Telecom & Digital World Magazine Sunday18/02/2007 G Issue 196
رؤى
الأحد 30 ,محرم 1428   العدد  196
 
قل للمليحة بالخمار الأسود!

 

 

ليس الإعلان حديث عهد - كما قد يظن البعض -، بل هو وليد التعاملات التجاريّة منذ القدم، على أنه تطوّر مع الزمن حتى صار صناعة قائمة بذاتها في هذه الأيام.

ويروى في هذا الإطار أن تاجراً دمشقياً عاش في أحد العصور العباسيّة كان يبيع أقمشة نسائيّة، وأراد أن يروّج لتجارته، فما كان منه إلاّ أن وقف مرّة على باب محلّه وأنشد:

قل للمليحة بالخمار الأسود

ماذا فعلت بزاهدٍ متعبّد؟

وأخذ يكررهما مراراً؛ فجاء تجاوب الناس بسرعة البرق، وأعجبوا بهذين البيتين، وراحوا يتقاطرون إلى محلّه للشراء. وهكذا نجح هذا التاجر في بلوغ مقصده!

وفي نظرة إلى أبعاد هذين البيتين يُلاحظ كيف أن ذاك التاجر البارع قدّم (إعلانه) بشكل احترافي (تلميحاً لا تصريحاً)، ودخل من باب الشعر؛ فاستحوذ على مشاعر الناس، كما أنه أدخل العنصر النسائي (المليحة)؛ ليأسر الانتباه، ويوقظ الحواس!

ثم عرج إلى موضوع الناسك ليخلق شيئاً من التناقض والصراع الداخلي الذي غالباً ما ينتاب البشر في المواقف الحرجة!

كل هذه الانفعالات البشريّة تماهت في فكرة واحدة خرجت من فم التاجر الشاعر (إعلاناً) في ذروة الإقناع والتأثير!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة