الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 18th January,2004 العدد : 54

الأحد 26 ,ذو القعدة 1424

مواقع الإنترنت الإعلامية
لماذا تقلّصت؟ ولماذا ستزدهر من جديد؟

* إبراهيم الماجد
أجريت العام الماضي مراجعة حسابات حقيقية في كبرى شركات الإعلام الأمريكية تناولت دور الإنترنت وسائر خدمات المعلوماتية، وطالت هذه الحسابات وأحيانا «المحاسبات» أمورا كانت لفترة بديهية وضرورية بالنسبة إلى وسائل الإعلام، مثل أهمية وجود موقع للشركة على الإنترنت.
وهكذا بعدما «تهافت» الناس والشركات والحكومات والمنظمات على الإنترنت والمعلوماتية حتى عام 2000 شهدت هذه الظاهرة تراجعا كبيرا عام 2002 سبّب خسائروانكماشا لمجمل النشاط المعلوماتي في بعض قطاعات الاقتصاد لدول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وغيرها..
ورغم أن هذه الظاهرة بدأت منذ وقت ليس ببعيد إلا أنها لم تستمر، وأعقبتها مراحل صعود وهبوط لمجمل القطاع المعلوماتي في بلدان عديدة، ويعتبر بعض المراقبين أن المعلوماتية في العالم ستستمر في الخضوع لمراحل ازدهار وضمور إلى أن تنضج ملامحها الاقتصادية وتتثبّت قدماها في جذور الاقتصاديات الوطنية.
إعادة نظر
عندما بدأت شركات الإعلام في أمريكا إعادة النظر في دور المعلوماتية في عملها كان الأمر سريع الانتشار وأشبه بعدوى.
لقد انطلقت المراجعة والتدقيق لأقسام المعلوماتية في وسائل الإعلام الأمريكية الواحدة بعد الأخرى، من «النيويورك تايمز» إلى ال «سي ان ان».
فقد راجع الجميع أهمية الطموحات التي علقوها على الإنترنت، وانعكست المراجعة إلغاءً لعدد كبير من الوظائف بعدما أثبتت الوقائع أن الشركات تسرّعت كثيرا في المراهنة على الإنترنت من حيث التوقيت والوتيرة.
وقد أعلنت صحيفة «النيويورك تايمز» في بداية 2003م أنها ستلغي 69 وظيفة في فرع الإنترنت التابع لها، أي نحو 17 في المائة من عدد جهازها العامل، وذلك من اجل خفض تكاليفه والعودة إلى التوازن المالي في أسرع وقت.
أما ال «سي ان ان» التي لم تعلن عن خطط واضحة في هذا المجال، فقد لمحت بوضوح في بداية عام 2000 لاربعة آلاف من موظفيها أن عليهم أن يتوقعوا إعادة تنظيم إداري داخلي مطلع عام 2001، وهذا ما حصل بالفعل، وتمت ترجمة إعادة التنظيم هذه بإلغاء ما بين 500 إلى ألف وظيفة، منها عدد كبير من القسم المعلوماتي للمجموعة الذي يضم نحو 750 شخصا، على ما قالته يومها صحيفة «وول ستريت جورنال».
والجهاز المعلوماتي في CNN الذي تم تقديمه على انه رأس الحربة الجديد في المجموعة أثناء الذكرى السنوية العشرين للشبكة التلفزيونية، كان يشرف على خمسة عشر موقعا على الإنترنت بلغات متعددة (الإنكليزية والألمانية والأسبانية والإيطالية والبرتغالية واليابانية والأسوجية..). وتدريجا بدأت غالبية مواقع الإنترنت العائدة لوسائل الإعلام بالتخلي عن الطموحات التي علقتها على مواقع الإنترنت مع انهيار قيمة أسهمها المالية في البورصة عام 2000 وانخفاض تقديراتها المالية، ويعلق المحلل الإعلامي في شركة «جوبيتر كوميونيكيشن» للدراسات على الإنترنت روبرت هيرتزبيرغ بالقول ان «الآفاق التي كانت تبدو لا متناهية صارت فجأة سيئة للغاية».
وقال ان «كل هذه المواقع (على الإنترنت) التي استقطبت أعدادا كبيرة من المشتركين مع آفاق نمو من 30 في المائة واكثر، وجدت نفسها فجأة أمام مشكلة.
وبما أنها كانت تعتمد على شركات يتم تداول أسهمها في البورصة، كان لا بد لهذه الشركات من أن تقدم الحساب للمساهمين فيها، ولذا فقد اضطرت لتخفيف أعداد موظفيها.
وإضافة إلى ذلك، فان العائدات الإعلانية التي تمثل أهم مصدر للمداخيل لم تعد كافية لزيادة رقم الأعمال وتحقيق الأرباح، وقد باتت تواجه، من جهة أخرى، تجربة قاسية بسبب التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة».
وهذا ما يعتقده جون تشالنجر من مكتب الدراسات الاجتماعية «تشالنجر، غراي اند كريستماس» في شيكاغو الذي يقول انه لم يكن في وسع هذه المواقع إيجاد نموذج اقتصادي قابل للحياة.
«القطاع الإعلاني لا يكفي، العديد من الشركات جندت فرقها الذاتية من الصحافيين وأوجدت مضمونها الخاص على الإنترنت بدلا من استعادة مضمون الصحيفة نفسه، إن تكاليف كل ذلك باهظة».
ولمواجهة هذه الحالة، قررت المجموعة الإعلامية «نيوز كورب» مثلا التي يملكها الأسترالي روبرت موردوخ إقفال قسم الإنترنت لديها في الولايات المتحدة، ونُقل إنتاج أهم مواقعها الأمريكية على الإنترنت إلى شبكات التلفزة التي تشاركها (فوكس وفوكس سبورتس وفوكس نيوز)، مما سبّب إلغاء نحو 200 وظيفة.
التوقعات
واليوم تبدو الشركات وكمن يستفيق من كارثة بعد انجلاء غبار الانهيار ليعيد حساباته، ويعتبر عدد متزايد من المراقبين أن التطرّف الذي ساد مع الدعوة إلى ركوب موجة الإنترنت هو ذاته كان سائدا مع الدعوات إلى النزول من هذه الموجة.
لقد تم توظيف أعداد كبيرة غير ضرورية وجرى صرف أعداد إضافية، ولذلك اليوم تشهد بعض هذه الشركات إعادة توظيف لكن بأعداد منطقية اكثر، وتقول شركات إعلامية مختلفة أن قدرة الإنترنت الحقيقية متوقعة مع وسائل التراسل المباشر السريعة جدا، أي عبر الكابل الذي سيسمح بالانطلاق خلال استخدام الإنترنت بسرعة تفوق سرعة خط هاتفي عادي من 5 إلى 20 مرة.
ويعتقد البعض انه انطلاقا من هذا المفهوم، سيستخدم الناس الإنترنت اكثر فأكثر لتحل مع الوقت محل بعض وسائل الإعلام، مما سيعيد تجربة كانت على وشك التسبب بإغلاق شركات كبرى، وأدت بدلا من ذلك إلى اندماجات كما حصل مع AOL و TimeوWarner .
ومن المتوقع أن يعمَّم الدخول بسرعة إلى الإنترنت في غضون السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، وبحلول ذلك الوقت، سيكون على مواقع وسائل الإعلام أن تجدلنفسها مصادر دخل جديدة.
ويقول محللون ماليون أن المضمون في مواقع الإنترنت قد يصبح مدفوعا، وعلى بعض المواقع، مثل CNN، أن تطور أيضا «مبدأ التكتل»، أي بيع المعلومات أو تقاسمها مع وسائل إعلامية أخرى، والاتصالات الحديثة تدفع مجددا إلى الإيمان جديا بهذه النتائج لأن المزيد من الأجهزة والتقنيات بات يتيح وصولا لمزيد من الناس في العالم كله إلى الإنترنت.
وإذا ما استمرت هذه الظاهرة في الانتشار عالميا فإن الزبائن الذين قد يدفعون لقاء المحتوى على الإنترنت ستزداد أعدادهم وسيموّلون أعدادا من المواقع التي أقفلت أبوابها وصرفت موظفيها عام 2000.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
قضية تقنية
دليل البرامج
اقتصاد الكتروني
اطفال كوم
نساء كوم
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved