هو الأكثر انتشاراً. غير أن دان ليفين الأستاذ في كلية الأعمال التابعة للجامعة له رأي في هذا المجال فهو يعتقد أن الأمر يتعلق بالمادة التي يتم تدريسها فهو يقول: لو كنت أدرس مادة مثيرة للاهتمام بأسلوب شيق فإن الطلبة لن يبحثوا أثناء المحاضرة عما يلهيهم.
رأي الطلبة في التسلية داخل الدرس
تقول جسيكا كيشي الطالبة في المرحلة الأولى بالجامعة إنها كانت ترى الطلبة يستخدمون كومبيوتراتهم المحمولة لنقل الأجوبة فيما بينهم أثناء الامتحان، وهو انتهاك واضح لسياسة الجامعة في العدالة بين الطلبة، ومع ذلك فإنها تعترف بأنها لم تبلغ عن أي من هؤلاء، وبالنسبة لها فإن الشيء الذي يلهيها أكثر هو المحاورة الاجتماعية مع الزميل الذي يجلس خلفها.
أما جين جيكوب فهي ترى أن أكثر ما يزعجها أثناء الدرس هو صوت النقر على لوحة المفاتيح عندما يقوم أحدهم باستخدام برنامج التراسل الفوري للتحاور مع صديق له داخل القاعة أو خارجها فهي تقول: إن الصوت يكون هنا بالضبط داخل أذني مما يغضبني كثيراً.
أما الطالب آدم وينجولد فهو يقول إنه كثيراً ما يرى الطلبة أثناء المحاضرة وهم يستخدمون كومبيوتراتهم لفحص بريدهم الإلكتروني لمعرفة ما إذا وصلت أي رسالة جديدة لهم.
وهو يقول إن ذلك لا يلهيه عن متابعة المحاضرة بل اعتاد عليه ويتوجب على الأساتذة أن يعتادوا على ذلك أيضاً.
ويقول وينجولد: قد يبدو من غير الطبيعي أن تثور ثائرة الأستاذ إذا ما كنت تتفحص بريدك الإلكتروني.
وللأساتذة رأيهم ورواياتهم أيضاً
وعلى الرغم من ذلك يبقى طبيعياً لأساتذة الجامعة أن يقلقوا حول الأمر، إذ يقول يونج إنك إذا جلست في الصف الخلفي لبعض الصفوف الدراسية التي يدرسها وراقبت ما يجري على شاشات الكومبيوترات النقالة المفتوحة لوجدت أن ثلثها تعمل في مجال لا علاقة له بالمحاضرة. غير أن بعض الأساتذة يشعرون أنه ليس لديهم الحق لإخبار الطلبة بكيفية استخدام كومبيوتراتهم وهواتفهم الخلوية.
إذ يقول ليفين: إن هؤلاء الطلبة دفعوا مبالغ لهذه الأجهزة وهي إلى حد ما من ممتلكاتهم، ومع ذلك فأنا أعتقد أن على الطلبة أن يكونوا بقدر المسئولية تجاهها.
وتوافقه في ذلك جريفين فهي ترى أن عليهم أن يدركوا أن هناك حصة دراسية قد دفعوا أجورها أيضاً، وعليهم أن يدركوا أن هناك من يريد أن يتعلم لذلك عليهم أن يحترموا من في القاعة بما في ذلك الأستاذ المحاضر.
وتتذكر كريفين كيف جاءت إحدى الطالبات إلى القاعة الدراسية ومعها العشاء، وبعد تناوله نهضت ومشت في القاعة لتلقي بالنفايات خارجاً عبر الشباك. وتقول جريفين بعد أن كررت ذلك ثلاث مرات، طلبت منها التوقف وقلت لها إن الضوضاء التي تحدثها أثناء الوجبة شيء والنهوض والمشي داخل القاعة شيء آخر!. غير أن بعض الأساتذة يرون أن معاناتهم ليست بهذه الحدة، في مسألة شرود الطلبة أثناء الدرس. إذ يقول راندال ماكلور الأستاذ باللغة الإنجليزية إن من المبكر الحديث عن كون الكومبيوترات النقالة باتت تشكل ملهاة للطلبة أثناء المحاضرة.
إذ يرى ماكلور: بالنسبة لمعظم الطلبة فإن معظمهم يرونها، حقيقة، تساعدهم لأنها تعلمهم كيفية استخدام التكنولوجيا.
أما دوران هنتر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة، فإنه يقول إنه لم ير الكثير من هذه الممارسات، وهو يعتقد أن المسألة ترتبط بالأستاذ نفسه: فلو كان لديك محاضرة معدة بشكل جيد وأسئلة جيدة ولك معرفة بالمادة التي تدرسها حتى تقدمها بطريقة واضحة فمن النادر أن تشهد مثل هذه الممارسات.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
ستلايت
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
تعليم نت
بورة ساخنة
دليل البرامج
اطفال كوم
نساء كوم
الابداع العلمي
التجارة الالكترونية
حوار العدد
معارض
برمجة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved