Telecom & Digital World Magazine Sunday18/02/2007 G Issue 196
سطح المكتب
الأحد 30 ,محرم 1428   العدد  196
 

حمَّى الجوال!

 

 

الجوال، المحمول، الموبايل، النقال، الخليوي... جهاز في حجم قبضة اليد أو أقل، يلازمنا في كل مكان، ويعيش معنا في كل لحظة، جهاز لم يعد من الكماليات، بل أصبح من الأساسيات، لدرجة أن بعضنا لا يتخيل العيش بدونه.

وفي محاولة (ناجحة) من المصنعين والموزعين، لتحويل هذا الجهاز إلى مادة استهلاكية، ترضي كافة الأذواق، عمدوا إلى تقديمه بأشكال عجيبة، وموديلات متنوعة، وأطلقوا عليه أسماء متعددة: أنيس المحبين، دلع بنات، الساهر، الباندا، الشيطان، الخيالة... إلخ.

وزاد من استنزاف جيوب المستهلكين، حمى التنافس على اقتناء آخر الموديلات، وأصبحنا نرى أطفالا لم يتجاوزوا العاشرة من العمر، وهم يتفاخرون بجوالاتهم، وكأنهم في سباق مع آخر صرعات الموضة.

وحظي الجوال باهتمام الغالبية العظمى من سكان هذا الكوكب، فاعتمدت عليه البشرية في مختلف شئون حياتها اليومية، في المكتب والمنزل والمصنع، وحققت بذلك اختزالا للوقت، وزيادة في الإنتاجية، وسرعة في قضاء الاحتياجات. ولكن على الجانب الآخر هناك من أفرط في استخدام الجوال، وزاد في الكيل والاستخدام حتى وصلت الحال به إلى مرحلة الإدمان، وأصبح الجهاز عنده بمثابة الرضاعة للطفل، لا يقوى على فراقها ساعة من الزمن، ليبدو في مشهد يتفطر معه القلب حسرة وألما، على وقت يهدر، ومال يستنزف، وصحة يتم تعريضها لاحتمالات المرض.

وقد تضاربت الرؤى والتقارير الطبية، حول الآثار السلبية لاستخدام الجوال، فمنهم من نفى تسبيبه أي أضرار، ومنهم من وصف ذبذباته بأنها تسبب هالات سوداء، ذات آثار مدمرة للدماغ، وتؤثر على السمع، وتتسبب في الصداع المزمن، مما أثار حفيظة الشركات الصانعة، وحدا بها لضخ الملايين لتوضيح الصورة و(ربما) للتعتيم على الحقائق!

لقد اختلفت الاستخدامات للجوال بين نافعة ومفيدة أو ثرثرة وهذر، وبين اقتناء لحاجة وضرورة أو تباهٍ وتفاخر، والذي علينا أن نتذكره دائما في هذا الشأن قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه) أو كما قال.

**

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«52» ثم أرسلها إلى الكود 82244

عبد اللطيف العتيق


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة