الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 15th August,2004 العدد : 82

الأحد 29 ,جمادى الثانية 1425

تكنولوجيا تصوير النماذج المجسمة
تفتح الباب لطباعة أعضاء الجسم

فتحت عملية الطباعة التصويرية السريعة للنماذج (النمذجة) ، وخاصة ثلاثية الأبعاد الباب للعديد من تطبيقات التكنولوجيا الطبية الجديدة، ففي شهر أكتوبر الماضي تمكن الجراحون بنجاح من فصل التوأمين المصريين أحمد ومحمد اللذين كانا ملتصقين بالرأس، ومثلت هذه العملية التي استمرت نحو 34 ساعة انتصارا كبيرا للتكنولوجيا المستخدمة في الجراحة الحديثة.
ولم تنجح هذه العملية إلا بعد أن تمرن الجراحون على هذه العملية المعقدة من خلال نموذج تشريحي مطابق لجمجمتي الصبيين وهيئة شرايين وأوردة المخ، مرت عملية التدريب على عشرات من النماذج ثلاثية الأبعاد مصنوعة من مادة كيميائية شفافة بمساعدة أجهزة النمذجة السريعة مع الحصول على البيانات من كومبيوتر ماسحة الكشف المقطعي وجهاز التصوير بالرنين المغنطيسي، الأمر الذي يمنح الجراح رؤية واضحة داخل المخ البشري بصورة قد لا تتوفر حتى من خلال الكومبيوتر الاعتيادي.
وتعد أجهزة النمذجة السريعة هذه من أهم إضافات التكنولوجيا الحديثة، ويعتقد خبير النمذجة الأمريكي تيري هولر أنه ليست سوى مسألة وقت حتى تصبح أجهزة النمذجة هذه من أهم أولويات المستشفيات، وسيعتاد الأطباء على استخدام هذه الأجهزة وبشكل روتيني كاستخدام أجهزة أشعة اكس، ولن يتوقف عمل هذه الأجهزة في تصميم نماذج للعمليات المعقدة وحسب، فبعد عدة أعوام ستدخل هذه الأجهزة في إنتاج بدائل لأعضاء الجسم كالأسنان والعظام وحتى كامل أعضاء الجسم.
أجهزة النمذجة السريعة هي في الواقع طابعة قادرة على الطباعة بثلاثة أبعاد، حيث يكون ناتج أمر الطباعة عبارة عن مجسم بكامل أبعاده يتم بناء شكله طبقة فوق الأخرى من مادة بلاستيكية أو معدنية أو خزفية، وذلك اما عبر ضخ المادة الخام عبر فوهة مع التحكم الكامل أو عن طريق إذابة طبقات متتالية من البودرة باستخدام أشعة الليزر.
وكان الهدف الأساسي من هذا الجهاز في بادئ الأمر هو تمكين مهندسي التصميم من تجسيد تصميماتهم لتحديد اوجه القصور ومعالجتها قبل ترجمتها إلى واقع، ولكن حاليا اصبح الجهاز أكثر تطوراً وتعقيدا لدرجة إمكانية طباعة أشياء بمكونات متحركة.
ساعدت أجهزة النمذجة السريعة هذه في تقليل الوقت والجهد الذي كان يبذل في تشكيل الأشياء لتتناسب مع الأماكن المخصصة لها، واصبح كل شيء متروكا لماسحة الأشعة المقطعية التي تقوم بتحديد المقاسات والأبعاد المطلوبة عبر الحاسب الآلي، كما يقوم البرنامج بتحديد قراءة التصوير بالرنين المغناطيسي في شكل رسم ثلاثي الأبعاد على الحاسب الآلي، وما إن تتلقى هذه الطابعة أمر الطباعة حتى تبدأ في تشكيل المجسم المعني بجميع مكوناته الداخلية والخارجية.
وتمكنت مراكز الأبحاث بجامعة لندن من طباعة بدائل عظام باستخدام الخزف، مما قد ينهي مسألة بتر الأعضاء نتيجة لتهشم العظام. تجري حاليا أبحاث لتطوير هذه الطابعات استعدادا للخطوة التالية في استخدامها والتي تتمثل في طباعة أعضاء بشرية دقيقة، وذلك بتزويد ماكينة الطباعة بخلايا بشرية حية حسب ما ذكره الباحثون في جامعة الينوي الأمريكية، بحيث تتمكن الخلايا الحية المطبوعة من النمو والبقاء على نفس هيئة الطباعة، الأمر الذي يتطلب طابعات ذات إمكانيات عالية جدا وقادرة على طباعة أشياء دقيقة التفاصيل بحجم دقة تفاصيل الخلايا، الأمر الذي يعد مستحيلا في الوقت الحالي.
وأدق ما تمكن العلماء من طباعته حتى الآن كان ما توصل إليه الدكتور غراتسون وزميلته جينيفر لويس حيث تمكنا من طباعة مجسم بحجم 0.5ميكرون (ملايين جزء من المتر) ، مما يعد هذا الجسم اصغر مئات المرات من سابقه من المجسمات، كما أن هذا الحجم صغير لدرجة تبشر بقرب إمكانية طباعة الأعضاء البشرية.

..... الرجوع .....

الاتصالات
ستلايت
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الامن الرقمي
قضية تقنية
دليل البرامج
اخبار تقنية
جديد التقنية
الحكومة الالكترونية
قواعد البيانات
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved