الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 14th May,2006 العدد : 162

الأحد 16 ,ربيع الثاني 1427

منافسة حادة بين شركات الاتصالات المتنقّلة في أسواق الشرق الأوسط
توجّهات عربية لتحرير أسواق الاتصالات بالتزامن مع انتشار اتفاقيات التجارة الحرّة العالمية
اتّجهت معظم أعمال مزوّدي خدمات الاتصالات الجدد في الشرق الأوسط نحو ميدان الاتصالات المتنقلة، ممّا انعكس على مناخ السوق واشتعال حدة التنافس فيه. ومن جانبها، تبنّت شركات الاتصالات القائمة استراتيجيات مضادّة ودفاعية للحد من احتمالية فقدان عملائها. فمع اقتراب تشبع الأسواق المحلية وتطور المنافسة، بادر مزوّدو خدمات الاتصالات باقتحام أسواق جديدة بحثاً عن فرصٍ للنمو.
وستضع التطوّرات التقنية بصماتها الواضحة على خدمات الاتصالات المتنقلة، مستحدثة اتجاهاً جديداً من تقارب ودمج تقنيات الوسائط المتعدّدة، وبالتالي خلق بيئة تنافسيّة قويّة بين مزوّدي خدمات الاتصالات المتنقلة، وأيضا مشغلي الوسائط.
وستتيح تقنيات الاتصالات السريعة وخدمات البث الإذاعي وصول المحتوى بشتى أنواعه إلى طيف واسع من المستخدمين.
وعندئذ، سيواجه مزوّدو الخدمات تحديات جدية لتحقيق التوازن بين عوامل الجذب والجوانب التطبيقية للأجهزة المحمولة من جهة، وسرعة الاتصال والنفاذ إلى البيانات من جهة أخرى.
***
آثار تحرّر السوق
بعد انضمام المملكة العربية السعودية في العام 2005، ارتفع عدد الدول العربية الأعضاء في منظمة التجارة العالمية ليصل إلى 12 دولة، ويعد الالتزام بتحرير سوق الاتصالات من شروط الحصول على عضوية منظمة التجارة العالمية، لذلك شهدت المنطقة ظهور شركات جديدة في قطاع الاتصالات.
وفي الواقع، فإن بعض الأسواق توصف بأنها أكثر تحرّراً مثل الأردن والبحرين، مع مبادرات جدّية للإمارات وقطر لتحرير أسواقها.
ويعتبر قطاع الاتصالات المتنقّلة أول المستفيدين من حركة تحرر الأسواق، حيث ظهرت شركات جديدة لم تكتف بأسواقها المحلية بل توسّعت إلى أرجاء المنطقة وخارجها.
ووصل عدد شركات الاتصالات المتنقّلة إلى أكثر من 30 بنهاية العام 2005، مقابل حوالي النصف لمزوّدي خدمات خطوط الاتصالات الثابتة بسبب ظاهرة الاحتكار. فضلاً على ذلك، يتوقع ظهور مزيد من شركات الاتصالات المتنقّلة خلال السنوات الثلاث المقبلة في مجموعة من الدول مثل الكويت وقطر والسعودية والإمارات ومصر والمغرب وتونس وسوريا، وعلى الأغلب لبنان بعد انتهاء عقود إدارة وتشغيل خدمات الاتصالات من قبل شركتين قائمتين هناك لمدة أربع سنوات. ومع إصدار التراخيص، فإن مزيداً من الاستثمارات الأجنبية المباشرة سيتم استقطابها إلى المنطقة مثل امتلاك شركة (فرانس تيليكوم) لحوالي 2.35% من أسهم شركة (موبايل كوم) في الأردن، إلا أن جزء كبير من مصادر التمويل لا زالت تأتي من المنطقة.
وتتضمن الاستثمارات في أسواق الاتصالات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كلاً من: شركة (اتصالات) الإماراتية التي تمتلك 35% من أسهم شركة الاتصالات الثانية في المملكة العربية السعودية، وشركة (إم تي سي فودافون) صاحبة أكبر حصة من شركات الاتصالات المتنقّلة في الأردن والبحرين، إضافة إلى الوطنية في الكويت التي تمتلك40% من أسهم شركة Asia-Cell في العراق.
***
حماية السوق المحلية
رغم أن التوسّع خارج الأسواق المحلية أصبح يشكّل شغل الشركات الشاغل، إلا أن الاستثمار محلياً لا يزال العنصر الأبرز في استراتيجيات مزوّدي الخدمات، وخاصةً مع احتمالات النمو العالية.
ويوضّح السيد هلال حلاوي، الاستشاري والمحلل أن مزوّدي الخدمات الجدد يتطلّعون إلى توسيع قاعدة مشتركيهم في ظل المنافسة المتزايدة، بينما تسعى الشركات القائمة في هذا القطاع إلى الحفاظ على مكانتها والحد من حجم الخسائر المتوقّعة في إيراداتهم المرتفعة بالعادة.
ويقول: (تعمل الشركات الحالية دفاعاً عن مكانتها السوقية على تحسين البنية التحتية لشبكاتها وتطوير خدمات جديدة لإرضاء عملائها. وفي الواقع، أثبتت بعض النماذج نجاحاً باهراً ونالت شعبية واسعة بين المشتركين، وربما تكون هذه الأساليب حلاً مثالياً للحد إن لم يكن القضاء على الضرر الناتج عن المنافسة).
وأصبحت برامج (ولاء العملاء) شائعة بين مزوّدي الخدمات، فمثلاً، حقّق برنامج (قطاف) الذي طرحته شركة (الاتصالات السعودية) لخدمات الاتصالات الثابتة والمتنقّلة نجاحاً باهراً، بالإضافة إلى برنامج (التميز) من شبكة (الجوّال) في السعودية لخدمة العملاء المتميّزين. وظهرت برامج مشابهة في كل من الأردن والمغرب والبحرين تتيح جمع نقاط مكافأة للمشتركين.
***
نماذج الأعمال الناشئة
تتيح التقنيات المتطوّرة طرح خدمات جديدة من المتوقع أن تلعب دوراً رئيساً في تحديد خيارات العملاء، وتماشياً مع تطوّر أجهزة الهواتف النقّالة، أصبح المستخدم بدوره يمتلك نظرة واسعة وشاملة، ونتيجة لذلك، تروّج الشركات خدمات مرتكزة على مزايا للترفيه وإدارة البيانات والمعلومات عبر شاشة الجهاز النقّال.
وخلال السنوات الأربع الأخيرة، شاع استخدام الرسائل النصية القصيرة بشكل ملحوظ على شبكات الاتصالات المتنقّلة في المنطقة، ومع انتشار خدمات الاتصال السريع وإدخال تقنية GPRS اللاسلكية، نالت الرسائل ذات المحتوى المتنوّع دعماً كبيراً، فيما ظهرت خدمة الرسائل متعدّدة الوسائط (MMS).
وفي الوقت الحاضر، تبنّت معظم الشبكات في المنطقة تقنية ال GPRS، بالإضافة إلى طرح خدمة الرسائل متعدّدة الوسائط (MMS) من قبل عدد كبير من مزوّدي الخدمات.
وتصنّف خدمات التراسل إلى ثلاث فئات رئيسة:
1- التراسل بين الأفراد: حيث ينشئ المستخدم رسالة ويبعثها إلى آخرين.
2- التنزيل: في حالة تحميل المعلومات، كتحميل النغمات من مصادر بيانات.
3- التصويت أو الإعلان العام: عندما يشارك المستخدم في التصويت أو عرض رسالة عبر برنامج تلفزيوني. ويشارك مزوّدو الخدمات حالياً الإيرادات مع مطوري المحتوى، وأبرز اللاعبين في هذا الميدان هم محطات التلفزيون، وأصحاب الملكية الفكرية للملفات الموسيقية، والشركات التي تجمع المحتوى من المطورين مثل الأخبار العامة والرياضية وغيرها، ويعتقد السيد كريم صبّاغ، نائب الرئيس في شركة (بوز ألن هاملتون) أن تطوّر المحتوى سيسهم في تعزيز مكانة مزودي الخدمات في الأسواق.
ويقول: (بدأ عدد كبير من محطات البث التفاعلية عرض محتوى موسيقي وخدمة متواصلة لتحميل النغمات وعرض رسائل المشاهدين بالاعتماد على الرسائل النصية القصيرة، والرسائل متعدّدة الوسائط. وعادةً ما يطلب مزوّدو المحتوى حصة كبيرة من الإيرادات والعوائد مقابل ملكيتهم لهذه المعلومات. ومن جهة أخرى، يدرك مزوّدو الخدمة دورهم الحيوي وعلاقتهم المطلقة مع المستخدم النهائي).
ومع ازدياد شعبية الرسائل والخدمات التفاعلية، فإن عوائد مزوّدي خدمات الاتصالات سترتفع طردياً. واتجهت شركات الاتصالات إلى الحصول على المحتوى بصورة مباشرة من المطورين، بينما تتطلّع شركات أخرى لدخول صناعة تطوير المحتوى والاستثمار فيها لزيادة حصتها من الإيرادات.
وحقّقت محطات البث التفاعلية في المنطقة إنجازات كبيرة، بل إن برامج مثل (ستار أكاديمي) و(سوبر ستار) و(الوادي) قد ساهمت في خلق فرصٍ متميّزة، تزيد من خلالها محطات البث إيراداتها إضافة إلى إيرادات الإعلانات.
ويعود الفضل بلا شك إلى شركات الاتصالات التي قد تقوم في المستقبل القريب بدراسة إمكانية دخولهم إلى الميدان الإعلامي مباشرة، مما سيمثّل حقبة جديدة لعالم الاتصالات في المنطقة.
***
عصر خدمات الاتصالات السريعة المتنقّلة
من المتوقع أن تهيمن الخدمات الحالية لشبكة GSM على إيرادات شركات الاتصالات في المنطقة ولعدة سنوات مقبلة. كما أن الاستثمارات الإضافية في تقنيات شبكة GSM الحالية ستستمر خلال خمس إلى ثمان سنوات أخرى عن طريق تحديث الشبكات وتبني نظم جديدة. وخلال هذه الفترة، تشير التوقّعات إلى تبني تقنيات الاتصالات السريعة اللاسلكية وانتشارها تدريجياً. وتبنّت أكثر من أربع دول في المنطقة تقنيات الجيل الثالث 3G وEDGE و(واي فاي)، مع تزايد إقبال الدول على هذه التقنيات في الفترة المقبلة.
ورغم أن هذه التقنيات ما زالت محصورة ضمن مناطق محدّدة، إلا أنه من المتوقع أن تنتشر مع دخول لاعبين جدد إلى السوق.
ونجحت بعض المحاولات مثلاً في جلب تقنية (واي ماكس) WiMax إلى المنطقة، وبنظرة تحليلية عميقة، نرى أن المستقبل لا يجيب عن تساؤلاتنا حول أي من هذه التقنيات ستسيطر على السوق!
فقد تكون مزيجاً من كل التقنيات الحالية، إلا أنها ستعتمد بلا شك على الجانب التطبيقي والعملي للأجهزة المتوافرة، وسيبقى عامل التنقل الكلي عنصراً رئيساً في المستقبل، وستواجه التقنيات اللاسلكية التي لا تتوافق مع الأجهزة المحمولة الصغيرة صعوبات في اختراق الأسواق الكبيرة.
وتوفر تقنيات الاتصالات المتنقّلة السريعة حرية الحركة والنفاذ بسهولة إلى محتوى الترفيه والمعلومات، بينما تؤمن التقنيات اللاسلكية البديلة حركة محدودة نسبيا، حيث تتطلب هذه التقنيات في كثير من الأحيان أجهزة كبيرة مثل الكمبيوترات المحمولة. ومن المتوقع أن تتضمن نماذج الاستخدام مزيجاً من التقنيات اللاسلكية تخدم عدة شرائح في السوق، على غرار ما قدمته شركتا Vodafone وT-Mobileمن خدمات موحدة ل GPRSوWiFi.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
الاتصالات
الالعاب
الركن التقني
أمن رقمي
دليل البرامج
أخبار تقنية
جديد التقنية
معارض
برمجة
منوعات
حاسبات
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved