الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 16th October,2005 العدد : 136

الأحد 13 ,رمضان 1426

300 مليون دولار تشعل النزاع..
شركة ديل تنشئ أكبر مصانعها في ولاية كارولينا

إعداد: وليد الشهري
قامت شركة ديل وهي من أكبر الشركات العالمية المصنعة لأجهزة الكمبيوتر الشخصي والمحمول بافتتاح أكبر مصانعها المتخصصة في إنتاج الأجهزة الكمبيوترية وذلك في ولاية كارولينا الشمالية.
وتقول الشركة إن هذا المصنع يعد أكبر مصانع الإنتاج بالولاية كما يعد أكثرها تطوراً.
وتأتي خطوة ديل في افتتاح مصنعها الجديد في كارولينا تأكيداً لسياستها التي تنص على التزامها بالعمل والتطوير داخل الأراضي الأمريكية ولكن يبدو أن هذا المسعى قد أوقعها وإدارتها في نزاع قد يطول أمده.
حيث قامت الشركة بإنشاء وافتتاح مصنعها الجديد والذي يقبع على مساحة قدرها 750 ألف قدم مربع بإقليم وينستون ساليم وهو المصنع الثالث للشركة داخل الأراضي الأمريكية. وفي يوم الافتتاح بدأ 300 موظف العمل على وظائفهم الجديدة وهو رقم يتوقع أن يتضاعف خلال العام القادم ليصل إلى 700 موظف ومن ثم إلى ألف وخمسمائة موظف خلال السنوات الخمس المقبلة.
لكن القصة لا تقف عند هذا الحد؛ فما دعا شركة ديل لإقامة مصنعها في ولاية كارولينا الأمريكية هو أن الولاية قد تبرعت للشركة بما يقارب 300 مليون دولار وهو مبلغ قد يغري أي شركة لتلبية الدعوة إقامة مصانعها على أراضي الولاية السخية.
وكان مصنع ديل قد كلف الشركة ما مقداره 100 مليون دولار أمريكي فقط على المصنع الذي سيقوم بإنتاج أنظمة (OptiPlex) و(Dimension) وهي أنظمة متخصصة بسطح المكتب في برامج التشغيل.
تحفيز كبير
ونظراً لأهمية الشركة الأمريكية وقوتها الاقتصادية فقد قام المسؤولون في الولاية بعرض هذا المبلغ التحفيزي الكبير للشركة كي تستقر في أراضيهم. وقد يضمن هذا التحرك من قبل شركة ديل توفير العديد من الوظائف لمواطني ولاية كارولينا وقدم المبلغ في صورة ضرائب مخفضة بلغت 242 مليون دولار أمريكي كما تسلمت الشركة 37 مليوناً أخرى من الإقليم مقر المصنع الجديد. ولكن يبدو أن شركة ديل قد تبخر حظها الذهبي أخيراً حيث تواجه دعوى قضائية من قبل بعض مالكي المشاريع الصغيرة في الإقليم.
وتم رفع هذه الدعوى من قبل معهد القانون والدستور بولاية كارولينا الشمالية والذي ينوب عن أصحاب الدعوى من مالكي المشاريع وبعض المصانع الصغيرة في المنطقة.
وقد صرح المدير التنفيذي للمعهد القضائي السيد روبرت أف ارر بأن موكليه أصحاب الدعوى يودون أن تقوم المحكمة بالنظر إلى المبالغ التي قدمتها الولاية لشركة ديل من ميزانية الضريبة الخاصة بسكانها وتقدير حجم الاستحقاق الذي يمكن لشركة ديل من أخذ ما مقداره 300 مليون دولار أمريكي.
وفي تصريح خص به السيد روبرت وسائل الإعلام المحلية بكارولينا الشمالية قال فيه: ( إن هم هؤلاء المدعين أن نشجع سوياً إنشاء وتأسيس مناخ اقتصادي متين بولاية كارولينا الشمالية والذي ستنعكس نتائجه الإيجابية على سكان المنطقة).
ولكن على الرغم من هذا فإن مواطني كارولينا واثقون من تلاعب شركة ديل مع سلطة الولاية حيث لم يشاهد السكان ولم يشعروا بأي تحسن من الناحية الوظيفية أو من الناحية الاقتصادية ويتوقعون أن المبلغ التحفيزي الهائل الذي قامت بدفعه الولاية للشركة (سيضيع هباءً).
شركة ديل لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الاتهامات وآثرت الرد على اتهامات السيد روبرت، حيث أكدت الشركة في إمكانية مشاركتها وتعزيز دورها الفعال في مجتمع أهالي ولاية كارولينا لما في ذلك من تنمية لاقتصادها المحلي.
كما أعلنت عن نيتها في تزويد الجهات الحكومية المحلية بالولاية بكل ما هو جديد في عالم البرامج والتكنولوجيا المتقدمة، بالإضافة إلى تزويد المتحف التكنولوجي المحلي بجديد التقنية من الوسائل التكنولوجية التعليمية.
مستقبل واعد
وعلى الرغم من مخاوف الشركة المتزايدة من أن تحول هذه الأزمة بينها وبين تطور مشاريعها الخاصة بولاية كارولينا الشمالية، لكن تطورها الحالي يبشر بأرباح كبيرة وقد تكون غير مسبوقة في تاريخ الشركة فبالإضافة إلى خطوتها الأولى التي سبق أن تحدثنا عنها فإن شركة ديل قد أقامت مؤخراً مقرات للتواصل مع زبائنها تتوافر فيها سبل التوزيع المتطورة وذلك في ولاية أوكلاهوما وأوهايو، كما ارتفعت نسبة الشركة من توظيف الأمريكيين 20% منذ العام 2002م.
وكانت شركة ديل قد تعرضت للنقد من قبل الجمهور الأمريكي وذلك نظراً لتحول سياستها في الفترة الماضية إلى خارج أمريكا حيث وفرت العديد من الفرص الوظيفية خارج الولايات المتحدة الأمريكية وبخاصة في الهند. وبدأت الشركة الآن تغيير منهجيتها والعودة مجدداً وبقوة للسوق الأمريكية.
ومن الممكن أن يؤثر رجوع ديل لبلدها الأم على منافستها لبقية الشركات العالمية الأخرى كشركة لينوفو الصينية العالمية، إلا أن كل ذلك لا يؤرق المسؤولين بالشركة حيث يؤكدون على قوة ديل في المنافسة في السوق العالمية ومزاحمة كبريات الشركات المصنعة للحواسب الشخصية والمحمولة حيث يقول المحلل مارتن رينولدز (أن القدرة لدى شركة ديل في إبقاء أسعارها الاستهلاكية منخفضة وفي متناول الجميع سيساعدها في المنافسة على القمة مع الشركات الأخرى العالمية، ولكن يجب عليها الاستمرار في ابتكار واكتشاف كل ما هو جديد والذي سيعطي الشركة دافعاً أكبر للمنافسة العالمية مع الشركات الآسيوية).
كمبيوتر كل خمس ثوان
وتؤكد شركة ديل بأن مصنعها الجديد سيتمكن في نهاية هذه السنة من إنتاج جهاز كمبيوتر متكامل كل خمس ثواني أي ما يعادل قوة إنتاجية تبلغ آلاف الكمبيوترات في اليوم الواحد حيث تطور الشركة حالياً تكنولوجيا جديدة تمكنها من اختبار كفاءة الأجهزة الكمبيوترية، أثناء تركيبها وتوضيح مدى جودة الجهاز لتوفير الوقت في إنتاج المزيد من الأجهزة.
ويقول مدير المجلس الإداري والمدير التنفيذي لشركة ديل السيد مايكل ديل: (إن نمو ونهضة شركة ديل والحاجة إلى مصنعنا الجديد في كارولينا الشمالية نتيجة لسياستنا الناجحة في التعامل في مجال التسويق والتجارة حيث إن ما يهمنا هي الإنتاجية والكفاءة للعاملين والتركيز على حاجات عملائنا المستمرة).
ويبدو أن الإدارة في شركة ديل ستسعى لحل هذه القضية وإيجاد تسوية مناسبة للطرفين حتى لا تقف في وجه النجاح المتوقع لهذا المشروع والذي يؤمل أن تحصل ديل من خلاله على مليارات الدولارات خلال السنوات القليلة القادمة.

..... الرجوع .....

السوق المفتوح
العنكبوتية
الاتصالات
هاي تك
الالعاب
الامن الرقمي
قضية تقنية
تجارة الالكترونية
جديد التقنية
منوعات
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved